المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضيلة الدكتور محمود احمد غازي رحمه الله



أهــل الحـديث
06-01-2012, 03:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




بسم الله الرحمن الرحيم
الدكتور محمود أحمد غازي رحمه الله في ضوء إنجازاته العلمية وإنتاجاته الفكرية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه الغر الميامين وبعد
فقد قال الله تبارك وتعالى : {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [آل عمران : 185] وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: " اذكروا محاسن موتاكم وكفواعن مساوئهم".( رواه الترمذي في سننه (1019) وأبوداود في سننه (4900) والحاكم في المستدرك (1/542 برقم (1421)
سعادة رئيس الحفل الموقر، أساتذتي الكرام الأفاضل، أيها الحضور الكريم إخواني وأخواتي، أحييكم بتحية الإسلام تحية عطرة مباركة من صميم قلبي فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فكم نحن سعداء اليوم في هذه الأمسية المباركة، وفي هذا المنبرالعظيم منبرالعلم والمعرفة والثقافة في رحاب هذه الكلية كلية الدراسات الإسلامية التابعة لمؤسسة قطر، أن نجتمع بمناسبة يوم الوفاء للدكتور الراحل محمود أحمد غازي رحمه الله، الذي وافته المنية صباح الأحد الثامن عشر من شوال 1431هـ الموافق 26/9/2010م عن عمر ناهز ستين عاما إثر نوبة قلبية في مقر إقامته بالعاصمة الباكستانية إسلام آباد، إنا لله وإنا إليه راجعون، إن لله ما أخذ وما أعطى وكل شيء عنده بقدر مسمى. ونتذاكر سويا شخصية ذلك العبقري الفذ الذي مات بجسمه وانتقل إلى الرفيق الأعلى لكن ذكرياته الطيبة في مجال االعلم والفكر والعمل الدؤوب لا زالت تروي قلوبنا ونفحاته الكريمة في الخلق الحسن والتواضع الجم وجمال الفكر والرؤى المستقبلية لا زالت تعطر قلوبنا وتفرح خواطرنا، إنه مات والكل يموت عاجلا أو آجلا لأن كما قال الشاعر:
حكم المنية في البرية جـار ما هــذه الدنيـا بدار قرار
بينا يرى الإنسان فيها مخبرا حتى يرى خبرا من الأخبـار
لكن البعض يموت ويبقى حيا في قلوب الآخرين، تبقى ذكراه خالدة ،
إننا اليوم مصابون بصدمة كبرى لكن شهادة الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام خير تسلية وأعظم عزاء لنا جميعا نحن طلبة العلم، فقد قال صلى الله عليه وسلم : إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة، إلا صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له" وكلنا متفائلون بل على يقين أن الراحل قد اجتمعت له هذه الأصناف الثلاثة بكل معانيها، فما خلفه رحمه الله للأمة الإسلامية من أعمال علمية وفكرية ودعوية ودينية كلها بمثابة الصدقة الجارية ، والعلم الذي تنتفع به الأجيال بعد الأجيال إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ونحن معاشر طلبة العلم الذين استقينا من منهله العذب الشلال وارتوينا من منبع علمه الفياض وعشنا في ظلاله الوارفة، كلنا بمثابة أولاده الذين يدعون له بالخير" ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولاتجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم"
أصحاب السعادة الأفاضل:
إن شخصيته رحمه الله غنية عن أي تعريف فقد تبوأ رحمه الله تعالى مناصب علمية كبيرة وذاع صيته فى الأوساط العلمية والفكرية والدعوية داخل الدولة وخارجها بسبب إنتاجاته الفكرية وأعماله التحقيقية ، و إثرائه المكتبات الإسلامية ، والمؤتمرات والندوات العلمية والفكرية بآرائه القيمة وأفكاره المتزنة ، وكل ذلك بما أودعه الله وأنعم عليه بمواهب خاصة، فهو بمعنى الكلمة موسوعة علمية تمشى على وجه الأرض، إذا تكلم فى موضوع يوفيه حقه من كل النواحى حتى يقتنع المخاطب وتتجلى أمامه صورة المسألة كالشمس فى رابعة النهار، لقد كان مثالا رائعا للجمع بين القديم الصالح والجديد النافع بكل معانيه وأبعاده، تولى رحمه الله مناصب كبيرة دينية ودعوية وعلمية وفكرية، في عدد من الدوائر الحكومية. كان وزير الأوقاف والشئون الدينية لجمهورية باكستان الإسلامية سابقاً ، ورئيس الجامعة الإسلامية العالمية إسلام آباد باكستان ، ونائب رئيسها ، والقاضي في المحاكم الباكستانية ، ومن كبارالمدربين للقضاة ، عمل في مجال القانون والسياسة فأفاد وأجاد، جمع بين دراسة وافية عميقة مؤصلة للقوانين الوضعية والإسلامية. نبغ في فن مقاصد الشريعة الإسلامية فدرس ودرّس وتعلم وعلّم ، وخرّج جيلا من أولئك النبغاء الذين ينفعون البلاد والعباد في شتى أنحاء العالم ، ومحاضراته في علم المقاصد وقوانين الشريعة الإسلامية في دول أوربية وإسلامية خير شاهد على ذلك. إلى أن جاءبه القدر إلى دولة قطر وعين أستاذا، ومساعد عميد لكلية الدراسات الإسلامية ( التابعة لمؤسسة قطر)،
أيها الإخوة: إن الحديث عن مآثره رحمه الله العلمية وإنجازاته الفكرية والتحقيقية وأعماله التأليفية يتطلب من أن نخصص ساعات حتى يتسنى لنا إبراز بعض الجوانب والكشف عن عدد من المعالم البارزة التي ميزت كتاباته رحمه الله, وجعلته في رأس قائمة الباحثين الذين خاضوا بحور البحث والتحقيق وأتوا بالعجائب، وأناروا طريق العلم والمعرفة وأثروا المكتبات الإسلامية بلآلئ ودرر وكنوزثمينة وجواهر علمية نادرة قلما يوجد لها نظيرعند الآخرين.كيف لا وقد أودع الله فيه كل الصلاحيات والمواهب التي تجعل من الإنسان كاتبا قديرا ومؤلفا بارعا وحققا نبيلا وباحثا عظيما ومفكرا كبيرا.رائدا في وضع استراتيجية وخطط علمية وعملية للنهوض بالأمة الإسلامية وتصحيح مسيرتها في الجانب العلمي والتربوي, فهو بمعنى الكلمة موسوعة علمية كبيرة دعوية وفكرية.
لقد فاض قلمه السيال ودبج يراعه مؤلفات كثيرة حول عدد من الموضوعات العلمية والفكرية والثقافية مثل التشريع الإسلامى ، والفكرالسياسى الإسلامى ، ونهضة الأمة الإسلامية ، والاقتصاد الإسلامي ، و التعليم والتربية الإسلامية ، فألف ما يقارب (30) مؤلفاً باللغة العربية والإنجليزية و الأردية ، من أهمها باللغة العربية تحقيقه لكتاب " السير الصغير " للإمام محمد بن الحسن الشيبانى رحمه الله، مبادئ القانون الدولي الإسلامي ، المدخل الوجيز في دراسة القرآن العزيز، " القرآن الكريم المعجزة الإلهية الكبرى " " يا أم الشرق " ترجمة عربية لديوان فارسى لشاعر الإسلام العلامة محمد إقبال ، " تاريخ الحركة المجددية " " العولمة " " فلسفة القانون الإسلامى " " الإسلام و الغرب " " محاضرات فى الاقتصاد والتجارة " بالإضافة إلى مقالات وكتابات عربية مختلفة قدمت فى ندوات دولية وعالمية . ومجموعة محاضراته في اللغة الأردية حول موضوعات العلوم الإسلامية والشرعية ( القرآن ، الحديث ، التفسير ، الفقه ، السيرة النبوية ، التاريخ والسيروالتراجم ) التي يصل عدد صفحاته إلى حوالي أكثر من ثلاثة آلاف صفحة بالقطع المتوسط ،إنها تعتبر موسوعة علمية كبيرة وزادا علميا عظيما للمتكلمين باللغة الأردية .إن الحديث التفصيلي عن أعماله العلمية وإنجازاته الفكرية ، ومناهجه العامة في تقديم المعلومات إلى القراء يحتاج إلى وقت طويل، إلا أننا في هذه العجالة نسلط بعض الأضواء على مؤلفاته ولاسيما التي باللغة الأردية.
