المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دعني وجرحي فقد خابت أمانينا ( مرثية حُلم ) لفاروق جويدة



أهــل الحـديث
08-01-2012, 06:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



مَـرثية حُــلم

( دعني وجرحي فقد خابت أمانيــنا )

فاروق جويدة

دعني وجرحي فقد خابت أمانيــنا *** هل من زمان يعيد النبض يحييــنا

يا ساقي الحزن لا تعجب ففي وطني *** نهر من الحزن يجري في روابيـنا

كم من زمان كئيب الوجه فرقــنا *** واليوم عدنا ونفس الجرح يدميـنا

جرحي عميق خُدعنا في المداويـنا *** لا الجرح يُشفى ولا الشكوى تعزينا

كان الدواء سموما في ضمائرنــا *** فكيف جئنا بداء كي يداوينــــا

هل من طبيب يداوي جرح أمتــه *** هل من إمام لدرب الحق يهدينــا

كان الحنين إلـى الماضي يؤرقنـــا *** واليوم نبكي على الماضي ويبكيـنا

من يرجع العمر منكم من يبادلنـي *** يوما بعمري ونحيي طيف ماضيـنا

إنــا نموت فمن بالحــق يبعثــــنا *** لم يبق شيء سوى صمت يواسيـنا

صرنا عرايا أمام الناس يفزعــنا *** ليل تخفى طويلا في مآقيـــــنا

صرنا عرايا وكل الأرض قد شهدت *** أنا قطعنا بأيدينا أيادينـــــــا

يوما بنينا قصور المجد شامخــة *** والآن نسأل عن حلم يواريـــنا

أين الإمام رسول الله يجمعـــنا *** فاليأس والحزن كالبركان يلقيــنا

دين من النور بين الخلق جمعـنا *** ودين طه ورب الناس يغنينـــا

يا جامع الناس حول الحق قد وهـنت *** فينا المروءة أعيتنا مآسينــــا

بيروت في اليم ماتت قدسنا انتحـرت *** ونحن في العار نسقي وحلنا طيـنا

بغداد تبكي وطهران يحاصرهـــا *** بحر من الدم بات الآن يسقيـــنا

هذي دمانا رسول الله تغرقنــــا *** هل من زمان بنور العدل يحميــنا

أي الدماء شهيد كلها حمــــلت *** في الليل يوما سهام القهر تردينـا

القدس في القيد تبكي من فوارسها *** دمع المنابر يشكو للمصلينا

حكامنا ضيعونا حينما اختلفـــوا *** باعوا المآذن والقرآن والدينـــا

حكامنا أشعلوا النيران في غدنــا *** ومزقوا الصبح في أحشاء وادينـا

مالي أرى الخوف فينا ساكنا أبـدا *** ممن نخاف ألم نعرف أعادينــا؟

أعداءنا من أضاعوا السيف من يدنا *** وأودعونا سجون الليل تطوينــا

أعداؤنا من توارى صوتهم فزعا *** والأرض تسبى وبيروت تنادينـا

أعدائنا أوهمونا آه كم زعمــوا *** وكم خدعنا بوعد عاش يشقينـا

قد خدرونا بصبح كاذب زمنـا *** فكيف نأمل في يأس يمنينـــا

أي الحكايا ستروى عارنا جلـل *** نحن الهوان وذل القدس يكفينـا

من باعنا خبروني كلهم صمتـوا *** والأرض صارت مزادا للمُرابينـا

هل من زمان نقي في ضمائرنـا *** يحيي الشموخ الذي ولى فيحيينـا

يا ساقي الحزن دعني إنني ثمـل *** إنا شربناه قهرا ما بأيدينــــا

عمري شموع على درب المنى احترقت *** والعمر ذاب وصار الحلم سكينــا

كم من ظلام ثقيل عاش يغرقنــا *** حتى انتفضنا فمزقنا دياجينـــا

العمر في الحلم أودعناه من زمن *** والحلم ضاع ولا شيء يعزينــا

كنا نرى الحق نورا في بصائرنـا *** والآن للزيف حصن في مآقينــا

كنا إذا ما توارى الحلم عانقنــا *** حلم جديد يغني في روابينـــا

كنا إذا خاننا فرع نقطعــــه *** وفوق أشلاءه تمضي أغانينــا

كنا إذا ما استكان النور في دمنا *** في الصبح ننسى ظلاما عاش يطوينا

كنا إذا اشتد فينا اليأس وانكسرت *** منا السيوف ونادانا.. مُنادينــا

عدنا إلى الله عل الله يرحمنــا *** والآن نخجل منه من معاصينــا

الآن يرجف سيف الزور في يدنا *** فكيف صارت كهوف الزيف تؤوينا

هل من زمان يعيد السيف مشتعلا *** لا شيء والله غير السيف يبقينـا

يا خالد السيف لا تعجب ففي زمني *** باعوا المآذن والقرآن راضينــا

هم من ترابك يا ابن العاص في دمنا *** ثأر طويل لهيب العار يكوينـــا

قم يا بلال وأذن صمتنا عـــدم *** كل الذي كان طهرا لم يعد فينــا

هل من صلاح بسيف الحق يجمعنا *** في القدس يوما فيحييها.. و يحيينا

هل من صلاح يداوي جرح أمتـه *** ويطلع الصبح نارا من ليالينــا

هل من صلاح الشعب هده أمــل *** ما زال رغم عناد الجرح يشفينــا

هل من صلاح يعيد السيف في يدنا *** ولتبتروها فقد شُلت أيادينــــا

حزني عنيد وجرحي أنت يا وطني *** لا شيء بعدك مهما كان.. يغنينـا

إني أرى القدس في عينيك ساجدة *** تبكي عليك وأنت الآن تبكينـــا

آه من العمر جرح عاش في دمنا *** جئنا نداويه يأبى أن يداوينـــا

ما زال في العين طيف القدس يجمعنا *** لا الحلم مات ولا الأحزان تنسينـا

لا القدس عادت ولا أحلامنا هدأت *** وقد نموت وتحيينا أمانينــــا

ما أثقل العمر.. لا حلم ولا وطن *** ولا أمان ..ولا سيف ليحمينــا