المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حق النبيr على أمته(2) للشيخ أبي إسحاق الحويني



أهــل الحـديث
08-01-2012, 04:30 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة حق النبيr على أمته
الدرس[2]

إنَّ الحمد لله نحمده َ وَنَسْتَعِيْنُ بِهِ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوْذُ بِاللَّهِ تَعَالَىْ مِنْ شُرُوْرِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِىَ الْلَّهُ تَعَالَىْ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَا الَلّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ ، (آل عمران: 102)﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾( النساء:1).
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾(الأحزاب: 70،71 )
أَمَّا بَعْــــدُ .........
فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيْثِ كِتَابُ الْلَّهِ تَعَالَي وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ ، وَشَرِّ الْأُمُورَ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدَعِهِ وَكُلْ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِيْ الْنَّارِ الْلَّهُمَّ صَلّىِ عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِ مُحَمِّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَىَ إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَىَ آَلِ إِبْرَاهِيْمَ فِيْ الْعَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ ، وَبَارِكْ عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِ مُحَمِّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَىَ إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَىَ آَلِ إِبْرَاهِيْمَ فِيْ الْعَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ.
محبة النبي r ينبغي أن تعلم في الصغر لأن هذا الحب إذا لقنه الصغير ينمو معه كما ينمو جسمه يكون من ثمرة هذا ألا ينفسخ حبه ، الذين يطرقون باب الالتزام الآن وهم يتعذبون مع أهلهم المانعين لهم من الالتزام أنا أعلم أنهم يحبون النبيr لكن سرعان ما ينفسخ عزمه لانفساخ حبه لأنه لم يتعلم التسليم من الصغر قال: مجنون ليلى بيتين يقول الذهبي في السير وهى من أفحل الشعر يصف حبه فيقول:

تعلقت ليلى وهى بعد صغيرة
ولم يبدو للأتراب من ثديها حجم



صغيرا ن نرعى البهم يا ليت أننا
صغيرين لم نكبر ولم تكبر البهم


فهذا يصف شدة حبه ، لماذا ؟ لأنه من الصغر ، يأتيني أسئلة كثيرة من طلبة وطالبات الجامعة الأسئلة كلها مع اختلاف صيغها تصبُ في معنىً واحد يقول الشاب: أحببت فتاتًا ذات خلقٍ ودين وفي عقبات في سبيل زواجها ، فبما تشير عليه ؟ أقول: أنا لا أشير عليك بشيء إلا إذا استطعت الباء ، لكن سأقف مع هذا الوصف المغلوط الذي يكون من نتيجته ولد يتربى تربية مغلوطة لأن أول خطوة كانت خاطئة يقول: أحببت فتاتًا ذات خلقٍ ودين ، فنقول: من الذي جعلك تقول: أنها ذات خلقٍ ودين ألا لأنها ترتدي الحجاب أو النقاب ؟ هذا ليس كافيًا ، مع مشروعية ذلك، لكن المرأة الصالحة وصف مختلف ، لا تقل: أنا أحبها ، ولا تقولي: أنا أحبه ، فهذا وصف خطأ لن يتزوج أحد امرأةً لأنه يحبها أبدًا ، إنما تزوجها لأنه يريدها ويشتاق إلى وصلها ، هذا هو المعنى الصحيح الذي ينبغي أن نقف عليه ، إنما الحب له معنىً مختلف وعندما أبين لك معنى الحب ستعلم أن هناك فرقًا بين الشوق والحب ، الاثنين الذين يتزوجوا بعد عاصفة حب ملتهب خمس سنين حب ملتهب وبعد ذلك بعد أربع خمس سنين يطلقها ويجرجروا بعض في المحاكم ، أين الحب ؟ لا ، المسألة كلها شوق رجل يريد أن يصل إلى المرأة وامرأة تريد أن تصل إلى رجل فقط ، هذا الذي نحن نسميه شوق الذي ينطفئ بالوصل ، فإذا انطفأ الشوق بالوصل بقى الحب أو لم يبق ، ما هو الحب ؟ هو الاحترام المتبادل وهو التبجيل والتوقير وهو إعطاء كل واحد منزلته هذا هو الحب ، النبي r وهو يصف المرأة الصالحة قال:« هى التي إن نظرت إليها سرتك ، وإن أقسمت عليها أبرتك ، وإن غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك » ، .
الحب هو الاحترام المتبادل والتوقير: المرأة توقر زوجها لأن الزوج هو السيد المالك وهذه ملكية تشريف للمرأة قوامة الرجل ليس كما يتصور البعض أنه يكتم على نفسها وهو يكون هكذا أصبح بطل ورجل ، لا ، نحن سنقف في اللحظات القادمة على قوامة النبي r لأن هذا داخل في باب الوفاء .
المراد بالقوامة: قوامة على المرأة أن ترحم المرأة هذه هى القوامة وليس أنك تكتم على نفسها وتكون أنت هكذا أثبت أنك رجل لا تستطيع أن تتكلم وأنت موجود ، لا ، ليست هذه القوامة ملكية الرجل للمرأة ملكية تشريف للمرأة ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ﴾(الروم:21) هذا تمليك ِ﴿ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾(الروم:21) ، ولذلك امرأة إبراهيم u وصفت زوجها الوصف الصحيح فوصفته بالبعل ﴿ قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا﴾(هود:72) البعل: السيد المالك لأجل هذا نحن ننصح الشباب الذي يقول: أنا أحب فتاة ، أقول له: لا ، أنت لا تحبها أنت تشتاق إليها فقط أوصف المسألة وصفًا صحيحًا حتى لا تخطئ بعد ذلك الحب شيء مختلف تمامًا .
أولى أو أعظم ثمرات هذا الحب الإتباع وعدم المخالفة: الزوج إذا أمرها اتبعت وهذا هو الذي قاله ربنا - تبارك وتعالى -:﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي﴾(آل عمران:31) ليس علامة الحب أنه يقول: صلى على الذي يشفع وتقول: حضرة النبي وحضرة النبي الحضرة هذه أصلًا مصطلح صوفي يقول: لأن الرسول يحضر معنا يأتي في الحضرة فهو حضرة النبي ، وبعضهم وهو جالس معك وأنت جالس تكلمه فجأة: وعليكم السلام ورحمة اله وبركاته ، ماذا ؟ أصله كان يمر وسلم عليه ، وبعد ذلك يخالف النبي r في طريقة الذكر ، وفي الطواف على الأضرحة ، وفي الاستغاثة بالموتى وكل هذا وهو يزعم أنه يحب النبي r هذا حب كاذب ، لماذا ؟ لأن ثمرات الحب الإتباع ، .
