المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من مقدمة كتابى *بذل الجهد فى جمع ما صح من كتب الزهد*



أهــل الحـديث
13-01-2012, 03:30 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



قال الإمام الجوزي رحمه الله :
ولو لم يكن من الدليل على صدق نبينا غ إلا إعراضه عن الدنيا ، وتضييق العيش عليه ، ثم لم يَخلفُ شيئًا ، وحَرَم أهله الميراث ، لكفاه ذلك دليلًا على صدق طلبه لمطلوب آخر .
صيد الخواطر (ص 201) .

بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .
أما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد غ وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .

فمنذ نعومة أظفاري وأنا مدفوع لحب السنة ، والتعلق بالحديث النبوي الشريف ، وكان ذلك في حقوب مظلمة ، حيث ساد الجهل ، وفشت البدع ، والخرافات ، وتعلق الناس بالقبور والمأسورات .
حتى أنني أذكر أن رجلًا ناظرني في مسألةٍ وكنت آنذاك صبي حديث السن ، لا أفقه كثيرًا ، فحدثته بحديث النبي غ ، فقال لي : بيد أن الشيخ فلان لم يقل بهذا القول ! فسكت ولم أعلق ، فأعاد الكلام ، فعُدتُ إلى حديثي فأنكر عليّ بما قاله أنفًا ، فقال له صاحبه وهو يحاوره : يقول لك : قال رسول الله غ ، وتقول : قال فلان وقال علان ، وهذا نموذج لما كان عليه الناس .
وسارت الأيام ومرت الليالي والسنون ، في هذه الأزمنة ، ونحن على ذاك الحال ، لا نعرف من القرآن إلا رسمه ، ومن العلم إلا وسمه حتى جاء إلى بلدتنا عام 1408 هـ شيخنا العلامة المحدث محدث الديار المصرية الشيخ الفقيه حجازي بن محمد بن يوسف آل شريف ـ شرفه الله في الدنيا والآخرة ـ المعروف والمشهور بـ « أبي إسحاق الحويني » حفظه الله ورعاه ، فكان من خير الناس ـ والله حسيبه ـ ، كنا ننظر إليه وكأن رجلًا من زمن السلف سقط علينا من السماء وكنا آنذاك صبيان ، قد جاوزنا البلوغ بقليل ، فكنا نتعلم منه ، ويعلمنا ، ولا يبخل علينا ، فوالله ما نهرنا ولا شتمنا ولا سبنا ، بل كان كالأب الحنون مشفق علينا ، دائم الوعظ والتوجيه ، يوصي بما أوصى به الله ورسوله غ ، فالتففنا حوله ، وتعلمنا منه الكثير والكثير ، ولازمته كثيرًا ، حتى أنني في بعض الأحيان لا أتركه إلا للنوم ، فاشتد عودي على عينه ، واستفدت من حسن توجيهه ، ومن سمته ودله وكنت أميل إليه ولا أميل عنه ، وما كان من درس ولا مجلس ولا شيء إلا ولي منه نصيب .
لكن !!
أصابني ما يصيب الناس من البحث عن لقمة العيش ، والسير وراءها فاستشرت شيخنا في السفر والغربة ، وأحط الكلام بسياج أممي أطلب العلم ، ومقابلة المشايخ والعلماء ، لا سيما السفر إلى بلاد الحجاز ، التي تذخر بالعلم وأهله ، فأبى عليَّ وقال : هذه التجربة لعلها لم تفلح لسابقيها مع إخواننا الذين سافروا ولم يرجعوا إلا بمال فقط ، ثم أذن لي بعد إلحاح وسافرت ، وكان وقت ذاك حرب الخليج ، فكان من فضل الله عليَّ الحضور لأهل العلم ـ لحرصي الشديد على ذلك ـ فقابلت سماحة الوالد الشيخ / محمد بن صالح العثيمين / وجعل الفردوس الأعلى مثواه ، وذاك مدينة في جدة ، وكانت له محاضرة للشباب حول أحداث الساعة ، فبصرت رجلًا وقورًا ذو لحية بيضاء على وجهه نورًا ـ والله حسيبه ـ فسألته عن السترة في الحرم ، فقال : السترة في الحرم وغير الحرم ، وقابلت كذلك سماحة الوالد الشيخ / عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه ، في موسم حج عام 1409 هـ ، فسلمت عليه وقبلت يديه ، وغيرهما من أهل العلم ولم لم أرجع من هذه الرحلة إلا بهذين المقابلتين لكفتا والحمد لله رب العالمين .
وكذلك قابلت شيخنا الشيخ / محمد حسين يعقوب ـ حفظه الله ـ وكنت في صحبة شيخنا الشيخ / أحمد فريد ـ حفظه الله ـ وأمور أخر لا أتذكرها لبعد العهد بها .

وبعد :
قصة الكتاب
!!