المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفضل وأبشر باالسعاده..؟.....!!!



جني مغني
05-01-2005, 02:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الصله:- الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه،اللين في الخطاب, البسمة الرائقة على المحيا، الكلمة الطيبة عند اللقاء، هذه حلل منسوجة يرتديها السعداء، وهي صفات المؤمن كالنحلة تأكل طيباً وتصنع طيباً، وإذا وقعت على زهرة لا تكسرها لأن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف . إن من الناس من تشرأب لقدومهم الأعناق، وتشخص إلى طلعاتهم الأبصار، وتحييهم الأفئدة وتشيعهم الأرواح؛ لأنهم محبوبون في كلامهم , في أخذهم وعطائهم، في لقائهم ووداعهم . إن اكتساب الأصدقاء فن مدروس يجيده النبلاء الأبرار، فهم محفوفون دائماً وأبداً بهالة من الناس , إن حضروا فالبشر والأنس، وإن غابوا فالسؤال والدعاء . " سهرنا ونام الركب والليل مسرف ... وكنت حديث الركب في كل منزل " إن هؤلاء السعداء لهم دستور أخلاق عنوانه(( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميمٌ )) فهم يمتصون الأحقاد بعاطفتهم الجياشة، وحلمهم الدافيء، وصفحهم البريء، يتناسون الإساءة ويحفظون الإحسان، تمر بهم الكلمات النابية فلا تلج آذانهم بل تذهب بعيداً هناك إلى غير رجعة . هم في راحة والناس منهم في أمن والمسلمون منهم في سلام " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دماءهم وأموالهم " , " إن الله أمرني أن أصل من قطعني وأن أعفو عمن ظلمني وأن أعطي من حرمني " , (( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس )) بشر هؤلاء بثواب عاجل من الطمأنينة والسكينة والهدوء . "من سالم الناس يسلم من عواذلهم ... ونام وهو قرير العين جذلان " وبشرهم بثواب أخروي كبير في جوار رب غفور في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر
-2- الصلاة الصلاه- (( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة )) إذا داهمك الخوف وطوقك الحزن، وأخذ الهم بتلابيبك، فقم حالاً إلى الصلاة، تثوب لك روحك وتطمئن نفسك، إن الصلاة كفيلة بإذن الله باجتياح مستعمرات الأحزان والغموم ومطاردة فلول الاكتئاب . كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمرٌ قال : " أرحنا بالصلاة يا بلال " فكانت قرة عينه وسعادته وبهجته . وقد طالعت سير قوم أفذاذ كانت إذا ضاقت بهم الضوائق وكشرت في وجوههم الخطوب، فزعوا إلى صلاة خاشعة فتعود لهم قواهم وإراداتهم وهممهم . إن صلاة الخوف فرضت لتؤدى في ساعة الرعب، يوم تتطاير الجماجم، وتسيل النفوس على شفرات السيوف، فإذا أعظم تثبيت وأجل سكينة صلاة خاشعة . إن على الجيل الذي عصفت به الأمراض النفسية أن يتعرف على المسجد ، وأن يمرغ جبيـنه ليرضي ربه أولا ولينقذ نفسه من هذا العذاب الواصب وإلا فإن الدمع سوف يحرق جفنه والحزن سوف يحطم أعصابه وليس لديه طاقة تمده بالسكينة والأمن إلا الصلاة. من أعظم النعم لو كنا نعقل هذه الصلوات الخمس كل يوم وليلة كفارة لذنوبنا، رفع لدرجاتنا عند ربنا، ثم هي علاج عظيم لمآسينا ودواء ناجع لأمراضنا، تسكب في ضمائرنا مقادير زاكية من اليقين وتملؤ جوانحنا بالرضا. أما أولئك الذي جانبوا المسجد وتركوا الصلاة، فمن نكد إلى نكد، ومن حزن إلى حزن ومن شقاء إلى شقاء (( فتعساً لهم وأضل أعمالهم ))
