المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطاب موجه الى صاحب السمو الملكي الامير نواف، ولسعادة السيد ريكارد



االزعيم الهلالي
20-01-2012, 02:00 AM
‎بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى اله وصحبه ومن والاه
اما بعد،،،
يخلد التاريخ للمنتخب السعودي العديد من الذكريات الحسنة واللحظات السعيدة التي من الصعب ان تنسى. اذا تذكرنا فترة ١٩٨٤- ١٩٩٨، سنذكر ذاك المنتخب الذي سطع بريقه، و ظل صلبا شرسا تخاف منه كل المنتخبات الاسيوية بلا استثناء. فمن ينسى فوزنا بكؤوس اسيا ١٩٨٤، ١٩٨٨، و ١٩٩٦، ومن ينسى المشاركة في مونديال امريكا ١٩٩٤، ذاك المنتخب الذي فاجئ العالم باسره بمستواه الراقي، والكرة التي كان يلعبها المنتخب في ذلك الوقت، والتي امتازت بالاخلاص والقتالية، فضلا عن المهارات واللياقة. المنتخب السعودي اليوم، وللاسف، اصبح على النقيض من ذلك تماما. فالرغم من المستوى العالي الذي يتمتع فيه دورينا، والمبالغ الفلكية التي صرفت على اللاعبين في الكرة السعودية، الا ان حال المنتخب الان لا يسر عدو ولا صديق. تغيرت الاجهزة الفنية، تغيرت الاجهزة الادارية، تغير الاتحاد السعودي باسره، ولكن المشكلة لازالت هي المشكلة. كل متابع للكرة السعودية، او بالاحرى اغلبهم تؤمن بان نكسة الكرة السعودية هي منذ خروجه من كاس اسيا الماضية، او خروجه من تصفيات كاس العالم ٢٠١٠. لكن، المنتخب السعودي بدا مريضا من عام ٢٠٠٢، وبالتحديد، خروجه من كاس العالم ٢٠٠٢. البعض او الغالبية العظمى تختلف معي، لكن هذي هي الحقيقة. بالرغم من الانجازات التي تحققت بعد تلك الفترة، والمتمثلة في فوزه بكاس الخليج، كاس العرب، وصيف لبطل اسيا ٢٠٠٧، و تاهله لكاس العالم ٢٠٠٦، الا انها ( بوجهة نظري المتواضعة) تعتبر مسكنات للمرض، بدليل الاخفاقات المتكررة التي حدثت في تلك الفترة، والمتمثلة في خروجنا من الدور الاول من كاس اسيا مرتين، خروجنا من كاس الخليج عام ٢٠٠٤، عدم التاهل لكاس العالم ٢٠١٠، والخروج الهزيل من كاس العالم ٢٠٠٦ بالرغم من الاستعدادات الكبيرة التي جرت لذلك المونديال.
‎ المرض يا اعزائي هو غياب الروح والقتالية، التي كانت ميزة للمنتخب السعودي ايام التسعينات والفترة الذهبية التي كان يمر بها. فبغياب الروح والاخلاص، تغيب المهارة واللياقة. هناك مواهب، منها برز، و منها لا، لديها الشيء الكثير لتقدمه، بل لاعبي المنتخب السعودي الحاليين، لديهم من المهارة الشئ الذي يضمن لنا اول ٢٠ مركز على المستوى العالم متربعين على عرش الكرة الاسيوية، بل وقد يضمن لنا مقعد في دور الثمانية في كاس العالم ٢٠١٠ او تأهلنا لها، لكن لا تعليق. نرجع الى كاس اسيا ٢٠١١، وليد عبدالله - اسامه هوساوي - اسامه المولد - عبدالله شهيل - كامل الموسى - سعود كريري - تيسير الجاسم - عبده عطيف - محمد الشلهوب - ناصر الشمراني - ياسر القحطاني، تلك تقريبا قائمة باللاعبين الاساسيين. لنتخيل كل لاعب من هؤلاء اللاعبين في مستواه و موده اثناء تلك البطولة، الاجابة يا اعزائي لكان الكاس في الرياض، وباقل مجهود، بالرغم من قوة تلك البطولة. لكن المرض هو غياب الروح والاخلاص في لاعبي المنتخب السعودي، والضحية نحن كجمهور. الآن ننتظرنا مواجهة المنتخب السعودي امام استراليا، فيا خبر جيد ياتينا من سيدني، بوصول المنتخب السعودي الى التصفيات النهائية ( سبحان الله، منذ متى و نحن نصل الى هذا المستوى من الطموح !! )، او خروج المنتخب السعودي من التصفيات الاولية، لتسجل لنا نقطة سوداء لطالما تعودنا على مشاهدتها في السنوات الاخيرة.
