المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ختان الإناث - الحلقة المفقودة -



أهــل الحـديث
09-01-2012, 06:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



الإخوة الكرام في ملتقى أهل الحديث،


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و طاب ممشاكم و تبوأتم من الجنة منزلاً،
هذا البحث هو تَكملة بتوسُّع أكثر لمقال كنتُ قد كتَبته في منتصف عام ٢٠٠٨ بعنوان: "ختان الإناث: قراءة جديدة"، يشاركني فيه الأخ الصديق د.هشام عز الدين، و قد قمنا بتطوير الأفكار التي وردت في ذلك المقال الأول و بعمل تحليل نراه غاية في التفصيل لكل زوايا الموضوع لتبيين الإشكالات التي تحيط به٠
و قد تم نشر الموضوع بإسم "ختان الإناث و الحلقة المفقودة"على موقع الألوكة، و أردت أن أُلفت إنتباهكم إليه لأهميته ولمعرفة رأيكم فيه٠
البحث في رأينا في غاية الأهمية و يحتاج الى تعليق عاجل من علماء هذه الأمة نظراً لما فيه من تخطئة لكبار العلماء كشيخ الإسلام إبن تيمية، و الشيخ الألباني، و الشيخ الحويني و الشيخ محمد حسان كما أن نتائجه إن صحت ستسوجب إعادة نظر في هذا الموضوع الهام الذي يُطعن به الدين كل يوم، و ستستوجب أيضاً تصحيحاً لكثير من الفتاوى التي صدرت بخصوصه٠ رجاءً أيها السادة الكرام ، راجعوا ما كتبنا بتمعن و أخبرونا إن رأيتمونا على صواب في ما كتبنا أو قومونا و صححونا إن وجدتمونا مخطئين،و نحن في إنتظار ردكم وكلنا ثقة من أنكم ستصلون بنا الى بر الأمان في هذا الموضوع، فموقعكم ما شاء الله متميز و كثير من مرتاديه من أهل العلم الثقاة، فأفتونا في هذا الموضوع جزاكم الله عن الإسلام كل خير٠




ختان الإناث والحلقة المفقودة (word)



سيد السقا – د. هشام عز الدين (http://www.alukah.net/Authors/View/Culture/5739/)









ختان الإناث والحلقة المفقودة



نظرة فقهية أخرى لختان الإناث السني: كيفيته والفائدة المرجوة منه



ملخص موضوع البحث:


نقدِّم - بإذن الله - في هذا البحث مع الاستعانة ببعض الأدلة الفقهيَّة شرْحًا لكيفيَّة إجراء عمليَّة ختان الإناث السُّني، موضِّحين أنَّه عبارة عن: عملية استئصال للقُلفة مع تَرْك البظر نفسه سليمًا، وهذه العمليَّة مطابقة لعمليَّة تخفيض قُلفة البظرClitoral hood reduction ((clitoropexy التي تُجرى، وصارَت أكثر انتشارًا في بلاد الغرب، وسنوضِّح أيضًا - مع الاستعانة بالأدلة الفقهيَّة وبعض البحوث الحديثة والملاحظات المعاصرة - أنَّ الفائدة التي تُرجى من عملية ختان الإناث السُّني، تَكمن في أنها تزيد من المُتعة الجنسيَّة لدى المرأة أثناء الجِماع؛ مما يسهل عليها بلوغَ الذِّروة الجنسيَّة والاكتفاء الجنسي، وهذا من أحد أسباب انتشار هذه العملية مؤخَّرًا في بلاد الغرب.

مقدمة:
احتَدَم الجدال مؤخَّرًا حول موضوع ختان الإناث السُّني، وصَل فيه بعض الناس إلى حد الإنكار بمشروعيَّته، رغم ورود الأحاديث النبويَّة الواضحة في هذا الموضوع.

لكن - وبحمد الله، وبعد دخول بعض العلماء الفُضلاء الثِّقات هذه الحلبة - تَبيَّن بوضوح أن عادة ختان الإناث هي من ديننا الحنيف، بل وقد حثَّ عليها رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.

يقول ابن عمر - رضي الله عنهما -: دخَل النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - على نِسوة من الأنصار، فقال: ((يا نساء الأنصار، اخْتَضبن عمسًا، واخْتَفِضْنَ ولا تُنْهِكْنَ؛ فإنه أحظى لإناثكنَّ عند أزواجهنَّ))؛ رواه البيهقي.

وقد اختَلَف العلماء في حُكمها، فمنهم مَن قال بوجوبها - كقول الشافعيَّة في المشهور - ومنهم مَن حكَم باستحبابها، وأقلُّ ما قيل فيها: إنها مَكْرُمة للنساء.

وبعد أن حُسِم أمر مشروعيَّة الخِتان، بَقِي الْتِباسان آخران هما موضوع هذا البحث:
الالتباس الأول في كيفيَّة إجراء هذه العمليَّة:
نجد أنَّ البعض من المشايخ المعاصرين، أمثال: الشيخ الألباني (الرابط (http://www.alnasiha.net/cms/sites/default/files/albany-khetan.mp3)) و الشيخ الحويني (الرابط (http://www.youtube.com/watch?v=UJX3JYZLPQo&feature=related)) والشيخ محمد حسان (الرابط (http://www.youtube.com/watch?v=eMAkfzPm348&feature=related)) و غيرهم - أفادَنا الله بعِلمهم - يذكرون في وصفهم للختان بأنه عمليَّة إزالة لجزءٍ من البظر، وهذا الوصف يُناقض أقوال علماء السلف؛ كأمثال شيخ الإسلام ابن تيميَّة وغيره من العلماء الذين أشاروا لإزالة القُلفة فقط، ولَم يَرِد عنهم ذِكْرٌ لاستئصال البظر، أو مَسه على الإطلاق.

"ولن نخوضَ في موضوع تلك الجريمة النَّكراء التي تُسَمَّى بالخِتان الفرعوني، والتي هي ليستْ من ديننا الحنيف في شيء، والتي - وبحمْد الله ومع انتشار الوعي - صارَت تَنحسر في البلاد التي كانت منتشرةً فيها".

الالتباس الثاني: هو في فَهم الحِكمة والفائدة المرجوَّة من وراء هذه العمليَّة:
إذ يرى جمهور العلماء المعاصرين - استنادًا لرأي شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - أنَّ عمليَّة الختان السُّني تؤدِّي بصورة مباشرة إلى التقليل من الشهوة الجنسيَّة العارمة لدى المرأة، ونحن - كُتَّاب هذا البحث - نرى - استنادًا إلى بعض الكتابات في الفقه الشافعي، وبعض البحوث والملاحظات المعاصرة - أنَّ الخِتان السُّني هو لزيادة المُتعة الجنسيَّة لدى المرأة؛ مما يُمكِّنها من إشباع حاجاتها الجنسيَّة، ومع الارتواء الجنسي تَحصل لها الراحة والسعادة، ونَضارة الوجه، ولا ينقصها شيء من هذه الناحية، وإن لُوحِظَ تغيير في سلوك المرأة - كما قال شيخ الإسلام - فيكون من أسبابه الارتواء الجنسي وليس سببه قَطْع القُلفة التي تَكْمن فيها الشهوة العارمة، كما ظنَّ شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رَحْمة الله عليه.

فالقُلفة: هي الحائل بين المرأة والارتواء الجنسي - الوصول للذِّروة الجنسية - عند كثيرٍ من النساء؛ كما أشارَت إلى ذلك بعض الدراسات، بالإضافة إلى ملاحظات النساء الشخصيَّة على أنفسهنَّ، فهذا سبب استئصال القُلفة، وليس الغرض من ذلك تقليل الشهوة العارمة عند المرأة، أمَّا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإشمام وعدم الإنهاك فلها تفسيرها، كما سيَرِد ذِكْرُه لاحقًا.

الأدلة على كيفيَّة إجراء عملية الختان:
أولاً: لنتمعَّن في حديث رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لتلك المرأة الخاتنة:
((إذا خَفَضْتِ فأشِمِّي ولا تنهكي؛ فإنه أسْرَى للوجه، وأحظى عند الزوج))، وفي الحديث الآخر: ((لا تنهكي؛ فإن ذلك أحظى للمرأة، وأحبُّ إلى البَعل))؛ رواه أبو داود، وصحَّحه الألباني.

نلاحظ أنَّ في هذا الحديث تعليمات من رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى تلك الخاتنة بألاَّ تُبالغ في استئصال جزءٍ ما من الأعضاء التناسُلية الخارجيَّة للمرأة، وبالرغم من أنه لا يوجد وصفٌ صريح في هذا الحديث للجزء المُستأصَل، فإنه كان معلومًا لدى الخاتنة ورُواة الحديث والتابعين ما يَقصده رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لشيوع هذه العمليَّة عندهم.

نتطرَّق الآن لكلام شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - الذي اجتَهَد فيه محاولاً فَهْمَ العِلَّة من عدم الختان؛ يقول - رحمه الله -: "والمقصود من ختان المرأة: تعديل شهوتها، فإنها إذا كانت قَلفاء كانت مُغتلمةً شديدة الشهوة؛ ولهذا يقال في المُشاتَمة: يا ابن القَلفاء؛ فإن القَلفاء تتطلَّع إلى الرجال أكثر؛ ولهذا يوجد من الفواحش في نساء التتر، ونساء الإفرنج ما لا يوجد في نساء المسلمين، وإذا حصَل المبالغة في الختان، ضَعُفت الشهوة، فلا يَكْمُل مقصود الرجل، فإذا قُطِع من غير مبالغة، حصَل المقصود باعتدال"؛ انتهى كلامه؛ (الفتاوى الكبرى).

والناظر إلى كلام شيخ الإسلام بتمعُّنٍ، يجد الآتي:
أولاً: إشارة لالتزام المجتمع المسلم آنذاك بختان الإناث، وتجد ذلك في قوله: "ولهذا تجد من الفواحش في نساء التتر ونساء الإفرنج، ما لا يوجد في نساء المسلمين"، فهو قد قارَن بين عفاف المسلمات بالنسبة لنظيراتهنَّ من نساء التتر ونساء الفرنجة في ذلك الزمان، واستنتَج أن الفرق بينهنَّ ناتجٌ عن انتشار الخِتان بين المسلمات.

ثانيًا: هو أشار إلى أنَّ العِلة من عدم الختان، تَكْمُن في القُلفة تحديدًا دون سائر أجزاء الجهاز التناسلي للمرأة، ويَربط بين وجود القُلفة وشِدَّة الشهوة عند المرأة، ويَربط بين الكميَّة المُزالة من القُلفة ومقدار انخفاض الشهوة بعد الختان.

فشيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - يوضِّح لنا أنَّ الجزء الذي قصدَه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في حديثه مع الخاتنة، هو القُلفة ولا يوجد هنا ذِكر للبظر بتاتًا.

وفي موضع آخر في شَرْحه لحديث التقاء الختانين، يُعَرِّف لنا شيخ الإسلام القُلفة، فيقول: "ومعنى الْتقاء الختانين: تغيُّب الحَشفة في الفَرْج؛ سواء كانا مختونين أم لا، وذلك يحصل بتحاذي الختانين؛ لأن ختان المرأة في الجلدة التي في أعلى الفرْج كعُرف الدِّيك"؛ انتهى كلامه.