-3- الاحسان :- الجميل كاسمه، والمعروف كرسمه، والخير كطعمه. أول المستفيدين من إسعاد الناس هم المتفضلون بهذا الإسعاد، يجنون ثمراته عاجلاً في نفوسهم، وأخلاقهم، وضمائرهم، فيجدون الانشراح، والانبساط، والهدوء والسكينة . فإذا طاف بك طائف من هم أو ألم بك غم فامنح غيرك معروفاً وأسدِ لهم جميلاً تجد الفرج والراحة. أعط محروماً، انصر مظلوماً، أنقذ مكروباً، أطعم جائعاً، عد مريضاً، أعن منكوباً، تجد السعادة تغمرك من بين يديك ومن خلفك . إن فعل الخير كالمسك ينفع حامله وبائعه ومشتريه، وعوائد الخير النفسية عقاقير مباركة تصرف في صيدلية الذين عمرت قلوبهم بالبر والإحسان . إن توزيع البسمات المشرقة على فقراء الأخلاق صدقة جارية في عالم القيم " ولو أن تلقى أخاك بوجه طـلق " وإن عبوس الوجه إعلان حرب ضروس على الآخرين لا يعلم قيامها إلا علام الغيوب . شربة ماء من كف بغي لكلب عقور أثمرت دخول جنة عرضها السماوات والأرض لأن صاحب الثواب غفور شكور جميل، يحب الجميل، غني حميد . يا من تهددهم كوابيس الشقاء والفزع والخوف هلموا إلى بستان المعروف وتشاغلوا بالخير، عطاء وضيافة ومواساة وإعانة وخدمة وستجدون السعادة طعماً ولوناً وذوقاً (( وما لأحدٍ عنده من نعمةٍ تجزى(19)إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى(20) ولسوف يرضى ))
-4- الترويح :- مما يشرح الصدر ويزيح سحب الهم والغم ؛ السفر في الديار، وقطع القفار، والتقلب في الأرض الواسعة، والنظر في كتاب الكون المفتوح لتشاهد أقلام القدرة وهي تكتب على صفحات الوجود آيات الجمال، لترى حدائق ذات بهجة، ورياضاً أنيقة وجنات ألفافاً، أخرج من بيتك وتأمل ما حولك وما بين يديك وما خلفك، اصعد الجبال، اهبط الأودية، تسلق الأشجار، عب من الماء النمير، ضع أنفك على أغصان الياسمين، حينها تجد روحك حرة طليقة، كالطائر الغريد تسبح في فضاء السعادة، اخرج من بيتك، ألق الغطاء الأسود عن عينيك، ثم سر في فجاج الله الواسعة ذاكراً مسبحاً. إن الانزواء في الغرفة الضيقة مع الفراغ القاتل طريق ناجح للانتحار، وليست غرفتك هي العالم ولست أنت كل الناس، فلم الاستسلام أمام كتائب الأحزان، ألا فاهتف ببصرك وسمعك وقلبك: انفروا خفافاً وثقالاً، تعال لتقرأ القرآن هنا بين الجداول والخمائل بين الطيور وهي تتلو خطب الحب، وبين الماء وهو يروي قصة وصوله من التل . " أيها ذا الشاكي وما بك داء ... كن جميلاً ترى الوجود جميلاً " " أترى الشوك في الورود وتعمى ... أن ترى فوقه الندى إكليلا " إن الترحال في مسارب الأرض متعة يوصي بها الأطباء لمن ثقلت عليه نفسه، وأظلمت عليه غرفته الضيقة، فهيا بنا نسافر لنسعد ونفرح ونفكر ونتدبر (( ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا بطلاً سبحانك )) .
-5- الايمان هو الحياه:- الأشقياء بكل معاني الشقاء هم المفلسون من كنوز الإيمان، ومن رصيد اليقين، فهم أبداً في تعاسة وغضب ومهانة وذلة (( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا )) . لا يسعد النفس ويزكيها ويهزها ويفرحها ويذهب غمها وهمها وقلقها إلا الإيمان بالله رب العالمين، لا طعم للحياة أصلاً إلا بالإيمان . "إذا الإيمان ضاع فلا حياة ... ولا دنيا لمن لم يحي دينا " إن الطريقة المثلى للملاحدة إن لم يؤمنوا أن ينتحروا ليريحوا أنفسهم من هذه الآصار والأغلال والظـلمات والدواهي ، يا لها من حياة تعيسة بلا إيمان، يالها من لعنة أبدية حاقت بالخارجين على منهج الله في الأرض (( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرةٍ ونذرهم في طغيانهم يعمهون )) وقد آن الآوان للعالم أن يقتنع كل القناعة وأن يؤمن كل الإيمان بأن لا إله إلا الله بعد تجربة طويلة شاقة عبر قرون