المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تابع الرد علي شبهات من تلبس بالإرجاء



أهــل الحـديث
12-01-2012, 09:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمدًا وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد :
فهذه شبهة أخرى من شبهات من تلبسوا بالإرجاء في هذا العصر وقالوا بقول أهل السنة في الإيمان " أنه قول وعمل " ثم نقضوا قولهم هذا لما قالوا إن العمل الظاهر - جملة - من كمال الإيمان ومن تركه جملة فهو مسلم ناقص الإيمان واعتمدوا في هذا القول على شبهات واهية رددنا على شبهة منها وهذه شبهة أخرى والرد عليها :
قالوا إننا نشترط في عدم تكفير تارك العمل الظاهر جملة أن يترك المكفرات والترك عمل كما ترجح في علم الأصول وبالتالي تارك المكفرات يكون قد أتى بعمل " وهو الترك " فلا يطلق عليه أنه تارك للعمل الظاهر جملة فيصير بذلك الخلاف بيننا وبين غيرنا الذين يقولون بكفر تارك العمل الظاهر جملة خلافاً لفظياً .
الرد على هذه الشبهة :
كان السلف - رحمة الله عليهم- يردون على المرجئة الأوائل الذين يقولون " الإيمان قول بلا عمل " كانوا يردون عليهم بذكر أدلة دخول العمل في الإيمان دون الخوض في ماهية الأعمال المطلوبة إذ هي فرع عن الأصل المتنازع فيه ولا حاجة للخوض في الفرع حتى يقر المنازع بالأصل وظل الأمر على ذلك حتى نبتت نبتة في عصرنا وافقت السلف في ظاهر قولهم وخالفتهم في خقيقة مذهبهم فقالت " الإيمان قول وعمل وهذا حق لا إشكال فيه ثم قالوا والمراد بالعمل " ترك المكفرات" وهذا القول باطل من وجوه :
1- أنه قول محدث لم يأت في كلام السلف ما يدل عليه .
2- أنه قول باطل ويدل على بطلانه تصوره فلو عاش إنسان دهره كله لا يصلي ولا يصوم ولا يزكي ولا يحج ولا يفعل شيئاً من الطاعات مع قدرته التامة وعدم وجود المانع وفي نفس الوقت يفعل ما استطاع من المحرمات _ زنا وشرب خمر وأكل ربا وأكل مال يتيم .. وغير ذلك من الكبائر _ يكون عنده إيمان صحيح إذا لم يرتكب مكفراً من المكفرات فصار إيمان الجوارح وصفاً عدمياً وهذا لا يقبله عاقل بعد تصوره والشريعة عن مثل هذا منزهة بل نصوص الوحيين في الدلالة على خلافه ظاهرة وأقوال السلف على إنكاره معلومة متواترة .
3- أن هذا القول صنو قول " شبابة بن سوار " المرجيء حيث قال " الإيمان قول وعمل -كما يقولون- فإذا قال فقد عمل بجارحته أي بلسانه حين يتكلم " فصار عمل الجوارح لا وجود له وليس داخلاً في مسمى الإيمان حقيقة ومثل هذا قول من قال المراد بالعمل ترك المكفرات فإن الإنسان على مقتضى هذا القول قد يعيش دهره كله ولا يكلف بفعل تركه كفر فاشترك القولان في موافقة قول السلف في الظاهر ومخالفتهما في حقيقته من جهة اشتراط عمل لا وجود له ولذا قال الإمام أحمد عن قول " شبابة " " هذا قول خبيث ما سمعت أحداً يقول به ولا بلغني "
4- أن هذا القول توافق عليه المرجئة غلاتهم ومقتصدتهم ولو كان هو مراد السلف لما حصل بينهم وبين المرجئة - خاصة فقهائهم - نزاع لأنهم يقولون باشتراط ترك المكفرات فالقائل بهذا القول هو مع المرجئة ولم يخرج من مذهبهم وإليك قول بعض المرجئة في تقرير هذا القول :
قال تاج الدين السبكي : " وقولهم " وعمل بالأركان " يمكن أن يراد به الكف عن ما يصدر بالجوارح فيوقع في الكفر من السجود للأصنام وإلقاء المصحف في القاذورات فاضبط هذا فبه يجتمع لك كلام السلف والخلف "
انظر كيف حاول السبكي أن يجمع بين كلام السلف وبين كلام المرجئة وهذا ما يحاول أن يفعله بعض المنتسبين للسنة ولكن هيهات أن يجتمع قول السلف مع أقوال أهل البدع فهذا التفسير للأركان أوللعمل لم يعرف عن السلف بل هو تفسير خلفي لكلامهم فلا يفرح به دعاة الإرجاء ولذا قال السبكي عقب ما نقله " ولا أدعي أنه حقيقة مراد القوم غير أني أجوز ذلك وأسند إلى لفظة الأركان وأنا إن لم أقطع بأنه المراد فأقطع بأنه لا دلالة في العبارة على ردمذهب القائلين بأنه تصديق لما ذكرت من أن الأركان جائز أن يعني بها الكف عن المكفرات "
وهذا يدل على أن السبكي إنما أتي من قبل التعصب وتعظيم أئمة الأشاعرة على أئمة السلف وأما من تلبسوا ببدعة الإرجاء في هذا العصر فقد أتوا من باب الجهل بمذهب السلف ومذهب الخلف فلفقوا بينهما وخرجوا بما صار ظاهره قول السلف وباطنه قول الخلف رفع الله هذه الفتنة وثبت أهل السنة على الحق .
5- أن الذي جاء في أقوال السلف ذكر الفرائض " الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد وغير ذلك من الطاعات " قال سفيان بن عيينة - رحمه الله - " المرجئة أوجبوا الجنة لمن شهد أن لا إله إلا الله مصراً بقلبه على ترك الفرائض وسموا ترك الفرائض ذنباً بمنزلة ركوب المحارم وليسوا سواء لأن ركوب المحارم من غير استحلال معصية وترك الفرائض من غير جهل ولا عذر كفر "