عملية الختان كما ورَدت عن السلف الصالح:
جاء في البحر الرائق: "وختان المرأة موضع قَطْع جلدة منها كعُرف الدِّيك فوق الفرْج؛ وذلك لأنَّ مدخل الذَّكر هو مَخْرج المَني والولد والحَيْض، وفوق مدخل الذكر مَخْرج البول كإحليل الرجل، وبينهما جلدة رقيقة يقطع منها من الخِتان، فحصَل أنَّ ختان المرأة مُتسفِّل تحت مخرج البول"؛ انتهى كلامه.

وعرَّف ابن الصبَّاغ في "الشامل" الخِتان، فقال: "الواجب على الرجل أن يقطعَ الجلدة التي على الحَشفة؛ حتى تَنكشف جميعها، أمَّا المرأة، فلها عُذرة كعُرف الدِّيك في أعلى الفرج بين الشَّفريين، تُقطع، ويبقى أصلها كالنواة".

وقال الماوردي: "وأمَّا خَفْض المرأة، فهو قَطْع جلدة في الفرْج فوق مدخل الذَّكر ومخرج البول على أصل كالنواة، ويؤخَذ منه الجلدةُ المُستعلية دون أصلها".
"تُحفة المودود بأحكام المولود"؛ لابن القَيِّم، ص (113- 114).

كما قال الماوردي في موضع آخرَ: "وأمَّا ختان المرأة، فهو جلدة مُستعلية فوق مَخرج البول تُقطع في الختانة؛ لأنَّ مدخل الذَّكر منها أسفل الفرْج، وهو مَخرج المَنِي والحَيْض، وفوقه ثُقبة هي مَخرج البول، وعليه جلدة تَنطبق عليها، وهي ختان المرأة، وتلك الجلدة تَقطعها الخافضة في الختانة"؛ انتهى كلامه.

وجاء في "المجموع شَرْح المهذب": "وأمَّا ختان المرأة، فاعْلَم أن مدخل الذَّكر هو مخرج الحَيْض والولد والمَنِي، وفوق مدخل الذكر ثقب مثل إحليل الرجل هو مَخرج البول، وبين هذا الثَّقب ومدخل الذكر جِلدة رقيقة، وفوق مَخرج البول جلدة رقيقة مثل ورقة بين الشَّفرين، والشَّفران تُحيطان بالجميع، فتلك الجلدة الرقيقة يُقطع منها في الختان، وهي ختان المرأة، فحَصل أنَّ ختان المرأة مُستقل، وتحته مَخرج البول، وتحت مخرج البول مدخل الذَّكر"؛ انتهى كلامه.

وقال أبو قدامة المقدسي: "وخِتان المرأة جلدة كعُرف الدِّيك في أعلى الفرْج، يُقطع منها في الختان"؛ انتهى كلامه.

وجاء في حاشية الرَّوض المُربع: "وفوق مخرج البول جلدة رقيقة مثل الورقة بين الشَّفرين، والشفران يحيطان بالجميع، فتلك الجلدة الرقيقة تُقطع منها في الختان، وهي ختان المرأة، فحصل أنَّ ختان المرأة مُستقل"؛ انتهى كلامه.

وفي البهجة شَرْح التحفة: "واعْلَم أنَّ مسلك الذَّكر هو مخرج الحَيْض والولد والمَنِي، وفوق مسلك الذَّكر ثَقْبٌ مثل إحليل الرجل، وهو مخرج البول، وبين هذا الثقب ومدخل الذكر جلدة رقيقة، فإن زالت فهي الإفضاء، وفوق مخرج البول جلدة رقيقة مثل ورقة بين الشَّفرين، والشفران محيطان بالجميع، فتلك الجلدة الرقيقة يُقطع منها في الختان للمرأة"؛ انتهى كلامه.

وقال الشوكاني: "قال الإمام: والمُستحق من ختان المرأة ما يَنطلق عليه الاسم، وقال الماوردي: ختانها قَطْع جلدة تكون في أعلى فرْجها فوق مدخل الذكر، كالنواة أو كعُرف الدِّيك، والواجب قَطْع الجلدة المُستعلية منه دون استئصاله، قال النووي: ويسمَّى ختان الرجل إعذارًا بذال مُعجمة، وختان المرأة خَفْضًا بخاء وضاد معجمتين"؛ انتهى كلامه.

وقال الشيخ منصور بن يونس البُهوتي الحنبلي المصري - رحمه الله -: "ويجب ختان ذكَرٍ بأخْذ جلدة الحَشفة، وقال جَمْعٌ: إنِ اقتصَر على أكثرها، جاز، ويجب ختان أنثى بأخْذ جلدة فوق محلِّ الإيلاج تُشبه عُرف الدِّيك، ويُستحب ألاَّ تؤخَذَ كلها نصًّا لحديث: ((اخْفِضي ولا تنهكي؛ فإنه أنضرُ للوجه وأحظى للزوج))؛ رواه الطبراني والحاكم عن الضَّحاك بن قيس مرفوعًا "؛ انتهى كلامه.

وقال الحافظ العراقي - رحمه الله -: "الختان: هو قَطْع القُلفة التي تغطِّي الحَشفة من الرجل، وقَطْع بعض الجلدة التي في أعلى فَرْج المرأة، ويُسَمَّى ختان الرجل إعذارًا، وختان المرأة خَفْضًا"؛ انتهى كلامه.

يقول أبو حفص سراج الدين الحنبلي الدمشقي في اللُّباب في علوم الكتاب،ج 6، ص (6):
"وأمَّا ختان المرأة، فشَفران مُحيطان بثلاثة أشياء: ثُقْبة في أسفل الفَرْج، وهو مدخل الذَّكَر، ومخرج الحَيْض والوَلَد، وثُقبة أخرى فوق هذه مثل إحليل الذَّكَر، وهي مخرج البول لا غير، وفوق ثُقبة البول موضع ختانها، وهنا كجلدة رقيقة قائمة مثل عُرْف الدِّيك، وقَطْع هذه الجلدة هو ختانها".

نرى في كلِّ هذه الأوصاف لعمليَّة الختان السُّني أنَّ ما يُزال فيها القُلفة فقط مع عدم المَساس بالبظر.

فكلُّ هذه المصادر تشير إلى أن ما يُزال هو جلدة مُستعلية في أعلى الفرج، مثل ورقة بين الشَّفرين، وهذا الوصف يطابق وصفَ القُلفة لا البظر؛ إذ إن البظر ليس بجلدة، وإنما هو قطعة لحمٍ تُوازي الحَشفة عند الرجل، كما توازي قُلفة المرأة قلفة الرجل، وسنتكلَّم في ذلك أكثر فيما سيلي.

وقد أكَّد ابن الصبَّاغ والماوردي عدمَ المساس بالبظر الذي وصفوه بالنواة، فأوْصَوا بإزالة الجلدة المُستعلية - أي: القلفة - مع تَرْك النواة.

الاستثناء الوحيد للوصف الصحيح للقُلفة في مصادر السلف - هذه التي أورَدناها - هو الوصف الأول في "البحر الرائق"، الذي قد يكون قد الْتَبَس على كاتبه تحديدُ مكان الاستئصال، أو ربما كان هناك خطأ في النقل أو الطباعة؛ إذ إنه يتكلَّم عن استئصال جلدة غير موجودة في الجهاز التناسلي للمرأة بين فَتْحة البول والمهبل، رغم أنَّ الكاتب يرجع ويناقض ذلك الكلام، ويوافق باقي العلماء في أوَّل حديثه واصفًا إيَّاها - أي: الجلدة - بأنها في أعلى الفرْج.

وأمَّا القائل بأنَّ قَطْع جزء من البظر هو من الختان السُّني، فهو يَستند إلى مصدر واحدٍ هو مشاتمة حمزة - رضي الله عنه - لغريمه في المبارزة في غزوة "أُحد" الواردة في صحيح البخاري في باب: "قتْل حمزة بن عبدالمطلب" الذي قال له فيها حمزة - رضي الله عنه -: "يا سِبَاع، يا ابن أمِّ أنْمار مُقَطِّعة البُظور"؛ نسبة إلى أنَّ أُمَّه كانت خاتنة.

فالقائل باستئصال جزء من البظر يَستدل بمُشاتمة حمزة - رضي الله عنه - على أنها وصْفٌ لعمليَّة الختان السُّني، وهذا يناقض ما ذكرَه علماء السلف في وصْف الختان السُّني بصورة واضحة وصريحة.

فلماذا إذًا ربَط حمزة - رضي الله عنه - بين الختان والبظر في مُشاتمته؟
من المعلوم أنَّ العرب - وبالأخص في مُشاتماتهم التي تَكثُر فيها المبالغات - قد يُلقون باللفظ مجازًا وهم يقصدون شيئًا آخرَ.

والمجاز المُرسل معروف في اللغة العربية، من أقسامه أن يُشير القائل إلى الشيء وهو يقصد ما يُجاوره، مثل قول الشاعر:

فَشَكَكْتُبِالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيَابَهُ
لَيْسَ الْكَرِيمُ عَلَىالْقَنَا بِمُحَرَّمِ


فاستعاضَ بالثِّياب عن الجسم.

أو كقول الشاعر:

إِذَانَزَلَ السَّمَاءُ بِأَرْضِ قَوْمٍ
رَعَيْنَاهُ وَإِنْكَانُوا غِضَابَا


وهنا سُمِّي الغيث سماءً؛ لمجاورته للسماء.

وأيضًا قد يُشير المتكلِّم إلى الجزء وهو يريد الكلَّ، كقوله تعالى: ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾ [البقرة: 195]، والمعنى: ولا تُلقوا بأنفسكم إلى التَّهلكة، أو في المقابل يُشير إلى الكلِّ وهو يريد الجزء، كقوله تعالى: ﴿ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ﴾ [البقرة: 19]، والمقصود هنا: الأنامل وليس الأصابع كلها.

فمثلاً: إن أردْتَ أن تشتمَ رجلاً خاتنًا، قد تقول له من قبيل المجاز والمبالغة: يا قطَّاع الذكور؛ وذلك لأنَّ القُلفة هي جزء من - أو تُجاور - قضيب الذَّكر، فقد يكون الأرْجح - والله أعلم - أنَّ حمزة - رضي الله عنه - قد قصَد هذا المعنى بما أنَّ قُلفة المرأة ملاصقة لبَظرها، وقد تُعَدُّ جزءًا منه.

على العموم، نحن - كُتَّابَ هذا البحث - لا نرى أنَّ مَن قال بإزالة جزءٍ من البظر في الختان السُّني قد أصاب في استناده لتلك المُشاتمة وخروجه بحُكمٍ منها، خصوصًا إذا وضع هذا الاستنباط جنبًا إلى جنبٍ مع ما قاله شيخ الإسلام ابن تيميَّة - وغيره من السلف - في وصْف الخِتان السُّني، فقد وصَفوه وصفًا دقيقًا، ولَم يَرِد في أوصافهم مَسُّ البظر على الإطلاق.

ما هي الفائدة المرجوة من عملية ختان الإناث:
أولاً: لنسرد الأحاديث التي حثَّ فيها رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - على الختان، وأوْصى فيها تلك الخاتنة، أو بعض الخاتنات في المدينة بعدم الإنهاك في استئصال الجزء المراد استئصاله: ((اخْفضي ولا تنهكي؛ فإنه أنضرُ للوجه وأحظى عند الزوج))؛ صحيح، رقْم: 236؛ صحيح الجامع، وقد رُوِي بألفاظ عِدَّة مُتقاربة في المعنى.

