المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : روعة الحب و ألامه



ابو كاظم
03-01-2005, 10:05 AM
الحلقة الأولي ... قلب يهذي
فاجئني صوت الهاتف فأيقظني من نومي ..فنظرت بغيظ فإذا هو رقمها ..فأزاد غيظي وأغلقت الهاتف ثم عاودت إدراجي إلي الفراش ..وما هي إلا لحظات و جاءني صوت الهاتف مرة أخري لأشيط غيظا ..ورفعت سماعة الهاتف وأنا اصرخ فيها ماذا تريدين في هذا الوقت .....ألم نفترق لماذا............ وانقطع صوتي فجأة لم يكن صوتها ... كان صوتا أخر يبكي ..لم أتبين في بادي الأمر وظننت أني لم أري الرقم ..لكن هذا صوت يشبهها ..نعم ... نعم انه صوت أمها تبكي ...قالت كلمة واحدة أحاول أن أفهم ...أجل قالت لي إنها ماتت ...لم أفهم في البداية ..ربما لم أصدق ...ودخلت فراشي مرة أخري لأنام وانسي هذا الحلم المزعج.
لكني لم استطيع دهشتي أفقدتني رغبتي في النوم ... كيف ماتت و متى ؟ بالأمس هاتفتني كانت تريد الحديث معي وأبيت ...أتري في الأمر خدعة ...أتراها تكذب علي ...؟ أخذت الهاتف عاودت الاتصال ...الدقائق تمضي ..ورنين طويل ..هممت بإغلاق الهاتف ..وأدركت إنها كاذبة ..وزاد سخطي عليها ...ولكن هاهو أحد يجيب ...أصوات بكاء ونحيب ..وصوت الآيات تتلي ..يا الهي لقد ماتت حقا ... لست ادري من أجاب علي ...كلمات تخرج من الأفواه ..ستدفن غدا .........
بدلت ملابسي لست ادري كيف وصلت إلي بيتها .....فتحت لي أمها وهي تبكي متلفحة في السواد وما أن رأتني حتى زاد نحيبها .. لقد مضي زمن طويل منذ دخلت ذلك البيت ... طلبت أن أرها ... منعني أبوها ..لم تعد تحل لك ..لم تعد زوجتك ...لماذا أتيت ؟ فاجئني سؤاله حقا لماذا أتيت ..جئت لأرها ..نعم شيء يدفعني لان أرها ..
كنت أريد أن اسألها ماذا كانت تريد ..كان هناك شئ تريد أن تقوله ..ليتني سمعتها بالأمس.. ياه إنه الأمس ..الأمس فقط ..منذ سويعات قليلة كانت تريد أن تقول شيئا يا تري ماذا هو؟
انفتح باب غرفتها ..هاهي ممدة أمامي بلا حراك.. أتراها تسمعني ..ناديتها فأجابني الصمت .. وجهها مغطي بالملاءة ولكني اشعر إنها تنظر إلي تلومني ...وخرجت مسرعا وأنا اشعر إنها مازلت تطاردني بنظراتها.. وداخلي سؤال واحد ماذا كانت تريد أمس؟؟؟
عاودت أدراجي ودخلت بيتي ..حاولت أن أنام قليلا جاءني صوتها بحثت عن مصدر الصوت ..لست ادري من أين يجئ هذا الصوت ..يا الهي انه يجيء من داخلي من داخل قلبي ...يا الهي كيف هذا هل مازلت أحبها ؟؟..فاجئتني حقيقة مريرة وأغلقت عيوني وسبحت في عالم من الذكريات ..........
ها هي أدراجها مازلت كما أغلقتها منذ أن رحلت ..لم أفكر يوما أن أفتحها ونهضت مسرعا وفتحتها ..زجاجة عطر مازلت كما هي في عبوتها ..بعض كلمات كتبت عليها ..أضاءت المصباح انه تاريخ ..تري هل هو تاريخ ميلادها ..بعض كلمات أخري " كم احبك "
زهرة وبطاقة صغيرة " تري من من ؟ انه خطي ..أنا الذي أهديتها تلك الزهرة ولكن متى أنا لا أذكر......
