المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماتياج كيك يواجه خطر الاقالة والاتحاد يسير الى المجهول



عميد اتحادي
06-01-2012, 12:30 AM
<div>لم أشاهد مباراة الإتحاد والفتح لذا حديثي سيكون عاماً بخصوص المهازل الحاصلة في الإتحاد منذ فترة
وخصوصاً بعد خروجنا من دوري الأبطال. سبق وأن تطرقت إلى غياب الرؤية المستقبلية والاستراتيجية
الصحيحة لإبقاء فريقنا تنافسياً وضمن أندية الصفوة محلياً وقارياً وهي مشكلة عميقة ومتعاقبة في
النادي منذ سنوات ، حيث أن كل إدارة تأتي ، تعمل لفترتها الوقتية فقط وتكون أهدافها قصيرة المدى ،
سواءً كان ذلك بالتنصيب أو التكليف الذي ذبح العميد من الوريد إلى الوريد ، دون الأخذ في الاعتبار
مستقبل الفريق الأول أو الفئات السنية أو الألعاب المختلفة إجمالاً. والنتيجة ؟ هي ما ترونه حالياً من
تخبط ووضع مثير للشفقة من كافة النواحي !

الفريق الأول على وجه التحديد ، وكما يعرف الجميع ، كان محتاجاً للتجديد والبدء في عملية بناء جيل
ذهبي آخر من اللاعبين منذ بضعة مواسم ، لكن وللأسف ، لم تحضر أي إدارة تملك الجرأة للإقدام على
خطوة حساسة ومهمة جداً مثل هذه ، كما أن للتكليف دوراً واضحاً في هذا الأمر. وعندما استبشرنا خيراً
بتعـيين إدارة اللواء محمد بن داخل لأربعة سنواتٍ مقبلة - إن شاء الله - طمعاً في الوصول إلى الهدف
المنشود وهو الاستقرار الغائب عن النادي لفترة طويلة على كل الأصعدة ، صُدمنا بأن كثيراً من العيوب
لم تختفي ، بل أن العديد من الخفايا والمشاكل الداخلية بدأت تظهر على السطح وأصبحت وجبة دسمة
للإعلام ، وصار الإتحاد عنواناً للصحف ووسائل الإعلام يومياً لكل الأسباب الخاطئة !

لن أركز على المشاكل الشرفية والإدارية لأن هذا موضوع طويل ومتشعب لكن سأسلط الضوء على
الحالة الفنية " المزرية " التي وصل لها الفريق الأول ولاعبوه بشكل بياني منذ الخروج الآسيوي

طالبت ، بعد لقاء الإياب ضد جيونبوك ، بالإبقاء على ديمتري - على الرغم من أخطاءه - لكي يبدأ في
عملية الإحلال والتجديد وضخ دماء شابة في الجسد المتهالك للفريق ، وكنت واثقاً من أنه كان الرجل
المناسب لهذه المهمة بسبب علاقته الجيدة مع معظم اللاعبين وجرأته في إعطاء الشبان فرصتهم إلا
أن الجماهير لم تصبر عليه في ظل تراجع النتائج ، وكما هو متوقع ، لجأت الإدارة للخيار الأسهل وهو
إقالة المدرب - كبش الفداء دائماً في الإتحاد - لتجنب الغضب الجماهيري

هل تحسن حال الفريق بعد ذلك ؟ طبعاً لا ! بل استمر المنحنى التنازلي للمستوى حتى وصل إلى ما
شاهدناه مؤخراً من عجز عن مقارعة فرق أسفل ومنتصف ترتيب دوري " شين " وآداء مخجل جداً
جداً بحق فريق من المفترض أنه من عمالقة قارته. لا أبالغ إذا قلت أن آداء الإتي وصلت درجة سوءه
إلى جواز تشبيهه بفرق الحواري !

الشوط الأول من مباراة الأهلي ، على سبيل المثال ، كان في غاية السوء ، وأستطيع القول بأنها كانت
أفظع 45 دقيقة شاهدتها للإتحاد في حياتي ! حتى عندما خسرنا من الكرامة ووفاق سطيف برباعيتين
وبخماسية من الهلال لم نكن بذلك القدر من السوء في رأيي ، ولا أتصور أنني سأرى الفريق مستقبلاً
بشكل أسوأ مما رأيته في ذلك اليوم. ولحسن الحظ ، أننا كنا نلعب ضد الأهلي وإلا لكانت نتيجة تاريخية
ضد أي فريق جيد جداً بذلك الآداء المعـيب !

تغير الجهاز الفني بالكامل منذ ذلك الحين وعزف الجماهير عن الحضور في جدة ، ومع ذلك ، لم يتحسن
أي شيء وما زال الفريق يقدم العروض السيئة وحداً تلو الآخر باستثناء الكلاسيكو ضد الهلال وذلك أمر
طبيعي بسبب أهمية المباراة وحجمها وقوة المنافس فكان من الطبيعي أن يرتقي اللاعبون بأنفسهم
لمستوى الحدث إلى حدٍ ما كما اعتادوا ضد الهلال في المواسم الماضية ، لكن ضد أي فريق آخر فإنك
تشاهد فريقاً بلا هوية أو شكل واضح فوق أرضية الملعب بلاعبين يفتقدون إلى الحافز والرغبة في لعب
كرة القدم ، إضافة إلى الاستهتار والتراخي " حدّ القرف " !