((إذا خَتَنتِ فلا تنهكي؛ فإنَّ ذلك أحظى للمرأة وأحبُّ إلى البَعل))؛ حسن، رقْم: 498؛ صحيح الجامع.
((إذا خَفَضتِ فأشمِّي ولا تنهكي؛ فإنه أسرى للوجه وأحظى عند الزوج))؛ حسن، رقْم: 509؛ صحيح الجامع.
((لا تنهكي؛ فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البَعل))؛ صحيح، رقْم: 7475؛ صحيح الجامع.

ورُوِي أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال لأمِّ عطيَّة وكانت تَخفض: ((يا أمَّ عطيَّة، أشمِّي ولا تنهكي؛ فإنه أسْرَى للوجه ودَمِه، وأحظى عند الزوج)).

وقد صحَّح الشيخ الألباني - رحمه الله - هذا الحديث في "تمام المِنَّة" في ردِّه على ما ورَد في فقه السُّنة من إضعاف لأحاديث الخَتان بالكليَّة؛ إذ ورَد في باب "من سُنن الفطرة" في التعليق: "أحاديث الأمر بختان المرأة ضعيفة، لَم يَصِحَّ منها شيء"، فكان ردُّ الشيخ الألباني - رَحِمه الله -: ليس هذا على إطلاقه، فقد صحَّ قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لبعض الخَتَّانات في المدينة: ((اخْفِضي ولا تنهكي، فإنه أنضرُ للوجه، وأحظى للزوج))؛ صحيح؛ رواه أبو داود والبزَّار، والطبراني وغيرهم؛ انظر: الصحيحة، (2/ 353 - 358).

وهناك أيضًا الحديث الذي أورَدناه سابقًا الذي أوْصى فيه - صلَّى الله عليه وسلَّم - نساءَ الأنصار بالخِتان، فقال لهنَّ: ((يا نساء الأنصار، اخْتَضِبنَ عَمْسًا، واخْتَفِضنَ ولا تنهكن؛ فإنه أحظى لإناثكنَّ عند أزواجهنَّ)).

نلاحظ في الأحاديث السابقة ما يلي: أنَّ عمليَّة ختان المرأة يَنتج عنها بشارة أو حَظوة تجدها المرأة عند لقاء زوجها، وأيضًا يُصبح لقاؤها محبَّبًا لدى زوجها، فهذا الحظ إذًا يَناله الطرفان، فتقوى العلاقة الزوجيَّة، ويَنتج عن هذه العمليَّة أيضًا تغيير في تعابير وجْه المرأة؛ إذ يُصبح وجهها نضرًا تَشوبه علامات السرور.

والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هو تحديدًا هذا (الحظ) الذي أشار إليه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وبشَّر به الزوجين إثر عمليَّة الختان، والذي يَنتج عنه زيادة المحبَّة والأُلفة والسعادة بينهما في حياتهما الزوجيَّة؟

ورَد في فقه الشافعي في "إعانة الطالبين" - تفسيرًا لهذا الحديث -: "الواجب في ختان المرأة قَطْع جزء يقع عليه اسم الختان، وتقليله أفضل؛ لخبر أبي داود وغيره أنه قال للخاتنة: ((أشمِّي ولا تنهكي؛ فإنه أحظى للمرأة وأحب للبَعل))؛ أي: لزيادته في لذَّة الجِماع، وفي رواية أسرى للوجه؛ أي: أكثر لمائه ودمه.

نلاحظ في هذا الكلام المُستقى من فقه الشافعي إشارة واضحة إلى أنَّ هذا الحظ الذي أشار إليه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في حديثه للخاتنة، والذي تَجده المرأة عند لقاء زوجها نتيجة لعمليَّة الختان، هو الزيادة في لذَّة الجماع، وبذلك تقوى العلاقة الجنسيَّة بين الزوجين وتَصير أكثر إرضاءً للطرَفين، فحتى الزوج بعد أن يجد زوجته أكثر تجاوبًا معه جنسيًّا يَصير يحب لقاءَها.

ويبدو أنَّ الشيخ الغزالي - رحمه الله - قد فَهِم هذا المعنى من حديث أمِّ عطيَّة، فقد كتَب في كتابه "إحياء علوم الدين" كتاب أسرار الطهارة، وهو الكتاب الثالث من ربع العبادات - تحت باب ما يحدث في البدن - ص ١/١٥١ من الموسوعة الشاملة على الشبكة العنكبوتيَّة: "ويَنبغي ألاَّ يُبالغ في خَفْض المرأة؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأمِّ عطيَّة - وكانت تَخفض -: ((يا أمَّ عطيَّة، أشمِّي ولا تنهكي؛ فإنه أسرى للوجه وأحظى عند الزوج))؛ أي: أكثر لماء الوجه ودَمِه، وأحسن في جماعها"؛ انتهى كلامه.

فقوله: "أحسن في جماعها" يُشير بوضوح إلى هذا المعنى، فالمرأة إذًا تتحسَّن في الجماع نتيجة لعمليَّة الختان السُّني.

المشكلة تَكمن في أنه توجد مدرسة أخرى ترى أنَّ هذه الحظوة المذكورة في حديث أمِّ عطيَّة الخاتنة، ليست الزيادة في لذَّة الجِماع - كما ورَد في فقه الشافعي - وإنما هي التقليل من الشهوة الجنسيَّة المُفرطة لدى المرأة، وأغلب العلماء المعاصرين ينتمون إلى هذه المدرسة، وبالختان تُحَصَّن المرأة ضد الوقوع في الفاحشة. هذه المدرسة تَستند إلى كلام شيخ الإسلام ابن تيميَّة، وهذا فعلاً ما يُفهم من كلامه، ولَم يَترك لنا شيخ الإسلام ابن تيميَّة المجال لفَهْم ما قاله بصورة أخرى؛ إذ إنه يرى علاقة مباشرة بين وجود القُلفة والشهوة، بل وبين الكميَّة المُستأصَلة منها وانخفاض الشهوة، فالشهوة تَزيد وتَنقص حسب الكميَّة المُستأْصَلة منها؛ كما ورَد في كلامه:
"والمقصود من ختان المرأة تعديل شهوتها، فإنها إذا كانتْ قَلفاء، كانت مُغتلمةً، شديدة الشهوة؛ ولهذا يقال في المُشاتمة: يا ابن القَلفاء؛ فإنَّ القلفاء تتطلَّع إلى الرجال أكثر؛ ولهذا يوجد من الفواحش في نساء التتر ونساء الإفرنج، ما لا يوجد في نساء المسلمين، وإذا حصَل المبالغة في الختان، ضَعُفت الشهوة، فلا يَكْمُل مقصود الرجل، فإذا قُطِع من غير مُبالغة، حصَل المقصود باعتدالٍ".

وقال العلامة ابن القَيِّم مُعلِّقًا على حديث أمِّ عطيَّة، وموافقًا شيخَه ابن تيميَّة:
"ومعنى هذا أنَّ الخافضة إذا استأْصَلت جلدة الختان، ضَعُفت شهوة المرأة، فقلَّت حظوتها عند زوجها، كما أنها إذا ترَكتها كما هي - لَم تأخذ منها شيئًا - ازدادَت غُلمتها فإذا أخَذت منها وأبْقَت، كان ذلك تعديلاً للخلقة والشهوة"؛ انتهى كلامه؛ تحفة المودود: ص 188 - 189.

فهذه المدرسة إذًا ترى أنَّ الشهوة مَكمنها فيما يُستأصَل في الختان، والزيادة في الاستئصال تُضْعِف الشهوة بصورة غير مقبولة؛ لذلك وجَب الاعتدال، أو عدم الإنهاك في الاستئصال، فعندهم توجد علاقة طرديَّة بين الكميَّة المُستأصَلة، وانخفاض الشهوة.

وبما أنه من المعلوم لدى الجميع أن مَكمن الإحساس في الجهاز التناسلي الخارجي للمرأة هو البظر، نرى كيف أنه كان من السهل القول بقَطْع جزءٍ من البظر عند المتأخِّرين من العلماء؛ إرضاءً لهذه الفكرة: تقليل الشهوة المُفرطة؛ إذ إنه ليس من المنطقي أن تكون جلدة قليلة الإحساس كالقُلفة، هي مَكمن الشهوة لدى المرأة، فانصبَّ تركيز بعض أصحاب هذه المدرسة على البظر دون القلفة، وذلك رغم أن شيخ الإسلام وتلميذه ابن القَيِّم - رحمهما الله - واللذان تأسَّست هذه المدرسة على ما كتَبا، لَم يقولا أبدًا بقطْع البظر كما أسلَفنا.

ولكن: كيف يفسِّر أصحاب هذه المدرسة بأنَّ هذا التعديل في شهوة المرأة أحبُّ إلى بَعْلها كما نصَّت عليه بعض روايات الحديث؟

أصحاب هذه المدرسة يرون أن المرأة القلفاء - نسبةً لشهوتها المُنفلتة - تُكثر في طلب زوجها، وهذا يُرهقه، فالزوج إذًا يحب أن تَنخفض شهوة زوجته؛ لكيلا تُرهقه بكثرة الجِماع، كما يحب أن يأْمَن في عِرضه بتعديل شهوتها، وهذا تفسيرهم لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((أحب إلى البَعل)).

هذا الكلام فيه شيء من الغرابة؛ إذ إنه من المشاهد عقلاً وواقعًا أنَّ الرجل هو الأشد شهوة من المرأة إجمالاً؛ ولهذا أُبيح له التعدُّد، فماذا يَضيره إن كانت زوجته تُجاريه في طلبه، ويقول ابن القَيِّم مُثبتًا هذا الكلام: "وأمَّا قول القائل: إنَّ شهوة المرأة تزيد على شهوة الرجل"، فليس كما قال، والشهوة مَنبعها الحرارة، وأين حرارة الأنثى من حرارة الذَّكر؟! ولكن المرأة لفراغها وبَطالتها، وعدم مُعاناتها لِما يَشغلها عن أمر شهوتها وقضاء وطَرها - يغمرها سلطان الشهوة، ويَستولي عليها، ولا يجد عندها ما يعارضه، بل يصادف قلبًا فارغًا، ونفسًا خالية، فيتمكَّن منها كلَّ التمكُّن، فيظن الظانُّ أنَّ شهوتها أضعاف شهوة الرجل، وليس كذلك، ومما يدل على هذا: أنَّ الرجل إذا جامَع امرأته أمْكَنه أن يُجامع غيرها في الحال، وكان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يطوف على نسائه في الليلة الواحدة، وطاف سليمان على تسعين امرأة في ليلة، ومعلوم أنَّ له عند كل امرأة شهوةً وحرارة باعثة على الوطء، والمرأة إذا قضى الرجلُ وطرَه فَتَرتْ شهوتُها، وانكسَرت نفسها، ولَم تَطلب قضاءها من غيره في ذلك الحين، فتطابَقت حِكمة القدر والشرع، والخلق والأمر، ولله الحمد"؛ انتهى كلامه، كتاب إعلام الموقعين.

