المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 11 سبتمبر روائيا



aa11
12-03-2005, 10:49 PM
يعيد الكاتب السعودي تركي الحمد في روايته الجديدة "ريح الجنة" احياء عمليات تفجير الحادي عشر من سبتمبر ايلول في الولايات المتحدة روائيا جامعا بين التوثيق التاريخي والمخيلة الروائية. رواية الحمد تتسم في شكل عام بقدرة على السرد والوصف المتحرك المقنع لكنها كما يبدو تشدد على سعي من نفذوها الاساسي الى اكتساب الجنة في عمليتهم تدفعهم الى الانخراط في العمل اسباب متعددة يأتي الجنس في رأسها تليه عوامل اخرى منها الاجتماعي والاقتصادي والتربوي وغير ذلك. وقد يؤخذ على الرواية انها في نواح كثيرة تبدو اقرب الى اطروحة تسعى سلفا وبشكل ادبي الى ايضاح افكار ونتائج محددة تعيد تكرارها في صور تتشابه في مجالات على رغم تباينها العام وانها رغم استنادها الى احداث مادية حقيقية واشخاص حقيقيين في نهاية الامر.. يبالغ كاتبها احيانا في رسم العوالم الداخلية لبعض الشخصيات وتصرفاتها لتبدو اسيرة الافكار المتحكمة بالعمل ككل.
رواية الحمد صدرت في 279 صفحة عن دار الساقي في لندن وبيروت وهي كتابه الحادي عشر الصادر عن هذه الدار اذ سبقته عشرة كتب بين بحث ورواية.
يقدم الحمد روايته بكلمات تختصر كثيرا مما قاله في الرواية وتشكل "مسودة" فكرة عمله والغاية التي يسعى اليها هذا النص الادبي الذي وعلى رغم نواح جميلة فيه يتحول الى مجرد وسيلة للتوصل الى افكار محددة وان كانت صحيحة خلقيا ودينيا وانسانيا.
يقول الكاتب مباشرة وبوضوح وبتحريض على التفكير والتساؤل مخاطبا "ابطال" العملية وامثالهم "الى المسافرين الى الجنة.. او يعتقدون انهم الى هناك مسافرون... هل تعلمون فعلا الى اين انتم مسافرون ضعوا حقائبكم جانبا وفكروا.. فكروا فقط ان بقي مجال للتفكير." ولمزيد من الشرح والوصف نقرأ ما حمله غلاف الرواية اذ جاء فيه بمرونة لبقة تظهر وتخفي "هذه مجرد رواية.. فيها الكثير من الحقائق وفيها الكثير من الخيال ايضا.. ولكن المهم ان فيها الكثير من السؤال واقل القليل من الجواب .. تطابق في بعض الاسماء والوقائع والمواقع قد يعني كل شيء وقد لا يعني اي شيء بقدر ما يعني تمازج الحقيقة والخيال... والهدف.. ان نعرف لماذا يموت الشباب... بل لماذا ينتحرون وهم سعداء... لماذا يبحثون عن السعادة في الموت وبين القبور.. سؤال يحتاج الى ان ننقب في تلافيف المخ... فالعلة تكمن هناك... في الرأس... فعندما يفسد الرأس فكل شيء فاسد."
وعلى رغم ايراد الكاتب أسبابا وعوامل ودوافع مختلفة فيها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتربوي عند هؤلاء الشبان الذين كانوا من بلدان عربية مختلفة بينها السعودية ومصر ولبنان وغيرها.. فهناك تشديد ..ضمني هنا وواضح هناك.. على اولوية العلة "الداخلية" التي تعود الى داخل الشخص اي الى "المخ".
كان هؤلاء الشبان مجموعات "مأخوذة" اي مستحوذا عليها فكريا ونفسيا و"مسحوبة" الى الاستشهاد واكتساب الجنة التي تفوح رائحتها فتملا انوفهم وانفسهم.
في الرواية تفاصيل دقيقة واعادة احياء او اعادة خلق احيانا لكثير من احداث التفجير التي هزت الولايات المتحدة ولا يزال رجعها يتردد عمليا وبشدة في انحاء العالم حتى الان. مجموعة الشبان هؤلاء الذين اتوا الى امريكا من بلدان مختلفة شرقية غربية.. تلقوا تدريبات متنوعة بينها قيادة طائرات واستعمال اجهزة متطورة كما يعرف كل من تابع اخبار هذه الاحداث.
يلاحق الحمد اخبارهم مستندا الى الوقائع حينا والى الخيال احيانا والى استقراء منطقي وعقلاني لما كان يتوقع ان يشعروا به وان يفكروا فيه. ومن هنا فقد كانوا فخورين بقدرتهم على اختراق التكنولوجيا التي "تتبجح" بها امريكا التي تعتبر امثالهم "متخلفين". وقد استطاعوا ذلك لا بالدرس والمتابعة فحسب بل وقبل اي شيء اخر "بعون الله". وفي سبيل تحقيق مهماتهم فقد قاموا بما لا يتوافق مع معتقداتهم وممارساتهم الدينية اذ انهم مثلا كانوا يشربون الخمر ويسكرون كي يخدعوا من قد يكون يراقبهم او يشك فيهم. ويورد الكاتب قصصا شبه خرافية كانت تروى لهم ولامثالهم عن افغانستان واخوتهم الذين كانوا يقاتلون الروس هناك وكيف ترشدهم الطير الى قدوم الطائرات الروسية قبل مجيئها وكيف يساعدهم الذباب والعقارب في مقاتلة الروس وكيف تخاويهم الافاعي وتصادقهم وكل ذلك بأمر من الله.
