المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأصول الستة للشيخ محمد ابن عبد الوهاب



الرئيسة
19-04-2003, 07:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

من أعجَبِ العُجَابِ ، وأكبرِ الآيات الدَّالةِ على قدرة الملك الغَّلاب ستَّةُ أصولٍ بَيَّنها الله تعالى بياناً واضحاً للعوامِّ فوق ما يظن الظانُّون ، ثم بعد هذا غَلِطَ فيها كثير من أذكياء العالم ، وعُقَلاء بني آدم ، إلا أقلّ القليل .


 [ الأصل الأول ] :

إخلاص الدين لله تعالى وحده لا شريك له ، وبيان ضده الذي هو الشرك بالله ، وكون أكثر القرآن في بيان هذا الأصل من وجوه شتى بكلام يفهمه أبلد العامة ، ثم لما صار على أكثر الأمة ما صار . أظهر لهم الشيطان الإخلاص في صورة تَنَقُّصِ الصالحين والتَّقصيرِ في حقوقهم ، وأظهر لهم الشرك بالله في صورة محبة الصالحين واتِّبَاعهِم .

 [ الأصل الثاني ] :

أمر الله بالاجتماع في الدين ونهى عن التفرق فيه فبين الله هذا بياناً شافياً تفهمه العوام ، ونهانا أن نكون كالذين تفرقوا واختلفوا قبلنا فهلكوا ، وذكر أنه أمر المسلمين بالاجتماع في الدين ونهاهم عن التفرق فيه .
ويزيده وضوحاً ما وردت به السنة من العَجَبِ العُجَابِ في ذلك ، ثم صار الأمر إلى أن الافتراق في أصول الدين وفروعه هو العلم والفقه في الدين وصار الأمر بالاجتماع في الدين لا يقوله إلا زنديق أو مجنون .

 [ الأصل الثالث ] :

أن من تمام الاجتماعِ السمعُ والطاعةُ لمن تأمر علينا ولو كان عبداً حبشياً ، فبين الله له هذا بياناً شائعاً كافياً بوجوهٍ من أنواع البيان شرعاً وقدراً ثم صار هذا الأصل لا يُعْرفُ عند أكثر من يَدَّعي العلم . فكيف العمل به ؟

 [ الأصل الرابع ] :

بيان العلم والعلماء والفقه والفقهاء ، وبيان من تشبه بهم وليس منهم ،
وقـد بين الله تعالى هذا الأصل في أول سورة البقرة من قوله تعالى :  يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم  إلى قوله قبل ذكر إبراهيم عليه السلام  يا بني إسرائيل  الآية . ويزيده وضوحاً ما صرحت به السنة في هذا الكلام الكثير البين الواضح للعامي البليد ، ثم صار هذا أغرب الأشياء ، وصار العلم والفقه هو البدع والضلالات ، وخيار ما عندهم لَبْس الحق بالباطل ، وصار العلم الذي فرضه الله تعالى على الخلق ومدحه لا يتفوه به إلا زنديق أو مجنون ، وصار من أنكره وعاداه وصنّف في التحذير منه والنهي عنه هو الفقيه العالم .

 [ الأصل الخامس ] :

بيانُ الله سبحانه لأوليائه وتفريقُهُ بينهم وبين المتشَبِّهين بهم من أعداء الله المنـافقين والفجـار .
ويكفـي في هذا آية من سورة آل عمران وهي قوله :  قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله  الآية [ 31 ] .

وآية في سورة المائدة وهي قولُهُ :  يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه  الآية [ 54 ] . وآية في يونس وهي قولُهُ :  ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . الذين آمنوا وكانوا يتقون  [ 62،63 ] .

ثم صار الأمر عند أكثر من يدعي العلم وأنه من هُدَاةِ الخلق وَحُفَّاظِ الشرع . إلى أن الأوليـاء لا بد فيهم من ترك اتِّباعِ الرسل ، ومن تبعهم فليس منهم . ولا بد من ترك الجهاد فمن جاهد فليس منهم ، ولا بد من ترك الإيمان والتقوى فمن تعهد بالإيمان والتقوى فليس منهم . يا ربنا نسألك العفو والعافية إنك سميع الدعاء .


 [ الأصل السادس ] :

رد الشبهة التي وضعها الشيطان في ترك القرآن والسنة واتِّبَاع الآراء والأهواء المتفرقة المختلفة ،
وهي أن القرآن والسنة لا يعرفهما إلا المجتهد المُطلَقْ ،
والمجتهد هو الموصوف بكذا وكذا أوصافاً لعلها لا توجد تامة في أبي بكر وعمر ،
فإن لم يكن الإنسان كذلك فليعرض عنهما فرضاً حتماً لا شك ولا إشكال فيه ، ومن طلب الهدى منهما فهو إما زنديق ،
وإما مجنون لأجل صُعُوبة فهمهما فسبحان الله وبحمده كم بيَّن الله سبحانه شرعاً وقدراً خلقاً وأمراً في رد هذه الشبهة الملعونة من وجوه شتى بلغت إلى حدِ الضروريات العامة ولكن أكثر الناس لا يعلمون  لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون  إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً فهي إلى الأذقان فهم مقمحون  وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون  وسواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجرٍ كريم  [ يس : 7ـ 11 ] .

آخره والحمد لله رب العالمين . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين .

أمل عبدالعزيز
21-04-2003, 08:44 PM
|247|


أتمنى أن يكون شغلنا الشاغل هو العلم الحصيف الرصين ........ الشرعي الواضح المبين .......

وندع كثير من مواقع الزيغ والضلال ومايطلبه الجمهور من أهل الفتن والبدع ...

دمتـــــــــِ بود أختى الحبيبة ......

ونسأل الله الهداية لقلوبنا ويرشدنا الله لما فيه صلاح ديننا ودنيانا.......

الرئيسة
26-04-2003, 08:41 PM
جزاك الله خير أختي الرهيبة على المرور والتعليق

وياليتنا نعود إلى العلم الصحيح ونأخذه من منابعه