المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حمــــود البدون حمود الشهيد



حواء غرابيل
12-01-2012, 04:40 AM
السلام عليكم
اليوم حبيت انقل لكم مقاله حمود الشهيد حمود البدون



حمود البدون--حمود الشهيد

كتب فيصل الرسمان

قلة هم الاصدقاء الذين مروا في مراحل حياتي القصيرة الطويلة، كثر هم الاصحاب الذين تربطني بهم علاقات تحتم عليّ معرفتهم.
والصديق لايهم ان يكون مهماً في نظر الاخرين «حسب مفهوم الزيف الاجتماعي» او يكون غير ذلك،لان الصداقة تتبناها المشاعر التي تمتزج مع مشاعر الاخر بدون مقدمات لتشكل بعد ذلك روحا واحدة يتقاسمها جسدان.
وحمود يعتبر من أعز الاصدقاء على نفسي رغم الابتعاد الذي لن يكون مأمولا بلقاء الا ان طيفه رغم ذلك يمر من امامي دائما من دون اذن مني لان شريط عقلي الباطن يستحضره على الدوام.
فهذا الشخص كان دمثاً في اخلاقه مؤدبا في منطوق لسانه واصلا رحمه بأمه «والده توفى وهو مازال صبيا» التي كان يحترمها احتراما شديدا.
ولد على هذه الارض العزيزة على قلبه وعلى قلبي ايضا، وترعرع فيها وتمرغ بترابها,درس في ابتدائية تعليمها وتخرج في جامعتها بتقدير جيد جدا رغم الظروف القاسية جدا التي كان يكابدها في يومه وليله.
حصل على شهادته وهو فرح بها لانه استطاع ان ينجز ما بدأه بنجاح، ولكنه في الوقت ذاته لم تعد تعني له هذه الشهادة شيئا لانها لن تنفعه فهو «بدون جنسية» محكوم عليه سلفا «بالموت المدني» فحقوقه مسلوبة اما الالتزامات فكاهله مثقلا
بها، ومع هذا اخذ يعلل النفس بالآمال راجيا في مستقبل قريب يحل له ماتعقد من اموره فاذا هذا المستقبل بعيد، استمرت به الايام وهي تسحب خطاها الثقيلة جدا فها هم زملاء دراسته من الكويتيين قد حصلوا على وظائفهم واستقر بهم المقام بعد ان اطمئنوا على المستقبل، اما هو فدنياه القاسية اخذت تجره الى الخلف فكلما حاول التقدم خطوة ارجعته خطوتين، فدنياه اقوى من ان يقاومها فاستسلم لها لانه لم يجد من يسانده في هذا المجتمع الذي طغى النفاق عليه طغيانا لايمكن مقاومته، فقضيته لاتهم المترفون الذين تجردوا من الحس الانساني,لان المترفين لايقومون بعمل مالم يقابله مصلحة، فالتكسب السياسي اقوى بكثير من الوقوف على الحالات الانسانية عندهم.
وفي لحظة من لحظات حمود السوداء ومااكثرها، كان يقول لي وبكثير من العصبية ماالفرق بيني وبينك,فاقول وانا صادق فيما اقول ان لافرق بيننا سوى هذه الورقة المسماه بالجنسية، فالدنيا من غير ان نخطط لها سارت بنا الى ما نريد وإلى مالانريد «فالجنسية لايؤتاها الا ذو حظ عظيم»!!!!!
يصمت قليلا وبعد ذلك يعود الى سيرته الاولى من ظرف وخفة دم من غير تملق او اسفاف تاركا ايامه تقلبه جهة اليمين تارة وجهة اليسار تارة اخرى.
الى ان اتت اللحظة الحاسمة «الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت» عندها انتفض حمود بدافع من حسه الوطني واخلاصه وحبه لبلده الكويت ليقاوم المحتل بحسب قدرته وبحسب امكانياته المتاحة له.
مضى في مقاومته الى ان تم القبض عليه من قبل القوات العراقية في شهر اكتوبر من عام 1990فسجن في الاحداث ومن ثم رحل الى سجن في العراق وهناك تم اعدامه مع غيره من الكويتيين امثاله، اعدم برصاصة اخترقت جمجمته من الخلف واردته شهيدا، من دون ان تسأله هذه الرصاصة ان كان كويتيا يحمل جنسية ام كويتيا من فئة البدون! لم تفرق.
رحم الله صديقي وعزيزي «حمود غليفص الفضلي» واسكنه فسيح جناته مع الابرار والصديقين... آمين.
انا لله وانا اليه راجعون

http://www.alamalyawm.com/articledet...x?artid=130591