لا يقوى قلب المحب على المخالفة أبدًا ولا يستطيع :، أنظر الحديث الذي ذكرته في الخطبة النبي r يقول:« ارموا وأنا مع بني فلان » أنظر إلى أدب الصحابة يلقون سهامهم ويقفوا ، ما بكم لما لا ترمون ؟ ، كيف نرمي وأنت مع بني فلان ؟ ، هل النبي r ؟؟؟ لا ، لكن يكفي أن يكون هو معهم لنكف عن الرمي ، أنظر إلى أدب الصحابة إخواننا عندما سنسرد شمائل النبي r أنا أريد كل واحد منكم يخلو وهو خالي بنفسه يقدر حجم المصيبة التي أصيب الصحابة بها عندما مات النبيr أعظم الناس مصيبة هؤلاء الصحابة الذين رأوا بأعينهم وعاينوا .
والمعاينة لها تأثير قوي جدًا في تثبيت الحب وترسيخه: ، ومع ذلك يحملونه على أعناقهم ويردموا عليه التراب ، ثم يرجعون إلى بيوتهم بدونه .
النبي r في باب الوفاء ضرب المثل الأعلى: مثلًا هو كزوج عندما تزوج خديجة t وكانت امرأة عاقلة تخيل هى وحدها أخذت ربع الكمال في الدنيا من لدن آدم حتى تقوم الساعة كما قال r:« كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا أربع: خديجة ، وفاطمة ، ومريم ، وامرأة فرعون » تكون خديجة وابنتها أخذا نصف الكمال فوقفت بجانب النبي r وآزرته وأعطته مالها ، نحن لدينا آفة لو المرأة معها مال تأخذ نصف القوامة من زوجها لأن القوامة شركة بينهما ، لأن الله U جعل القوامة للرجل على المرأة لشيئين قال:﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾(النساء:34) ، بما فضل الله U الرجل على المرأة من العقل والجسم وغير ذلك ، وبما أنفقوا من أموالهم ، فالرجل له نصف القوامة بالإنفاق المرأة اشتغلت وتدخل مرتبها في البيت أكثر المشاكل في بيوت النساء العاملة.
أكثر المشاكل ، المرأة التي سمح لها زوجها بالعمل : فالمرأة العاملة كثيرة الاعتراض علي زوجها بمجرد أن تنفق تمن عليه ،فالرجل لو لديه حياء وضمير يشعر بنوع من العار والخجل والكلام معقود على لسانه لا يستطيع أن يتكلم ، إنما المرأة عندما تكون متربية وجيدة وتعلم حق الزوج لا تنتزع نصف القوامة بالنفقة في البيت أبدًا ، ولا تجرؤ على أن تذكر زوجها بأنها تنفق في البيت لا تستطيع أن تقولها لأنها متربية ، أنظر زينب امرأة عبدالله بن مسعود تريد أن تسأل سؤال امرأة غنية ولديها زكاة مال فتريد أن تسأل هل يمكن أن تعطي الزكاة لزوجها أم لا ؟ ابن مسعود كان فقيرًا ، فالمهم ذهبت إلى بيت النبي r وقفت على الباب والحديث هذا في البخاري ، فجاء بلال بن رباح على النبي r فاستوقفته فقالت له: سل النبي r ، هل يجوز أن تعطي المرأة زكاة مالها لزوجها أم لا ، ولا تسمني، دخل بلال سأل النبي r إن في امرأة بالباب وسؤالها كذا وكذا فقال له:« من هى ؟ » مشكلة هى قالت له: لا تقل ، لكن ليس من طاعة الله ورسوله بد ، يذكرني بالحديث وإن كان سنده فيه ضعف حديث النعيمان كان النعيمان هذا صحابي بسيط ، وكان النبي r يأنس بمجالسته ، وكان يضحك النبي r ، فالمهم جاء رجل أعرابي راكب جمل سمين وربطه ودخل المسجد يقضي حاجته مع النبي r ، العباس عم النبي r قال للنعيمان: والله يا نعيمان لقد حرمنا اللحم ، فلو قمت إلى هذا البعير فضربته لغرمه النبي r ولأكلنا لحم ، فالنعيمان لم يكذب خبر وقام بسيفه فضربها في لبتها فأتي برقبتها ، طبعًا أول ما ضرب البعير وذبحه فاستشعر الجرم وقال: النبي سيغضب مني ، ماذا أفعل ؟ ، ماذا أفعل ؟ فاختبأ في بئر وأخذ عليهم العهد ألا يقولوا: أين هو ؟ الأعرابي خرج وجد الناقة مذبوحة صرخ فخرج النبي r:« مالك ؟ » قال له: عقروا ناقتي ، قال:« ويله ، من الذي فعل ذلك ؟ ، أين نعيمان ؟ » ، قالوا: لا نعرف ، قال:« أخرج ويلك ، ماذا فعلت ؟ » ، قال: يا رسول الله إنهم قالوا لي: كذا وكذا حرمنا اللحم فضربتها في لبتها فأكلناها وضربها النبي r فتبسم النبي r وغرم الناقة ، فهو عندما يقول له:« أين هو ؟ » لا يستطيع أن يقول له: لا أعلم ، لا ، أشار إشارة إلى موضع البئر .
فهو يقول:« من الذي تستفتي ؟ » ، فقال: زينب ، قال:« أي الزيانب ؟ » ، قال: زينب امرأة ابن مسعود ، فقال له النبي r:« قل لها: لكي أجران أجر القوامة وأجر النفقة » امرأة ابن مسعود هذه كانت من أوفى النساء لزوجها : ولا نعلم في شيء من الأخبار إن هذه المرأة مرة نشزت على زوجها بمناسبة أنها تصرف عليه أي بدأت تستطيل عليه وغير ذلك ، لا ، في الصحيح أيضًا أن امرأة من بني أسد سمعت عبدالله بن مسعود t يقول: لعن الله النامصة والمتنمصة ، والواصلة والموصولة ، والواشمة والمستوشمة المتفلجات للحسن المغيرات خلق الله ، فامرأة من بني أسد قالت: أنظر ما تقول يا ابن مسعود ، قال: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله وهو في كتاب الله ، فالمرأة أخذت نفسها ومسكت المصحف وجلست تقرأ المصحف من أول الفاتحة للناس لكي تجد آية لعن الله النامصة والمتنمصة طبعًا لم تجد ، فذهبت لابن مسعود وقالت: يا ابن مسعود لقد قرأت القرآن ما بين دفتيه من الجلدة للجلدة فما وجدت ما تقول ، قال: لأن كنتِ قرأته لقد وجدتيه ألم تقرئي فيه قول الله تعالى:﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾(الحشر:7) فهذا مما أتانا رسول الله r ، فقالت: يا ابن مسعود إن امرأتك تفعله ، قال: لو فعلته لن تجامعنا ، أنظر قلبه قوي في حدود الله ليس لأنها تصرف عليه وغير ذلك تجده يشعر بضعف ، لا ، لو فعلته لن تجامعنا مجرد أنها ترقق الحاجب أو تتوشم أو تضع باروكة أو غير ذلك ، هذا كافي لدى ابن مسعود أن يطلق المرأة حتى لو كان منها مائة ولد .
يا أخي أنا سأقول لك شيء: لو أن امرأتك تسب أباك ليل نهار في البيت ، هل تتركها معك ؟ أنا يا أخي لا أظن ما أظن ، كل ما تجد زوجها تقول له: يا ابن كذا والولد يا ابن كذا الذي أبوك كذا ، أنا ما أظن أبدًا أنه يتحملها ، فكيف بامرأةٍ لا تصلي ، وكيف بامرأة متبرجة خرجت حاسرة الرأس ، وكاشفة عن شعرها ، وعن ساقها ، وعن عضدها ، كيف المرأة هذه تعيش معك ؟ لا ، أنت عليك أن تقوم بحق القوامة .
حق القوامة أن تحجب المرأة عن النار ، وعن معاصي الله - تبارك وتعالى - .
فالقصد أن مسألة المال تكسر عين الرجل فيحدث اعتراض على الرجل من المرأة إلا من امرأة أصيلة متربية ، فانظر إلى خديجة t عندما وافت رسول الله r بمالها ووقفت بجانبه ، وآمنت به إذ كذبه الناس ، وعندما رموه عن صوتٍ واحدة وقفت تدفع عنه r فهو سيد الأوفياء ، الإنسان الوفي عندما واحد يقدم له جميل يرى إن هذا الجميل أدخله السجن فممكن واحد يسدي لك جميلًا وأنت إنسان وفي ترد له هذا الجميل مائة مرة ، ومع ذلك تشعر أنه مازال له جميل عليك وفي كل مناسبة تشيد بهذا الإنسان وبجميله عليك برغم أنك وفيته أضعاف مضاعفة هذا هو الوفاء ، ولذلك حسان بن ثابت وهو يكلم سفيان أوقات ما كان مازال كافر أبيات مثل الرصاص وفيها معنى الولاء والانتماء والذود عن النبي r يقول له في أبيات طويلة:



هجوت محمدًا فأجبت عنه


وعند الله في ذاك الجزاء









هجوت محمدًا برًا كريمًا


رسول الله شيمته الوفاء


أتهجوه ولست له بكفءٍ


فشركما لخيركما الفداء


فإن أبي ووالده وعرضي


لعرض محمدٍ منكم وقاء






أي أنا أجود عنه بأبي وعرض أبي وعرضي ولا تصلون إليه ، أنظر نبرة الحب عالية جدًا في الآيات نبرة الحب عالية في الأبيات ، ويقول آخر:



نعادي الذي عادمنالناس كلهم


بحقٍ ولو كان الحبيب الموافيا


لأن هذا أحب منه r ، فالنبي r عندما رأى من خديجة ذلك وفى لها وزيادة ، وكان شديد الوفاء لها ولأصحابها ولأقاربها بل كان بعدما ماتت يذبح الذبائح فيرسل إلى صاحبات خديجة ، وتأتي امرأة عجوز فيهش لها ويبش ويجلسها فوق عباءته فتقول عائشة: من هذه ؟ ، يقول:« إنها كانت تأتينا أيام خديجة » حبيب حبيبي حبيبي قاعدة الولاء والبراء حبيب حبيبي حبيبي ، ولذلك قال النبي r:« إن من أبر البر أن يصل الرجل ود أبيه » أبوك مات وله أصحاب اذهب إليهم لأنك جزء منه ، فتجعل الناس هؤلاء يتذكروا هذا الرجل ، وأنت أيضًا تتذكر أباك بهم نوع من الوصال « أبر البر أن يصل الرجل ود أبيه » ، فالنبي r كان يفعل ذلك ويجهر ويقول برغم أنه بالنسبة لنا مثلًا يقول لك: داري الرجل لو تزوج بامرأتين أو غير ذلك لا يصرح بحب امرأة أكثر من الأخرى لكي يعيش في سلام ، إنما النبي r كان يصرح ويقول ويرفع هذا على نسائه ، وهذا من جملة الوفاء ألا يكتم هذا الحب ، عندما أكثر من ذكر خديجة يومًا كما في الصحيحين فقالت له عائشة t قالت عائشة: فغرتُ وقلت له: كأن ليس في الدنيا إلا خديجة امرأة حمراء الشدقين هلكت في الدهرِ أبدلك الله خيرًا منها فقال:« لا والله ما أبدلني الله خيرًا منها » هذا نص قاطع في أن خديجة أفضل نساء الأمة نص قاطع أنها أفضل نساء الأمة ، لأن العلماء بينهم مناظرات في المسألة هذه أيهما أفضل خديجة أم عائشة ؟ المسألة فيها تفصيل أي الأفضلية فيها تفصيل .
فخديجة أفضل النساء للنبي r ، وعائشة أفضل للأمة: لأنها أفتت كثيرًا من الأحكام الشرعية ، وعاشت تفتي بعد رسول اللهr أربعين سنة مات عنها وهى بنت ثمانية عشر سنة وتوفيت ثمانية وخمسين سنة عاشت بعدة أربعين سنة تفتي الناس ، وتفتي المسلمين فهي أفضل ، ولكن:
مما يفضل خديجة أيضًا قوله r:« كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع » والعلماء يقولوا: إن نفي الاستثناء يفيد الحصر أي الكمال موضوع في الأربعة هؤلاء تتمة الحديث ، قال:« وفضل عائشة على سائر النساء كفضل الثريد على سائر الطعام » فأعطى لها الفضيلة ، ولكن كلمة سائر هنا التي تفيد العموم أي سائر النساء ما عدا الأربع ، أي الأربعة هؤلاء سنستثنيهم سنخرجهم ، أما بقية النساء باستثناء الأربع فعائشة أفضل هؤلاء جميعًا يكون هذا نص في تفضيل خديجة أم لا ؟ أيضًا في تفضيلها فالنبي r رفعها ،.
وقد رفعها رب العزة - تبارك وتعالى :- كما في الصحيح أيضًا أن جبريل u كان مع النبي r وخديجة آتية بإدام ، إدام: أي شيء مثل الطعام فقال جبريل: يا رسول الله ها هى خديجة آتية فأقرأها السلام من ربها ومني ، أنظر عندما تكون مذكورة عند الملك والملك ينوه باسمها ، مثل سعد بن معاذ ، هل رأيت رجل يسير على الأرض بقدمين يهتز له عرش الرحمن يوم يموت ؟ يا له من عبد ، كم حجم هذا العبد ؟ السماوات والأرض كحلقة في فلاه بالنسبة للعرش فهذا العرش يهتز لموت سعد بن معاذ ، وخديجة t يقول جبريل: أقراها السلام من ربها ومني ، وبشرها بقصرٍ في الجنة من قصب لا نصب فيه ولا تعث ، فتدخل خديجة المرأة الوفية فالنبي r يستقبلها بهذه البشرى بسلام الله عليها وسلام جبريل فترد t فتقول: إن الله هو السلام وعلى جبريل السلام ، فكيف فرقت ولم تقل: على الله السلام كما قالت: على جبريل السلام ، فمن الذي علمها أنها تفرق في الرد إن الله هو السلام وعلى جبريل السلام ؟ .
فقابل النبي r وفاءًا بوفاء وكان وفاءه أعلى ، وأطيب ، وأفضل ظل يذكرها حتى مات r ، ففي باب الوفاء هو سيد الأوفياء r .
وللبحث بقية أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم أقول قولي هذا ، وأسأل الله - تبار وتعالى - أن يعبدنا وإياكم له ، وأن يجزينا بأحسن الذي كنا نعمل والسلام عليكم ورحمة الله .
انتهى الدرس الثاني أختكم أم محمد الظن
http://tafregh.a146.com/play.php?catsmktba=85
ملف ورد للتحميل