1- محاضرات في السيرة:
يقول رحمه الله: " إن السيرة النبوية بحر متلاطم لا ساحل له، ولا يعني علم السيرة النبوية سردا لمحض أحوال أو ترجمة لشخصية ما ، وإنما هي قصة نافعة وفيدة ومثيرة للغاية ، فيها من العبر والنصائح، وحلول للمشاكل والمعضلات، وهداية إلى الخيروإرشاد إلى ما فيه صلاح الأمة، وهي قصة لحضارة رائعة ومدنية متكاملة ، وتاريخ عظيم لأمة مثالية ولملة رائدة، وحكاية لبدء رسالة ربانية ومراحل ارتقائها وتطورها وتوسع نطاقها على مدى الأقوام والأوطان المترامية الأطراف. إن السيرة النبوية هي بمثابة البحر الذي تحمل في طياته أنهارا لا تعد ولاتحصى، وقد اعترف أحد المستشرقين الغرب" أن هناك سلسلة لا متناهية للكاتبين حول السيرة لكن الشرف كل لشرف أن يحظى أحد بنصيب في هذه السلسلة العظيمة"
إن منهجه في الكتاب ليس سرد قصص ووقائع وأحداث من سيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وإنما يبتني على وضع أسس وتأصيل أصول راسخة ومنهجية عملية تطبيقية لدراسة علم السيرة، وبيان أهميتها والحاجة إلى تعلمها، وجعل نصب عينيه تزويد القراء باستعراض سريع لأهم جوانب السيرة سواء يتعلق بالجانب الإيماني أوالخلقي أوالفقهي أوالأدبي، وتطرق إلى الدروس المستقاة من الجوانب الاجتماعية في السيرة، ومراحل بدء وتطور وتوسع هذه الدراسة، والمناهج والأساليب التي اختيرت في هذا السبيل. وكبارالمؤلفين في هذا المجال. وقدم دراسة وافية لأولى ولاية إسلامية وهي المدينة المنورة ودستورها ونظام الحكم فيها، وكيف استطاع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لتكوين مجتمع مثالي أفضل تقوم دعائمه على أسس المساواة ومبادئ العدل والإنصاف والأخلاق العالية الكريمة. علما أن الكتاب عبارة عن مجموعة محاضرات ألقيت أمام جمع حاشد من العلماء والمثقفين وطلبة العلم، وقد بلغ عدد صفحاته إلى 768 صفحة.
2- محاضرات في علم الحديث:
تناول رحمه الله في هذه المحاضرات جوانب عديدة من علم الحديث الشريف منها المباحث الفنيةن والمباحث العغلمية والتاريخية، وتطرق إلى إزالة الشكوك والشبهات التي تثار من قبل الأعداء ودحض أباطيلهم من خلال الأدلة القاطعة والبراهين الساطعة النقلية والعقلية. وبين رحمه الله أهمية علم الحديث وضروته مع ذكر أنواع السنة، مقارنتها بصحائف المذاهب والأديان السماوية الأخرى، وكونها مصدرا ثانيا من مصادر الشريعة افسلامية،بالإضافة إلى مباحث مستفيضة حول علم الرجال والأسانيد والجرح والتعديل.كما أنه فصل القول في بيان تدوين الحديث في العصور المشهود لها بالخير وما بعدها. ورحلة المحدثين وجهودهم العظيمة في جمع وتدوين هذا المصدر التشريعي العظيم. وتحدث كذلك حول التعريف بأهم كتب الحديث وخدمات جهود علماء شبه القارة الهندية في علم الحديث. ويجدر بالذكر المبحث الختامي الذي ختم به المؤلف كتابه ويحمل عنوان " علم الحديث الشريف في العصر الجديد" وتطرق فيه إلى خدمات المستشرقين في هذا المجال، ودعا إلى استغلال كل الوسائل والتكنولوجيا الحديثة في هذا المجال والاستفادة من تالفرص المتاحة في سبيل تحقيق الهدف العلمي والدعوي.
3- محاضرات في الفقه الإسلامي وأصوله:
إن الاهتمام بالعلوم الإسلامية عموما وعلم الفقه وأصوله حخصوصا كان من أهم مميزاته رحمه الله والتي تبينت لنا معالمها من خلال مؤلفاته ومحاضراته وبحوثه ومقالاته. ومحاضراته في الفقهوأصوله تعتبر بأدن شك موسوعة علمية كبيرة تضم معلومات قيمة ومعاني جمة وآراء ثمينة وأفكار نيرة وافية حول كل ما يتعلق بالفقه والقانون افسلامي والمقارنة العلمية بين قوانين العالم وبيان الوجوه المشتركة بينهما.وبين رحمه الله ميزة أصول الفقه الإسلامي وأنه لا يوجد له نظير في أي دين سماوي وإنما اختصت به الحضارة الإسلامية، ثم تناول رحمه الله المباحث الفنية لفن الفقه وأصوله وتاريخ تدوينهما ومناهج الفقهاء والمتكلمين، وما هي المبادئ الأساسية للقانون الإسلامي. كما سلط الأضواء على موضوعات شائكة و مهمة جدا منها " مقاصد الشريعة" و"الاجتهاد" وفصل القول في قانون العقوبات للإسلام وقانون التجارة والمال، وختمه بالإشارة إلى التراث الفقهي العظيم الذي تذخر به مكتبات الإسلام والمسلمين في العالم.
4 – محاضرات فى القرآن الكريم و علومه :
إن من نعم الله تعالى الكبرى على الدكتور الراحل أنه أكرمه بحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب ، وسنحت له فرص الاستفادة المباشرة من كبار المفسرين الذين عاصرهم ولاسيما المفسر الكبير الشيخ شبير أحمد العثمانى رحمه الله ، و بالتالي فكان اهتمامه بعلوم القرآن الكريم أمرا طبيعيا ، سواء كان ذلك في بيان القوانين و التشريعات ، أو الاسترشاد منه في المجال الإصلاحى والدعوي . وقد تهيأت له تلك البيئة المناسبة التى ساعدته فى تجلية هذه الصلاحيات المكنونة فى داخله ،و إبرازمعالمها عن طريق الدروس والمحاضرات والبحوث والمؤلفات، وهذه المحاضرات خير دليل و أكبر شاهد على عمق علمه وسعة نظره ورزانة فكره وحصافة عقله ، وقد بدأها باستعراض مناهج التدريس للقرآن الكريم ، سواء للمسلمين أو غير المسلمين ، و أتبعه بتعريف واف لهذا الكتاب الرباني العظيم وتاريخ نزوله وجمعه وتدوينه ، ثم تطرق إلى موضوع تفسير القرآن الكريم ، ونبذة عن كبار المفسرين في تاريخنا الإسلامي المجيد ، كما تناول بالتفصيل مواضيع إعجاز القرآن الكريم ونظمه و أسلوبه و أهم الموضوعات التي يحويها الكتاب العزيز ، وختم بحثه بالإشارة إلى أهمية تدريس القرآن المعظيم في العصر الراهن ومقتضياته ومتطلباته . وقد بلغ عدد صفحات هذه المجموعة إلى حوالي 400 صفحة .
