المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خير الاخوان ..أعذرهم لإخوانه..



أهــل الحـديث
13-01-2012, 10:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


خيرالأخوان أعذرهم لإخوانه!!
قاعدة أصلية من قواعد السلف الصالح في الحفاظ على رابطة الأخوة , والارتقاء بها , وصونها مما قد يذهب صفاءها ,ويعكرماءها , ويكدر نقاءها ,ويفسد أجواءها ,فيقررون أن خير الإخوان,وأعقلهم هو الذي يلتمس الأعذار لأخوانه ,فتراه حريصا على إيجاد العذر المناسب ,الذي ينسجم مع عظمة هذه الأخوة, ويرتقي في أجوائها ,ويحلق في فضاءاتها الإيمانية , فلا تجد أخا مقصرا في قاموسه ,أو أخا مذنبا في حقه ,أو أخا معتديا في كلامه ,أو أخا متعمدا في إساءته أو قاصدا في تجاوزه. فتعجب من منهج هذا الأخ العاقل , وهو ينقب في الأعذار ,كي يختار أفضلها وأحسنها في تبرير ما يراه الآخرون خطأ فادحا , وذنبا عظيما ,لا يمكن تجاوزه , أو احتماله , أو غض الطرف عنه . فإن لم يجد ما يعتذر به عن إخوانه اتهم نفسه ,تعجب من هذا المنهج الجميل وهو يحيل الإساءات إلى حسنات , والتجاوزات والسقطات إلى هفوات غير مقصودة , والتقصير والنسيان والإهمال إلى زيارة ود ومحبة ,تجدد العهد ,وتحيي ما انبت من الوصل ..فليس الواصل بالمكافئ!!
جميل الالتزام بهذا المنهج عندما يضيق أفق الناس ,وتتحشرج نفوسهم , ويصبح ميزانهم دقيقا ,يحاسب على الكبيرة , ولاينسى الصغيرة ,ويزن العظيم والحقيرعلى حد سواء ,ولا يغفل عن شيء,بل يذكر الإساءة ويصر على الظن السيئ ,وغالبا ما يستخدم لحظات الوصل والصفاء في إذكاء لحظات العتاب القاسي الشديد المرارة , الذي قد يأكل الحب ويأتي عليه رويدا رويدا ,دون شعور منا إلا بعد فوات الأوان .إعذار الإخوان ,والتجاوز عن سيئاتهم وهفواتهم , وتقصيراتهم وأخطائهم ,يؤكد عمق الرابطة , ويزيدها متانة وقوة , ومن هنا حين سئل احدهم :من أحب إخوانك إليك ؟قال من سد خللي وغفر زللي وقبل عللي ". هذه صفات الذين يعذرون , ويبادرون في إيجاد العذر, قبل أن يسمعوا ذلك من إخوانهم بل ليسوا بحاجة لهذا السماع ,حتى يؤكدوا عظمة الأخوة , ومكانتها في نفوسهم.
ومن هنا رأينا الإمام الشافعي _رحمه الله_يتمثل بهذه الأبيات , معبرا بها عن صدق الأخوة وصفات الأخ الصادق:
أحب من الإخوان كل مواتي وكل غضيض الطرف عن عثراتي
يوافقني في كل أمرأريده ويحفظني حيا وبعد مماتي
فمن لي بهذا ؟ليت أني أصبته لقاسمته مالي من الحسنات
تصفحت إخواني فكان أقلهم على كثرة الإخوان أهل ثقاتي
وليكن معلوما لديك أن من عاتب على كل ذنب دام عتبه وكثر تعبه, وإن كان لا بد من العتاب فليكن بالحسنى ,وبالتي هي أحسن ,ولا ننسى أن خير الإخوان وأعقلهم هو أعذرهم لإخوانه......