مصحف صغير ..دمية صغيرة ...يا الهي كم كانت طفلة لم تنضج مشاعرها بعد
اذكرها عندما كانت تغضب وتثور وتهتف بآلاف الكلمات التي لا أفهمها ثم تنهمر في البكاء تنتظر أن أتي إليها ارتب علي كتفها آخذها بين ذراعي فتهدا وتنام.... كم سئمت منها ومن طفولتها ..كم تركتها تبكي ..فلم يعد يعنيني هذا البكاء............
شعاع الشمس يغزو غرفتي وأنا جالس بين أشياءها المبعثرة من حوالي ..أشعر بفراغ شديد في رأسي ..هربت كل الأفكار ..مشاعر تتصارع داخلي ...شيء يئن في أحشائي ..انه قلبي
أعددت إفطاري وجلست ارتشف من كوب الشاي أمامي ..هاهي تجلس جواري ..هاهو رغيف عيش قسمته نصفين ..أناولها نصفه ..سقط مني ..لم تكن تجلس كان مجرد طيف من ذكريات مرت ..نعم كنا نقتسم العيش ....
تساقطت بعض دموعي فمضيت... أبدل ملابسي وامضي إليها
علي باب البيت صفت الكراسي وجوه كثيرة لا اعرفها ..من أين أتوا كل هؤلاء ...دخلت عبر الزحام انتظر أن تخرج علي ببسمتها ..بدموعها ..بأي شيء
أصوات تتعالي لا الله إلا الله .. هاهو جسدها يخرج علي محمول فوق أعناق أقرباها ..تلتف في ملابس بيضاء
ووجهها مغطي لا يبدو منه شيء ولكن اشعر إنها تنظر إلي ......نظرة عاتبة ..تذوب ألما وحبا
وضعوها أمامي في الصندوق وأغلقوا عليها ..ورفعت علي الأعناق ..ذهبت إليها ..حبيبتي اطمئني ها أنا هنا معهم أحملك مرة أخري بين ذراعي ...........
صلاة الجنازة ..كم كانت تطالبني أن أصلي وأدعو لها ..ها أنا اليوم أصلي وأدعو لها ..........
السيارات تسرع .. تمهلوا قليلا لماذا العجلة لحظات وينتهي كل شيء .. دعوني اسألها لعلها تجيب ..ماذا كانت تريد بالأمس ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
علي باب القبر ..أخرجوها ..ونزلت معها ..غرفة ضيقة مظلمة ..يا حبيبتي كم كنتي تخشين الظلام ... كم كنتي تخافين وأنت وحدك .....كم قلتي لي انك وحيدة ... وها أنتي الآن أيضا وحيدة ......يا رب أأنس وحدتها .... تذكرت لقد أعطتني كتاب بيه كثير من الأدعية .........أين هو ؟ لقد كان هذا منذ زمن بعيد ..عندما أعود إلي البيت سأبحث عنه وأدعو لها .......
خرجنا وانهال عليها التراب ..شيخ يدعو لها ونحن نردد وراءه ..وقلبي يدعو لها
الجميع يمضي ..مددت يدي لأخذ العزاء ..الناس تصافحني وأنا لا أرهم ..أري وجهها في كل الوجوه ..كم عشقت هذا الوجه وكم كرهته ... المكان خلا لم يعد هناك غيري وهممت بالانصراف ومشيت بعض خطوات ..أتاني صوتها من جديد ..
- بالله لا تركتني ..
- لقد أصبحتي ميتة ..دعني امضي ..فأنا لا استطيع أن ابقي معكي
جاءني صوتها مرة أخري ..إنني الآن اسأل فأدعو لي
ووقفت أدعو لها والدموع تنهمر من عيني ..ها قد انتهيت من دعائي وأنا ماضي إلي حال سبيلي
- هل ستأتي لزيارتي ؟
- بالتأكيد سآتي لأزورك لأجلب لكي الأزهار التي تحبينها
- لا.. لن تأتي لقد مت من قبل مرات ومرات ولم تأتي لتراني
