المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدكتور الشلاش : الرتب الوظيفية أفضل بكثير من نظام (( رخصة المعلم ))0



معلم
12-01-2012, 10:30 PM
.عبد الرحمن الشلاش لـ”الاقتصادية”:
الرتب الوظيفية أفضل بكثير من نظام “رخصة المعلم”
- خالد الحسينان من الرياض
رفض الدكتور عبد الرحمن الشلاش أستاذ التربية في جامعة البنات ومدير رعاية الموهوبين والكاتب الصحافي الاقتراح القاضي بمنح المعلم رخصة لممارسة مهنة التعليم تجدد كل خمس سنوات، مؤكدا أن تطبيق مثل هذه الرخصة سيجعل المعلم لا يبحث عن تطوير نفسه والحصول على الدورات التدريبية التي تخوله لتجديد الرخصة فقط دون النظر لما سيقدمه له التدريب من جوانب إيجابية.
واقترح على الجهة المقابلة أن تغير الفكرة إلى إيجاد رتب وظيفية للمعلمين (معلم، معلم أول، .. وهكذا) تربط فيها الحوافز والمكافآت المالية والنصاب اليومي بحسب الخدمة في التعليم والحصول على الدورات التدريبية، مؤكدا ذلك حتى لو وصل الحال إلى إعطاء المعلم 30 ألف ريال شهريا مقابل حصوله على تلك الدورات وحرصه على تطوير نفسه، فهذا أفضل من رخصة لا تجعل المعلم يحرص إلا على تجديدها فقط .. إلى تفاصيل الحوار:
كيف ترى وضع المعلم (مهنيا، ماديا) في السعودية؟ وماذا ينقصه وكيف ترفع من كفاءته؟
لا شك أن هناك نظاما جميلا في السعودية يضع المعلم من الناحية (المادية) موضعا جيدا ومناسبا، إلا أن الواقع يشير إلى أن هناك مشكلات في تطبيق هذا النظام وقد جاءت هذه المشكلات بسبب عجز مادي أحيانا أو بسبب سوء تخطيط حتى بلغت أوضاع المعلمين في السنوات الأخيرة مستويات غير مرضية وأصبح يعاني عديد من المعلمين مشكلة عدم تحسين مستوياتهم الوظيفية ويشعرون بالإحباط، لذا فإني أرى أن كثيرا من المعلمين حقوقهم المادية مهضومة، ونطالب الوزارة بمزيد من الجهد لتحسين أوضاعهم التي تردت في السنوات الأخيرة بسبب سوء التخطيط.
أما من الناحية المهنية فإن الحديث لا بد أن يشمل المعلم فكما أن هناك معلمين مخلصين متفانين ومنتجين جاءوا إلى المهنة حبا، هناك من جاء إلى المهنة من غير أن يكون محبا لها بل جاء حبا ورغبة في الحوافز فلم يسع إلى تطوير نفسه، وربما انتهى وقوده بعد فترة وجيزة من العمل في التدريس، لذا فإنه لا بد من القول هنا بضرورة وجود حوافز حقيقية للمعلمين الأكفاء وذوي المهنية العالية. ولعل أفضل السبل إلى ذلك هو إقرار سلم رتب المعلمين، الذي يقسمهم إلى معلم ثان، ومعلم أول، ثم إلى مشرف مقيم (في المدرسة) ثم مشرف (عام) فمستشار وهكذا.. حيث يربط ترفيع المعلم إلى المستوى المهني الأعلى بتطويره لنفسه وتكون آلية الترقية ـ مثلا ـ اختبارا يقام في نهاية العام أو أي آلية أخرى مناسبة تحفز المعلم إلى تطوير نفسه وأؤيد أن يتم ذلك من خلال مجلس علمي أو لجنة علمية تتولى فرز أوراق المرشحين بعد استيفاء الشروط.
إذا .. كيف تنظرون إلى مشروع رخصة المعلم الذي طرحته لجنة الشؤون التعليمية في مجلس الشورى أخيرا؟
إن مشروعا كهذا يقسم المعلمين إلى صالحين وغير صالحين ومن ثم فإن المعلم الذي لا يصلح لن يبقى ضمن النظام التعليمي وقد تتولد عديد من المشكلات لو تم تطبيقه لكن نظام سلم الرتب الوظيفية يحقق الهدف ذاته دون تلك المشكلات التي قد يتسبب فيها نظام “الرخصة”، فإذا كنت أرغب في التقدم أقوم بتطوير نفسي وإلا فإنني سأبقى مطالبا بالحد الأدنى من جودة العمل ولن أحصل على مزيد من الحوافز التي يحصل عليها أقراني، وهذا هو السبب الذي دعا بعض أساتذة الجامعات مثلا إلى ترك وظائفهم والاتجاه إلى قطاعات أخرى ربما أعطوا فيها وأنتجوا بشكل أفضل والسبب أنهم لم يقوموا بتطوير أنفسهم في أعمال التدريس والجوانب الأكاديمية المتعلقة به.
هل ترى أن ترتبط الرتب الوظيفية للمعلمين لو وجدت بالراتب والمكافآت المالية؟
نعم أرى ذلك حتى لو أدى هذا الأمر إلى أن يتقاضى المعلم الذي يحرز أعلى الرتب راتبا يصل إلى 30 ألف ريال شهريا، فإذا علم المعلم ذلك فإنه سيقدم كل ما عنده.
