المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "أصل المثل "من تحقيقى لـ أمثال القرأن للماوردى



أهــل الحـديث
07-01-2012, 12:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



أصل المَثلُ في اللغةِ :
قال الخليل بن أحمد :
« المثل ما يشبه به الشيء ليفهم » .
والعرب تقول : مثلٌ، ومِثل ونظيرهما من الكلام الشِّبهُ والشبَه، والإِثْر والأَثَر، والبدل، والعشقُ والعشَقْ .
قال رُؤبةَ (1)ويَذْكُرُ الحِمار والأُتُن :
فَعَفَّ عن أسْرارِها بعد العَسَقْ
ولم يُضعها بين فِرْك وعَشَق


ويقال لصفة الشيء : مُثل ومَثَل .
قال الله تعالى ﴿ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﴾ [ محمد : 15 ]، وقرأ علي بن أبي طالب عليه السلام (أَمثَال الجنَّة) .
وتسمي العرب نفس الشيء مِثلَهُ ، قال الله جل ذكره ﴿ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﴾ [ البقرة : 137 ]، قال ابن عباس ت : « يعني بما أمنتم به » .
وقال جل ذكره ﴿ ﭡ ﭢ ﭣ ﴾ [ الشورى : 11 ]، يعني : ليس كهو شيء لأنه لا مثلَ (له .
قال الشاعر) :
يا عاذلي دعني من عذلكا
مِثلي لا يقبل مِنْ مِثلِكَ(3) ]


أي : أنا لا أقبل منك، فالمثل : نفس الشيء، والمثل : الصفة والمثل : الشبه، وكذلك المثال .
قال الخليل بن أحمد : المثال : ما يحتذى فيعمل عليه .
وقرأ طلحة بن مصرف :
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

(1)انظر لسان العرب (8 / 200- 201) والقاموس المحيط (4 / 55 وما بعدها) .

البيت في ديوانه (104) .
ورُؤبة؛ هو : رُؤبة بن العجاج، التميمي الراجز، من أعراب البصرة، وسمع أباه والنسابة البكرى .
وروى عنه يحيى القطان، والنَّضْر بن شُميل، وأبو عبيدة وأبو زيد النحوي وطائفة، وكان رأسًا في اللغة، توفي سنة خمس وأربعين ومائة .
وله ترجمة انظرها : (البيان والتبيين) (1/37، 40، 68) (2/9، 13، 97)،
= و (الشعر والشعراء) (49)، و (المؤتلف والمختلف) (175)، (معجم الأدباء) (8/149-151)، و (وفيات الأعيان) (2/303)، و (السير) ( /162) .
فائدة : قال الإمام الذهبي :
«ورُؤبة بالهمز : قطعة من خشب يُشعب بها الإناء، جمعها رئاب، والرؤبة بالواو : خميرة اللبن، والرؤبة أيضًا : قطعة من الليل » .
قال العلامة منظور : « الأتان : الحمارة والجمع : أتُنُ، مثل : عناق وأعنقٍ، وأتْنٌ وأتن، وأتان: الحمار بقع على الذر والأنثى، والأتان والحمارة الأنثى خاصة »، انظر (لسان العرب) مادة (أتن)

انظر (المحرر الوجيز) لابن عطية (13/395)، و (الجامع لأحكام القرآن) للقرطبي (19/259) طبعة الرسالة، و(المحتسب) (2/270)، و(تأويل مشكل القرآن) (83) .

انظر (تهذيب اللغة) و(لسان العرب) و(القاموس المحيط) مادة (نفس) .

