المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وكَيفَ يَنامُ .. مَنْ عَلِمَ أنَّ حبيبهُ لا ينام؟ !!!



سود العيون
09-01-2005, 09:15 PM
وكَيفَ يَنامُ .. مَنْ عَلِمَ أنَّ حبيبهُ لا ينام؟ !!!


استيقظ أحد الصالحين يوماً .. في ساعةٍ متأخرة من الليل قبل الفجر .... فوجد امرأته تتهجد .. وتصلى وتدعوا دامعة العينين مخلصة الدعاء لله
فتعجب من صلاحها وكيف أنه الرجل ينام بينما تبقى هي زاهدة عابدة
فقال لها : ألا تنامين .. ما الذي أبقاك إلى الآن؟

فردت الزوجة الصالحة بخشوع

وكَيفَ يَنامُ .. مَنْ عَلِمَ أنَّ حبيبهُ لا ينام؟ !!!

صلاة الفجر هي مقياس حبك لله عز و جل

إن الكثير من المسلمين في هذا العصر أضاعوا صلاة الفجر .. وكأنها قد سقطت من قاموسهم .. فيصلونها بعد انقضاء وقتها بساعات بل يقوم بعضهم بصلاتها قبل الظهر مباشرة ولا يقضيها الآخرون .

إن الإنسان منا إذا أحب آخراً حباً صادقاً .. أَحَبَّ لقاءه .. بل أخذ يفكـّـر فيه جُل وقته .. وكلما حانت لحظة اللقاء لم يستطع النوم .. حتى يلاقي حبيبه ..

فهل حقاً أولئك الذين يتكاسلون عن صلاة الفجر .. يحبون الله ؟ هل حقاً يعظّمونه ويريدون لقاءه ؟

دعونا نتخيل رجلاً من أصحاب المليارات قدم عرضاً لموظف بشركته خلاصته : أن يذهب ذلك الموظف يومياً في الساعة الخامسة صباحاً لبيت المدير ليوقظه ويغادر ( ويستغرق الأمر 10 دقائق ).. ومقابل هذا العمل سيدفع له مديره ألف دولار يومياً .. وسيظل العرض سارياً طالماً واظب الموظف على إيقاظ الثري ..

ويتم إلغاء العرض نهائياً ومطالبة الموظف بكل الأموال التي أخذها إذا أهمل ايقاظ مديره يوماً بدون عُذر ..

إذا كنت أخي المسلم في مكان هذا ؟ هل ستُفرّط في الاتصال بمديرك ؟

ألن تحرص كل الحرص على الاستيقاظ كل يوم من أجل الألف دولار ؟

ألن تحاول بكل الطرق إثبات عدم قدرتك على الاستيقاظ إذا فاتك يوم ولم تتصل بمديرك ؟

ولله المثل الأعلى .. فكيف بك أخي الكريم .. والله سبحانه وتعالى رازقك وهو الذي أنعم عليك بكل شيء .. نعمته عليك تتخطى ملايين الملايين من الدولارات يوميا يقول تعالى : "وإن تعُدّوا نعمة الله لا تُحْصُوها "

أفلا يستحق ذلك الإله الرحيم الكريم منك أن تستيقظ له يوميا في الرابعة أو الخامسة صباحاً لتشكره في خمس أو عشر دقائق على نِعَمه العظيمة وآلائه الكريمة ؟

ثواب صلاة الفجر

وركعتا الفجر هما السنة القبلية التي تسبق صلاة الفجر , وهي من أحب الأمور إلى النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول " ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ". وفي رواية لمسلم ( لهما أحب إلي من الدنيا جميعها )

فإذا كانت الدنيا بأسرها وما فيها لا تساوي في عين النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً أمام ركعتي الفجر فماذا يكون فضل صلاة الفجر بذاتها ؟

لن يِلج النار

وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن من حافظ عليها وعلى العصر دخل الجنة وأُبْعِدَ عن النار ، فقد روى البخاري ومسلم قوله صلى الله عليه وسلم " من صلى البردين دخل الجنة " وقال صلى الله عليه وسلم " لن يلِج النار أحدٌ صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها " . والبردان هما صلاة الفجر والعصر ,"

قرآن الفجر:

يقول تعالى " وقرءانَ الفجر إن قرآنَ الفجرِ كانَ مشهودا " وقرآن الفجر هو صلاة الفجر التي تشهدها الملائكة , وقد فصّل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال " يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل , وملائكة بالنهار , ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر , ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلّون وأتيناهم وهم يصلّون "

فما أسعد أولئك الرجال الذين جاهدوا أنفسهم , وزهدوا بلذة الفراش ودفئه , وقاوموا كل دوافع الجذب التي تجذبهم إلى الفراش , ليحصلوا على صك البراءة من النفاق , وليكونوا أهلا لبشارة النبي صلى الله عليه وسلم بدخول الجنة , ولينالوا شرف شهود الملائكة وسؤال الرب عنهم . ولعظمة الفجر أقسم الله فيه إذ قال " والفجر وليال عشر"

أخي المسلم - لشهود هذه الصلاة التي تجدد الإيمان وتحيي القلوب ، وتشرح الصدور ، وتملأ النفس بالسرور ، ويُثَقِّلُ اللهُ بها الموازين ويُعَظِّمُ الأجور.. أخي المسلم : إن لذة الدقائق التي تنامُها وقت الفجر لا تعدل ضَمّةً من ضمّات القبر ، أو زفرة من زفرات النار، يأكل المرءُ بعدها أصابعه ندماً أبد الدهر ، يقول : ( رب ارجعون لعلي أعملُ صالحاً فيما تركت) .. فتباً للذة تعقُب ندماً ، وراحة تجلب ألماً.