5- محاضرات في الشريعة الإسلامية:
إن موضوع "الشريعة الإسلامية" بمفهومها الواسع وتنوع أطرافها وأبعادها لاالمترامية الأطراف ،سواء كان له علاقة بخصائص الشريعة الإسلامية ومقارنتها بالشرائع السماوية الأخرى ، أو أنه يتعلق بتكوين مجتمع إسلامى مثالي ، أو له علاقة بمقاصد الشريعة ومطلباته ومقتضياته ، كل ذلك كان من صلب اختصاص الدكتور الراحل رحمه الله ، وهذا ما نلمسه في عدد من مؤلفاته. فقد كان جل تركيزه رحمه الله على نشر فكرة التطبيق العلمي للتشريع الإسلامى وجعله فى متناول العامة والخاصة واطلاعهم على روح الشريعة باستخدام كافة الوسائل و الإمكانيات المتاحة فى هذا الصدد دون الاكتفاء بالنظريات العلمية البحتة .
يقول رحمه الله : " إن مما يجب الإشارة إليه عند دراستنا للشريعة الإسلامية أن لا ننظر إليها كنظرية محضة أو فكرة مطروحة فحسب ، ولانحاول الكشف عن حقيقتها وتوضيح رؤاها في الصحاري والقفار ، بل يجب علينا أن ننظر إليها كأداة قابلة للعمل والتطبيق والتنفيذ ، ونبينها للناس في ضوء خلفية الدور الذي تقوم به الأمة الإسلامية في العالم وتعاملاتها مع الناس ، كما يجب إبراز الشريعة الإسلامية كأكبر قوة و أقوى طاقة و أعظم محرك يستمد منها المجتمع الإسلامي طاقاته في جميع مجالات الحياة " .
إننا إذا تأملنا في ما يحتوى عليه هذه المجموعة ليتبين لنا هذا الواقع بكل جلاء أنه يحمل في طياته بحرا زاخرا من العلوم، ومعاني دقيقة و أفكارا رائعة ، فأول مبحث من هذه المجموعة تناول موضوع التعريف بالشريعة الإسلامية، و أتبعه بدراسة مفصلة حول خصائص الشريعة الإسلامية ومقاصدها و حكمها ، ثم تتابعت مباحث علمية مختلفة كلها في غاية الأهمية، منها موضوع " الأمة المسلمة والمجتمع المسلم " " الأخلاق وتهذيب الأخلاق " " الشريعة الإسلامية و إصلاح الفرد وتربيته " "التربية الأسرية في ميزان الشريعة " " تعاليم الشريعة في مجال تدبير البلاد والسياسة " " التزكية و الإحسان " وغيرها من المواضيع الهامة. كماتطرق رحمه الله في المباحث الأخيرة إلى مواضيع علم الكلام والإيمان والعقائد .
6 – مبادئ الفقه الدولي الإنساني في الشريعة الإسلامية:
كلنا نعرف أن الحفاظ على كرامة الإنسان وحماية حقوقه الأساسية فى كافة مجالات الحياة أفراداً وجماعات ومجتمعات ، وتجنب ما يهتك الحرمات أو يطعن فى شخص الإنسان و يمس من كرامته ، من أهم الخصائص التى يتضمنها القانون الإسلامى ، ويوليها اهتماما كبيرا ، ولاشك أن الإسلام هو أول دين سماوى ورسالة إلهية تدعو بنى النوع البشرى كله إلى أخوة عالمية تفوق كل الفوارق العنصرية ، وترفض جميع التعصبات القبلية والعرقية واللونية ، وتدعو إلى الكرامة البشرية والمساواة العالمية بأعلى صوتها { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } ﴿ الحجرات : ١٣﴾
ولاشك أن هذه الكرامة والمساواة هى الأساس الأصيل والدعامة الحقيقة التى يبتنى عليها صرح القانون الدولى الإنسانى ، وهكذا ثبتت أسبقية الشريعة الإسلامية الغراء فى مجال احترام حقوق الإنسان ومنحه وسام الكرامة والشرف والسعادة في كافة الأحوال . دون أي تمييز عنصري أو تعصب عرقي أو لوني .