ومما لم نجد له تفسيراً أن ما ذكره العلامة ابن القيم في هذا الكلام الذي يؤكد فيه برود المرأة جنسياً بالنسبة للرجل لا يوافق، بل ويناقض، ما قاله في تحفة المودود (من أن المرأة لو تركت بلا ختان كانت مغتلمة شديدة الشهوة) والله أعلم.

فمن المعلوم - والأدلة كثيرة على ذلك - أنَّ المرأة إجمالاً أبردُ جنسيًّا من الرجل، وتأخذ وقتًا أطول؛ لتصلَ إلى ذِروتها الجنسيَّة، فتجدها في أغلب الأحيان تتأخَّر في استجابتها عن الرجل وتتخلَّف عنه أثناء الجِماع.

نتيجة لهذه الرغبة - كما أسلفنا - عند أصحاب هذه المدرسة؛ لإيجاد علاقة بين الشهوة والجزء المُستأصَل في الختان، نجدهم انصرفوا عن القلفة، واهتموا باستئصال البظر - وهذا أمر لَم يقل به علماء السلف على الإطلاق - بل صار بعض أصحاب هذه المدرسة يتكلَّم عن علاقة بين حجم البظر والشهوة لدى المرأة؛ كما ورَد عن أحد الأطبَّاء في الشبكة العنكبوتيَّة، حيث يقول:
"وخلاصة القول يتَّضح لنا أن الحِكمة الطبيَّة من الختان الذي دعَت إليه الشريعة الإسلاميَّة، تظهر عند الرجال أكثر بكثيرٍ مما تظهر عند النساء، ونستطيع القول: إنه في البلاد ذات الطقس الحار، كصعيد مصر، والسودان، والجزيرة العربيَّة، وغيرها، فإنه يغلب أن يكون للنساء بظر نامٍ يزيد في الشهوة الجنسيَّة بشكل مُفرط، وقد يكون شديد النمو إلى درجة يَستحيل معها الجماع، ومن هنا كان من المُستحب استئصال مقدم البظر؛ لتعديل الشهوة في الحالة الأولى، ووجَب استئصاله؛ لجَعْل الجِماع مُمكنًا في الحالة الثانية، وهذا الرأي الطبي يتوافَق مع رأي الجمهور من فقهاء الأُمة الذين أوْجَبوا الختان على الرجال، وجعَلوه سُنَّة، أو مَكرُمة للنساء؛ مصداقًا لتوجيهات نبي الأمة - صلَّى الله عليه وسلَّم"؛ انتهى كلامه.

ومن الغريب أن يوافقَ هذا الكلام بعض الأطبَّاء، فالبظر تشريحيًّا يُعادل الحشفة عند الرجل، فكِبَرُه أو صِغَره ليس له علاقة على الإطلاق بالشهوة، كما أنَّ حجم العضو الذَّكري لا علاقة له البتَّةَ بالشهوة. وبِما أنه فعلاً يُوجدُ تفاوتٌ كبيرٌ في حجمِ البظرِ بين النساءِ كما ذكَرَ هذا الطبيب، فقد أفتى بعض الفقهاء القائلين بقع البظر أمثال الشيخ الحويني (الرابط (http://www.youtube.com/watch?v=UJX3JYZLPQo&feature=related)) والشيخ محمد حسان (الرابط (http://www.youtube.com/watch?v=eMAkfzPm348&feature=related)) بتقييد الختان وجعله لبعض النساء دون البعض، وقالوا بأن الطبيبة المسلمة هى التى تقرر ذلك، وقد قال العلامة الألباني (الرابط (http://www.alnasiha.net/cms/sites/default/files/albany-khetan.mp3)) أيضاً مايُشابه هذا القول، فسئل رحمة الله عليه فى فتوى مسموعة، عن حكم ختان الإناث فى الإسلام فقال فى مجمل كلامه: أن ختان الإناث ليس لكل النساء فمثلاً نساء أوروبا لا يحتجن إلى الختان لأنه ليس لديهن بظر نام كما هو حال نساء الحجاز ومصر والبلاد الحارة اللاتى يحتجن إلى الختان لنمو البظر عندهن ولأن لديهن غلمة وشدة فى الشهوة بسبب كبر هذا العضو، بعكس نساء البلاد الباردة اللاتى لايكاد يُرى فيهن هذا العضو، أنتهى كلامه.

هذا الكلام فيه تناقض واضح من عدة جوانب:
أولاً: لأن فكرة ربط الختان بالشهوة بدأت أصلاً بسبب ملاحظة ابن تيمية لفواحش نساء الإفرنج أى نساء أوربا كما أسلفنا.

ثانياً: لأن وصية رسول الله صلى الله عليه و سلم جاءت مطلقة لكل نساء الأنصار دون إستثناء.

يبدو وأضحاً أن هناك إلتباساً آخراً نتج من إلتباس تبديل القلفة بالبظر، فعند هؤلاء المشايخ بسبب تبديل القلفة بالبظر، كان لابد من تقييد ما تركه رسول الله مطلقاً لكل المسلمات كما يُفهم من الحديث النبوى الشريف، وذلك لصعوبة استئصال البظر الذي كثيراً ما يكون مدفوناً تحت الجلد أو أملساً غير ناتئ بحيث يصعب إستئصاله بإشمام عند بعض النساء، بينما القلفة دائماً سهلة المنال ويسهل التعامل معها جراحياً عند كل النساء.

و اليكم هذا الكلام للشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز من موقعه على الشبكة العنكبوتية في شرحه لحديث خمس من الفطرة والذي يؤكد فيه وجوب الختان لكل المسلمين والمسلمات دون إستثناء.

رواى الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الآباط). هذه من شؤون الفطرة، ومن السنن المتأكدة، فينبغي لكل مسلم ولكل مسلمة أن يتعاهد ذلك. الختان سنة في حق الجميع في حق الرجال والنساء، وقد ذهب جمع من أهل العلم إلى وجوبه، ولاسيما في حق الرجال، وهو المعروف من مذهب أحمد - رحمه الله - أنه واجب الختان. وقال جمع أهل من العلم أنه سنة مؤكدة في حق الجميع، فينبغي أن يتعاهد، وأن لا يترك، وإذا كان في حال الصغر كان أولى؛ لأنه أسلم للطفل، وأقل تعباً وألماً، وأسرع في البرؤ. انتهى كلامه.

كما نرى فالموضوع أصبَح يَنحرف من اتجاه لآخر، فالانحراف بدأ في البداية مع تبديل القلفة بالبظر؛ طلبًا لعضو حسَّاس يُمكنه أن يكون مَكْمنًا للشهوة، ثم انْبَنَت على ذلك علاقة بين حجم البظر والشهوة، وبين كميَّة الاستئصال، ومدى تعديل الشهوة، فهو قصر انْبَنَى على الهواء، وصار يكبر شيئًا فشيئًا، ونخشى أن ينحرفَ هذا القطار أكثر، فنجد الرجل يُطلِّق زوجته في ليلة الزفاف بسبب حجم بظرها، كما تُطلَّق القلفاء اليوم في بعض البلاد الإسلاميَّة خوفًا من شهوانيَّتها؛ أو أن ينتج من ترسيخ هذا الفهم تمييزاً ضد الشعوب التي يغلب أن يكون لنسائهم بظر نامٍ.

لنرجع الآن إلى أصل الموضوع، وهو ما ورَد من كلام شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - ولنحلِّل مفهومه واستنتاجه الذي انْبَنَت عليه هذه المدرسة.

استنتاج ابن تيميَّة - رحمه الله - هو وجود علاقة بين القُلفة والشهوة المُفرطة لدى المرأة، وهذه عنده علاقة سببيَّة مباشرة، وكأنَّ الشهوة تَكمن في القُلفة، فتَنخفض الشهوة بقدر ما يُسْتأصَل منها.

بعد ذلك استخدَم ابن تيميَّة - رحمه الله - هذا الاستنتاج؛ ليفسِّر مشاهدة ميدانيَّة كانت موجودة في زمانه، وهو فرق الأخلاق بين نساء التتر والفرنجة من ناحية، ونساء المسلمين من ناحية أخرى، ولعلَّ هذه المشاهدة الميدانيَّة هي التي بَنى عليها شيخ الإسلام ابن تيميَّة استنتاجه هذا؛ إذ إن هذه العلاقة بين القلفة والشهوانيَّة لَم يقل بها رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - صراحةً في أحاديث الختان، فافترَض شيخ الإسلام أنَّ الفرق بين هاتين الفئتين من النساء يَكمن أساسًا في وجود وعدم وجود القُلفة، بغضِّ النظر عن الفروق الدينيَّة والاجتماعيَّة بين الفئتين.

بعد ذلك استخدَم شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - هذا الاستنتاج؛ ليفسِّر سبب تنبيه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - للخاتنة بعدم الإنهاك، وذلك عنده لتقليل الشهوة دون إبطالها، وهذا أيضًا لَم يقل به رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في أحاديث الختان، وسنرى فيما بعد بأنه يوجد تفسير طبي بسيط لتنبيهه - صلَّى الله عليه وسلَّم - للخاتنة بالإشمام وعدم الإنهاك.

في بادئ الأمر لا يوجد دليلٌ من كلام رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - على أنَّ المرأة القلفاء شهوانيَّة، وهذا الكلام مبني بالكامل على مقارنة ابن تيميَّة - رحمه الله - بين نساء المسلمين، ونساء التتر والفرنجة، وهذا ما لا يمكن إثباته؛ لاختلاف الدين والثقافة بين المجموعتين.

والآن في زماننا هذا - الذي تَرَكت فيه أغلب المجتمعات المسلمة الختانَ - ما زلنا نشاهد الاختلاف الكبير بين عفاف نساء المسلمين وغيرهنَّ، وهذا يُثبت أنَّ عامل الدين لا يُمكن غضُّ النظر عنه في مثل هذه المقارنات.

وحتى إن سلَّمنا جدلاً بوجود هذه العلاقة بين عدم الختان والشهوانيَّة، فيُمكننا أن نفسِّرها بأنها نتاج طبيعى ؛ لعدم قُدرة القلفاء على التمتُّع أثناء الجماع، وهنا يجب أن نُفرِّق بين الشهوة والمُتعة لتوضيح الأمر.

فالشهوة هي الميل والرغبة، وحبُّ الشيء وطلبه، وهي تختلف - ولا ريبَ - عن المُتعة واللذَّة، فالشهوة تكون قبل الحصول على المُشتهى؛ لأنها طلبٌ، واللذة تكون أثناء تناوُله، ونلاحظ أنَّ أحاديث الختان كلها تتكلَّم عن اللذة وليس الشهوة.

هنا نفهم أنَّ غير المختونة تشعر بالرغبة في الجِماع، كما يشعر مَن عنده آلام في حَلقه بالعطش، فيَشرب ولا يرتوي، ثم يشرب فلا يرتوي، ويظل يشعر بالعطش أغلب نهاره وليله، ويشرب حتى تتألَّم بطنه، ثم ما يزال العطش يَجرح حَلقه، وما يزال يَلهث مُتَمنِّيًا كأسًا من الماء يروي ظمَأَه.