إنني لا أميل إلى “مشروع الرخصة” وأخشى أن نصل إلى اليوم الذي يجدد فيه المعلم رخصته وهو جالس في منزله.
ما الأسباب التي أوصلت في رأيك المعلم إلى ما يعيشه اليوم من أوضاع؟
وما الذي يدعو معلما يشغل المستوى الثاني إلى تطوير نفسه في حين أن معلما آخر يعيش جمودا بسبب الأمان الوظيفي الذي يعيشه فهو يجلس على المستوى 25 عاما ثم يتقاعد والحل من وجهة نظري هو في تصنيف المستويات.
ما تأثير عدم الأمان الوظيفي (عدم تحسين المستويات، ضياع الهيئة… إلخ) في المعلم؟ وقد أشار عدد من الاستطلاعات إلى عدم رضا غالبية كبيرة من المعلمين؟
أكبر هذه التأثيرات يظهر بالطبع في شكل إحباط، فالمعلم يرى أن حقه مهضوم وهذه القضية ستأكل معه وتشرب وهي أكبر حاجز نفسي يحول بينه وبين تقديم المطلوب منه فأنت لا بد أن تهيئ له البيئة كاملة بما في ذلك أن تعطيه حقه، فإذا كان هذا الحق مهضوما فكيف تريده أن يبدع، فمثلا لو ذهبت يوم 25 في الشهر ولم تجد الراتب فما شعورك؟ ستقوم الدنيا ولا تقعد والمسألة فقط يوم واحد، فما بالك بالضائعة حقوقهم؟! إنني هنا أؤكد ضرورة أن تهتم الوزارة أكثر وأن تعطي كل ذي حق حقه ثم تعطي بعد ذلك الحوافز فلا يمكن أن يعطى للموظف خارج دوام وهو لم يتقاضي راتبه الذي يستحقه بعد!!
هل الجامعات في رأيك قادرة على تخريج معلمين أكفاء, وما رأيك في تعيين معلمين غير تربويين في التعليم؟
أنا ضد أن يتم تعيين غير تربويين في التعليم، فأنت حين تأتي بأحدهم ليدير مستشفى وتعطيه دورات فإنه يديره أكثر كفاءة من غير المتخصص وكل ما في الأمر أنك قمت بتهيئته لهذا العمل فقط.
كم كنت أود ألا تعمل كليات التربية بمعزل عن وزارة التربية والمتوقع أن يحدث هذا بالنسبة لكليات المعلمين حاليا، إذ لا بد من وجود التنسيق بين وزارة التربية والكليات من حيث الاحتياجات والأعداد والتخصصات، وإن كانت توجد تربية ميدانية إلا أن إعداد مناهج كليات التربية والمعلمين يتطلب مشاركة متخصصة من وزارة التربية والتعليم، فقد يتعلمون أشياء لا يحتاج إليها الميدان والعكس، فمثلا لا بد من مهارة الحاسب الآلي مثلا وهكذا، وكذلك لا بد أن يكون أكثر وعيا بطريقة حل مشكلات الطلاب، وأنا أؤيد زيادة نسبة التدريب الميداني لطلاب كليات التربية فبعض الطلاب يكتشفون أنهم غير صالحين للعمل في التدريس وقد طرحت سؤالا على بعض المتدربين حول أسوأ قرار اتخذه في حياته فاكتشف أن مجموعة غير قليلة من الحضور قالوا إن أسوأ قرار هو دخولهم للعمارة التعليمية “النظرة السوداوية للوضع الذي تعيشه المهنة حاليا”، فأين نحن من مكانة المعلم في ألمانيا وفي عديد من دول العالم؟!
ما رأيك في الاستعانة بالمعلمين المميزين للاستفادة منهم في الإشراف على المعلمين الجدد كمساعد للمشرف الأكاديمي ؟
لقد عملت قرابة ست سنوات في جامعتي الملك سعود والإمام بناء على طلب منهم لكني حين كنت أجتمع مع الطلاب يخبرونني بأن لديهم ارتياحا من المتدربين ولذلك أرى أن تستعين الجامعات بالمشرفين التربويين والمعلمين المتميزين وإذا طبقنا سلم الرتب الوظيفية في اختيار المتدربين، وأرى ألا يباشر المعلم الجديد التدريس إلا بعد قضاء سنة زمالة مع المعلمين ثم مساعد للمعلمين المتميزين.
هل الدورات الحالية المقدمة تفيد المعلمين في أداء رسالتهم؟ وهل المدربون مؤهلون؟
الدورات تبنى على الاحتياجات الفعلية فإن كنت تعطي المعلم دورات لا يحتاج إليها فهذا لا يصلح، وما فائدة الدورات والتكرار وهل نبعت من الاحتياجات الفعلية، التي تسمى الاحتياجات التدريبية التي تمثل الفرق بين الأداء الأمثل والأداء الفعلي، فالفرق هو الاحتياج في مختلف المهارات فقد ينقص المعلم مهارة قيادة الفصل أو التعامل مع الطلاب والذي يحدد ذلك النقص المشرف والمعلم نفسه.
هناك قدرات في التدريب ولا نريد أن ننظر إلى النصف الفارغ من الكأس ولكن نريد أن ننظر إلى نصف الكأس المملوء، هناك شباب متوثبون ويريدون أن يقدموا ولكن ينقصهم كثير من التدريب والتطوير.
((( منقول )))
:26-226::26-226::26-226: