المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأولاد ... والطلاق !!



االزعيم الهلالي
12-01-2012, 02:00 AM
الأولاد ... والطلاق !!
شرع الله الزواج لحكم عظيمة و أهداف سامية نبيلة , قد يدرك المرء القليل منها مثل: وجود الإنسان و بقائه لعمارة الأرض , و إقامة الأسر على المودة والرحمة حتى تشبع تلك الأسر حاجاتها و احتياجاتها النفسية و العاطفية و الاقتصادية ويجعلها في حالة من الراحة والطمأنينة وينعكس ذلك على الأطفال إيجابا الذين ينعمون معهما بثمار تلك العلاقة السوية, فإذا تعذر قيام هذا الأمر كان الطلاق , و قد يجهل الإنسان الكثير من أهداف الزواج , و قد حث البارئ ـ جل جلاله ـ على التمسك بالأسباب و المقومات التي تكفل استمرار الروابط الأسرية , و تزيد في تماسك العلاقات الاجتماعية , و منها الحياة الزوجية التي فطرها الله في خلقه , فمتى استمرت هذه الحياة بين الأبوين تآلف أفرادها, و قويت الأسر و المجتمعات . و إن وجد الخلاف و المشاكل بين الزوجين , و لم تنجح معها الوسائط و لا الحلول في إزالة هذا الخلاف من ذوي القربى وأهل الخير و التقى جعل الدين آخر الحلول الطلاق , و وضع له ضوابط و شروطا بحيث تحقق المنافع و المصالح للزوجين و الأولاد , و تدفع الأضرار عنهم قال تعالى : ( الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ...) 229/ سورة البقرة , و يعتبر الطلاق ظاهرة اجتماعية ترجع لأسباب مختلفة: نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية و غيرها له آثاره السلبية , و إن أكثر المتضررين من الطلاق هم الأولاد الذين يفقدون التربية و الشفقة و الاهتمام , و يفقدون المحبة و الرعاية و الحنان , فالطلاق ظاهرة ينتج عنه الاضطرابات النفسية من قلق و توتر و هموم , و اكتئاب و خوف و غموم تعصف بالأولاد , فتؤدي إلى التغير في السلوك . هذا بالإضافة إلى نظرة المجتمع القاصرة إليهم , فيؤثر على حالاتهم و اضطراب الشخصية لديهم , فينشأ التفكك الأسرى , و تزيد المشاكل ما بين الأفراد و الأسر, و قد يعيش هؤلاء الأولاد حياة البؤس و الشقاء بعيدين عن آبائهم , إذ لا يستطيعون مواجهة ظروف الحياة و همومها لغياب المربي و الناصح الأمين, و لا يكون لديهم توازن في المجتمع , لاهتزاز كيان الأسرة بسبب الأبوين , فيكون لديهم قصور في التربية و إهمال , ينتج عن ذلك انحراف الأولاد عن الطريق السليم بسبب الأفكار السيئة , أو يغرر بهم رفقاء السوء , أو يقعون في الجرائم كالسرقة و التسول و المخدرات , و اعلم ـ أخي المسلم ـ أن الطلاق كلمة ثقيلة على اللسان تتأثر لمسمعها الآذان , و لها وقعها البالغ على القلوب و النفوس , و ينبغي على المسلم أن يفكر و يتفكر بنتائج الطلاق و عواقبه السلبية التي تؤثر على الأفراد و الأسر و المجتمع قبل أن يتلفظ بالطلاق .

عبد العزيز السلامة / أوثال