أيها الأخ الفاضل : تذكر نعمة الله التي تتوالى تباعاً عليك وانظر في حال قومِ ينام أحدهم ورأسه مثقل بالهموم والأحزان وبدنه منهك من التعب بحثاً عن لقمة يسد بها جوعته ، يستيقظ صباح كل يوم إما على أزيز المدافع ، أو لفح البرد أو ألم الجوع ، وحوله صبية يتضاغون جُوعاً ، ويتَلوّون ألماً ، وأنت هنا آمِنٌ في سِرْبِك ، معافىً في بدنك ، عندك قوتُ عَامِك ، فاحذر أن تُسلبَ هذه النعمة بشؤم المعصية ، والتقصير في شكر المنعم جل وعلا.

أخي : هل أمِنْتَ الموت حين أويْتَ إلى فراشك ، فلعل نومتك التي تنامها لا تقوم بعدها إلا في ضيق القبر.. فاستعد الآن ، مادُمْتَ في دار المُهلة ، وأَعِدَّ للسؤال جواباً ، وليكن الجواب صواباً.. نسأل الله أن تكون ممن يستمعون الحق فيتَّبعون أحسنه ، وأن يُخْتَمَ لنا ولك بخاتمة السعادة ، وأن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته

حكم التفريط في صلاة الفجر

قال الله تعالى : " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا "

- إن الإسلام منهج شامل للحياة .. هو عقد بين العبد وربه .. يلتزم فيه العبد أمام الله بواجبات .. ونظير هذه الواجبات يقدم الله له حقوقا ومزايا .. فليس من المنطقي أن توافق على ذلك العقد .. ثم بعدها تفعل منه ما تشاء .. وتترك ما تشاء ..

ويقول الله سبحانه وتعالى : " يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة "

.. قال المفسّرون : أي اقبلوا الإسلام بجميع أحكامه وتشريعاته. وقد غضب الله على بني إسرائيل حينما أخذوا ما يريدون من دينه ولم يعملوا "بالباقي فقال لهم : " أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟

‏لقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الذي يفرّط في صلاتي الفجر والعشاء في الجماعة بأنه منافق معلوم النفاق ! فكيف بمن لا يصليها أصلاً .. لا في جماعة ولا غيرها ... فقد قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم :‏ :

‏ليس صلاة ‏‏ أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما يعني من ثواب لأتوهما ولو حبواً أي زحفاً على الأقدام

رواه الإمام البخاري في باب الآذان .

إن الله سبحانه وتعالى يتبرأ من أولئك الذين يتركون الصلاة المفروضة .. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ‏لا ‏تترك ‏الصلاة‏ متعمدا، فإنه من ترك الصلاة ‏متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله " رواه الإمام أحمد في مسنده .

فهل تحب أخي المسلم أن يتبرأ منك أحب الناس إليك ؟

فكيف تفوّت الصلاة ليتبرأ الله منك ؟

وبعد هذه المقالة .. ما هو العلاج ؟

أن يقوم كل منا بوضع منبّـه يضبطه على ميعاد صلاة الفجر يوميا

أن يتم إعطاء الصلاة منزلتها في حياتنا فنضبط أعمالنا على الصلاة وليس العكس

أن ننام مبكرا ونستيقظ للفجر ونعمل من بعده .. فبعد الفجر يوزع الله أرزاق الناس

أن يلتزم كل منا بالصحبة الصالحة التي تتصل به لتوقظه فجرا وتتواصى فيما بينها على هذا الأمر

أن نواظب على أذكار قبل النوم و نسأل الله تعالى أن يعيننا على أداء الصلاة

أن نشعر بالتقصير والذنب إذا فاتتنا الصلاة المكتوبة و نعاهد الله على عدم تكرار هذا الذنب العظيم

جعلنا الله وإياكم من المحبين لله عز وجل .. و رزقنا وإياكم الإخلاص في القول و العمل

هذا الكلام المكتوب لن تستفيد منه حتى تحاول تطبيقه في نفسك

لا تنسونا من صالح الدعاء وفقني الله و إياكم لما يحب ويرضى فالدال على الخير كفاعله


منقول

الأميرة الناعمة
09-01-2005, 09:21 PM
جزاك الله خير اختي الغالية

:ندو:

سود العيون
09-01-2005, 09:25 PM
وبورك بكِ عيوني سوسي


لا حرمنا الله إطلالتك الزاهرة



أختك سود العيون ـ ــ

خــــالـــــد
09-01-2005, 10:15 PM
سود العيــــون

.
.

