المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خريجو الجامعات...بين الاحتيار و الاختيار !!



االزعيم الهلالي
14-01-2012, 05:00 PM
خريجو الجامعات...بين الاحتيار و الاختيار !!

إن النجاح غاية عظيمة يسعى إلى تحقيقها كل إنسان , ويسلك من أجل تحقيق النجاح طرقا سامية , ويبحث عن تلك الأمور والأسباب الهادفة التي تحقق له ذلك النجاح والتفوق العلمي والعملي في هذه الحياة ؛ حتى يكون عضوا فعالا في المجتمع , يخدم نفسه و دينه ووطنه , و لا يكون عالة على الآخرين , ولكن من المؤسف حقا ـ اليوم ـ أن الكثير من الطلاب والطالبات خريجي الثانويات العامة والمعاهد يتخرجون و لديهم القليل من الوعي و المعلومات الكافية عن أنظمة الجامعات وأقسام تلك الكليات وتخصصاتها المختلفة ! وما الكلية التي تناسب معدله , وتوافق ميوله ورغباته ؟! فخريجو الثانويات مقبلون على مرحلة جديدة في اختيار الكلية المناسبة والتخصص الأمثل , فهم محتارون , لا سيما أن الكثير منهم طلاب وطالبات يعصف بهم استـقـلال الشخصية , وحب الظهور في المجتمع , ويحركهم كثير من العوامل السلوكية والاضطرابات النفسية , والخوف من الإخفاق في هذه المرحلة الجديدة , فهؤلاء الخريجون بحاجة ماسة اليوم إلى المرشد والناصح الذي يأخذ بأيديهم إلى الطريق الصحيح , ويرشدهم إلى التخصص الملائم في الكلية المناسبة , لكي يسيروا بخطى واثقة , ويحققوا النجاح , وهم بحاجة اليوم إلى الوعي والتثقيف الجامعي عن طريق تكثيف تلك الكتب المطبوعة التي توضح لوائح الجامعات وأنظمتها , وتوزيعها على هؤلاء الطلاب , وتفعيل زيارة رجالات التربية والتعليم إلى الطلاب وتوجيههم , وأخذ آرائهم , ومعايشة همومهم عن كثب , والتي لم يأل رجالات التعليم جهودهم الدائبة في ذلك , ولكن يطمع الخريجون في المزيد والجديد حتى يسلم الكثير والكثير من طلابنا وطالباتنا اليوم من التنقل ما بين الأقسام المختلفة والكليات المتنوعة بدون هدف في هذه الحياة يسعون إليه , أو تخطيط يسيرون عليه , وألا يكونوا عرضة للحيرة والقلق النفسي , والتنقل ما بين الكليات المختلفة وقد يفشل البعض منهم في مشواره الجامعي لا قدر الله ,ودليل ذلك انتظام بعض الطلاب في مقاعد الجامعة لفترة وجيزة , ثم يتنقلون بين تخصصاتها المختلفة بدون رقيب أو ناصح يساعدهم في اجتياز هذا الاحتيار , ويدلهم إلى اختيار التخصص المناسب ؛ فيتعثر الكثير من الطلاب , ويخفقون في المشوار التعليمي ؛ فتتأجج في نفوسهم الاضطرابات النفسية , وتظهر النتائج السلبية والصفات النشاز التي تظهر في المجتمع , وتضر هؤلاء كثيرا , وتؤثر على الدين والوطن كوجود الفراغ وانتشار داء البطالة و الأعمال السيئة التي تجرف الكثير منهم إلى مرافقة قرناء السوء , وينساقون خلف سموم المخدرات ؛ فيضيعون في خضم هذه الحياة الواسعة , ويكونون معول هدم في المجتمع لا قدر الله 0

عبد العزيز السلامة / أوثال