المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالتي ..لاخي من خلف القضباان .. ورده لي



أسواق
17-01-2012, 09:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالتي لاخي من خلف قضبان السجن عام 27 هجري

(( ان امر المؤمن كله عجب, إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له,
وإن أصابته ضراء
صبر فكان خيرا له ))
الحمد لله الصبور الشكور,
العلي الكبير,السميع البصير ,
العليم القدير ,
الذي شملت قدرته كل مخلوق ,
وجرت مشيئته في خلقه بتصاريف الأمور , وأسمعت دعوته لليوم الموعود
أصحاب القبور .
قدر مقادير الخلائق وآجالهم ,
وكتب آثارهم وأعمالهم , وقسم بينهم معايشهم وأموالهم .
وخلق الموت والحياة ليبلوهم أيهم أحسن عملا وهوالعزيز الغفور,
القاهر القادر, فكل عسير
عليه يسير ,
وهو المولى النصير فنعم المولى ونعم النصير .
وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له ,
وأشهد أن محمداًعبده ورسوله
وخيرته من بريّته
وصفوته من خليقته .
فبلّغ رسالات ربه وصدع بأمره, وتحمل في مرضاته مالم يتحمله بشر سواه .
وقام لله بالصبر والشكر حق القيام حتى بلغ رضاه .
فثبت في مقام الصبر حتى لم يلحقه أحد من الصابرين.
وترقى في درجه الشكر حتى علا فوق جميع الشاكرين..
فحمد الله وملائكته ورسله
وجميع المؤمنين.....
فصلى الله وملائكته وأنبياؤه ورسله وجميع المؤمنين عليه كما وحد الله وعرّف به ودعا إليه,
وسلم تسليما ً كثيرا ً .
أخي.. وقرة عيني ..
هل تُراك لاتزال ذلك الطود الأشم في وجه أعاصير البلايا؟؟!!
لكم أتوق إلى أن أقرأ حروف الصبر والاحتساب تنفجر من حدقة عينك !!!
أجعل قلبكـ ينصت إلىّ قليلا ً:
الله سبحانه وتعالى جعل الصبر جواداً لا يكبو , وصارما لا ينبو , وجندا ً لايهزم ,
وحصنا ًحصينا ً لايهدم و لايثلم ,فهو والنصر شقيقان فالنصر مع الصبر , والفرج مع الكرب
والعسر مع اليسر, وهو أنصر لصاحبه من الرجال بلا عدة ولا عدد, ومحله من الظفر كمحل
الرأس من الجسد, ولقد ضمن الوفي الصادق لأهله في محكم الكتاب أنه يوفيهم أجرهم
بغير حساب.
وأخبرهم أنه معهم بهدايته ونصره العزيز وفتحه المبين , فقال تعالى :
{ وَاصْبِرُوا إِنَ اللهَ مَعَالصَبِرِينَ } ,
فظفر الصابرون بهذه المعية بخير الدنيا والآخرة ,
وفازوا بها , بنعمه الباطنة والظاهرة .
وأخبر أن الصبر خير لأهله مؤكد باليمين ,
فقال سبحانه :
{ لَهُوَ خَيْرٌ لّلِصَّبِرِيِنَ } ,
وأخبر سبحانه أن مع الصبر والتقوى
لايضركيد العدو ولو كان
ذا تسليط , فقال جل وعلا :
{ وَإِنْ تَصْبِرُواْوَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَمُحِيطٌ }
وأخبر أن الصبر والمغفرة من العزائم التي تجارة أربابها لا تبور, فقال :
{ وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأمُورِ }..
أخي وقرة عيني :
الصبر آخية المؤمن التي يجول ثم يرجع إليها , وساق إيمانه الذي لااعتماد له إلا عليه ,
فلا إيمان لمن لاصبر له , وإن كان فإيمان قليل في غايةالضعف ،
وصاحبه ممن يعبد الله على حرف , فإن أصابه خير اطمأن به , وإن أصابته فتنة
انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة,
ولم يحظ منهما إلا بالصفقة الخاسرة,
فخير
عيش أدركه السعداء بصبرهم وترقوا إلى أعلى المنازل بشكرهم,
فساروا بين جناحي
الصبر والشكر إلى جنات النعيم ,
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذوالفضل العظيم ..
أخي.. لن أهديك قصيدا ً مرتبا ً .. ولا نثرا ً منمقا ً .. بل أجعل فؤادك الطاهر يصغي لما خططت
لكـ هنا ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( إذا جمع الله الخلائق نادى مناد أين أهل الصبر؟
فيقوم ناس وهم قليلون فينطلقون سراعا ًإلى الجنة فتلقاهم الملائكة
فيقولون :
إنا نراكم سراعا ً إلى الجنة فمن أنتم ؟
فيقولون : نحن أهل الفضل .
فيقولون : ماكان فضلكم ؟ فيقولون : كنّا إذا ظلمنا صبرنا , وإذا أسيء إلينا غفرنا , وإذا جهل
علينا حلمنا, فيقال لهم: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين )).
أرأيت ؟! هنيئا ً لك إذا صبرت واحتسبت ..

