المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منتخبات القراءة(3): نقول منتخبة من التاج المكلل للقنوجي



أهــل الحـديث
10-01-2012, 01:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم

هذه فوائد وأخبار انتخبتها من كتاب التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول للإمام المحدث المجتهد أبي الطيب محمد صديق حسن خان القنوجي رحمه الله تعالى، وأحب أن أذكر قبل سرد منتخبات الفوائد رأيا في هذا الكتاب، وهو أن المؤلف جعل منه معجما للتراجم انتخب فيه حيوات جماعة من أهل العلم قديما وقريبا من الحديث إلى زمانه رحمه الله، وكنت أحسب أنه اتخذه مذكرة لنفسه، لولا أنه أغفل جملة كبيرة من المشاهير والأوساط، وترجم لمن هو دونهم من أهل العلم بل ترجم لجماعة من المغمورين الذين لم تجر العوائد بالترجمة لهم، والذي يظهر من خلال اختيار المؤلف للتراجم أنه يجمع بينها أو بين أكثرها شيء مهم، وهو أن عامة المترجمين ممن وصفوا بالاجتهاد والدوران مع الدليل ونبذ التقليد والتعصب للأئمة، وإذا كان الأمر كذلك فالظاهر أن الإمام القنوجي قد هدف من خلال هذا الكتاب إلى معالجة ظاهرة التعصب المذهبي الذي كانت تعيشه الهند على زمانه، وإلى رد الناس عامة وأهل العلم منهم خاصة إلى مذهب أهل الحديث الداعي إلى الأخذ بأدلة الكتاب والسنة ولو كان في ذلك مخالفة للإمام المتبع، لأن مخالفته في عين مسألة أخذا بالدليل الثابت هو موافقة له في جملة المنهج الداعي إلى الأخذ بالحق حيث كان، والدوران معه حيث دار، وهذه الطريقة غير المباشرة في الدعوة إلى مذهب أهل الحديث هي المعروفة في البلاغة العربية بأسلوب الحكيم والتي تجري في إقرار الرأي بحكاية القصة وضرب المثل وغير ذلك، وما أجداها من طريقة، وما أحكمه من منهج في الدعوة إلى الطريقة الحديثية بتعريف الناس بأئمة المجتهدين الآخذين بعصم الدليل المستمسكين بسنة خير الأنام مهما كان القائل بها من أئمة المسلمين، ليعلم عامة مقلدة المذاهب أن اتباع شرعة السنن المروية عن خير البرية هو الأصل لا بدعة كما يتصوره بعضهم بجهله أو بتصوير غيره له. وتأويل فعل المصنف يحتاج إلى مزيد نظر إن رأى الإخوة الإدلاء برأيهم في الموضوع، وجزى الله كلا على ما يسلف من نظر خيرا.

