المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذه عقيدتنا



أهــل الحـديث
13-01-2012, 08:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله الذي شرفنا بالإسلام وأعزنا بالإيمان وهدانا بالقرآن وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس وصلى الله على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الطيبين ورضي الله عن صحبه الغر الميامين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. أما بعد
فإن العصر الذي نعيشه قد اختلط فيه الحق بالباطل والتبس على أبنائه الصواب بالخطأ واتسعت فيه الخروق وكثرت فيه مصادر الفتن وتنوعت فيه عوامل الانصراف عن المصادر الأساسية لتلقي العلم الصحيح من منابعه الأولى الخالصة الصافية من المصطلح الفلسفي الغامض أو المعنى الكلامي المبهم مما جعل مهمة طلبة علم العقيدة شاقة وعسيرة في الحصول على الرأي الصحيح في مسائل الاعتقاد وسط هذا الزخم من آراء الفرق التي يضرب بعضها بعضاً ويبطل لاحقها سابقها ويحرص أبناؤها على الانتصار لمذهبهم أكثر من حرصهم على الانتصار للحق من حيث هو حق وزاد الأمر صعوبةً وغموضاً ظهور بعض الدعاة الذين ربطوا عقيدة أهل السنة والجماعة بحزب معين أو طائفة بعينها فمن انخرط فيها كان من أهل السنة والجماعة ومن أعرض عنها فقد أعرض عن أهل السنة وتناسى أولئك الإخوة أن منهج أهل السنة والجماعة أصول مكتوبة ومقررة عند سلفنا الصالح فمن التزمها فهو من أهل السنة وإن لم ينضو تحت جماعة أو طائفة بعينها ومن هنا رأينا أنه من الواجب علينا أن نقدم معتقد أهل السنة وأصولهم في صورة مبسطة مختصرة تكون بمثابة قارب النجاة في خضم بحار الفتن المتلاطمة نعم .. فعقيدة أهل السنة هي النجاة من فتن الشبهات والشهوات فمن تمسك بها سعد في الدنيا والآخرة ونرجو أن تكون هذه السطور نور على الدرب يستضيء بها السئرون ويهتدي بها السالكون والله من وراء القصد يهدينا ويهدي بنا إنه الهادي إلى سواء السبيل
العقيدة لغةً من العقد والتوثيق والإحكام والربط بقوة
واصطلاحاً : الإيمان الجازم الذي لا يتطرق إليه شك لدى معتقده
والعقيدة الإسلامية تعني : الإيمان الجازم بالله تعالى - وما يجب له من التوحيد والطاعة - وبملائكته وكتبه ورسله وايوم الآخر والقدر وسائر ما ثبت منأمور الغيب والأخبار والأصول علمية كانت أو عملية
السلف : هم صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين وأئمة الهدى في القرون الثلاثة المفضلة ويطلق على كل من اقتدى بهؤلاء وسار على نهجهم في سائر العصور سلفي نسبةً إليهم
أهل السنة والجماعة : هم من كان على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسموا بأهل السنة لاتباعهم لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وسموا بالجماعة لأنهم الذين اجتمعوا على الحق ولم يتفرقوا في الدين واجتمعوا على أئمة الحق ولم يخرجوا عليهم واتبعوا ما أجمع عليه ويسموا بأهل الحديث وأهل الأثر وأهل الاتباع والفرقة المنصورة وهكذا نسبتهم كريمة واسماؤهم شريفة فلا يتسموا بغير اسم وردت به النصوص ولا ينتمون لشخص فيتسمون باسمه
يعتقدون أن مصدر العقيدة هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة وإجماع السلف الصالح
ويعتقدون أن كل ما صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجب قبوله والعمل به فلا يفرقون في القبول والعمل بين سنة متواترة وأخرى آحادية مادامت قد صحت عن خير البرية
ويعتقدون أن المرجع في فهم الكتاب والسنة هو النصوص المبينة لهما وفهم السلف الصالح ومن سار على منهجهم من الأئمة وهذا الفهم نوعان : 1- فهم مجمع عليه منهم فلا تجوز مخالفته
2- فهم اختلفوا فيه على أقوال فلا يجوز الخروج عن أقوالهم
ولا يعارض ما ثبت مما سبق بأفهام الناس وأقوالهم أو مجرد احتمالات لغوية
ويعتقدون أن أصول الدين كله قد بينها النبي صلى الله عليه وسلم وليس لأحد أن يحدث شيئاً زاعماً أنه من الدين