غابرة توصل بعدها العقل إلى أن الصنم خرافة والكفر لعنة، والإلحاد كذبة، وأن الرسل صادقون، وأن الله حق , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير . وبقدر إيمانك قوة وضعفاً، حرارة وبرودة، تكون سعادتك وراحتك وطمأنينتك . (( من عمل صلحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياةً طيبةً ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )) وهذه الحياة الطيبة هي استقرار نفوسهم لحسن موعد ربهم، وثبات قلوبهم بحب باريهم، وطهارة ضمائرهم من أوضاع الانحراف، وبرود أعصابهم أمام الحوادث، وسكينة قلوبهم عند وقع القضاء ورضاهم في مواطن القدر؛ لأنهم رضوا بالله ربا، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا
-6- الاكتساب :- الفارغون في الحياة هم أهل الأراجيف والشائعات لأن أذهانهم موزعة (( رضوا بأن يكونوا مع الخوالف )). إن أخطر حالات الذهن يوم يفرغ صاحبه من العمل فيبقى كالسيارة المسرعة في انحدار بلا سائق تجنح ذات اليمين وذات الشمال . يوم تجد في حياتك فراغاً فتهيأ حينها للهم والغم والفزع؛ لأن هذا الفراغ يسحب لك كل ملفات الماضي والحاضر والمستقبل من أدراج الحياة فيجعلك في أمر مريج، ونصيحتي لك ولنفسي أن تقوم بأعمال مثمرة بدلاً من هذا الاسترخاء القاتل لأنه وأدٌ خفي، وانتحار بكبسول مسكن . إن الفراغ أشبه بالتعذيب البطيء الذي يمارس في سجون الصين بوضع السجين تحت أنبوب يقطر كل دقيقة قطرة، وفي فترات انتظار هذه القطرات يصاب السجين بالجنون . الراحة غفلة، والفراغ لص محترف، وعقلك هو فريسة ممزقة لهذه الحروب الوهمية . إذاَ قم الآن صل أو اقرأ، أو سبح أو طالع، أو اكتب، أو رتب مكتبتك، أو اصلح بيتك، أو انفع غيرك حتى تقضي على الفراغ وإني لك من الناصحين . اذبح الفراغ بسكين العمل، ويضمن لك أطباء العالم 50% من السعادة مقابل هذا الإجراء الطارئ فحسب، انظر إلى الفلاحين والخبازين والبناءين يغردون بالأناشيد كالعصافير في سعادة وراحة وأنت على فراشك تمسح دموعك وتضطرب كأنك ملدوغ.
-7- الطهاره :- ابتعد عن الشر وأهله، والفارغين واللاهين والفوضويين، فيجتمع عليك شملك، يهدأ بالك، ويرتاح خاطرك، ويجود ذهنك بدرر الحكم ويسرح طرفك في بستان المعادن . إن العزلة عن كل ما يشغل عن الخير والطاعة دواء عزيز , جربه أطباء القلوب فنجح أيما نجاح ، وأنا أدلك عليه . في العزلة عن الشر واللغو وعن الدهماء تلقيح للفكر، وإقامة لناموس الخشية، واحتفال بمولد الإنابة والتذكر، وإنما كان الاجتماع المحمود والاختلاط الممدوح في الصلوات والجمع ومجالس العلم والتعاون على الخيرمع الخيرين ، أما مجالس البطالة والعطالة فحذار حذار، اهرب بجلدك ، ابك على خطيئتك، وامسك عليك لسانك، ويكفيك اعمالك الصالحه والصالحون . الاختلاط الهمجي حرب شعواء على النفس ، وتهديد خطير لدنيا الأمن والاستقرار في نفسك ؛ لأنك تجالس أساطين الشائعات وأبطال الأراجيف ، وأساتذة التبشير بالفتن والكوارث والمحن ، حتى تموت كل يوم سبع مرات قبل أن يصلك الموت (( لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً )) . إذاً فرجائي الوحيد إقبالك على شأنك والانزواء عن الشر إلا من قول خير أو فعل خير، حينها تجد قلبك عاد إليك، فسلم وقتك من الضياع، وعمرك من الإهدار، ولسانك من الغيبة، وقلبك من القلق، وأذنك من الخنا ونفسك من سوء الظن، ومن جرب عرف، ومن أركب نفسه مطايا الأوهام، واسترسل مع العوام فقل عليه السلام .