‎المنتخب السعودي يحتاج آلى اعادة هيكلة من جديد، واقصد باعادة الهيكلة اي الاعتماد على المنتخب السعودي للشباب والاولمبي، والذي شرفنا في كاس العالم ٢٠١١ للشباب في كولومبيا، قبل مواجهة استراليا. الوقت قصير ولكن ذلك الحل الامثل. أولئك اللاعبين هم مستقبل الكرة السعودية، هم نواتها، وهم رجالها. السنوات الاخيرة، المنتخب السعودي اصبح يتجاهل اللاعبين من الدرجات السنية الا ما ندر. المنتخب الشاب في ٢٠٠٥، كان من ابرز نجومه جفين البيشي، محمد عيد، ابراهيم شراحيلي، ناصر السلمي، وعدد آخر من اللاعبين الذين لم يصبح لهم اي اثر في المنتخب السعودي، واقتصر ظهورهم في الاندية فقط، بل ان البعض منهم اصبح احتياطيا في ناديه كذلك. كذلك العديد من اللاعبين الذين برزوا في المنتخبات السنية ولم يصبح لهم اثر في المتخب. على سبيل المثال، مسفر القحطاني، سلمان الخالدي، محمد الفيفي، خضر الزهراني، بدر الخراشي، عبدالله الدوسري، ناجي مجرشي، احمد الصويلح، عبدالعزيز الكلثم. من يصدق ان عيسى المحياني، لاعب احتياطي في الهلال، توج بهداف كاس اسيا للشباب ٢٠٠٢؟ جل لاعبي المنتخب السعودي ابان الفترة الذهبية، كانوا متدرجين من الناشئين الى المنتخب الاول، بلا استثناء. على سبيل المثال، لا الحصر، محمد الدعيع، سامي الجابر، يوسف الثنيان، خالد التيماوي، فهد الهريفي، ماجد عبدالله، نواف التمياط، احمد جميل، والقائمة تطول، كل هؤلاء تدرجوا في الفئات السنية الى المنتخب الاول. والنتيجة، الانجازات التي تحققت في تلك الفترة.
‎الاعتماد على اللاعبين الشباب من الان سيضمن على الاقل مستقبلا مشرقا للمنتخب السعودي، اذا ما اخذنا في الاعتبار خروجنا من استراليا. السؤال هنا، مواجهة استراليا ستكون قريبة قياسا بالعملية الكبيرة التي ستتم، والتي هي اعادة هيكلة المنتخب السعودي، كيف سنكون مستعدين اذا؟
‎الجواب، اذا اخذنا بالاعتبار اننا سنستعين بالمنتخب الاولمبي كاملا، ومطعما ببعض النجوم ما فوق ٢٣ سنة، لن ستكون عملية كبيرة. المنتخب السعودي في الحالتين سيواجه الصعوبة، اذا لعبنا بالمنتخب الحالي، و ما ادراك مالمنتخب الحالي، حيث انعدام الاخلاص، ستكون النتيجة مضمونة، لان المنتخب الحالي غير مؤهل حتى للتعادل امام استراليا في ارضها. اذا اخذنا الحالة الثانية، و هي اللعب بالمنتخب الشاب مطعما ببعض النجوم فوق ٢٣ سنة، سيكون الامل اكبر في تحقيق الفوز، او التعادل على اقل تقدير، خاصة اذا ما اخذنا في الاعتبار المهارات والاخلاص العالي الذي يتمتع فيه لاعبي المنتخب السعودي الشاب، وبعض النجوم فوق ٢٣ سنة الذين يتمتعون بذلك ايضا. المعسكر الاعدادي سيقام في الايام القليلة القادمة، يجب ان تكون التمارين مكثفة بين اللاعبين حتى يتم التجانس بشكل كامل، والاستفادة من مواجهات المنتخب الودية امام البارجواي و نيوزلندا. كذلك، تكون خير استعداد لمواجهات الدور الثاني للمنتخب الاولمبي امام كل من عمان، قطر، و كوريا، حيث امام المنتخب السعودي الاولمبي مهمة صعبة لتحقيق الفوز في كل المباريات.
‎في النهاية، احب اقترح التشكيلة التي يمكن اللعب بها امام استراليا:
‎حراسة المرمى: وليد عبدالله (الشباب)، حسين شيعان(الشباب)، عبدالله السديري(الهلال)
‎الدفاع
‎اسامة هوساوي(الهلال)، معتز هوساوي(الاهلي)، عبدالله الحافظ(في البرتغال)، محمد آل فتيل(الاهلي)، عبدالله شهيل(الشباب)، صالح القميزي(الشباب)، ياسر الشهراني(القادسية)، محمد برناوي(الاهلي).
‎الوسط: معن الخضري(الاتحاد)، مصطفى بصاص(الاهلي)، محمد السفري(الاتفاق)، سعود كريري(الاتحاد)، عبدالرحيم الجيزاوي(الاهلي)، محمد الشلهوب(الهلال)، هتان باهبري(الاتحاد)، يحيى الشهري(الاتفاق).
‎الهجوم: ياسر الفهمي(الاهلي)، فهد المولد(الاتحاد)، نواف العابد(الهلال)، نايف هزازي(الاتحاد).

‎هذا هو الحل الافضل والامثل في وجهة نظري المتواضعة، حيث امتزجت الشباب بالخبرة، في كل مركز تقريبا لاعب الخبرة.
‎اتمنى يوصل هذا المقال لمسؤولي المنتخب السعودي، فالقراءة والاطلاع لن يخسرا من وقت الانسان شيء.

‎قلت ما قلت، ان كان صوابا، فمن الله، وان كان خطأ، فمن نفسي و من الشيطان. سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمدلله رب العالمين