فغير المختونة تشعر بالشهوة، فإذا أعطيتَها ما تطلب، لَم تصل لِما تَبتغيه من قضاء وطرها، فقلَّما تتوصَّل لغاية المُتعة واللذَّة؛ ولهذا فهي لا تُشبع شهوتها، فتَبقى شهوتها مشتعلةً ليلَ نهار، وهذا قد يفسِّر العلاقة إن وُجِدت بين عدم الختان والشهوانيَّة.

أمَّا افتراض شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - للعلاقة الطرديَّة بين كميَّة الاستئصال وانخفاض الشهوة، كمحاولة منه لتفسير تعليمات رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - للخاتنة بالإشمام وعدم الإنهاك، فلا دليل على ذلك من كلام رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.

رأي الطب وبعض الملاحظات الحديثة:
أولاً، سنقدِّم وصفًا مختصرًا للجهاز التناسلي الخارجي للمرأة إبتداءً بوصف و تعريف البظر.

البظر: هو ذلك العضو الجنسي الموجود في أعلى فرْج المرأة، فوق فتحتَي البول والمهبل، وهو مكوَّن من نفس النسيج الإسفنجي الانتصابي الذي يتكوَّن منه ذكر الرجل في مراحل تكوين الجنين، فينمو هذا النسيج إلى الذَّكر في الذكور، ويضمر ويتحوَّل إلى البظر في الإناث، وللبظر رأس وحشفة، ثم تمتدُّ الحشفة إلى جسم يغوص إلى ما تحت الجلد، ثم ينقسم جسم البظر إلى فرعين يسيران بمحاذاة الشفرين تحت الجلد، وبذلك يُحيط هذا النسيج الإسفنجي بالجهاز التناسلي الخارجي للمرأة كله{1,2,3,4}.

البظر عضو شديد الحساسية؛ إذ تتخلَّله (٨٠٠٠) نهاية عصبيَّة {1} ، وإثارته من أهم أسباب المُتعة الجنسية عند المرأة، وتتفاوت آراء الأطباء حول مدى أهميَّة البظر أثناء الجماع؛ لتوصيل المرأة إلى الذِّروة الجنسيَّة ، ولكن لا شكَّ أنه يلعب دورًا مهمًّا في هذا الأمر، فبعض الدراسات تُشير إلى أنَّ الغالبيَّة العظمى من النساء - قد تصل النسبة إلى ٨٠ % منهنَّ - يَحْتَجْنَ إلى عمليَّة استثارة مباشرة للبظر قبل أن يتمكَّن من الوصول إلى الذِّروة الجنسيَّة {1} ، وتعلو البظر جلدة القلفة التي تغطِّي البظر كالقُبَّعة، وهي مطابقة لقُلفة الرجل تمامًا، والقلفة جلدة قليلة الإحساس نسبيًّا، إلاَّ في أجزائها القريبة من البظر، وهي تبدأ من الخط الفاصل بين رأس البظر وجسمه، وسطحها الملاصق للبظر مكوَّن من غشاء زهامي يُفرز مادة زهامية من غددٍ تتخلَّله ، وهذه المادة الزهامية تتكثَّف بعد إفرازها، وتتحوَّل إلى مادة لَزِجَة تسمَّى اللخن (SMEGMA)، واللخن قد يتزنَّخ ويكون مرتعًا لنمو البكتيريا والفطريات؛ مما يسبِّب التهابات وآلامًا في منطقة البظر وروائح كريهة، "ومن ذلك مشاتمة المرأة باللخناء؛ كناية على عدم اختتانها"، وقد يجف اللخن ويتحجَّر (SMEGMALITH) نتيجة لإهمال النظافة، مسبِّبًا التصاقات مُزعجة بين القلفة والبظر؛ مما قد يستوجب معالجات جراحية {4,5,6}؛ لذلك فالمرأة القلفاء معرَّضة - في حالة حدوث الالتهابات المزمنة؛ سواءً كانت بكتيريَّة، أو فطريَّة، أو فيروسيَّة، كمرض الهربس، أو في حالة إصابتها ببعض الأمراض الجلدية في منطقة القلفة، كمرض الحزاز المنبسط - لحدوث حالة انكماش وضِيق مُزعجة للقلفة حول البظر (CLITORAL PHIMOSIS) {7)، وتشير دراسة من الولايات المتحدة أُجْرِيت في جامعة بوستن تحت قيادة الدكتور(GOLDSTEIN) نُشِرت بعض نائجها في "مجلة العالِم الأمريكي": (SCIENTIFIC AMERICAN) في أكتوبر عام ٢٠٠٠ {8}- إلى أنَّ حالة ضيق القلفة موجودة في رُبع النساء اللاتي يُعانين من العجز الجنسي، وهذه نسبة كبيرة نسبةً لانتشار مشكلة العجز الجنسي بين النساء ، ويتراوح العجز الجنسي بين النساء إلى نسبة قد تصل إلى ٤٣ % حسب دراسة نُشِرت في مجلة الجمعيَّة الطبيَّة الأمريكيَّة في عام ١٩٩٩{9}، رغم أنَّ الأرجح أنَّ النسبة الأدق تتراوح ما بين ٥ % - ٢٠ % حسب نتائج دراسة أخرى أُجْرِيت عام ١٩٩٠ {10 }، وأيًّا كان الرقْم الصحيح، فهذه كلها نِسَب لا يُستهان بها، وعلاج مشكلة ضيق القلفة المسبِّب للعجز الجنسي، هو؛ إمَّا استئصال، أو شَق القلفة
(HOODECTOMY OR HOOD SPLIT)؛ لإزالة الضغط عن البظر{11}.

وحتى النساء اللاتي لا يُعانين من أيِّ ضيقٍ في القلفة، ولا يعانين من أي مشاكل صحيَّة على الإطلاق، يلاحظْنَ إجمالاً تحسُّنًا ملحوظًا في علاقاتهنَّ الجنسيَّة عقب عملية إزالة القلفة، حسب بعض الدراسات التي أُجْريت، رغم قلة عدد هذه الدراسات وضَعْف بعضها من الناحية الإحصائية، وسنقسِّم الأدلة إلى ثلاثة مستويات:
أوَّلها: دراسات نظرَت مباشرة إلى أثر إزالة القلفة على الحياة الجنسيَّة للنساء.

وثانيها: دراسات توفِّر أدلة غير مباشرة على هذا الأثر بالنظر إلى عمليَّات خلَطَت إزالة القلفة مع تقليم الشفرين، أو أجْرَت مقارنات أخرى.

وثالثًا: سنسوق إليكم شهادات أطبَّاء قاموا بهذه العمليَّات، وانطباعاتهم عن أثرها.

أمَّا عن شهادات النسوة اللاتي أُجْرِيت عليهنَّ هذه العملية، فهي كثيرة والشبكة العنكبوتيَّة مليئة بها لِمَن كان يريد أن يَنظر في هذا الأمر.

دراسات نظرت مباشرة إلى أثر إزالة القلفة على الحياة الجنسية للنساء:
1- أجرى الدكتور (RATHMAN) في عام ١٩٥٩ دراسة {12} بعَث فيها استبيانًا لعدد من النساء في الولايات المتحدة، أُجْرِيت عليهنَّ عمليَّة إزالة القلفة؛ إذ إن هذه العملية كانت أكثر شيوعًا في الولايات المتحدة في مطلع وأواسط القرن المُنصرم، وردَّ على استبيانه ١١٢ امرأة، ومن نتائج هذه الدراسة الآتي:
أ- كانت ٧٢ امرأة من المشارِكات في الاستبيان تُعانين من العجز الجنسي الكامل، ولَم يَسبق لهنَّ أن وصَلنَ إلى الذِّروة الجنسيَّة على الإطلاق في علاقاتهنَّ الجنسيَّة، وبعد هذه العمليَّة تعالج ٨٨% منهنَّ من هذه المشكلة.

ب- كانت ٣٩ امرأة من المُشارِكات في الاستبيان يُعانين من عجزٍ جنسي جزئي، وأخف حِدَّة من المجموعة الأولى؛ إذ كان بإمكانهنَّ الوصول إلى الذِّروة الجنسيَّة، ولكن ذلك كان بصعوبة، بعد العملية لاحَظ ٨٧% من هؤلاء النسوة تحسُّنًا ملحوظًا في هذا الأمر.

2- في عام ١٩٧٣ أجرى الدكتور (WOLLMAN) دراسة {13} على ١٠٠ امرأة أُجريت عليهنَّ عمليَّة إزالة القلفة، وقد لوحِظ الآتي:
قبل العملية كان ٤٩ فقط من النساء المشاركات بإمكانهنَّ الوصول إلى الذِّروة الجنسيَّة، وزادَ العدد بعد العمليَّة إلى ٩٢، وقد لاحَظ هؤلاء النسوة الـ٩٢ أنَّ لذَّة الجماع قد ازدَادت، وزادَت سرعة استجابتهنَّ الجنسية ومعدَّلات الوصول إلى الذِّروة الجنسية بعد العملية، كما لوحِظ أنَّ معدلات الجِماع قد ازدادَت في المتوسط من ٣ مرات إلى ٥ مرات أسبوعيًّا بين هؤلاء النسوة، أمَّا النسوة الثمانية المُتبقِّيات، فواحدة فقط منهنَّ أحسَّت بأنَّ حالتها قد ساءَت بعد العمليَّة، بينما لَم تلاحظ أيٌّ من النسوة السبعة المُتبقِّيات أيَّ فرقٍ يُذكر بعد إجراء هذه العملية، وهنا نلاحظ أنَّ النساء المختونات أصبحْنَ أكثر طلبًا للجماع؛ لِما يَجِدْنَه من لذَّة الجِماع، فزادَت معدَّلات الجماع من ثلاث مرات إلى خمس مرات أسبوعيًّا في المتوسط، وهذا عكس ما فَهِمه شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - عن أثر هذه العملية.

دراسات نظرت في أثر عملية إزالة القلفة المصاحبة لعملية تقليم الشفرين على الحياة الجنسية للنساء:
3- نشَر الدكتور (ALTER) عام ٢٠٠٨ نتائج دراسة {14} أجرَاها على نساء أُجْرِيت عليهنَّ عملية تقليم للشفرين مع إزالة للقلفة، وهذه عمليَّة صارَت أكثر انتشارًا في الغرب بغرض التجميل وزيادة المُتعة الجنسيَّة، وقد ردَّ على استبيانه - الذي بعثَه لـ٤٠٧ امرأة - ١٦٦ منهنَّ، وقد لاحَظ ٧١ % من هؤلاء النسوة المشاركات في الاستبيان تحسُّنًا ملحوظًا في حياتهنَّ الجنسية، ونشير هنا إلى أن أيَّ عملية تُقطع فيها الشفرَان تُعَدُّ من قبيل الختان الجائر المحرَّم في ديننا الحنيف، والذي يستوجب على فاعله الدِّيَة، ونحن هنا نَفترض أن أيَّ تحسُّن جنسي ناتج عن هذه العمليَّة التي هي موضوع الدراسة، ناتج عن إزالة القلفة، وليس عن تقليم الشفرين.