- أتكذبين حتى بعد الموت ......... الإنسان لا يموت إلا مرة واحدة
- الله يعلم ..أني كنت أموت وحدي في كل ليلة وأنت بعيد......... لا تدري عن أمري شيء
- انكي لم تصبري ... ولم تفهمي ..وكنتي تحمليني ما لا أطيق
- الله يعلم ..كم صبرت ..لقد انتظرتك طويلا طويلا .. لكنك لم تأتي
- لم تخبريني ..ماذا كنتي تريدين مني بالأمس ؟
- دع الأمس للأمس ..انك لم تجيب
- بل قولي ماذا تريدين
- وهل تصدقني إذا قلت لك
- نعم
- كنت أريد أن تسامحني ...كنت أريد أن أقول لك كم احبك ..كنت أتمني أن تعود إلي
- كاذبة ... كاذبة ...لن تريني بعد اليوم ... لا تخاطبيني بعد اليوم ...أنا لا احبك ..لا احبك فلتموتي كما تريدين ولتذهبي إلي الجحيم مصحوبة بلعناتي ...واتركيني وشأني ..سأمضي من هنا ولن أعود
وجريت مسرعا لا ادري إلي أين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أخذت أهيم علي وجهي في كل شارع تقذف في ذهني ذكرى معا ..هنا أكلنا ..هنا مشينا ..هنا وهنا
كأنها عفريت يسكن كل الشوارع والطرقات....كأنها قناع علي كل الوجوه ... يا ويلي إنها ليست في الشوارع ولا في الوجوه ..إنها تسكن قلبي....................
دخلت بيتي ... رأسي يكاد يتحطم من تصارع الأفكار فيه ... ألقيت بنفسي في الفراش ..مازلت أشياؤها المبعثرة منذ الصباح ..تبا لها لماذا تطاردني
ألقيت بأشيائها من النافذة أغلقت الباب والمصباح ..وذهبت في نوم عميق
ضوء من بعيد ..صوت يئن ..ما هذه الظلمة الموحشة ..ما هذه الرائحة الكريهة التي تملأ المكان ..لا أكاد أري
أنادي هل يسمعني أحد ..هل يوجد هنا أحد ...........؟؟ أين أنا ..ما هذا المكان الموحش ..أنقذني يا رب ..أريد أن أفيق ..أنا نائم علي فراشي ..اعلم هذا ..ولكن ما هذا الذي أنا فيه؟؟؟؟
ما هذا ...يا هولي ..هذا أنتي مرة أخري ؟؟؟ ما هذا المكان الموحش ..
- انه قبري
- وماذا جاء بي إلي هنا ..هل قتلتني ؟ هل أنا ميت ؟
- لا بل أنت حي ترزق
- لماذا أنا هنا معكي في القبر؟
- لتشهد عذابي ...
- هل تتعذبين ؟ لماذا ؟ كنت أظنك صالحة ؟
- انتظر وستري فأنني الآن اسأل
جاءني مالكين فأقعداني ..من ربك ؟ ما دينك ؟ من الرجل الذي بعث فيكم ؟
- أجيبي .. أجيبي حبيبتي كنتي تقرئين القرآن – لماذا أنتي صامته هكذا .. ألا تريدين من ربك
- لساني ثقيل ..لا ادري ماذا أقول ..أمهلوني قليلا لعلي أتذكر ؟؟
- إني أحبه ... أحبه ..أحبه
- لا ليست هذه هي الإجابة ...
- إني أحبه في الله ..نعم نعم ربي هو الله
- ما دينك ؟
- الحب ديني ...
- لا لا ليست هذه هي الإجابة .. أنتي لا تذكرين شيئا أين ذهبت صلاتك وإيمانك وحسناتك
- أكلتها ذنوبي الكثيرة .. لكني اذكر شيئا لقدر قرأت " ومن ابتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه" نعم نعم إن ديني هو الإسلام
- لماذا قلتي أن الحب دينك في البداية ...إنني مرتاعة من هول السؤال ..والإسلام هو دين الحب ..والحب هو الإسلام .. لقد ابلغنا رسول الله أن الله يقول ينادي يوم القيامة ..أين المتحابين بجلالي اليوم أظلهم بظلي يوم لا ظل إلا ظلي
