النجم الساهر
13-01-2012, 12:20 AM
كيف بدأ الخلق ؟؟
قال تعالى : ( أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شئ حي أفلا يؤمنون ) الأنبياء
وقد جاء في التفسير أن السموات والأرض (( كانتا رتقاً ) ) أي شيئاً واحداً متصلاً ، وهذا يدل على أنهما من عناصر واحدة ( ففتقناهما ) أي فصل الله بينهما فأنتـثـرتا في الفضاء أجزاء حيث شاء الخبير العليم ، والرتق لغة يعني : الضم والإلتحام وهو عكس الفتق ، ويـُقال رتقت الشئ فأرتق أي التأم ولما كان من معاني الإعجاز في اللغة العربية الفوت والسبق ، فإن القرآن الكريم في هذه الآية الكريمة ينفرد بالسبق المعجز إلى تقرير حقيقة كونية عن أصل الكون تمثل تحدياً مستمراً للعلم البشري مهما تطور وتقدم ، ذلك لأن قضية أصل الكون ونشأته تعتبر من أمور الغيب التي يعلم الله وحده حقيقتها الكاملة ، مصداقاً لقوله جل وعلا ( ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضداً ) الكهف .لكن غيبية هذه القضية لم تمنع العلماء -بحكم تعاليم الإسلام – أن يواصلوا البحث والتنقيب عن آيات الله في الكون ليزداد الإنسان إيماناً بقدرة الخالق المبدع ووحدانيته ، قال تعالى ( ( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ) ) العنكبوت .
ولقد حقق العلم الحديث نجاحاً محدوداً على طريق البحث عن أصل الكون ، فاستعان العلماء بتقنيات متقدمة في الرصد والقياس لدراسة مسائل عديدة تتصل بتطور النجوم وخصائص موجات الراديو ( اللاسلكي ) وطبيعة الأشعة الكونية وغيرها ، واستطاع الفلكي (( أدوين ها بل )) أثناء تحليله الضوء المنبعث من المجرات البعيدة أن يكتشف تباعد جميع المجرات الممكن رصدها عن بعضها البعض ، وكان هذا أول مفتاح على الطريق للكشف عن أسرار تاريخ الكون فإذا كانت المجرات تتباعد الآن عن بعضها البعض ، فلا بد إذن من أنها كانت في الماضي السحيق متحدة ، مما يدل على أن للكون بداية .
وفي عام 1948م طرح الفيزيائي ( جورج جامو ) نظرية الإنفجار الكبير وهي أكثر النظريات العلمية المقبولة عقلاً فيما يتعلق بتفسير نشأت الكون المادي كله ، إذ تصور هذه النظرية أن المادة الكونية الأولى كانت محتواة في حيز لا يكاد حجمه يعادل شيئاً وكانت هذه ( البيضة الكونية الأولى ) كما يسميها العلماء في حالة إنضغاط شديد رفع من كثافتها ودرجة حرارتها إلى حد كبير جداً ، وجعلها في حالة مواتية لجميع التفاعلات النووية حينئذٍ حدث الإنفجار الكوني الكبير في لحظة محددة من الزمن يرجع تاريخها حسب أرجح التقديرات العلمية إلى ما بين 12-20 بليون سنة ونتج عن ذلك تباعد المجرات تخلخل الكثافة ونقصان درجة الحرارة تدريجياً حتى أصبحت هذه الخصائص من أهم الوسائل التي يستعين بدراستها العلماء على فهم طبيعة الكون ، وقد أوضح (( جامو )) أن عمليات التمدد والتبريد تؤدي إلى تشتت وهج خافت من الإشعاع الأساسي بشكل منتظم في جميع أرجاء الكون وتأكدت صحة هذا الرأي عملياً عام 1965م عندما أكتشف العلماء وبمحض الصدفة وبإستخدام جهاز ضخم لإلتقاط الموجات الدقيقة إشعاعاً ضعيفاً منبعثاً من الفضاء ، وأثبتوا أنه بقية من الإشعاع الأصلي الناتج من الإنفجار الكبير ومن بين ما توصل إليه العلم الحديث أن كوكب الأرض تكوّن منذ نحو 4.6 بليون سنة ، وأن الحياة وحيدة الخلية ظهرت في مياه البحار لأول مرة منذ نحو 3.5 بليون سنة ، ثم ظهرت الحيباة عديدة الخلايا في البحار أيضاً منذ حوال 2 بليون سنة على هيئة نباتات مائية خضراء لتكون الغذاء الأساسي والرئيسي للحيوانات المائية الأولية .