((وكَيفَ يَنامُ .. مَنْ عَلِمَ أنَّ حبيبهُ لا ينام؟ ))

جملــة قوية جداً ,, تحمل الكثير من المعـــاني التي يجب التوقف / التدبر

حول هذه الجملــة !! فالكثير منا قد لا يأتيه نوم لأن حبيبه يفكـر فيه ,,

فكيف إذا كان هذا الذي لاينام هو (( الخالق )) ,, والذي سيجيب لها الدعاء والقيام لها ؟!

أختي سود العيون // أصبحت قلوبنا متصلــة فقط بـ أعمال الدنيا / ملاهيها /

أصبح تعلقنا بالله سبحــانه ,, مجرد اتصال بسيط (( نسأل الله الســلامة والعافيـــة ))

أصبحت العبادات عادات ,,, مجرد أننا نتحرك لها !! قد تكون من دون نفس


اللهم ارحمنا برحمتك يارب ,, وألن قلوبنا لـ ذكركـ ,,


أختي سود ,, أعتقد بل أجزم بأناملي / وبـ فكري / وبـ عقلي ,, بأن جميعنا

يعرف فضل صلاة الفجــر ,, وعقوبة تاركهــا ,, وعقوبة من يتهاون بها

لكن غفلــة القلوب لها الدور الكبيــر في الصد عن ذكر الله ,,

ولكن التذكير مطلوب للمؤمنين ,, كما قال تعالى : ( فإن الذكرى تنفع المؤمنين )


اللهم انفع بـ سطورك ,, الثمينــة ,, القيمــة ,,

ويجزاك الله بكل خيــر ,,



أشكرك جزيل الشكــر





أخوكـ / خالد

سود العيون
09-01-2005, 11:10 PM
هلا بأخي الرائع خالد

إضافة أتت من قلمك الباهر ، في غاية الروعة والإفادة ...

بورك بك وبقلمك

ولا عدمناك


ولك كل الشكر على ما سطرت .........


سود العيون ـ ـ ــ

بروق العين
09-01-2005, 11:37 PM
http://www.clipart.co.uk/clipart/3dmagif2/22.gif


مشكوره سود العيون على الموضوع ..

يسلمك ربي .. ويعطيك الف عاافيه ..

مازن
10-01-2005, 04:23 AM
جزاك الله خيرر اختي سود العيوون

سمووره
10-01-2005, 04:56 AM
الله يعطيك العافيه ويبارك فيك

موضوعك قيم ورائع يجعلنا نقف كثييرا نتدبر في أمورنا ونحاسب أنفسنا على تقصيرنا في شرائع الله

الله يثبتنا ويحسن خواتيمنا يارب

والله يجزاك كل خير

أمل عبدالعزيز
10-01-2005, 05:06 AM
0
0
0

جزاكِ الله عنَّا كل خيرٍ ياغاليتي سود العيون.......

ولي ملاحظة على العنوان......

لايقال عن االخالق سبحانه وتعالى( حبيباً) مطلقاً فهذا ليس اسم له ولا من صفاته .......

ولاينادى الله ولانتقرب له إلا بما سمَّى به نفسه أو سماه به نبيه وذاك من باب التأدب مع الخالق ومعرفة الفرق بين الحبيب وبين

الخالق بعظمته وجلاله .........

وللعلماء في هذا حديث طويل موجزه عدم جواز نداء الله بـــــ( حبيبي , ياحبيبي, الحبيب) وكل مايشبه ذلك

دمتم بخير أحبتي.........

سود العيون
10-01-2005, 09:07 AM
العفو أختي الكريمة / بروق العين


يعافيك ربي ويبارك بكِ

وعلى الخير نلتقي دوماً


لك خالص الحب


سود ـ

سود العيون
10-01-2005, 09:09 AM
وجزاك الله خيراً أخي وليف


دمت ودام تواجدك


لا عدمناك


أختك سود ـ

سود العيون
10-01-2005, 09:10 AM
اللهم آمين


يا عزيزتي سمورة


لكِ من المحبة الكثير ، الكثير


دمتِ نييرة

على الخير نلتقي


سود ـ

سود العيون
10-01-2005, 09:13 AM
الرهيبة

الحبيبة

توضيح تشكرين عليه ..

بورك بكِ غاليتي


ولكن ؟

ستكون لي عودة ، للتعقيب على ما تفضلتي به ...


الرهيبة
على الخير نلتقي


دمتِ بود



سود ــ

المساعد
10-01-2005, 10:06 AM
اختي سود العيون


جزاك الله خير وبارك الله فيك

صائد الطرائد
10-01-2005, 08:16 PM
المشرفة الغالية سود العيون


جزاك الله خير وان شاء الله تعم الفائدة على الجميع