4- في دراسة أخرى {15} أيضًا تتناول موضوع عمليَّة تقليم الشفرين المُصاحبة لعملية إزالة القلفة، نُشِرت في مجلة الطب الجنسي الأمريكية (AMERICAN JOURNAL OF SEXUAL MEDICINE ) عام٢٠١٠: تَمَّ سؤال ١٧٧ امرأة أُجْرِيت على ١٠٤ منهنَّ عملية تقليم للشفرين، وعلى ٢٤ منهنَّ عملية إزالة للقلفة، وعلى ٤٩ منهنَّ عمليَّة تقليم الشفرين المُصاحبة لعملية إزالة القلفة، وتَمَّ خَلْط أجوبة هؤلاء النسوة، وقد لاحَظ ٤٠% منهنَّ تحسُّنًا ملحوظًا في حياتهنَّ الجنسيَّة، وهنا أيضًا نَفترض أن أيَّ تحسُّن جنسي ناتج عن هذه العملية، ناتج عن إزالة القلفة وليس عن تقليم الشفرين.

مقارنات أخرى:
5- أُجْرِيت مقارنة لمعدَّلات العجز الجنسي بين مجموعتين من النساء في ماليزيا {16}، نساء المالاي، ونساء غير المالاي، نُشِرت في مجلة طب المجتمع الآسيوية الباسفكية.

( ASIA - PACIFIC JOURNAL OFHEALTH )وقد لوحِظ أنَّ نساء المالاي يُعانين من معدَّلات عجز جنسي أقل من نظيراتهنَّ من نساء غير المالاي، والجدير بالذِّكر أنَّ نساء المالاي يَختتنَّ بإزالة القلفة منذ سنِّ مبكِّرة، بخلاف نظيراتهنَّ من نساء غير المالاي اللاتي لا يَختتن، ولا نستطيع أن نَجزم بأنَّ الختان هو سبب الفرق بين المجموعتين، دون النظر إلى كلِّ الفروق بين المجموعتين؛ إذ إن المجموعتين ليستا متجانستين، كما لَم تكن مجموعة نساء التتر والفرنجة متجانسة مع مجموعة نساء المسلمين في مقارنة ابن تيميَّة، فهذه الدِّراسة إذًا تُعد دليلاً ضعيفًا أو غير مباشرًا على أثر الختان على العجز الجنسي في النساء.

شهادات أطباء أجروا عملية إزالة القلفة:
أجرى الدكتور (CRIST) عملية إزالة للقلفة لـ١٥ امرأة تعاني من العجز الجنسي، والصعوبة في الوصول إلى الذِّروة الجنسيَّة، حسب ضوابط واختبارات وضَعها للتأكُّد من علاقة المشكلة بقلَّة إثارة البظر أثناء الجِماع، وقد لاحَظ النسوة اللاتي أُجْرِيت عليهنَّ العملية تحسُّنًا ملحوظًا في استجابتهنَّ الجنسية بعد العملية، نشَر دكتور "كرست" نتائج بحثه {17} في مجلة الجوانب الطبية للحياة الجنسية (MEDICAL ASPECTS OF HUMAN SEXUALITY) الصادرة في بريطانيا عام ١٩٧٧.

نشَر الدكتور (MCDONALD) عام ١٩٥٨ مقالاً {6} في مجلة الطبيب العمومي (GENERALPRACTITIONER)ذكَر فيها أنه قام بإجراء عمليَّة شدٍّ ومطٍّ لقلفة ٤٠ امرأة وطفلة؛ نتيجة لكِبر حجم القلفة عندهنَّ، ولالتصاقها بالبظر، فعمليَّة الشد هذه كانت بغرض كشْف البظر، وإزاحة القلفة عنه دون استئصالها.

ذكر الدكتور "مكدونلد" كيف أنه انهمَر عليه الشكر من النساء البالغات في المجموعة بعد إجراء هذه العملية؛ إذ إنه ولأوَّل مرة في حياتهنَّ تَمَكَّنَّ من إشباع رغباتهنَّ الجنسية بطريقة طبيعيَّة حسب قولهنَّ.

هكذا نرى أن أيَّ عملية تُزيح القلفة عن البظر - بحيث يَنكشف للملامسة أثناء الجماع - تؤدي إلى نفس نتيجة الإزالة ولو مؤقَّتًا، وهذا بالضبط الهدف من عمليَّة أخرى صارَت أكثر انتشارًا في بلاد الغرب مؤخَّرًا، وهي عمليَّة وَضْع حلقة معدنيَّة في القلفة، بحيث تُزاح القلفة عن البظر، وهي تُجرى بغرض الزينة، وأيضًا لزيادة المُتعة أثناء الجماع، حسب تجربة النساء المُمارِسات لهذه العادة، وقد نَشَرت المجلة الأمريكيَّة لأمراض النساء والتوليد
(AMERICAN JOURNAL OF OBSTETRICS ANDGYNECOLOGY )
عام ٢٠٠٥ بحثًا {18} يؤكِّد الفوائد الجنسية لهذه الممارسة.


أجرى (DAVID HALDANE) مقابلات نُشِرت في مجلة فورم البريطانية (FORUM-UK) عام١٩٩٠، مع عددٍ من المُختصين الذين أجروا بحوثًا في عمليَّة إزالة القلفة {19}، وهذه بعض مقابلاته:
أ- مقابلة مع الدكتور (STANLEY DANIELS) الذي أجرى المئات من هذه العمليَّات، وقد ذكر الدكتور "دانيلز" أنَّ نسبة كبيرة من النسوة اللاتي أجرى عليهنَّ العمليَّة يَشعرنَ بتحسُّن ملحوظ في مستوياتهنَّ الحِسِّية أثناء الجماع، وبمقدرة أفضل على إشباع رغباتهنَّ الجنسيَّة بعد العمليَّة.

ب- قابل مختصة اجتماعية باسم (CONSTANCEKNOWLES) تحمسَّت لهذه العملية بعد أن أُجْرِيت العمليَّة عليها عام ١٩٧٢، وبعد ذلك أجْرَت دراسة مطوَّلة لنساء أُجْرِيت عليهنَّ هذه العملية، ومن نتائج دراستها أنَّ ٧٥ % من النسوة المُشارِكات في الدراسة لاحَظْنَ تحسُّنًا ملحوظًا ودائمًا في حياتهنَّ الجنسيَّة، بينما لَم تلاحظ ٢٥ % منهنَّ أيَّ آثار إيجابيَّة لهذه العمليَّة.

ج- وأجرى مقابلة مع الدكتورة (IRENEANDERSON) التي أصبحتْ أيضًا من المتحمِّسات لهذه العملية بعد تجربتها الشخصيَّة مع هذه العملية؛ إذ إن هذه العمليَّة أُجْرِيت عليها عام ١٩٩١؛ لعلاج عجزها الجنسي بنتائج ممتازة حسب قولها، وأجْرَت الدكتورة "آيرين آندرسون" تقريبًا ١٠٠ عملية من هذا النوع، وكل مَرضاها حسب قولها راضيات تمامًا من النتائج ما عدا ثلاثة منهنَّ، وهي تَنصح كلَّ النساء بإجراء هذه العملية، وخصوصًا اللاتي يُعانين منهنَّ من العجز الجنسي.

وإليكم فيما سيلي أجوبة بعض أطبَّاء التجميل الأمريكيين، الذين يُجرون عملية استئصال القلفة للنساء في الولايات المتحدة، وهم يردون على تساؤلات واستشارات بعض المرضى حول هذه العمليَّة، وقد أُخِذت هذه الأسئلة والأجوبة من موقعهم على الشبكة العنكبوتية {20}، وتَمَّ ترجمتها حرفيًّا.

السؤال الأول: رجاءً صِف عمليَّة تَخفيض قلفة البظر، وهل هي عملية آمِنة؟

الردُّ الأول: الدكتور ( ARMANDO SOTO ) جرَّاح تجميل، أورلاندو - فلوريدا:
القلفة: هي جلدة صغيرة تغطي البظر، وهي مطابقة لقلفة الرجل، وعملية إزالة القلفة: هي عبارة عن عمليَّة تقليص تلك الجلدة؛ وذلك لتحسين الإحساس عند الممارسة الجنسية، وهذه عملية بسيطة يُمكن إجراؤها في عيادة خارجيَّة باستخدام مخدِّر موضعي وقليلاً من المُسكنات الفمِّية، وهي غالبًا ما تتمُّ مصاحبةً لعملية تقليص شفرتي فرْج المرأة لنفس الأسباب، آمُل أن أكونَ قد ساعدتكنَّ.

الرد الثاني: الدكتورة ( HELEN S COLEN) جرَّاحة تجميل - نيويورك:
إزالة الجلد فوق البظر، توجد حول البظر جلدة تُشبه شكل حرف الــ vبالمقلوب، وأحيانًا قد تكون هذه الجلدة ضيِّقة أو طويلة، بحيث تغطِّي البظر، وبذلك ينخفض الإحساس في هذه المنطقة؛ مما يؤدي إلى انخفاض الإشباع الجنسي.

إنَّ تقليم هذا الجلد يُقلِّل من تغطية البظر؛ مما يجعله يُستثار بسهولة أثناء الممارسة الجنسيَّة، ولا ينبغي أبدًا إزالة كلِّ الجلد؛ لأن ذلك قد يُسبِّب مضايقة، وفي المقابل فإنَّ توسيع القلفة - إن كانت الضيِّقة، أو تقصيرها دون إزالتها بالكامل - يؤدي إلى مُتعة أكبر أثناء الممارسة الجنسيَّة، وهي عملية آمِنة في حالة إجرائها بصورة صحيحة، ولكن يجب الذهاب إلى طبيبٍ ذي خِبرة، وستكونين بخير.شكرًا على السؤال.

الرد الثالث: دكتور (B PATPAZMINO)جرَّاح تجميل، ميامي - فلوريدا:
تعريف عملية الختان: هي عمليَّة جراحية تُساعد على إزالة طبقة من الجلد حول البظر، وهذا يُعرف بإزالة القلفة، ويتمُّ عمل هذا الإجراء للنساء اللاتي تُعانين من صعوبة في الوصول إلى الذِّروة الجنسية؛ نظرًا لوجود جلد زائد في هذه المنطقة.

الرد الرابع: (TOM J POUSTI)جرَّاح تجميل، سان دييجو - كاليفورنيا:
عملية الختان: هي عملية إزالة جزء من القلفة، وهي تتضمَّن إزالة الجلد الذي يغطِّي البظر، وهذا الإجراء يتمُّ عادة ضمن عملية إزالة الجزء الزائد من شفرتي فرْج المرأة، ففي وقت تحديدي لمناطق الجراحة قبل العمليَّة، غالبًا ما أُقرِّر إزالة طبقة الجلد فوق البظر؛ وذلك لأنه إن لَم يتمَّ هذا في نفس وقت عمليَّة إزالة الجزء الزائد من شفرتي فرْج المرأة الصغيرين، فإن القلفة قد تكون بارزة نسبيًّا بعد العملية، وبخصوص سؤالك عن الأمان، فإن العمليَّة يجب أن تُجرى بواسطة جرَّاح ذي خِبرة جيِّدة، وفي رأيي ينبغي أن يميلَ الجراح تُجاه التقليل من الاستئصال، ويُفَضَّل أن تكون الندبات والجروح الناجمة على جانبي البظر لا على أعلاه مباشرة.

الرد الخامس: (STEVEN H WILLIAMS)، سان فرانسيسكو - كاليفورنيا:
إزالة القلفة - شكرًا على السؤال - في سان فرانسيسكو، تَطلب بعض المريضات إزالة القلفة بالإضافة إلى عملية تجميل، وأحيانًا يحتاجها البعض دون تجميل إضافي.