ويعتقد علماء الأحياء أن الضوء القادم من الشمس أسهم في انتاج كمية كافية من الأكسجين في عملية اسموها (( التمثيل الضوئي )) بصنع النبات الأخضر فيها مواد غذائية نباتية من الماء الممتص من التربة وثاني أكسيد الكربون الممتص من الجو بمساعدة ضوء الشمس ومادة الكلوروفيل ( وهي المادة الخضراء في النبات ) وإطلاق الأكسجين الذي استقرت كميته بالغلاف الجوي على ما هي عليه الآن منذ نحو بليون سنة فأحدثت توازناً لازماً لـتـــنفس كل الكائنات الحية ويـعتـقد العلماء أيضاً أن أنواعاً متعددة من الحياة الحيوانية قد تولدت بعد هذا التوازن المعجز الذي هيأه الله تعالى لإستقبال الحياة واستمرارها على الأرض قال تعالى : (( والأرض بعد ذلك دحاها ^اخرج منها ماءها ومرعاها ^ والجبال ارساها ^ متاعاً لكم ولأنعامكم )) ولقد لفت القرآن الكريم الأنظار إلى مفتاح التعرف على تاريخ الحياة على الأرض وذلك بالبحث في مكوناتها (( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق )) وتنوعت محاولات العلماء لتحديد هذا التاريخ ومراحله فمنهم من اعتمد على حساب معدل التبخر في البحيرات التي ليس لها منفذ مثل بحر قزوين والبحر الميت .
وذلك إنطلاقاً من الأزدياد المستمر في ملوحة المحيطات يتناسب مع أعمارها ، ومنهم من ربط ىبين عمر الأرض وبين تشكيلها بــبطء شديد من سحابة غازية هائلة تسمى ( السديم ) ليكون بمثابة اللغة التي يستنبط العلماء من قراءتها ودراستها تاريخ الأرض المسجل في صخور على أساس أن الحاضر هو مفتاح الماضي وأخيراً وفرت الطريقة الإشعاعية أداة جديدة لتقدير عمر الأرض بدقة أكثر لكن تبقى هذه النتائج العلمية مجرد خطوة على طريق المعرفة نحو حقيقة بـــدء الخلق التي تمثل تحدياً مستمراً للعلم البشري مهما تــطــور وتقدم .
سبحان الخالق العظيم
منقول للفائدة
قال تعالى : ( أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شئ حي أفلا يؤمنون ) الأنبياء
وقد جاء في التفسير أن السموات والأرض (( كانتا رتقاً ) ) أي شيئاً واحداً متصلاً ، وهذا يدل على أنهما من عناصر واحدة ( ففتقناهما ) أي فصل الله بينهما فأنتـثـرتا في الفضاء أجزاء حيث شاء الخبير العليم ، والرتق لغة يعني : الضم والإلتحام وهو عكس الفتق ، ويـُقال رتقت الشئ فأرتق أي التأم ولما كان من معاني الإعجاز في اللغة العربية الفوت والسبق ، فإن القرآن الكريم في هذه الآية الكريمة ينفرد بالسبق المعجز إلى تقرير حقيقة كونية عن أصل الكون تمثل تحدياً مستمراً للعلم البشري مهما تطور وتقدم ، ذلك لأن قضية أصل الكون ونشأته تعتبر من أمور الغيب التي يعلم الله وحده حقيقتها الكاملة ، مصداقاً لقوله جل وعلا ( ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضداً ) الكهف .لكن غيبية هذه القضية لم تمنع العلماء -بحكم تعاليم الإسلام – أن يواصلوا البحث والتنقيب عن آيات الله في الكون ليزداد الإنسان إيماناً بقدرة الخالق المبدع ووحدانيته ، قال تعالى ( ( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ) ) العنكبوت .
ولقد حقق العلم الحديث نجاحاً محدوداً على طريق البحث عن أصل الكون ، فاستعان العلماء بتقنيات متقدمة في الرصد والقياس لدراسة مسائل عديدة تتصل بتطور النجوم وخصائص موجات الراديو ( اللاسلكي ) وطبيعة الأشعة الكونية وغيرها ، واستطاع الفلكي (( أدوين ها بل )) أثناء تحليله الضوء المنبعث من المجرات البعيدة أن يكتشف تباعد جميع المجرات الممكن رصدها عن بعضها البعض ، وكان هذا أول مفتاح على الطريق للكشف عن أسرار تاريخ الكون فإذا كانت المجرات تتباعد الآن عن بعضها البعض ، فلا بد إذن من أنها كانت في الماضي السحيق متحدة ، مما يدل على أن للكون بداية .