إن هذا الكتاب يسلط الأضواء على مبادئ الفقه الإنسانى فى الشريعة الإسلامية ويثبت أن القانون الإسلامي قد سبق كل القوانين الدولية فى بيان أسس ومبادئ حقوق الإنسان ، و أنسنة العلاقات الدولية ، كما أنه يعالج بدقة مراحل نشأة القانون الدولي الإنساني وفضل الشريعة الإسلامية فى وضع قواعد الحرب الدقيقة و أحكام صيانة الأبرياء وحمايتهم ، وتوضيح حقوق الأسرى والجرحى ما يسمى في مصطلح الفقهاء بالسير أو تنظيم العلاقات الدولية ، والتطبيقات العلمية لهذه الأحكام في حياة النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ومغازيه وسيره ، كما يقارن بالتفصيل بين مبادئ الفقه الدولى الإسلامي وضوابطه وبين قواعد القانون الدولى الإنسانى . وقد طبع الكتاب طبعته الأولى في حلة أنيقة جذابة من دار البشائر الإسلامية بيروت فى حوالي 222 صفحة ، وقد أكرمني الله تعالى بخدمته والتعليق عليه وبأمره من مؤلفه رحمه الله تعالى .
7- المدخل الوجيز إلى دراسة الإعجاز في الكتاب العزيز:
إن هذا الكتاب يأتى فى إطار تلك الجهود العلمية والفكرية المرتبطة بإعجاز القرآن الكريم والتى قد شغلت مساحة كبيرة من الأعمال والجهود العلمية والفكرية للمسلمين وغيرهم على مر العصور ، و إن تاريخنا الإسلامى المشرق حافل بأولئك العلماء والباحثين الذين تدارسوا هذا الموضوع واكتشفوا أبعادا جديدة ، ومعانى متنوعة فيه ، ووصلوا إلى نتائج متعددة كل على حسب جهده و اختصاصه ، و أفردوا له مؤلفات ومصنفات ورسائل تناولت وجهات أنظار متعددة ومتنوعة .
ولاضير فإن كتاب الله العزيز الذى تحدى به البارى تعالى كل العرب ، والذى أعجز الجميع أن يأتوا بشيء من مثله لحري بأن يتميز بأسمى سمات الفخامة والعذوبة ، وبراعة النظم والتأليف والرصف البديع ، كما قال عز من قائل " { وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }﴿ البقرة : ٢٣ ﴾ فجاء هذا الكتاب العظيم لكي يكون إضافة علمية جديدة في تراثنا الإسلامى الثري ، وبالذات في موضوع إعجاز القرآن الكريم و أقسامه ووجوهه وتطور هذا العلم العظيم على مدى القرون .
وقد طبع الكتاب طبعته الأولى في حلة أنيقة جذابة من دار البشائر الإسلامية بيروت في حوالي 384 صفحة ، وقد أكرمني الله تعالى بخدمته والتعليق عليه بأمر من مؤلفه رحمه الله تعالى .
8 – تاريخ الحركة المجددية( دراسة تاريخية تحليلية لحياة الإمام المجدد أحمد السرهندي ( 971-1034هـ) رحمه الله :
هذا الكتاب يبحث في تاريخ التصوف الذى يعرف بالحركة المجددية ، نسبة إلى الإمام المجدد أحمد بن عبد الأحد السرهندى رحمه الله ( 971 - 1034 هــ ) ، الذي يعد من أهم الشخصيات المجددة في شبه القارة الهندية ، كانت له يد طولى في العلوم الأدبية والشرعية وكانمن الفصاحة والبلاغة وسرعة الاستحضار وشدة الذكاء والفطنة بجانب عظيم من مكان ومكين ، كما يتناول الكتاب أهم معالم الحركة التجديدية التى قام بها الشيخ السرهندي مع إشارة موجزة إلى خلفائه و أتباعه البارزين ، و إلى مجموعة مختارة من مكاتيبه و مراسلاته إلى تلاميذه و أتباعه و مساعديه .