استمع لبشرى أخرى لكم معشر الصابرين :
قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
(( مامن مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها ))
وقال عليه الصلاة والسلام :
(( ماأعطي أحد عطاء خيرا ً وأسع من الصبر )) .
أخي.. لقد ابتلي الأنبياء .. والصحابة.. وأهل الفضل والعلم .. والتابعين.. وأشد البلاء كان على الأنبياء ..
ولكنهم صبروا على الأذى , والظلم, وقضبان السجون, فصبروا, فآتاهم الله خيرا مما فقدوا ..
قال الحسن : (( الصبر كنز من كنوز الخير لايعطيه اللهإلا لعبد كريم عنده )) ..
ثم تيقن أن ما أصابك لم يكن ليخطئك على غيرك .. وماأخطأك لم يكن يوما ًيصيبك..

أفتح راحتي قلبك وخذ هذه الدرر :
أمَا والــــذي لا خُـــلد إلاَّ لوَجهــــهِ ومنْ ليسَ في العز المنِيع له ُ كفو ُ
لَئنْ كان َبدءُ الصبرِ مرًّ مذاقهُ لَقَـــد يجْتنـــى مِن غــــبهِ الثمَرُ الحُــلوُ ....
يامن تشتاق له كل العيون :
عند عتبات كل مساء تقف همسات قلبي .. وبينخيوط القمر ترتعش رسائل الشوق .. هنا عند أشياءك الصغيرة..
ومكانتك الكبيرة.. وروحك التي تعيش بشموخ ٍ بيننا .. هنا أنت كما أنت راسخ في أعيننا ..
حتى عندماننام وتنسدل ستائر الأجفان .. نراك .. نلمح صورتك .. بين طبقات العيون ..
قرةعيوننا :
لم أزل أرى طيوفك الرائعة في جدران ذاكرتي .. أسمع صوتك ..أرى محياكالوقور ..
كل ليلة نتحلق حول كيانك الموجود بيننا .. كل ليلة تمر نسامرك.. صدقني ..
كل ليلة نتخيل تلك اللحظة التي ستصيبنا موجة ً عارمة من القرح ..
اتخيل .. عندما تأتي .. ويأتي صوتك .. ضحكتك .. و .. و .. شخصك الحبيب ..
كلنا معك ..
كل القلوب ترنو لك ..
كل الدموع نسطر بها حروفا ً لك ..
كل الطيوف تسأل بإلحاح عنك ..
كل وكل وكل المعاني لن تفي بما يتلجلج في قلبي وقلب ** امي ** وكل أهلك ..
أيها الشامخ :
آه ٍ .. ما اقسى ذاك الحنين ..
كل يوم في بعدك عنا يتساوى بالسنين ..
سوف تأتي .. نعم !! سوف تأتي ذات حين ..
أرقب الفرج مع الصبر .. وارقب الضياء مع الفجر .. وكفّن ذاك الأنين ..
أصبر .. وأصبر .. ارجوك .. لا .. لا تلين ..
.....
كأني اسمع قلبها مناديا ً ..
ونبضها بإسمك مترنما ً شاديا ً ..
وطيفك في مساحته الخضراء ُ عاديا ً ..
على وجهها الوضاءابتسامة الرضا ..
ونبرتها كل ليلة متزنة ً ,, إلا ,, عندما تسمع ذاك الصوت المنادي داخلها ..