العملية تتضمَّن إزالة بعض الجلد حول البظر، وينبغي أن يتمَّ هذا بحذرٍ؛ حتى لا تَحدث مضاعفات، مثل: حدوث بعض الجروح أو أكثر من ذلك في الأنسجة حول البظر؛ مما يُعرِّض الأخير لأن يُصبح مكشوفًا؛ مما يُسبِّب الألَم للمريض.

تأكَّد أنه يُمكنك دائمًا الحصول على إجابات لأي أسئلة تَرِد في ذِهنك لدى جرَّاح تجميل معتمد.

الرد السادس: (JOSEPH PERLMAN) جرَّاح تجميل، هيوستن - تكساس:
إزالة طبقة الجلد الزائد حول البظر "القلفة" عند النساء، هناك طبقة جلد زائدة تُغطي وتحمي منطقة البظر، وعندما تكون هذه الطبقة زائدة عن الحد، فإنها قد تتسبَّب في عدم الراحة، أو في إعاقة النشاط الجنسي، وعلاج هذه المشكلة يكون بإزالة جزءٍ من هذا الجلد وبالقدر المناسب فقط؛ فإنه من المهم الدقة في الاستئصال من أجْل تفادي حدوث ندب حول البظر.

الرد السابع: الدكتور (OTTO JOSEPHPLACIK) جرَّاح تجميل:
هذه العملية كَثُر الجدَلُ حولها، إنَّ فَهم التشريح مهم جدًّا لفَهم الخيارات الجراحيَّة المُتاحة، وسيكون أقربَ لفَهم المرضى إذا قمتَ بعملٍ قياس تمثيلي بسيط مع العضو الذكري، فالغِشاء الذي يغطي البظر - والذي يسمى القلفة - مُشابه لطبقة الجلد التي تغطي رأس العضو الذكري "الحشفة"، فالختان الأنثوي - يمكن تسميته أيضًا بإزالة القلفة - هو إجراء نادر الحدوث، وهو إزالة لجزء من القلفة، لا إزالتها بالكُليَّة.

في بعض الحالات هذه العملية قد تَسمح بوصولٍ أفضل إلى البظر أثناء الاستثارة الجنسية، والمخاطرة بفِقدان هذا الإحساس في البظر ستكون ضئيلة جدًّا، كما هو حال المخاطرة بفِقدان الإحساس في رأس الذكر عند القيام بعملية الختان، فإن مخاطرة إتلاف البظر هي نفس مخاطرة إتلاف رأس الذكر، وهو وإن كان محتملاً، إلاَّ أنه احتمال ضعيف... إلخ.

الرد الثامن: دكتور (STEVEN WALLACH)، مانهاتن - نيويورك:
عمليَّة الختان أو إزالة الجزء الزائد فوق البظر، وهي تستعمل لتقليص طبقة الجلد فوق البظر، أو الجلد الزائد حول البظر، وهذا يتمُّ لأغراض تجميليَّة، ومن المعتقد أنها تزيد الإحساس في هذه المنطقة.

السؤال الثاني: أعتقد أنَّ قلفتي تغطي بظري بصورة مُفرطة، عليك أن تشدَّ قلفتي للخلف كثيرًا؛ لتتمكَّن من الكشْف عن بظري، لَم أستمتع أبدًا بالجنس، وأتساءل: إن كانت هذه المشكلة لها هذا الأثر على حياتي الجنسيَّة، هل تعتقد أنَّ عملية إزالة القلفة أو عمليَّة إزالة الشفرين قد تُساعدني؟
الإجابة الأولى: الدكتورة ( KARIL COLEN )جرَّاحة تجميل - نيويورك:
هناك عوامل كثيرة تؤثِّر على المتعة الجنسيَّة، وإثارة البظر هو أحدها من المؤكَّد.

إزالة القلفة قد تُساعدك عن طريق كشْف البظر، وقد تشعرين نفسيًّا بعدها بأنَّك أكثر جاذبية، فيتحسَّن أداؤك الجنسي، أمَّا عن حاجتك لعملية إزالة الشفرين بالإضافة إلى إزالة القلفة، فذلك سيتم تحديده عند استشارتك لجراح تجميل.

الجواب الثاني: الدكتور (JR، PAULVITENAS) جرَّاح تجميل، هيوستن - تكساس:
عملية تخفيض القلفة وأثرها على الوصول إلى الذروة الجنسيَّة، لا يمكن الإجابة عن سؤالك هنا؛ لأنَّ العوامل التي تؤثر على المُتعة الجنسية كثيرة، ولكنني أستطيع أن أُخبرك بأنَّ الكثيرات من المريضات اللاتي أُجْرِيت عليهنَّ عمليَّة تخفيض القلفة يَذْكُرن بأنهنَّ يَشعرْنَ بزيادة حسيَّة ومُتعة أكثر أثناء الممارسة الجنسيَّة. يجب التفريق بين هذه العمليَّة وعمليَّة تقليم الشفرين، رغم أنهما كثيرًا ما يُجْرَيان معًا.

الجواب الثالث: دكتور (B PATPAZMINO )جرَّاح تجميل، ميامي- فلوريدا:
عملية إزالة القلفة تُقلِّل الجلد الذي يغطِّي البظر، فعملية إزالة القلفة هي عملية جراحيَّة؛ لتقليل الجلد الذي يغطي البظر، والذي قد يكون سبب الصعوبة التي تواجهينها في الوصول إلى الذِّروة الجنسية بهذه الطريقة. قد تُجرى هذه العملية باستخدام تخدير موضعي أو إقليمي في عيادة خارجيَّة.

الجواب الرابع: الدكتور (SAMIRSHUREIH) جرَّاح تجميل، بالتمور - ماريلاند:
القلفة قد تغطي البظر، فتجعله أقلَّ حساسية، يمكن إزالة القلفة لكن يجب ألاَّ نُفرط في الكشْف عن البظر؛ إذ إن البظر شديد الحساسية، وسيُسَبِّب مضايقة عند ملامسته للملابس الداخلية والثياب؛ لذا يجب الكشف عن المقدار المطلوب من البظر دون الإفراط في ذلك.

هل ستجعلك هذه العمليَّة تستمتعين بحياتك الجنسية أكثر؟ لا أدري.
هناك عوامل كثيرة غير البظر تؤثر على المتعة الجنسية والوصول إلى الذِّروة الجنسية، هذه العملية ستجعل البظر مكشوفًا للإثارة الجنسيَّة.

في أغلب الأحيان قد تمتدُّ القلفة إلى شفرين كبيرين؛ مما قد يتطلَّب تقليلاً للشفرين، ولكنَّ هاتين عمليَّتان مُنفصلتان تمامًا.

ما الحكمة من الإشمام وعدم الإنهاك من الناحية الطبِّية:
المدقِّق في ربْط شيخ الإسلام الختانَ بتعديل الشهوة، يجد أنَّ منبعَ هذا الربط هو محاولة منه لفَهم الحكمة من وراء تعليمات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للخاتنة بالإشمام وعدم الإنهاك، ولكن هل يوجد تفسير آخر لنصيحته - صلى الله عليه وسلم - هذه؟

لنتمعَّن الآن في ردود جرَّاحي التجميل الأمريكيين أعلاه على أسئلة المريضتين، نجد أنهم كلهم - من خلال تجاربهم - متفقون على أثر عملية إزالة القلفة على زيادة المتعة الجنسية أثناء الجِماع، عن طريق تحسين الإحساس في منطقة البظر، رغم أن الكثير منهم يَخلط هذه العملية مع عملية تقليم الشفرين التي تُجرى عندهم لأسباب تجميليَّة بحتة، ولا علاقة لها بتحسين الإحساس في منطقة البظر.

ونلاحظ شيئًا آخرَ مهمًّا:
الدكتور سمير شريح: يجب ألاَّ نُفرط في الكشْف عن البظر؛ إذ إن البظر شديد الحساسية، وسيُسَبِّب مضايقة عند ملامسته للملابس الداخلية والثياب؛ لذا يجب الكشْف عن المقدار المطلوب من البظر دون الإفراط في ذلك.

جوزيف برلمان: وعلاج هذه المشكلة يكون بإزالة جزءٍ من هذا الجلد، وبالقدر المناسب فقط، فإنه من المهم الدِّقة في الاستئصال؛ من أجْل تفادي حدوث ندب حول البظر.

ستيفن وليامز: العملية تتضمَّن إزالة بعض الجلد حول البظر، وينبغي أن يتمَّ هذا بحذرٍ؛ حتى لا تَحدث مضاعفات، مثل: حدوث بعض الجروح أو أكثر من ذلك في الأنسجة حول البظر؛ مما يعرِّض الأخير لأن يُصبح مكشوفًا مما يُسبِّب الألَم للمريض.

توم بستي: وفي رأيي ينبغي أن يميلَ الجرَّاح تُجاه التقليل من الاستئصال، ويُفَضَّل أن تكون الندبات والجروح الناجمة على جانبي البظر لا على أعلاه مباشرة.

هيلين كولن: ولا ينبغي أبدًا إزالة كلِّ الجلد؛ لأن ذلك قد يُسبِّب مضايقة، وفي المقابل فإن توسيع القلفة إن كانت ضيِّقة - أو تقصيرها دون إزالتها بالكامل - يؤدِّي إلى مُتعة أكبر أثناء الممارسة الجنسية.

وهذه فعلاً ملاحظة الأطبَّاء الذين يُجرون عمليَّة استئصال القلفة، فهم من خلال تجاربهم لا يقومون بتعرية البظر تمامًا، (هذه عملية مختلفة تسمى(CLITORALUNROOFING)، بل يقومون بتخفيض جلدة القلفة بالقدر المطلوب، بحيث يُكْشَف عن البظر، مع تَرْك أجزاء القلفة القريبة من البظر سليمة، فهم إذًا حريصون جدًّا على الإشمام وعدم الإنهاك، من خلال ملاحظاتهم وتجاربهم.

كما أسْلَفنا فالبظر شديد الحساسية بسبب التمركُز العالي للنهايات العصبيَّة فيه بالنسبة لِما يُحيط به من أنسجة، فإن تَمَّ الكشف عنه بصورة مُفرطة في عملية الختان، اشْتَكَت المريضة من المضايقة عند الحركة؛ بسبب إثارة البظر من خلال احتكاكه بما يُحيط به من ملابس، وإن تَمَّ استئصال القلفة حتى أجزائها المتصلة بالبظر، فستشتكي المريضة من المضايقة والآلام؛ بسبب احتكاك البظر بآثار الجروح والندبات المحيطة به، كما أنَّ أجزاء القلفة القريبة من البظر أكثر حساسية من باقي القلفة؛ لذا فآثار الجروح فيها قد تُسبِّب مضايقة شديدة، فالمطلوب إذًا هو الاستئصال بالقدر المطلوب، بحيث يُكشف عن البظر، فيتم المطلوب من زيادة المُتعة الجنسية، ولكن ليس لدرجة تجعله مكشوفًا تمامًا، فيَستثيره كلُّ ما يُحيط به، ولا لدرجةٍ تَجعله مُحاطًا بالندبات المُزعجة والمُؤلِمة.