ويعتقدون بوجوب التسليم لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً فلا يعارضون شيئاً من الكتاب أو السنة الصحيحة بقياس ولا ذوق ولا كشف ولا قول شيخ ولا إمام كائناً من كان
يعتقدون أن العقل الصريح موافق للنقل الصحيح ولا يتعارض قطعيان منهما وعند توهم التعارض يقدم النقل
يعتقدون وجوب الالتزام بالألفاظ الشرعية في العقيدة وتجنب الألفاظ البدعية التي أحدثها الناس ويرون أن الألفاظ المجملة التي تحتمل حقاً وباطلاً يستفسر عن معناها فما كان حقاً أثبت بلفظه الشرعي وما كان باطلاً رد لفظاً ومعنى
يعتقدون أن العصمة ثابتة للرسول صلى الله عليه وسلم وللأمة في مجموعها وأما آحاد الأمةفلا عصمة له ونا اختلف فيه الأئمة فمرجعه للكتاب والسنة فما قام عليه الدليل قبل مع الاعتذار للمخطيء من مجتهدي الأمة فلا يعصمون ولا يسقطون
يعتقدون أن المراء في الدين مذموم والمجادلة بالحسنى مشروعة وما صح النهي عن الخوض فيه وجب امتثال ذلك فيه ويجب الإمساك عن الخوض فيما لا علم للمسلم به وتفويض علم ذلك إلى عالمه سبحانه
ويعتقدون أن الأصل في أسماء الله وصفاته التوقيف على الدليل فيثبتون ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم في السنة الصحيحة من غير تمثيل ولا تكييف وينفون ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل كما قال تعالى " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " " الشورى 11"
ويؤمن أهل السنة أن ألفاظ أسماء الله وصفاته لها معان واضحة فيؤمنون بهذه المعاني ويفوضون كيفيتها فهم يفوضون الكيفية ولا يفوضون المعاني خلافاً لأهل البدع
يعتقدون أن التمثيل والتعطيل في أسماء الله وصفاته كفر أما التحريف الذي يسميه أهل البدع تأويلاً فمنه ماهو كفر كتأويلات الباطنية ومنه ماهو بدعة ضلالة كتأويلات نفاة الصفات ومنه ما يكون خطأ ولا يوصف ببدعة
ويعتقدون أن اعتقاد حلول الله -تعالى - في شيء من مخلوقاته أو اتحاده به كفر مخرج من الملة
ويؤمنون بالملائكة الكرام إجمالاً وأما تفصيلاً فبما صح به الدليل من أسمائهم وصفاتهم وأعمالهم بحسب علم المكلف
ويؤمنون بالكتب المنزلة جميعها وأن القرآن أفضلها وناسخها وأن ما قبله قد طرأ علي التحريف وأنه يجب اتباعه دون ما سبقه
ويؤمنون بأنبياء الله ورسله - عليهم الصلاة والسلام - وأنهم أفضل ممن سواهم من البشر ومن زعم غير ذلك فقد كفر وما صح الدليل فيه بعينه منهم وجب الإيمان به معيناً ويجب الإيمان بسائرهم إجمالاً وأن محمداً صلى الله عليه وسلم أفضلهم وآخرهم وكل دعوى النبوة بعده فغي وهوى
ويؤمنون باليوم الآخر وكل ما صح فيه من الأخبار وبما يتقدمه من العلامات والأشراط
ويؤمنون بالقدر خيره وشره من الله تعالى وذلك بالإيمان أن الله تعالى علم ما يكون قبل أن يكون وكتب ذلك في اللوح المحفوظ وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فلا يكون إلا ما يشاء والله تعالى على كل شيء قدير وهو خالق كل شيء فعال لما يريد
ويؤمنون أن للعباد مشيئة وإرادة مخلوقتان كما أن أفعالهم مخلوقة لله تعالى وأن مشيئة العباد وإرادتهم مربوطتان بمشيئة الخالق سبحانه فما شاءه كان وما لم يشاءه لن يكون
ويؤمنون بما صح الدليل عليه من الغيبيات كالعرش والكرسي والجنة والنار ونعيم القبر وعذابه والصراط والميزان وغيرها دون تأويل شيء من ذلك
ويؤمنون بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعة الأنبياء والملائكة والصالحين وغيرهم يوم القيامة كما جاء تفصيله في الأدلة الصحيحة
ويؤمنون برؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة في الجنة وفي المحشر ويعتقدون أن كل ذلك حق بلا تأويل ويرون أن من أنكر الرؤية أو أولها فهو زائغ ضال وهي لن تقع لأحد في الدنيا
ويعتقدون أن كرامات الأولياء والصالحين حق ويرون أنه ليس كل خارق للعادة كرامة بل قد يكون استدراجاً وقد يكون من تأثير الشياطين والمبطلين والمعيار في ذلك موافقة الكتاب والسنة أو عدمها
ويعتقدون أن المؤمنين كلهم أولياء للرحمن وكل مؤمن فيه من الولاية بقدر إيمانه .
يتبع إن شاء الله