المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منتخبات القراءة(4): فوائد منتخبة من الرسالة المفصلة لأبي الحسن القابسي



أهــل الحـديث
10-01-2012, 04:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم

هذه فوائد منتخبة من كتاب الرسالة المفصلة لأحوال المتعلمين، وأحكام المعلمين والمتعلمين، من تصنيف الإمام أبي الحسن علي بن محمد القابسي (ت403هجري) رحمه الله تعالى، أسأل الله أن ينفع بها.
01-قال(ص65): وقد عرف الناس فيما بينهم أن عبدَ الرجلِ إذا عمل ما أمره به سيده بحضرة سيده وهو يراه، أن العبد يجهد نفسه في ذلك العمل، ليرضي سيده بحسن طاعته، فإن كان سيده سلطانا كان أشد لاجتهاد العبد في نصحة سيده، وإذا خلا العبد من معاينة سيده له أو استغفله قصّر. هذه صفة العبد مع من يغفل ويشغله شأن عن شأن، فأما عبد الله يؤدي طاعته إليه، فلا يغفل عن مراقبة ربه فيما يطيعه به في السر والعلانية، فإنك أيها العبد إن لم تكن ترى ربك بعينك في حين عبادتك إياه، فقد أيقنت أنت أنه يراك، ولا يخفى عنه ما تسر وتعلن، فأخلص العمل له، والتزم مراقبته.
02-قال(ص68): والاستقامة في الدين هي مداومة المقام فيه، على استوائه واعتداله، لا ينكِّب عنه يمينا ولا شمالا، ولا يلتزم منه ما لا يطيقه.
03-قال(ص70-71): فقد بينت لك ما عندي في تفسير الإحسان، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: أن تعبد الله كأنك تراه، وأن هذا يلتزمه العبد لله في أحوال متقلبه ومثواه، وهو سهل على من يسره الله له، وبركته عظيمة، لأنه يجدد للمؤمن إيمانه كلما ذكره. وذلك أنه إذا أخذ في طاعة ربه وهو ذاكر مشاهدة ربه له في ذلك الشأن، قوي اعتصامه بربه، فإن هم به الشيطان أن يلبس عليه شيئا، فاستغاث ربه، واستعاذ به منه، كفاه عدوه وأعانه عليه، فلم يجد إليه سبيلا كما يجده إلى من كان في شأنه غافلا في غمرة الوسواس والشهوات، وإنما المعصوم من عصمه الله عز وجل. وإن اقتصر العبد الحسن العبادة على أداء الفرائض واجتناب المحارم ولم يزد، فهو أيضا من الصالحين، قال الله عز وجل: (ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا). فما سلم العبد من الخطايا فهو من الصالحين، وما زاد بعد ذلك من طاعة ربه زاده خيرا.
04-قال(ص72) في شرح حديث الولاية: وقوله في هذا الحديث: فكنت سمعه إلى آخر هذا الوصف، معناه: كنت حافظا له، أحمي سمعه الذي يسمع به أن يسمع مأثما، وكذلك بصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، فلا يستعمل أشياء من هذه الجوارح في مأثم، ولا يصل إليه مكروه، مع الحفظ الذي استأهله بتقربه ذلك.
05-قال(ص83): (إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيلا)، قيل: معنى هذا أشد وطأً، أي مواطأة للقرآن بسمعك وبصرك، أي فهمك، فالقراءة على هذه الصفة أقوم قيلا، أي أصوب قيلا.
06-قال(ص83): إن الترتيل في القراءة يحيي الفهم للعالم، فيستعين به على التدبر الذي له أنزل القرآن.
07-قال(ص89): وقد قال رجل لابن سحنون رحمة الله عليه، ممن يطلب ابنه العلم عنده: إني أتولى العمل بنفسي، لا أشغله عما هو فيه. فقال له: أعلمت أن أجرك في ذلك أعظم من الحج والرباط والجهاد؟
08-قال(ص93-94) في سياق الحديث عن تعليم الصبيان القرآن: ولقد استغنى سلف المؤمنين أن يتكلفوا الاحتجاج في مثل هذا، واكتفوا بما جعل الله في قلوبهم من الرغبة في ذلك فعملوا به، وأبقوا ذلك سنة ينقلها الخلف عن السلف، ما احتسب في ذلك على أحد من الآباء، ولا تبين على أحد من الآباء أنه ترك ذلك رغبة عنه ولا تهاونا به، وليس هذا من صفة المؤمن المسلم.
09-قال(ص100-101): وإذا كان مقام التعليم مقام الصدقات التي إنما يراد بها وجه الله، كيف يصح أن يؤخذ عليها عوض؟ هذا ما لا ينبغي، ولكن ما يؤخذ على تعليم القرآن ليس معناه أن يؤخذ معاوضة هكذا لعلة ما، فهم المعلم من القرآن إنما هو عوض من العناية بالتعليم، والقيام لرياضته حسب ما تقدم من أول، وما كان إنما يعمل لله لا يجوز أن يعمل لغير ذلك من الأعواض التي تنال في الدنيا، إلا على معنى غير المعاوضة من العمل نفسه الذي لا يكون إلا لله.
10-قال(ص145): وتكسب الدنيا في المسجد لا يصلح، ألم تسمع قول عطاء بن يسار للذي أراد أن يبيع سلعة في المسجد: عليك بسوق الدنيا، فإنما هذا سوق الآخرة.
11-قال(ص179): والقراءتان المشهورتان الثابتتان عمن نسبتا إليه ممن وجبت إمامته وصحت ثقته، بمنزلة الآيتين عند حذاق المقرئين، تفسر إحداهما الأخرى، أو يخالف معناها معناها فتكون إحداهما ناسخة للأخرى. (قلت): هذه الفائدة الأخيرة تحتاج إلى سؤال أهل العلم بالقراءات: هل توجد آية في كتاب الله فيها قراءتان نسخت إحداهما حكم الأخرى؟ إلا أن يكون قصد نسخ اللفظ والقراءة جملة. والله أعلم