01-قال صديق حسن خان في التاج المكلل(ص08): فقد ذكر غير واحد من العلماء، كابن فهد المكي وغيره، أن الاشتغال بنشر أخبار الأخيار من أهل العلم والآثار من علامات سعادة الدنيا وسيادة الآخرة، إذ هم شهود الله في أرضه، ولهم المراتب الفاخرة.
02-قال أبو الوليد ابن الفرضي الأندلسي (التاج المكلل للقنوجي ص48):
أسير الخطايا عند بابك واقف***على وجل مما به أنت عارف
يخاف ذنوبا لم يغب عنك غيبها***ويرجوك فيها فهو راج وخائف
ومن ذا الذي يرجو سواك ويتقي***وما لك في فصل القضاء مخالف
فيا سيدي لا تخزني في صحيفتي***إذا نشرت يوم الحساب الصحائف
وكن مؤنسي في ظلمة القبر عندما***يصد ذوو القربى ويجفو الموالف
لئن ضاق عني عفوك الواسع الذي***أرجي لإسرافي فإني لتالف
03-قال القنوجي في التاج المكلل (ص73): وقال الحافظ أبو طاهر السلفي: كان أبو الحسن الخُلعي إذا سمع الحديث يختم مجالسه بهذا الدعاء: اللهم ما مننت به فتممه، وما أنعمت به فلا تسلبه، وما سترته فلا تهتكه، وما علمته فاغفره.
04-قال في التاج المكلل(ص148) في ترجمة تقي الدين سليمان بن حمزة المقدسي الجماعيلي: وكان إذا أراد أن يحكم قال: صلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا صلوا حكم .
05-قال القنوجي في التاج المكلل(ص176) في ترجمة شيخ الإسلام أبي إسماعيل الهروي: ولما أخرج من هراة ووصل إلى مرو قصده البغوي صاحب التفسير، فلما حضر عنده قال لشيخ الإسلام: إن الله قد جمع لك الفضائل كلها، وكانت بقيت فضيلة واحدة، فأراد الله أن يكملها لك، وهي الإخراج من الوطن أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم.
06-في التاج المكلل(ص186) في ترجمة أبي بكر محمد بن عبد الباقي الكعبي أنه كان يقول: يجب على المعلم ألا يعنف، وعلى المتعلم ألا يأنف، ومن خدم المحابر خدمته المنابر.
07-التاج المكلل(ص190):
يقولون يحيى لا زكاة لماله***وكيف يزكي المال من هو باذله
إذا دار حول لا يرى في بيوته***من المال إلا ذكره وفضائله
08-في التاج المكلل(ص196) في ترجمة أبي العلاء الحسن بن أحمد العطار: قال ابن الجوزي: وبلغني أنه رئي في المنام في مدينة جميع جدرانها من الكتب، وحوله كتب لا تحد، وهو مشتغل بمطالعتها، فقيل له: ما هذه الكتب؟ قال: سألت الله تعالى أن يشغلني بما كنت أشتغل به في الدنيا، فأعطاني، انتهى. قلت(صديق): وهذه مسألتي من الله تعالى أيضا في عالم البرزخ، فإن ولعي بالكتب الشريفة الحديثية والقرآنية، وشغفي بالعلم مما لا ينكر، وهو سبحانه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير.
09-في التاج المكلل(ص205) في ترجمة عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي: وسئل: هؤلاء المشايخ يحكى عنهم من الكرامات ما لا يحكى عن العلماء، أيش السبب في هذا؟ فقال: اشتغال العلماء بالعلم كرامة، أو قال: أتريد للعلماء كرامة أفضل من اشتغالهم بالعلم؟
10-في التاج المكلل(ص319) قال شهاب الدين ابن عربشاه:
فعش ما شئت في الدنيا وأدرك***بها ما شئت من صيت وصوت
فحبل العيش موصول بقطع***وخيط العمر معقود بموت
11-في التاج المكلل(ص348) في ترجمة محمد بن محمد الفناري: ومن تصلبه في الدين وتثبته في القضاء أنه رد شهادة سلطان الروم في قضية، فسأله السلطان عن سبب ذلك، فقال: إنك تارك للجماعة، فبنى السلطان قدام قصره جامعا، وعين لنفسه فيه موضعا، ولم يترك الجماعة بعد ذلك، فلله در هذا العلم الصادع بالحق، مع ما هو فيه من التقلب في نعمة سلطانه، ورب عالم لا يقدر على الكلمة الواحدة في الحق لمن عليه أدنى نعمة يخاف زوالها، بل رب عالم يمنعه رجاء العطية ونيل الرتبة السنية عن تكلم بالحق، ولم يكن بيده إلا مجرد الأماني الأشعبية، ورحم الله هذا السلطان الذي سمع الحق فاتبع، ولم تصده سَورة الملك وما هو فيه من السلطان الذي كاد يطبق الأرض، وهذا السلطان المرحوم، هو السلطان بايزيد بن مراد.
12-في التاج المكلل(ص350) في ترجمة كمال الدين الدميري قوله:
بمكارم الأخلاق كن متخلقا***ليفوح شذ ندائك العطرِ الندي
واصدق صديقك إن صدقت صداقة***وادفع عدوك بالتي، فإذا الذي
13-في التاج المكلل(ص381) بيت:
غزلت لهم غزلا رقيقا فلم أجد***لغزلي نساجا فكسرت مغزلي
14-في التاج المكلل(ص388) في ترجمة علي بن أحمد علاء الدين الرومي الحنفي: كان عالما كبيرا جليلا، حرر له الشوكاني ترجمة حسنة، وحكى أنه كان مفتيا في زمن السلطان سليم خان، فاتفق أن السلطان حكم أن يضربوا أعناق مئة وخمسين رجلا من حفظة الخزائن، فذهب إلى السلطان، وقال: وظيفة أرباب الفتوى أن يحفظوا آخرة السلطان، وقد سمعت أنك أمرت بقتل مئة وخمسين رجلا لا يجوز قتلهم شرعا، فغضب السلطان، وقال: إنك تتعرض لأمر السلطنة، وليس ذلك من وظيفتك، قال: بل أتعرض لأمر آخرتك، وذلك من وظيفتي، فإن عفوت فلك النجاة، وإلا كانت عليك العقوبة العظيمة، فسكن غضب السلطان وعفا عنهم جميعهم.
15-في التاج المكلل(ص426) أبيات:
أيها السائر عنا عجِلا***إنما سرت فما عنك خلف
إنما أنت سحاب هاطل***حيثما صرفه الله انصرف
ليت شعري أيُّ قوم أجدبوا***فأغيثوا بك من بعد التلف
16-في التاج المكلل(ص430) بيتان:
أذان المرء حين الطفل يأتي***وتأخير الصلاة إلى الممات
دليل أن محياه يسير***كما بين الأذان إلى الصلاة
17-في التاج المكلل(ص450) بيتان:
كلنا عالم بأنك فينا***نعمة ساعدت بها الأقدار
فَوَقت نفسَك النفوسُ من الشر***وزيدت في عمرك الأعمار
18-في التاج المكلل(ص496) بيتان:
أيا صاحبي ما ترى نارهم***فقال: تريني ما لا أرى
سقاك الغرام ولم يسقني***فأبصرتَ ما لم أكن مبصرا