وقد طبع الكتاب في دار الكتب العلمية عام 2009 في 448 صفحة .
نبذة عن بعض أهم البحوث والمقالات :
9 – العولمة أكبر التحديات الحضارية للأمة الإسلامية فى الحاضر والمستقبل :
لقد أثبت المؤلف رحمه الله في هذه الرسالة أن أكبرالتحديات الحضارية التي تواجه الأمة الإسلامية ليس في حاضرها فحسب بل في مستقبلها أيضا هو تحدي العولمة التي هي وليدة الحضارة الغربية ، والتى يتحدث عنها الكتاب شرقا وغربا ، وعلى الرغم من خطورة هذا التحدى وتضمناته الجبارة البعيدة المدى بآثارها ونتائجها لمستقبل الأمة الإسلامية يبدو كأن العالم الإسلامى لم يتنبه لنتائجها الخطيرة في جرائها ولم يتحدد حتي الآن موقف المسلمين من هذا التحدى . ومن هنا فيجب على المسلمين عامة وعلى الطبقة المثقفة منهم خاصة أن يطلعوا عليها عن كثب أولا ، ويفكروا بكل جدية في معالجتها .
وقد طبع الكتاب في دار البصائر للطباعة والنشر وتالتوزيع في 248 صفحة عام 2008 م .
10 – أهمية الحوار بين الحضارات في تحقيق السلام العالمي:
هذه رسالة صغيرة الحجم لكنها كبيرة الفائدة وتحمل في طياتها أسمى المعانى والأفكار الرائدة في مجال البحث عن نقطة الاشتراك والتفاهم بين الحضارات لغرض استتباب لأمن والسلام في كافة أنحاء العالم ما يؤدى إلى استقرار العباد والبلاد .
يقول رحمه الله في مقدمتها : إن قضية السلام العالمى أصبحت في عالمنا المعاصر من أهم القضايا التي تهم البشرية كلها . فعلى السلام العالمي وتوازن القوى وتحقيق العدل والالتزام بمبادئ العدالة يتوقف مستقبل البشرية ، فإن أسلحة الدمار الشامل التي أعدتها القوى العالمية الكبرى تكفي لتدمير الكرة الأرضية عدة مرات ..... ولايمكن إنقاذ البشرية من هذا المصير إلا عن طريق الحوار السلمى المستمر بين الحضارات و أتباع الديانات ، كما لايمكن معالجة كثير من المشكلات والقضايا التي تواجهها الإنسانية بأسرها إلا عن طريق حوار يتمتع بالحرية والمساواة بين المتحاورين . فالحوار هو السبيل الوحيد للتعاون بين الحضارات ، والتعايش الإجتماعي والاقتصادي ، والمساهمة في السلام العالمي والاسمهام في حل الإشكاليات العالمية .
11 – وضع الاستراتيجية للنهوض بالأمة الإسلامية :
هذه رسالة صغيرة تحمل عنوان " نحو وضع الاستراتيجية للنهوض بالأمة الإسلامية " بين فيها المؤلف رحمه الله أن العالم الإسلامى يئن تحت نير الاستعمار الغربي منذ أكثر من قرنين ، ويعيش في تبعية فكرية وحضارية تتحول من سيء إلى أسوأ في بعض الحالات ، وكانت هذه التبعية مباشرة في الماضي لبعض البلاد ... وغير مباشرة لأخرى ، وكان منتصف القرن الرابع عشر الهجري بداية خير لإستقلال كثير من البلاد الإسلامية التي كانت تعاني غلبة الإستعمار الغربى بألوانه المختلفة استقلالاً سياسياً ، وكان من المتوقع أن يتحول هذا الاستقلال السياسي إلى استقلال حقيقى كامل في كل مجالات الحياة . ولذلك كانت آمال المسلمين وطموحاتهم كبيرة وعالية في بداية عصر الاستقلال . ولكن سرعان ما بدأت الأوضاع تتغير ، و أخذ العالم الإسلامى يدخل رويداً رويداً في مأزق لايكاد يرى منه مخرجاً ، وفي مضيق لايجد منه مفرجاً في مستقبل قريب . وقال رحمه الله : إن الأمة الإسلامية في أمس الحاجة لإصلاح أوضاعها وتصحيح مسيرتهافي الجانب العلمى والتربوي والحضاري ، والى إيجاد نفس الروح الانتقادية العلمية التى جعلت أجدادنا العلماء مهيمنين على العلوم التبى أخذوها من لأمم الأخرى ، إنهم يتعصبو في أخذ العلم والحكمة من أي واحد ، ولكنهم لم يقلدوا أحداً تقليداً أعمى ، بل عاملوا كل واحد معاملة الجوهري الخبير الذى يحك كل شيء يأتى إليه من المعادن والأحجار على محكه ، ويميز طيبه من خبيثه ، ويأخذ منها ما صفا ويدع ما كدر .
