المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك



الاهلي الراقي
06-01-2012, 09:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله القائل ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ [الحجرات : 10]
والصلاة والسلام على من وصفه الله في كتابه القويم ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم : 4] ..





صلى الله عليه وعلى آله الطيبيين وصحبه الغرّ الميامين وأزواجه أمهات المؤمنين ومن سار على هداهم إلى يوم الدين ..



وبعد:



فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ..



عن مكحول عن واثلة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ** لا تظهر الشماتة لأخيك , فيرحمه الله عز وجل ويبتليك } رواه الترمذي
الشماتة : الفرح ببلية العدو ..
وفي الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ** : تعوذوا بالله من جهد البلاء , ودرك الشقاء , وسوء القضاء ، وشماتة الأعداء }
استعاذ نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم بالله جلَّ وعلا من شماتة الأعداء، لأن من شمت به عدوه يصطلي بنار الألم، ويتجرع مرارة الذل والانكسار، فكيف إذن إذا جاءت (الشماتة) من أخ لك في الإسلام؟؟؟



لا شك أن الشعور بالألم يكون أكبر، والخطر المترتب على ذلك أعظم وأفدح، لذا كانت الشماتة من السلوكيات المحرمة في الإسلام لمنافاتها حسن الخلق والأخوة الإيمانية



والشماتة - وتعني الفرح ببلية الغير - خُلق يأباه الإسلام ويحذِّر منه ومن سوء عاقبته ، فمن خلق المؤمن أن يحب لإخوانه المؤمنين ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، انطلاقاً من الأخوة الإسلامية في قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، فكما أنه لا يحب أن يشيع عن نفسه خبر سوء كذلك يجب عليه ألا يحب إشاعة السوء عن إخوانه المؤمنين، وإذا لم يكن كذلك فإن الله له بالمرصاد لقاء ما أظهر من الشماتة بأخيه المسلم فيكون الجزاء من جنس العمل، وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم: (لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك).







قصة:


سافر الفلاح البسيط من قريته إلى المركز ليبيع الزبد التي تصنعه زوجته، وكانت كل قطعة على شكل كرة كبيرة تزن كل منها كيلو جراماً.
باع الفلاح الزبد للبقال واشترى منه ما يحتاجه من سكر وزيت وشاي ثم عاد إلى قريته .. أما البقال .. فبدأ يرص الزبد في الثلاجة .. فخطر بباله أن يزن قطعة ..
وإذ به يكتشف أنها تزن 900 جرامًا فقط .. ووزن الثانية فوجدها مثلها .. وكذلك كل الزبد الذي أحضره الفلاح!
في الأسبوع التالي .. حضر الفلاح كالمعتاد ليبيع الزبد .. فاستقبله البقال بصوت عالٍ: أنا لن أتعامل معك مرة أخرى .. فأنت رجل غشاش .. فكل قطع الزبد التي بعتها لي تزن 900 جرامًا فقط .. وأنت حاسبتني على كيلو جرام كامل!
هز الفلاح رأسه بأسى وقال: لا تسيء الظن بي .. فنحن أناس فقراء .. ولا نمتلك وزن الكيلو جرام .. فأنا عندما أخذ منك كيلو السكر أضعه على كفة .. وأزن الزبد في الكفة الأخرى .. سبحان الله








نعم كما تدين تدان .. الجزاء من جنس العمل أخي الكريم .. حكمة بليغة تتناقلها الألسنة قديماً وحديثاً .. سنة كونية جعلها الله سبحانه وتعالى عظة وعبرة للناس ولكل من يخطو على الأرض كما تدين تدان .. ألم يقل أحب الخلق إلى الله صلى الله عليه وسلم: (البِرُّ لا يَبْلَى، وَالِإثْمُ لَا يُنْسَى، وَالدَّيَّانُ لَا يَمُوتُ، فَكُن كَمَا شِئتَ، كَمَا تَدِينُ تُدَانُ) قال الحافظ ابن حجر "فتح الباري" (13/466) :
وعن مالك بن دينار قال: مكتوب في التوراة: (كَمَا تَدِينُ تُدَانُ، وَكَمَا تَزرَعُ تَحصُدُ) رواه الخطيب البغدادي في " اقتضاء العلم العمل " ..
رباه إنه أمر شديد على كل نفس أن تشعر أن ما تفعله يُفعل بها .. وكما تُجازِي تُجازَى .. وكما تدين خلق ربك يدينك خالقك .. وكما تَسرق تُسرق .. وكما تَزنى يُزن بك .. وكما تَتكبر على الناس يُتكبر عليك .. وكما ... وكما ... وكما .. حفظنا الله وإياكم من الشرور ..







قصة أخرى أرويها لكم




السائل الأول: يحكي أن رجلاً جلس يوماً يأكل هو وزوجته وبين أيديهما دجاجة مشوية فوقف سائل ببابه فخرج إليه وانتهره وطرده ..
ودارت الأيام وافتقر هذا الرجل وزالت نعمته حتى أنه طلق زوجته، وتزوجت من بعده برجل آخر فجلس يأكل معها في أحد الأيام وبين أيديهما دجاجة مشوية وإذا بسائل يطرق الباب، فقال الرجل لزوجته: ادفعي إليه هذه الدجاجة، فخرجت بها إليه فإذا به زوجها الأول فأعطته الدجاجة ورجعت وهي تبكي إلى زوجها فسألها عن سر بكائها، فأخبرته أن السائل كان زوجها وذكرت له قصتها مع ذلك السائل الذي انتهره زوجها الأول وطرده.
فقال لها زوجها: ومم تعجبين؟! .. وأنا والله السائل الأول؟!








ختاما أتمنى من جماهيرنا الراقية عدم الشماتة بالآخرين


فعاملوا الآخرين كما يحبوا أن يعاملوكم


مخرج:


إذا ما الدهر جرّ على أناس
حوادثه أناخ بآخرين
فقل للشامتين بنا أفيقوا
سيلقى الشامتون كما لقينا




والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أخوكم: فوق هام السحاب