هذه ببساطة - في رأينا - هي الحِكمة من وراء وصيَّة نبيِّنا الذي لا يَنطق عن الهوى؛ ((أشمِّي، ولا تنهكي)).

الخاتمة:
في الختام نرى كيف أنَّ محاولة شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - فَهْمَ حديث الخاتنة، ونصيحة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالإشمام وعدم الإنهاك، ورَبْطه ذلك بملاحظة في زمانه، هي الاختلاف ما بين عفاف نساء المسلمين ونظيراتهنَّ من نساء التتر والإفرنج، أدَّى إلى فكرة العلاقة السببيَّة المباشرة بين وجود القلفة وشدَّة الشهوة الجنسيَّة عند المرأة، في بادئ الأمر، بالرغم من ظهور فكرة تعديل الشهوة هذه كالغاية المرجوَّة من الختان، فإن كيفيَّة إجراء عملية الختان لَم تتغيَّر إلاَّ في العصور المتأخِّرة؛ إذ إن جميع علماء السلف أجمعوا على وصفها بأنها عملية تخفيض جلدة القلفة دون المساس بالبظر، ثم حدَث أمرٌ ما في العصور المتأخرة، وأُدْخِلت عملية استئصال جزءٍ من البظر ضمن عملية الختان، وانصبَّ التركيز على البظر دون القلفة كعضو يُمكن منطقيًّا أن يكون منبعًا أو مَكمنًا للشهوة نسبةً لحساسيته المعروفة، وكل ذلك سعيًا وراء تحقيق فكرة العلاقة السببيَّة المباشرة بين العضو المُستأصَل في الختان والشهوة الجنسيَّة.

وبسبب وقوعهم في هذا الالتباس وقولهم بقطع البظر، إضطر الفقهاء المعاصرين القائلين بذلك الى تقييد الختان الذي جعله الشرع مطلقاً لكل مسلم ومسلمة، وذلك نتيجة لصعوبة قطع البظر بإشمام من الناحية العملية عند كل النساء، فأوصوا به فقط للتي عندها بظر نامٍ و تركوا تحديد ذلك إما للأطباء أو قيدوه جغرافياً لنساء بعض البلاد الحارة التي يغلب أن يكون لديهن بظر نامٍ كما فعل الشيخ الألباني رحمه الله.

والمتأمِّل في حديث الخاتنة، لا يجد أيَّ دليلٍ على أن تعديل الشهوة هو الغاية من وراء الختان، ولا يوجد فيه أي دليل على الإطلاق على شهوانيَّة المرأة القلفاء بالنسبة للمرأة المختونة.

الفرق الوحيد بين المرأة القلفاء والمرأة المختونة هو في مقدرة المرأة المختونة على إشباع شهوتها الجنسية، بينما يتعذَّر ذلك على المرأة القلفاء، وهذا ما توصَّلت إليه مشاهدات الأطباء في عصرنا الحديث، بل إن استئصال القلفة أصبَح يوصف كعلاج للنساء اللاتي يُعانين من العجز الجنسي في بلاد الغرب، وصار يَنتشر بينهنَّ بغرض زيادة المتعة الجنسية والزينة، وقد فَهِم بعض علماء السلف هذا المعنى من حديث الخاتنة، مؤكِّدين مشاهدات العلم الحديث، فذكروا كيف أن الحُظوة التي أشار إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث الخاتنة - والتي تجدها المرأة بعد الختان - هي الزيادة في لذَّة الجماع، بالإضافة إلى بعض الفوائد الأخرى؛ كالنظافة والزينة؛ كما ذكَر العلاَّمة ابن القَيِّم.

أما عن الحكمة من الإشمام وعدم الإنهاك، فقد توصَّل الأطبَّاء المعاصرون إلى تفسير شافٍ لها كما أسلفنا، من خلال مشاهداتهم على أرض الواقع، وهي تفادي مضاعفات العملية من ألَمٍ وضِيق ينتج من الإسراف في الاستئصال، وليست تعديل الشهوة كما ظنَّ شيخ الإسلام ابن تيميَّة.

نأمُل أن نكون قد وفِّقنا في إيصال وجهة نظرنا في هذا الأمر، فإن أصبْنا ووفِّقنا، فذلك من الله، وإن أخطَأْنا، فمن أنفسنا ومن الشيطان.

• هذا البحث هو تَكملة بتوسُّع أكثر لمقال كنتُ قد كتَبته في منتصف عام ٢٠٠٨ بعنوان: "ختان الإناث: قراءة جديدة"، ويشاركني فيه الأخ الصديق د.هشام عز الدين، وقد تناقَشنا مرارًا وتَكرارًا فيما قاله العلاَّمة شيخ الإسلام؛ للخروج بإجابة تكون بإذن الله مقنعة للجميع ، ودار النقاش بيننا أيضًا في تلك الدراسات التي أشَرْت إليها في المقال؛ للخروج بما فيها من منفعة في الموضوع، وبحكم أنَّ الأخ هشام طبيب، والمجال يخصُّه، فقد أفاد كثيرًا في تحليل هذه الدراسات وتمحيصها بكلِّ دقَّة - جزاه الله عنَّا خير الجزاء.

لا يخفى على أحد اليوم حجم الضجة الإعلامية التي تحيط بموضوع ختان الإناث، و شدة الهجمة الأجنبية المصاحبة لهذا الإعلام، فالموضوع أصبح أحد نقاط الضغط التي من خلاله تسللت المنظمات الأجنبية الى مجتمعاتنا بحجة الدفاع عن حقوق المراة لفرض وصايتها على مجتمعاتنا الإسلامية، و هذا بالرغم من أن الختان بصورته الصحيحة يُعمل به في الغرب تحت ستار عمليات التجميل. لهذا فالأمر جد خطير، و يجب علينا أن نسعى جاهدين لإزالة كل ما يحيط بهذا الموضوع من شبهات يُطعن بها الدين، و لوضع النقاط فوق الحروف لتبيين كل جوانب هذا الأمر. وهذا ما نحاول عمله من خلال هذا البحث بتحليله المفصل لكل زوايا موضوع ختان الإناث لتوحيد الصف و لتبيين نقاط الخلاف، فبالعودة الى النبع الصافي الذي تركه لنا السلف، نرجو إزالة ما طرأ على عملية الختان من تشويه ونرجو من السادة الفقهاء القارئين لهذا البحث إن وافقوا ما فيه أن يتقدموا لإحداث التغيير وتصحيح المسار فبيدهم مفاتيح التغيير، و كل يوم يمر علينا تختن الفتيات المسلمات بصورة غير صحيحة وتنتشر الأضرار الأسرية والإجتماعية الناجمة عن هذا الختان المشوه. نرجو إذاً أن لا يهمل هذا البحث ويوضع جانباً بين الكثير من الكتب القيمة التي طواها النسيان، فالرسالة التي فيه جد خطيرة وتستوجب رداً سريعاً من فقهاء هذه الأمة التي نرجو أن تعلو أصواتهم قريباً إما بالموافقة أو بالنقد البناء لما ورد فيه.

ولَم يكن من السهل أبدًا مخالفة علاَّمة مثل ابن تيميَّة - رحمه الله - وله الأجر - إن شاء الله - وأقول ما قال فيه بعض أعلام العلماء، يقول:
الحافظ ابن سيِّد الناس: "ألْفَيته ممن أدر من العلوم حظًّا، وكاد أن يستوعبَ السُّنن والآثار حفظًا، وإن تكلَّم في التفسير، فهو حامل رايته، أو أفتى في الفقه فهو مُدرك غايته، أو ذاكَر في الحديث فهو صاحب علمه، وذو رِوايته، أو حاضَر بالمِلل والنِّحل لَم يُرَ أوسع من نِحلته في ذلك، ولا أرفع من دِرايته، برَز في كل فنٍّ على أبناء جنسه، ولَم تَرَ عينٌ مَن رأى مثله، ولا رأت عينه مثلَ نفسه.

وقال الإمام العلاَّمة محمد بن علي الشوكانى: "لا أعلم بعد ابن حزم مثله، وما أظنُّ أنه سَمَح الزمان بين عصري الرجلين بمَن يُشابههما أو يقاربهما، وكان يحقُّ له الاجتهاد؛ لاجتماع شروطه فيه"؛ ا.هـ.

وقال الحافظ جلال الدين السيوطي: "فوالله، ما رَمَقت عيني أوسع علمًا، ولا أقوى ذكاءً من رجل يُقال له: ابن تيميَّة، مع الزهد في المأكل والملبس والنساء، ومع القيام في الحق والجهاد بكل ممكن"؛ ا.هـ.

ونشكر كلَّ مَن أسهَم معنا في هذا البحث بنصيحة أو نقدٍ أو تزكية.

المصادر :
1) Wikipedia the free encyclopedia – clitoris, orgasm
2) Gray’s Anatomy – subject 270 – pg 1266
3) Last Anatomy, Regional and Applied – 11th edition – Chummy S. Sinnatamby - Page 32
4) القول الفصل، ختان الإناث الشرعي - د٠ ست البنات خالد محمد على - إستشاري أمراض النساء و التوليد - جامعة الخرطوم - ص ١١٥-١١٧

5) Wikipedia the free encyclopedia – smegma
6) McDonald, C. F. “Circumcision of the Female.” General Practitioner 18.3 (September,1958).98-99.
7) Cancer and sexual health-surgical treatment for sexual treatments in women–Ch 41, pg 645
8) Anatomy and Sexual Dysfunction - by Carol Ezzell, Scientific American October 31, 2000
9) Sexual Dysfunction in the United States - JAMA. 1999;281(6):537-544.
10) Incidence and prevalence of the sexual dysfunctions: a critical review of the empirical literature- IP Spector, MP Carey - Archives of Sexual Behavior, Volume 19, Number 4, 389-408
11) Surgical treatment of clitoral phimosis caused by lichen sclerosus. Goldstein AT, Burrows LJ. Am J Obstet Gynecol. 2007 Feb;196(2):126.e1-4.
12) Rathmann, W. G. “Female Circumcision, Indications and a New Technique.” General Practitioner 20.3 (September, 1959). 115-120.
13) Wollman, Leo. “Hooded Clitoris: Preliminary Report.” The Journal of the American Society of Psychosomatic Dentistry and Medicine 20.1 (1973), 3-4.
14) Dr. Gary Alter published an article in Plastic and Reconstructive Surgery 2008 Dec.122(6), 1780-9
15) A Large Multicenter Outcome Study of Female Genital Plastic Surgery-
Michael P. Goodman et al - Journal of Sexual Medicine 2010 Apr;7(4 Pt 1):1565-77
16) Orgasmic Dysfunction Among Women at a Primary Care Setting in Malaysia - by Hatta Sidi et al, Asia-Pacific Jpurnal of Public Health October 2008, vol. 20, no. 4, 298-306
17) “Female Circumcision” Crist, Takey – Medical Aspects of Human Sexuality 11.8 (August 1977),77
18) First glimpse of the functional benefits of clitoral hood piercings. Millner VS et al. Am J Obstet Gynecol. 2005, Sep: 193(3 Pt 1): 675-6
19) David Haldane, “Clitoral Circumcision.” Forum(UK), 1990,41-43,49
20) www.realself.com (http://www.realself.com)





رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Culture/0/37051/#ixzz1ivAnK47w (http://www.alukah.net/Culture/0/37051/#ixzz1ivAnK47w)