وفي عام 1948م طرح الفيزيائي ( جورج جامو ) نظرية الإنفجار الكبير وهي أكثر النظريات العلمية المقبولة عقلاً فيما يتعلق بتفسير نشأت الكون المادي كله ، إذ تصور هذه النظرية أن المادة الكونية الأولى كانت محتواة في حيز لا يكاد حجمه يعادل شيئاً وكانت هذه ( البيضة الكونية الأولى ) كما يسميها العلماء في حالة إنضغاط شديد رفع من كثافتها ودرجة حرارتها إلى حد كبير جداً ، وجعلها في حالة مواتية لجميع التفاعلات النووية حينئذٍ حدث الإنفجار الكوني الكبير في لحظة محددة من الزمن يرجع تاريخها حسب أرجح التقديرات العلمية إلى ما بين 12-20 بليون سنة ونتج عن ذلك تباعد المجرات تخلخل الكثافة ونقصان درجة الحرارة تدريجياً حتى أصبحت هذه الخصائص من أهم الوسائل التي يستعين بدراستها العلماء على فهم طبيعة الكون ، وقد أوضح (( جامو )) أن عمليات التمدد والتبريد تؤدي إلى تشتت وهج خافت من الإشعاع الأساسي بشكل منتظم في جميع أرجاء الكون وتأكدت صحة هذا الرأي عملياً عام 1965م عندما أكتشف العلماء وبمحض الصدفة وبإستخدام جهاز ضخم لإلتقاط الموجات الدقيقة إشعاعاً ضعيفاً منبعثاً من الفضاء ، وأثبتوا أنه بقية من الإشعاع الأصلي الناتج من الإنفجار الكبير ومن بين ما توصل إليه العلم الحديث أن كوكب الأرض تكوّن منذ نحو 4.6 بليون سنة ، وأن الحياة وحيدة الخلية ظهرت في مياه البحار لأول مرة منذ نحو 3.5 بليون سنة ، ثم ظهرت الحيباة عديدة الخلايا في البحار أيضاً منذ حوال 2 بليون سنة على هيئة نباتات مائية خضراء لتكون الغذاء الأساسي والرئيسي للحيوانات المائية الأولية .
ويعتقد علماء الأحياء أن الضوء القادم من الشمس أسهم في انتاج كمية كافية من الأكسجين في عملية اسموها (( التمثيل الضوئي )) بصنع النبات الأخضر فيها مواد غذائية نباتية من الماء الممتص من التربة وثاني أكسيد الكربون الممتص من الجو بمساعدة ضوء الشمس ومادة الكلوروفيل ( وهي المادة الخضراء في النبات ) وإطلاق الأكسجين الذي استقرت كميته بالغلاف الجوي على ما هي عليه الآن منذ نحو بليون سنة فأحدثت توازناً لازماً لـتـــنفس كل الكائنات الحية ويـعتـقد العلماء أيضاً أن أنواعاً متعددة من الحياة الحيوانية قد تولدت بعد هذا التوازن المعجز الذي هيأه الله تعالى لإستقبال الحياة واستمرارها على الأرض قال تعالى : (( والأرض بعد ذلك دحاها ^اخرج منها ماءها ومرعاها ^ والجبال ارساها ^ متاعاً لكم ولأنعامكم )) ولقد لفت القرآن الكريم الأنظار إلى مفتاح التعرف على تاريخ الحياة على الأرض وذلك بالبحث في مكوناتها (( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق )) وتنوعت محاولات العلماء لتحديد هذا التاريخ ومراحله فمنهم من اعتمد على حساب معدل التبخر في البحيرات التي ليس لها منفذ مثل بحر قزوين والبحر الميت .
وذلك إنطلاقاً من الأزدياد المستمر في ملوحة المحيطات يتناسب مع أعمارها ، ومنهم من ربط ىبين عمر الأرض وبين تشكيلها بــبطء شديد من سحابة غازية هائلة تسمى ( السديم ) ليكون بمثابة اللغة التي يستنبط العلماء من قراءتها ودراستها تاريخ الأرض المسجل في صخور على أساس أن الحاضر هو مفتاح الماضي وأخيراً وفرت الطريقة الإشعاعية أداة جديدة لتقدير عمر الأرض بدقة أكثر لكن تبقى هذه النتائج العلمية مجرد خطوة على طريق المعرفة نحو حقيقة بـــدء الخلق التي تمثل تحدياً مستمراً للعلم البشري مهما تــطــور وتقدم .
سبحان الخالق العظيم
منقول للفائدة