المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أفريقيا تئن لمرضك يا أبا الأيتام ؟



أهــل الحـديث
07-01-2012, 02:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


رقد على السرير الأبيض هذه الأيام الشيخ عبدالرحمن السميط شفاه الله في حالة حرجة استدعت بقاءه تحت العناية المشددة , نسأل الله أن يعافية ويشافية ويجازيه عن كل ما فعله للإسلام والمسلمين .

نشأ على حب الخير والبذل والجود منذ صغره , وصنع لنفسه هدفاً سامياً وتجارة عقدها مع الله سبحانه وتعالى .

ملأ الله قلبه بالرحمه فوزعها على من يعرف ومن لا يعرف , إلا أن هذا القلب تحمل ما لا يحتمل لوحده فقد داهمته الأمراض والجلطات من تلك المناظر والمآسي التي عايشها في القارة الأفريقية بنفسه . مما جعله ينفطر حزناً على حال أخوانه هناك فعمل بجد وبساعات متواصلة , دعا إلى الله فاستجابت لدعوته قرى كاملة , كفل الأيتام , وسعى على الأرامل , عالج المرضى, أطعم الفقراء , فتح المدارس والمعاهد وساعد في بعثات الأطباء الأفارقة , حفر الآبار واستصلح الأراضي .

قدم كل ما يستطيع وفوق ما يستطيع وما زال يشعر بالتقصير إلى وقت وعكته , ما أعظم هذا الرجل وما أكبر قدره في قلوب من عرف سيرته ومن قرأ قصصه .



تبدأ فصول حكايته من صغره وتحديداً في المرحلة الثانوية , المرحلة التي يكون فيها المراهق متذبذب العواطف , مرحلة الطيش واللامبالاة , يخرج من مدرسته في الكويت فيرى العمال من جنسيات مختلفة يقفون في لهيب شمس الصيف الحارقة , يؤلمه المنظر ويحز في نفسه أن يرى تلك الأجساد تعاني ما تعانية فيجمع المال هو واصدقائه ويشترون سيارة نقل يتناوبون فيها على نقل هؤلاء بلا مقابل يرجون بها وجه الكريم .

يدرس الطب لهدف في نفسه وهو أن لا يجعله وسيلة للتكسب بل وسيلة للنفع وتقديم خدماته لمن لا يستطيع العلاج ولا يتحمل تكاليفة , فيدور في المستشفى يسأل مرضاه عن أحوالهم ويقدم المساعدة لمن يحتاجها منهم .

يكبر وتكبر همته يسجن ويعذب ويحارب وهو صامد صابر , تداهمه الأمراض والحوادث ويتعلق أكثر بعمله التطوعي الذي لا يريد من وراءه شهرة ولا مديح .

يرزقه الله سبحانه بزوجة تشبهه في حب الخير والدعوة فتشاركه مسيرة 30 عاماً من العطاء والجهاد بالمال وباليد وباللسان , الطيبون للطيبات إنها حكمة ربانية سخرت لهذا الشيخ الزوجة الصالحة والعمل الذي لا يخالطه رياء .

أنزل الله سبحانه وتعالى حبه في قلوب الناس فما أن يذكر أسمه إلا وتهتز العواطف حزناً وألماً ودمعاً إذا مرض , وفرحاً وسعادة إذا أتتها البشارة بشفاءه . ليس لأننا نريد تخليده فكل من عليها فان , ولا راد لحكم الله وقضاءه , لكن لأن رجاءنا في أن يكون ممن طال عمره وحسن عمله .


حزننا لا يقارن بحزن تلك القارة السوداء التي هجرها المسلمون وتخلوا عنها واحتواها رجل واحد , كأني بها تئن وتتألم لمرض هذا الفاضل فقد غرس جسده فيها حتى أصبحوا روحين في جسد واحد إن تألمت روحه توجعت هي من ألمه .

http://shn777.maktoobblog.com/1614951/