قال الطبري / : وقد رُوي عن ابن عباس في ذلك قراءة جاءت مصاحف المسلمين بخلافها، وأجمعت قراء القرآن على تركها وذلك ما حدثنا به محمد بن المثني قال ثنا محمد بن جعفر قال : ثنا شعبة عن عن حمزة قال ابن عباس : لا تقولوا : ﴿ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﴾ [البقرة : 137 ]، فإنه ليس لله مثل، ولكن قولوا : ﴿ فإن آمنوا بالذي آمنتم به فقد اهتدوا ﴾، أو قال : ﴿ فإن آمنوا بما آمنتم به ﴾.
فكأن ابن عباس في هذه الرواية إن كانت صحيحة عنه يوجه تأويل قراءة من قرأ : =
= ﴿ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﴾ فإن آمنوا بمثل الله، وبمثل ما أنزل على إبراهيم وإسماعيل، وذلك إذا صرف إلى هذا الوجه شرك لا شك بالله العظيم، لأنه لا مثل لله تعالى ذكره، فنؤمن أو
نكفر به .
ولكن تأويل ذلك على غير المعنى الذي وجه إليه تأويله، وإنما معناه ما وصفنا وهو : فإن صدقوا مثل تصديقكم بما صدقتم به من جميع ما عددنا عليكم من كتب الله وأنبيائه، فقد اهتدوا، فالتشبيه إنما وقع بين التصديقين والإقرارين اللذين هما إيمان هؤلاء وإيمان هؤلاء .
كقول القائل : مر عمرو بأخيك مثلما مررت به، يعني بذلك مر عمرو بأخيك مثل مروري به، فالتمثيل إنما دخل تمثيلًا بين المرورين، لا بين عمرو وبين المتكلم فكذلك قوله ﴿ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﴾ إنما وقع التمثيل بين الإيمانين لا بين المؤمن به .
قال أبو عمرو : والأثر لم يصح عن ابن عباس .
في إسناده : عمران بن أبي عطاء الأسدي، أبو حمزة القصاب الواسطي، قال أبو حاتم والنسائي : ليس بالقوي، وضعفه أبو داود، ولخص حاله الحافظ بقوله : صدوق له أو هام .
وهذا كله يرجحه قول الطبري / في أثناء الكلام على الأثر : إن كانت صحيحة عنه، وتصدره الأثر بقوله وقد رُوي عن ابن عباس .. .
وهذه عند علماء الحديث لا تقال إلا لما ضعف وليس لما صح .
تقدم الكلام على الآية .

كتبت بهامش الأصل .

انظر ( تفسير الوسيط ) للواحدي ( 1 / 205 ) .

هو الإمام، صاحب العربية، ومنشئ علم العَروض، أبو عبد الرحمن، الخليل بن أحمد الفراهيدي، البصري، أحد الأعلام، كان رأسًا في لسان العرب، دينًا، ورعًا، قانعًا، متواضعًا، كبير الشأن يقال : إنه دعا الله أن يرزقه علمًا لا يسبقه إليه، ففتح له بالعروض، وله كتاب (العين) في اللغة .
وكان رحمه الله مفرط الذكاء، وهو معدود في الزهاد، كان يقول : إني لأغلق علي بابي، فما يجاوزه همي.
وقال : أكمل ما يكون الإنسان عقلًا وذهنًا عند الأربعين . وقال أيضًا : لا يعرف الرجل خطأ معلمه حتى يجالس غيره .
قال أيوب بن المتوكل : كان الخليل إذا أفاد إنسانًا شيئًا، لم يره بأنه أفاده، وإن استفاد من أحد شيئًا، أراه بأنه استفاد منه .
قلت الذهبي / صار طوائف في زماننا بالعكس .
قلت أبو عمرو عفا الله عنه : وهذا في زمن الذهبي، وقد مُلئ بالعلم والعلماء وكفى بهذا الزمان أن يكون فيه شيوخ الإسلام في الفقه مثل ابن تيمية وفي الحديث مثل المزي وغيره، وفي التاريخ مثل الذهبي وابن كثير، وفي الزهد مثل ابن القيم، وأمثالهم كثير وكثير، فهذا زمان الذهبي، ولا شك أنه يتكلم على عالم يمن بالمعلومة والمسألة .
أما في زماننا فالجاهل يمن بالعلم - لا العالم - فالأمور معكوسة، والناس منكوسة، إلا من رحم ربي والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله .
عود على بدء : ولد سنة مائة ومات سنة بضع وستين ومائة .
وقيل بقي إلى سنة سبعين ومائة .
انظر ترجمة : (طبقات النحويين) للزبيدي (47- 51) و (الكامل) لابن الأثير (6 / 50) و (السير) (7 / 429) و (البداية والنهاية) (10 / 161- 162) وتهذيب الكمال وتهذيبه وتذهيبه .
شيخ الإسلام، أبو محمد الباقي الهمداني الكوفي : طلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب الإمام الحافظ المقرئ المجود، كان من أئمة القراء، وثقه أئمة الجرح والتعديل .
قال عبدالله بن إدريس : « كانوا يسمونه سيد القراء » .
وقال العجلي : « كان يحرم النبيذ، وكان عثمانيًا يفضل عثمان علي علي، وكان من أقرأ أهل =
= الكوفة وخيارهم»، فعلق الذهبي على هذا بقوله : فهاتان خصلتان عزيزتان في الرجل الكوفي.
له ترجمة في التهذيب والسير وغيرهما .