-8- ذكر نفسك بجنة عرضها السماوات والارض :- إن جعت في هذه الدار أو افتقرت أو حزنت أو مرضت أو بخست حقاً أو ذقت ظلماً فذكر نفسك بالنعيم والراحة والسرور والحبور والأمن والخلد في جنات النعيم، إنك إن اعتقدت هذه العقيدة وعملت لهذا المصير تحولت خسائرك إلى أرباح، وبلاياك إلى عطايا . إن أعقل الناس هم الذين يعملون للآخرة لأنها خير وأبقى . وإن أحمق وأبله هذه الخـليقة هم الذين يرون أن هذه الدنيا هي قرارهم ودارهم ومنتهى أمانيهم، فتجدهم أجزع الناس عند المصائب، وأندمهم عند الحوادث؛ لأنهم لا يرون إلا حياتهم الزهيدة الحقيرة، لا ينظرون إلا إلى هذه الفانية، لا يتفكرون في غيرها ولا يعملون لسواها، فلا يريدون أن يعكر لهم سرورهم ولا يكدر عليهم فرحهم، ولو أنهم خلعوا حجاب الران عن قلوبهم، وغطاء الجهل عن عيونهم لحدثوا أنفسهم بدار الخلد ونعيمها ودورها وقصورها، ولسمعوا وأنصتوا لخطاب الوحي في وصفها، إنها والله الدار التي تستحق الاهتمام والكد والجهد . هل تأملنا طويلاً وصف أهل الجنة بأنهم لا يمرضون ولا يحزنون ولا يموتون ، ولا يفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم، في غرف يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، يسير الراكب في ظل شجرة من أشجارها مائة عام لا يقـطعها، طول الخيمة فيها ستون ميلاً، أنهارها مطردة، قصورها منيفة، قطوفها دانية، عيونها جارية، سررها مرفوعة، أكوابها موضوعة، نمارقها مصفوفة، زرابيها مبثوثة، تم سرورها، عظم حبورها، فاح عرفها، عظم وصفها، منتهى الأماني فيها، فأين عقولنا لا تفكر، ما لنا لا نتدبر . إذا كان المصير إلى هذه الدار فلتخف المصائب على المصابين ولتقر عيون المنكوبين ولتفرح قلوب المعدمين . فيا أيها المسحوقون بالفقر ، المنهكون بالفاقة المبتلون بالمصائب ، اعملوا صالحاً لتسكنوا جنة الله وتجاوروه تقدست أسماؤه (( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ))
-9- الصبر:- التحلي بالصبر من شيم الأفذاذ الذين يتلقون المكاره برحابة صدر وبقوة إرادة وبمناعة أبية. وإن لم أصبر أنا وأنت فماذا نصنع؟ هل عندك حل لنا غير الصبر؟ هل تعلم لنا زاداً غيره ؟ كان أحد العظماء مسرحاً تركض فيه المصائب وميداناً تتسابق فيه النكبات كلما خرج من كربة زارته كربة أخرى، وهو متترس بالصبر، متدرع بالثقة بالله، يقول عن حاله: " تنكر لي دهري ولم يدر أنني ... أعز وأحداث الزمان تهون " " فبات يريني الدهر كيف عتوه ... وبت أريه الصبر كيف يكون " هكذا يفعل النبلاء، يصارعون الملمات ويطرحون النكبات أرضاً . دخلوا على أبي بكر وهو مريض، قالوا: ألا ندعو لك طبيباً ؟ قال: الطبيب قد رآني . قالوا: فماذا قال ؟ قال : يقول: إني فعال لما أريد . ومرض أحد الصالحين فقيل له: ماذا يؤلمك ؟ فقال: " تموت النفوس بأوصابها ... ولم يدر عوادها ما بها " " وما أنصفت مهجة تشتكي ... أذاها إلى غير أحبابها " واصبر وما صبرك إلا بالله، اصبر صبر واثق بالفرج، عالم بحسن المصير، طالب للأجر، راغب في تكفير السيئات، اصبر مهما ادلهمت الخطوب، وأظلمت أمامك الدروب، فإن النصر مع الصبر، وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسراً . قرأت سير عظماء مروا في هذه الدنيا وذهلت لعظيم صبرهم وقوة احتمالهم، كانت المصائب تقع على رؤوسهم كأنها قطرات ماء باردة، وهم في ثبات الجبال، وفي رسوخ الحق، فما هو إلا وقت قصير فتشرق وجوههم على طلائع فجر الفرج، وفرحة الفتح، وعصر النصر. وأحدهم ما اكتفى بالصبر وحده، بل نازل الكوارث وتحدى المصائب وصاح في وجهها منشداً: " إن كان عندك يا زمان بقية ... مما يهان به الكرام فهاتها "