عندها .. تغالب دمعة ً لا نراها ..
وتعلو صوتها بحة ً .. تهز رأسها .. عن الظهور تنهاها ..
ثم تبتسم بعد أن جفت شفاها ..
وتتحامل على نفسها .. لتجر خطاها ..
كل العيون معلقة .. فيها .. سؤال: ترى, فجأة ً ماذااعتراها ؟؟؟!
صمت ..
ظلام..
ليلة ً الذهول والألم منتهاها ..
سمعنا شهقة ً تتألم خلف صندوق أضلاعها ..
ودمعة ً فاضت فإحمرت وجنتاها ..
ثم ..
عادت إلينا قائلة ً .. أرفعوا أكفكم لرب البرايا .. ناصر يوسف وطه ..
... إنها أمي .. نعم .. مشهدا ً لها كل ليلة ..
أتمنى ذلك اليوم الذي تعود فيه لتروي ضمأها ..
وترسم البسمة الصادقة على محياها ..
أريدك تأخذ بيدها وتحكي لها ..
أريدك أن تحسن صحبتها ..
أريد أن تمحومن فؤادها الكبير الآلآمها ..
أريد أن تكمل لها , فيك , أحلامها ..
آه ٍ .. لو تعلم كم معاناتها..
وكم ذرفت لك دمعاتها ..
ستعود بإذن الله .. لتسعدايامها ..
لتلثم أقدامها ..
لتنحني طاعة ً لها ..
نعم .. هناااااااك ** الجنة ** فألزمها ..

أخي يانجما ً أراه كل ليلة :
تأكد أنك بيننا ..
وأننا بلا استثناء ندعو ونلهج بالدعاء بصوت ٍ واحد ..
وما عليك إلا الصبروالاحتساب ..
وعلّق قلبك بالله الرحيم الرحمن , أكرم الأكرمين .. وأجود الأجودين .. سبحانه ..
خذ هذه الدرر :
الصــــــبر نور ٌ ويقـــــين ..
لله درالصــــــــــابرين ..
اعمل أخــــــي ولا تهن ..
ابدا ً وعـــــزمك لا يلين ..
قدرا ً من الله مضى ..
فأبسم إذا حل القضاء ..
لالن يضيق بك الفضاء ..
(( فالله مولاك المعين )) ..
أنظـــــــــر بلاء الأنبياء ..
يسمو بهم نحو العلاء ..
فبهم يكون الإقتداء ..
نعم الهداة المهتدين ..
الله يعلم مايكون ..
والأمر في كاف ٍ ونون ..
فلا تهب ريب المنون ..
وسيوفى (( الصابرين )) ..
أخيرا ً ...
اسأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطىي إذا دُعي به أجاب أن يفك أسرك ..
وأن يردك سالما ً .. كريما ً.. معززاً..
اسأل الله ناصر المظلومين أن ينصرك .. وأن يفرج كربك ..
أخي وحبيبي.. أكثر من الاستغفار .. الاستغفار.. الاستغفار..
وتذكر قوله تعالى ..
{ ومَاكَانَالله مُعَذِبَهُم وَهمْ يَسْتَغْفِرون } ..
وخير الكلام ...
{ وَاصْبر ومَاصَبْرُك إِلا بِالله }
..
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ..
ســــــــــــــــلام المحبين للحبيب..
أختكـ المشتاقة لك
دانه
مما جادت به قريحتي