- ومن هو رسولكم الذي أخبركم بذلك ؟
- انه رسول الحب والرحمة
- أتذكرين اسمه
- نعم اسمه محمد
- إن لديك الكثير من الذنوب والمعاصي وسوف تحاسبين .. كنت لاهية في صلاتك تفكرين في شيء أخر ؟ كنتي تكذبين ؟ زوجك كان غاضب عليك ؟ كنتي وكنتي وكنتي .... فهل معكي من الأعمال الصالحة ما يقيك العذاب ......؟
- لست ادري ...
- إذا احرقوها بالنار وارقدي فيها حتى يوم البعث
- لا لا يا ربي .. يا من إليه المشتكي .. إليك أشكو سوء أحوالي ...
شيء يضيء في قلبها " إني احبك في الله" .. لا تحرقوا قلبها إن اسم الله فيه
دموع تتلألأ في عينيها .. لا تحرقوا عينيها انها دموع ندم وتوبة بكتها في الدنيا إنها تحفظ بعض آيات من القرآن ترددها بين الحين والحين ..إنها كانت تبكي خوفا من ذنوبها وسوء أعمالها
ولكنها قتلت نفسها بكثرة الذنوب
اتركوها لربها يحكم فيها فقد ماتت ولم ينقطع رجاءها فيه ... ارقدي حتى يحكم الله فيكي
- لماذا آتيتي بي في هذا المكان كيف اخرج منه ؟ يا الهي هل مت أنا أيضا ؟ أجيبيني ؟ هل سترقدين وتتركيني؟؟ لماذا أفكر فيكي وقد مضيتي ولن تعودي....
قالت وهي ترقد لتنام .. أنت هنا لأنك تسكن قلبي ... وأنا مت وقلبي معي ...ولأني كنت احبك في الله لم أكن أرجو منك سوي الحب في الله أيضا ..نتقابل عليه ونفترق عليه ..كنت أريد أن تحميني من ذنوبي ومن نفسي ومنك .. ولكنك لم تعرف هذا أبدا ... ها أنا قد فنيت ..وفني جسدي ولم يبقي سوي الله والحب فيه ..وسيظل الحب باقي لأن الله حي لا يموت.... إن الله حي لا يموت .. الله حي لا يموت
الله أكبر الله أكبر .. انتبهت من نومي أذان الفجر ... يا الله إنني حيه لم أمت بعد ... الحمد لله الذي رد عليا روحي وأذن لي بذكره...
توضأت وصليت وبكيت كما لم ابكي في حياتي ........ أمواج مشاعري الحائرة تبحث عن مرسي تسكن عليه
ولكنها تتلاطم بصخور الواقع المرير ... لقد افترقنا ..ولن نعود .. أخذت الملم شتات أفكاري ..سأتصل بيه وأخبره إني أحبه في الله ..واني أسامحه وأريد منه السماح .. سأقول له العمر يمضي بنا ..فهيا نمضي ما بقي من عمرنا القصير في طاعة ... نسيت كبريائي فالكبرياء لله وحده .. وتذكرت قول النبي ..خيركم من يبدأ بالسلام
أدرت رقمه ..فلم يجيب .. حاولت وحاولت .. أخيرا .. أغلق في وجهي الطريق
- تمت-
وأَبِيتُ في هَمِّيْ أُغَـصُّ بِعَبرَتـي ***أبكيْ و دمعـيْ لا يَمَـلُّ جُفُونـي

مهاجرة بإحساس
05-01-2005, 12:50 AM
:بفكر:
انا اموت وادري وشوله ذي هنا؟؟
وقسم انه قصه حلوه وتبكي ..

لكن ماادري وش جابها هنا :بفكر:

سيف العز
06-01-2005, 02:25 AM
آآآآآآآه ياحظي الردي الي حطني على مهابيل مثلكم

لعنبو بليسك هذي وش جابها للغربله

ينقل للعام ولايكثر


صصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصص صصصصااي

طحياطي

سيف