طهارة القلوب : فقه طريق السعادة هو من المواضيع الهامة والذي ينبغي دراسته من عدة زوايا والحرص على فهمه. فلا يوجد عاقل في الحياة إلا وأهم أهدافه أن يكون سعيداً . فالسعادة هدف أسمى في حياة كل إنسان . وممَّا يجعلنا نتطرق له أنَّ كثيراً من الناس يتصوَّر السعادة في تصورات جزئية ، فإذا ما وَصَلَ إليها ، وَجَدَ نفسَه لم يُحقِّق ما أراده من السعادة الكاملة . وهناك من الناس مَن يتصوَّر السعادة الحقيقية ، ولكن ليس عنده معرفة بكيفية السِّير في الطريق . لذلك أحببنا الحديث في هذا الموضوع وهو: 1) يلبِّي التصوير الصحيح للسعادة . 2) وكيفية السير في طريق السعادة . * تعريف السعادة : هي ذلك الشعور النسبي الذي يشعر الإنسان فيه باللذة والسرور وانشراح الصدر ، والراحة من الهمِّ والضِّيق ، نتيجة لتوافُق ما بداخل الإنسان ، من اعتقادات وأخلاق ، وبما تحقَّق له في الخارج. * طريق السعادة : يمكن التعرُّف على السعادة ، والطريق الموصِل إليها من خلال طريقين . 1) الطريق الأول : التعرُّف على مَن هم السَّعداء . فإذا عرفناهم ، عرفنا مصدر سعادتهم ، وكيف وصلوا إليها . 2) الطريق الثاني : التعرُّف على المناهج والأفكار المطروحة التي توضِّح حقيقة السعادة ، وكيفية الوصول إليها . أولاً : مَن هم السعداء ؟ هل هُم الأغنياء ؟ أغلب مَن يسأل هذا السؤال ممَّن عنده علمٌ أو صلاحٌ ، تكون إجابته : لا . وهي إجابة متعجِّلة وخاطئة . ومَن لا عِلم عنده يقول : هم مِن أسعد الناس ، وهذه أيضاً إجابة قاصرة . والصحيح أنَّ الغِنى والمال يحقِّق أجزاءَ من السعادة ، لكن هناك أجزاء مهمة لا تُحقَّق بالمال . ألم يقُل الرسول الكريم عليه السلام بما معناه " أربعٌ من السعادة ..... الدار الواسع ، والمركب الهنيء ، والزوجة الصالحة ، والجار الصالح " ؟ فلا يملك الإنسانُ هذه الأربعة إلا بالمال . فكم من إنسانٍ يرغب في أمور تحقِّق له السعادة ، لكنَّه لا يستطيع لحاجته للمال . لكن هل يستطيع أن يشتري الأولادَ وراحةَ البال والرِّفقة الطيبة ؟ إذاً ، فليس كل شيءٍ يحقَّقُ بالمال . المعالم العامة على طريق السعادة : 1) أن يمتلك قوة الإرادة :عزيمة قوية . أمَّا صاحب‏ العزيمة الضعيفة ، أو الإرادة القوية ، لكنَّها شريِّرة ، فلا يمكن أن يسير في طريق السعادة . 2) أن يكوِّن لنفسه حياةً اجتماعيةً سعيدةً . أسرةً صالحةً ، صداقةً طيبةً ، في مكان عمله ... 3) عظم حياته وِفق سعادته . 4) أن ينظِّم الحياة الروحية . شروط تحقيق السعادة أولاً : خيرية الذات : الشعور الحقيقي أنَّ ذاتَه ذات خيِّرة ، تحملُ الخيرَ وتعمله ، وتكفُّ عن الشرِّ ، وتُبغِضه . كيفية الوصول لهذا الشعور ؟ عن طريق خمس درجات : 1- الإخْلاء : أي أن يبدأ الإنسانُ في إخلاءِ قلبه من كلِّ النيات السيئة . وأعظم النوايا السيئة هي الشرك بالله . فيتعلَّم أنواعَ الشِّرك ، ويبدأ بتطهير قلبِه من جميعِ أنواع التعلُّق القلبي بغيرِ الله ، ومن النِّفاق الاعتقادي ، ومن الرياء ، ومن إرادة الدنيا بالأعمال الصالحة ، ومن أمراضِ القلوب المعروفة كالكِبر والحَسَد والبَغضَاء والحِقد . الكلام سهلٌ ، لكن التطبيق يحتاج إلى دراسةٍ ومعرفةٍ طويلةٍ . إذاً ، سيشعر الإنسانُ أنَّ ذاته خيِّرة إذا حَمَلَ في نفسِهِ نيات حسنة . 2- المَلء : عملية الملء ، هي ملء القلب بالنيات الطيبة ، كالإيمان بالله وملائكته ... ومحبة المؤمنين ، والتواضع ، والتوكُّل ... فإذا شَعَرَ أنَّ قلبَه مُليء بذلك ، شَعَرَ أنَّ ذاتَه طيبة . 3- الكَفُّ : وهو كفُّ الجوارح ( كالسمع والبصر واليدين والرجلين والفَرج واللسان ) عن الذنوب والمعاصي ... فيبدأ بتعلُّم الأمورَ المحرَّمة على هذه الجوارح ، ويكفُّ نفسَه عنها . لكن مهما كفَّ الإنسانُ ، فإنَّه سيُخطئ ، لكن عليه أن يتوبَ ، ويَكُفَّ . 4- العملُ : ثم يَعمل بجوارحِهِ في طاعةِ الله ، وما يعود عليه بالنفع ، بالجوارح المذكورة سابقاً . فهذا الذي يقوم بالصلاة ، ثمَّ يساعد الآخرين ... يشعر بالسعادة وبالرِّضى عن ذاتِهِ ، التي بين جنبيه . 5- الموافَقَة : أن يبني حياتَه موافقةً لدينِهِ وعقيدتِهِ . أمَّا الإنسانُ الذي تُخالِفُ حياتُه اعتقادَه ، فلا يشعر بالسعادة . مثلاً : رجلٌ صالحٌ ، جعلته زوجته يأتي بخادمة ، وهو مقتنعٌ بأنَّ استقدام الخادمة بلا محرم ، وبقائها معه في المنزلِ ، وسفرها معه بلا محرَم حرام ، لكنَّه فَعَلَ ذلك تلبيةً لرغبةِ زوجته . هذا الإنسان سيشعر بالضِّيق وفقدان السعادة . وكذلك المرأة عندما تعتقد بِحُرْمةِ الغِناء ، لكنَّها مجامَلَةً لزوجها تسمع !! فتشعر بانعدام السعادة . ثانيا : خيرية الحياة : 1- لابدَّ أن يُصلِح ذاتَه ، أي أن يشعُر أنَّ ذاتَه خيِّرة ، وسَبَقَ الحديثُ عنها . 2- أن يحقِّقَ لنفسه الصحة الكاملة في بدنه وعقله وروحه ... فيبدأ بتعلُّم كيفية تربية العقل بعمليتين: التعطيل والتشغيل . فيعطِّله عن الأمور المحرَّمة ، والتفكير فيها ، كالشرِّ والإجرام . لأنَّ ما يؤثِّر في العقل ، يؤثِّر على سلوك الإنسان . فيعطِّل عقلَه عن التفكير في ذاتِ اللهِ عز وجل ، والخوض في حقيقةِ الأسماءِ والصِّفات ... ويفهم معناها ، كما يليق بجلال اللهِ عز وجل . أيضاً ، البحث عن الحِكمة في بعض الأمور التعبُّدية ..لماذا صلاة الظهر أربع ؟ وهكذا. أمَّا التشغيل ، فَنُعمِل عقولَنا في التفكير في الخير ، والعلوم النافعة . وأمَّا الاهتمام بالبدن ، فبإعطائه حقَّه وما يحتاجه ، ومنعِهِ عمَّا يَضُرُّهُ . وكذلك إعطاء الروح ما تحتاجه من ذِكرٍ وصلاةٍ وقراءةِ قرآنٍ . 3- أن يساهم بما يستطيع في خدمة الأمَّة والأهل والأسرة . فالمرأة التي تكون راعيةٌ في شؤون أولادها . وأقاربها تشعرُ بخيرية الحياة . فالإنسان الذي له دَوْرٌ في مجتمعه ، يشعر أنَّ حياتَه حياة طيبة . أمَّا الإنسان السلبي ، فإنَّ يشعر بأنَّه عالة ولا يشعر بأنَّ حياته خيِّرة . ثالثاً : خيرية المصير : 1- عن طريق الإحساس بخيرية الذات . 