12 – نصرة نبي الأمة مسئولية الحكومات والدول المسلمة:
لقد كان رحمه الله دائم التفكير في كل ما هو من الواجبات الأساسية على الأمة الإسلامية ، فينبههم على واجباتهم، ويحذرهم من سوء العواقب التي تتنظرهم إذا هم يعرضون عن أداء تلك الواجبات، وعلى رأس هذه الواجبات نصرة هذا الدين ونصرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله بشيرا ونذيرا داعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا.يقول رحمه الله في رسالته هذه: إن الدولة في الإسلام وسيلة لتحقيق الأهداف اجماعية ، وتالوصول إلى الغايات الدينية التي كلفت بها الأمة الإسلامية ، وقد صرح فقهاء الإسلام الكبار بأن الأمة هي صاحبة الرياسة العامة والمسئولة الأولى لتحقيق ما جاءت به الشريعة الإسلامية من أهداف ومقاصد. وإمام المسلمين هو الرئيس العام البذي ميتولى المسئوليات نيابة عن الأمة....... ويقول رحمه الله : فنحن في حاجة إلى تذكير إخواننا وأخواتنا في العالم الإسلامي بمسئولياتهم الحضارية والثقافية والدعوية، وهي مسئوليات الفرد والجماعات والمجتمع والدولة في نفس الوقت بموجب النصوص القرآنية الصريحة. إن الحضارة الإسلامية تستمد حيويتها من عقيدة التوحيد والإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، فالدفاع عن هذه الدعامة الأساسية دفاع عن الحضارة افسلامية والثقافة الإسلامية.
أيها الحفل الكريم : كان هذا غيضا من فيض ونقطة من بحر من تلك المأثر العلمية العظيمة التي خلفها لنا هذا الراحل الكريم فقيد الملة الإسلامية الدكتور محمود غازي رحمه الله ،فقد كان جل مساعي العلامة أن لا تبقى هذه المدراس الدينية متخلفة عن العلوم العصرية ومستجدات الزمان، ويستعمل في ذلك جميع الأساليب العلمية والمنهجية المفيدة.
كان العلامة غازي يتقن معظم اللغات العالمية الحية، ويملك ذهنا وقّادا، وإن معرفته الواسعة عن أوضاع الأمة الإسلامية وأحوالها تعد من أهم خصائصه وميزاته التي يمتاز بها، وكان رحمه الله يعتقد أنه لابد من معرفة التحديات التي تهدد الأمة الإسلامية،ولابد من التخطيط لمواجهتها. ولايسعنا في هذه العجالة إلا أن نتقدم بأسمى معانى الشكر والتقدير إلى مؤسسة قطر عموما وإلى كلية الدراسات الإسلامية خصوصا على إتاحتي هذه الفرصة السانحة ، فجزاكم الله كل خير و أختم كلمتي المتواضعة بقول الشاعر
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
وكتبه
العبد الفقير إلى الله
محمد رحمة الله الندوي، الدوحة دولة قطر
( عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)