يسعى الكاتب احيانا الى درس نفسيات بعضهم ومعتقداتهم وكيف يجيزون لانفسهم او يجاز لهم قتل الناس الابرياء. يقول عن احدهم من خاطفي طائرة في ذلك اليوم "احس بوخز عابر في صدره مع ألم وانقباض في المعدة وهو يرى كل هؤلاء المسافرين الذين لا يعلمون انهم ميتون بعد دقائق معدودة... ما ذنبهم.. اخذ يفكر. ولكنه سرعان ما سيطر على نفسه المترددة... انهم يستحقون الموت.. اليسوا ممن يدفعون الضرائب الى حكومتهم وبتلك الاموال يقهرون الاسلام والمسلمين .. اليسوا يخدمون في الجيش او خدموا في الجيش. اليسوا يرون الظلم ولا يستنكرونه."
ولقضية التربية المنزلية حصة في تكوين نفسيات هؤلاء الشبان واستعداداتهم لاطاعة معلميهم الكبار. القضية الجنسية مهمة جدا في نفسياتهم. الجيشان الجنسي يطوع ليصبح امتناعا عن الممارسة ولذا فسيجري تعويضهم عنه في الجنة. وهنا نجد انهم اجمالا "مرغوبون" تلاحقهم النساء بالنظرات والدعوات الى درجة تخرج عن المعقول احيانا اذ انهم جميعا يتعرضون لاغواءات واغراءات وكأنهم الرجال الوحيدون.. والواحد منهم يرفض لانه يريد الجنة والحوريات العين وزوجته الحورية التي تنتظره بشوق في الجنة. ويصف صبية تنظر الى احدهم وعجوزا متصابية تكاد تحتك بالاخر وهو يرفض.. وكثيرات مثلهما والرفض مستمر "اذ كيف يفكر بهن وهو مزفوف الى من لو انها كشفت عن جزء من ساقها لاضاءت له الدنيا."
واحد منهم.. وهو مصري يرسمه الكاتب بداية بشكل معقول اذ اننا نعرف كثيرا من امثاله "المستغربين" المولعين بتقليد الغرب ببغائيا وازدراء اهل بلدهم. كان يحلم بالجنس مع الانجليزيات البيض. كان يحلم بان "يكون انجليزيا". سافر الى لندن وعمل فيها مدة كافية. سهر مرة في حانة في حي "سوهو" وببراءة ليست مقنعة نجده لا يعرف انها لمثيلي الجنس مع ان هذا الامر جدير بان يلفت نظر الزائر الغريب الشرقي ويثير استغرابه بعد الايام الاولى من زيارته اذا لم نقل اليوم الاول. لاحظ شيئا غريبا. وتعرف الى عدد من الساهرين وصادقهم بسرعة. احدهم دعا المجموعة الى منزله حيث دار الشرب وتعاطي المخدرات والممارسات الجنسية الجماعية.. شاذة وغير شاذة.
وسكر الرجل وتعاطى ومارس ما مارسوه وصباح اليوم التالي احس بقرف وغثيان. وعاد الى مصر وحاول النسيان ولكنه كلما رأى انجليزيا احس بالرغبة في "القبض على خناقه وعصره حتى الموت.. سنتان من الضياع والعذاب الى ان من الله علي بالاسلام."
وقد اشترك في عمليات اغتيال اجانب في مصر. امثلة كهذا لا تبدو معقولة اذ تذكرنا بمثل يدعو الى عدم النوم بين المقابر كي لا نرى احلاما مخيفة. الكاتب جعله يسهر مع مثيلي الجنس ويصادقهم ثم جعله يقرر الانتقام من كل انجليزي سواء اكان طبيعيا ام شاذا. قد يقال ان الكاتب اراد ان يظهر لا معقولية هؤلاء الناس.. لكن طريقته في اظهار ذلك تبدو أيضا غير معقولة ولو الى حد ما.

من ايلاف

م.عبدالله
14-03-2005, 01:32 AM
اخي الكريم Aa11

اشكرك على هذا النقل الجميل وفعلا حادثة الحادي عشر من سبتمبر يكتب منها كل الاطراف وبكل الطرق واللغات وسنرى الكثير من المقالات والروايات كلن بادلته او بتخيلاته..

ريح الجنه

اتمنى ان اقراها

اخوك النصاب

ميرال
19-09-2005, 03:53 PM
تشكر اخوي
على الموضوع

aa11
19-09-2005, 04:40 PM
اهلين اختي ميرال والله منوره الموضوع ..

واتمنا انها ما تكون اخر زياره لك لمواضيعِ

مــوادع
19-09-2005, 10:35 PM
تم غلق الموضوع بواسطتي

واعتذر من صاحب الموضوع ولكنه موضوع قديم

ولكي تاخذ المواضيع الجديدة حقها من الردود

تقبلوا خالص ودي

اخوكم/اخـــــــلاق