2- الإحساس بخيرية الحياة . 3- اليقين الجازم باليوم الآخر . ثم ينظر ما هي الأعمال التي تُدخِله الجنَّةَ ، وتُبعِدُهُ عن النار ، ثم يأتي بها ؛ قصة معاذعندما سألَ الرسولَ عليه السلام عن عملٍ يُدخِله الجنةَ ، ويُبَاعِدُهُ عن النار ، فأخبره بأركان الإسلام الخمسة . وهناك شرطٌ سادسٌ ، وهو اجتناب الكبائر . إذاً ، فهذه هي الشروط الأساسية لمَن أرادَ أن يكون من السُّعداء . وبعضُ الأحيان ، يكونُ المالُ سبب شقاء الإنسان ، كالتاجر يفقدُ كثيراً من السعادة بسبب ركضه وراءَ المال ، والمشاكل الناتجة عن هذه التجارة ! إذاً ، فالمالُ يحقِّقُ جزءاً من السعادة ، ولا يحقِّق الأجزاءَ الأخرى ، وقد يكونُ سبباً للشقاء في بعضِ الأحيان . ب هل هم أصحاب الشُّهرةِ والفن ؟ هؤلاءِ أيضاً يحقِّقونَ جزءاً من السعادة ، وأجزاء أخرى مهمَّة لا يمكن تحقيقها بذلك ، وقد تكونُ شُهرته سبباً لشقائه في بعضِ الأحيان . د-ثانياً : التعرُّف على المناهج والأفكار المطروحة التي توضِّح حقيقة السعادة : هناك أربعة اتجاهات مطروحة ، تبحث موضوع السعادة : (1) الاتِّجاه المادي : يرى أنَّ سعادةَ الإنسان هي إعطاء البدن كل ما يحتاجه من مأكلٍ ومشربٍ ومنكحٍ ... فهؤلاء سخَّروا كلَّ طاقاتهم من أجل توفير الراحة للإنسان . وهذا الاتجاه يسيرُ عليه الغربُ ، وينظرون للإنسان أنَّه بَدَنٌ . وأنَّ سبب فقدان السعادة هي حرمان البَدن من بعض ما يحتاجه . إذاً ، السعادة هنا هي إشباع الغرائز . (2) الاتِّجاه الروحي : يرى أنَّ حقيقة الإنسان ليست البَدن . وأنَّ البدَنَ بالنسبةِ للروح كالمركوب الذي يركبه الإنسان ( السيارة ) ، مثلاً . فالإنسان عندهم هو الروح ، وبالتالي مَن أراد أن يكون سعيداً ، فَلْيَهتمَّ بروحِهِ على حساب بَدنه . فكلَّما أعطى الروحَ ما تحتاجه ، كلَّما شعرت بالسعادة : صيام أذكار ... حتى على حساب البدن . هذا هو الذي يعيش السعادة عندهم ، فلا بأس أن يعيش منقطعاً عن الدنيا ، مهمِلاً لعمارتها . وهذا الاتِّجاه يسيرُ عليه الرهبانية عند النَّصارى ، والصوفية عند المسلمين ، والبوذية والبراهمة عند الهنود . (3) الاتِّجاه العقلي : يرى السعادة في إعطاء العقل ما يحتاجه، وأنَّه حقيقة الإنسان ، ويميِّزه عن الحيوانات . فسعادته في إعطاء عقلِه ما يحتاجه من علوم ومعارف . ووصلوا لدرجة أنَّهم قالوا أنَّ اللذة العقلية ألذ شيء ، ووصلوا إلى أنَّ الجنةَ والنارَ ، هو ما يشعرُ به الإنسانُ من لَذَّةٍ في عقلِهِ ، فإن وصَلَ إلى اللذة العقلية ، فهو في جنَّةٍ . أمَّا النَّار، فهي الألم العقلي الذي يعيشه الإنسان . وهؤلاء أصحاب الفلسفة اليونانية وأتباعهم كابن سينا والفارابي والكندي . (4) الاتِّجاه الإسلامي : يرى أنَّ سعادةَ الإنسان في إعطاء كلاًّ من البَدَن والرُّوح والعقل ما يحتاجه . فلا يمكن الشعور بالسعادة عند قصور

خــــالـــــد
05-01-2005, 01:42 PM
جنــي مغنــي

.
.

اللهم انفع بسطورك


أشكرك




أخوكـ / خالد

مازن
05-01-2005, 09:03 PM
جزاك الله خيررر اخي العزيز

وجعله من موازين حسناتك انشاء الله

تشكرات

يفوق الوصف
05-01-2005, 10:22 PM
جني مغني

نفع الله بما كتبت وما سطرت

كتبها الله في ميزان حسناتك

مشكور

جني مغني
11-01-2005, 11:05 PM
أشكرك أخي خالد على مرورك وتعليقك

وبارك الله فيك


جني مغني

جني مغني
11-01-2005, 11:08 PM
أشكرك أخي وعزيزي وليف الهم

على مرورك..



جني مغني

جني مغني
11-01-2005, 11:10 PM
يفوق الوصف أشكرك على تعليقك

وجزاك الله خير الجزاء.




جني مغني

الرئيسة
11-01-2005, 11:25 PM
جزاك الله خير

بس الخط يعمي ولا هو واضح

سود العيون
11-01-2005, 11:29 PM
نفعنا الله وإياكم والجميع .......

بين كــل سطر ، وسطر ، موعظة وحكمة حكيمة ...

أخي جني مغني

بورك بك

ودمت طيباً



سود ـ ــ

جني مغني
12-01-2005, 12:27 AM
أشكرك أختي سود العــيون على

مرورك وبارك الله فيك ..





جني مغني