أتفهم أن يمرّ لاعب بفترة سيئة ويهبط مستواه ولا يلعب بشكلٍ جيد لمدة زمنية معينة ، كما هو حال كل
لاعبي الكرة في العالم مهما بلغت جودتهم ، لكن أن ينسى لاعب كيف يلعب فهنا المصيبة ! للأسف لاعبو
الإتحاد نسوا كيف يمررون الكرة حتى وهذا الأمر الذي أزعج ماتياج كيك بشدة منذ مباراة الرائد وصولاً
إلى لقاء الفتح. وعلاوة على سوء التمرير ، لا تحركات بدون كرة ، تمركز خاطئ في معظم دقائق اللقاء
وشرود ذهني عجيب ونفسية متدنية وروح قتالية لا وجود لها ، وعشوائية وفوضى تكتيكية تخجل منها
حتى فرق دوري المناطق !

يقول ألان هانسن أسطورة ليفربول ومحلل هيئة الإذاعة البريطانية حالياً ، والذي كان مدافعاً رائعاً
بالمناسبة ، عن الدفاع : " الدفاع عبارة عن ثلاثة أشياء : التمركز ، التمركز ، التمركز " ! والمضحك
أن ترى لاعباً خبيراً مثل حمد المنتشري ، والذي كان يوماً ما أفضل لاعبٍ في أكبر قارات العالم ،
يتمركز بطرق يخجل منها حتى الهواة ويتسبب بأخطاء تافهة جداً ولا يجيد تنظيم الخط الخلفي وتوجيه
زملائه ، بل أن رفاقه الأصغر سناً مثل أسامة أصبحوا يوجهونه !

لماذا وصل مستوى " مونتي " إلى هذا الانحطاط ؟ لاعب بمثل خبرته وقدراته من المفترض ألا يكرر
نفس الهفوات ويظهر بهذا الشكل " المخزي " لفترة طويلة. من لا يعرف حمد ويراه يلعب حالياً سيعتقد
أن هذا اللاعب إما شاب في مقتبل مسيرته الكروية ، أو إذا عرف عمره سيقول بأنه من المخجل أن
يمثل فريقاً بحجم ملك آسيا ! منذ 2005 وأنا أقول بأن المنتشري يمتلك المؤهلات ليكون أفضل مدافع
سعودي على الإطلاق عندما يكون في الفورمة أو عفواً " المزاج " لكنه بهذه العروض الباهتة لا يترك
لأحد فرصة الدفاع عنه ولو بكلمة واحدة

صالح الصقري لا يختلف عنه كثيراً بل أنه تعداه في درجة السوء قبل أن يرتفع مستواه قليلاً ليجاريه
الآن. تصرف مونتي في هدف فيكتور في الديربي والصقري في الهدف الثالث للفتح لا يمكن وصفه
حتى بـ " غريب جداً ". أي مدافع في درجة الناشئين لم يكن ليرتكب مثل تلك الأخطاء البدائية فما بالكم
بلاعبين يلعبان في أعلى مستوى محلي وقاري منذ ما يزيد عن 10 سنوات !

كما قلت الأخطاء واردة في كرة القدم كما هو حال الفورمة الهابطة والأيام السيئة لأي لاعب لكن في
حالة المنتشري والصقري وبعض اللاعبين فهي النهاية الكروية بحد ذاتها. عندما تنسى بعض أبجديات
اللعبة وأنت تمتلك هذا الرصيد الضخم من الخبرة والتجربة فتلك مشكلة عظيمة وصعبة الحل !

مثال مونتي والصقري ينطبق على بعض زملائهما القدامى أيضاً مثل نور صاحب المستويات المتباينة
رغم تألقه في الفترة القصيرة الماضية ومناف ومبروك زايد. والكارثة أن التأثير وصل ليطال لاعبين
كنا نعـوّل عليهم في قيادة الفريق مستقبلاً مثل النمري. وعلى الرغم من ضعف إنتاجيتهم والنتائج السيئة
إلا أن المسؤولية بكاملها تقع على كاهل المدرب في الإتحاد وكأننا نملك لاعبين منزهين عن الخطأ

لم يخرج أي رئيس للنادي في السنوات القليلة الماضية ليحمّلهم جزءاً من المسؤولية ودائماً ما يكون
المدرب هو ضحية المزاجية والحروب الداخلية والمؤامرات. خلال السنوات الإثنتي عشرة الماضية
أشرف على تدريبنا أكثر من 17 مدرباً مختلفون في الخصائص والميزات والعقليات والجنسيات أتوا
إلينا بسجلات محترمة ومسيرة مشرفة قبل أن يغادروا حاملين شهادات في " الطبخ " و " السباكة "
بأمر من اللاعبين والجماهير والإدارات

أي متابع للدوري الإنجليزي الممتاز يعرف ما يمرّ به تشيلسي من صعوبات مع مدربه الجديد والشاب
فيلاش بواش ومع ذلك انظروا للتصريحات التالية ، يقول بيتر تشيك عن وضعية فريقه : " نحن من
نتحمل المسؤولية. نحن من نكون على أرض الملعب وليس المدرب ". ويقول راميريز : " المدرب
مظلوم ونحن سنبقى بجانبه ". ويقول خوان ماتا : " المدرب هو الرجل المناسب وكل اللاعبين خلفه "
وكذلك تصريحات مشابهة من الكابتن جون تيري ولاعبي الخبرة مثل لامبارد ودروغبا

عن نفسي ، لم أسمع أي لاعب إتحادي من قبل قال كلاماً مشابهاً عن أي مدرب ، ولا أدري ما إذا كانوا
يظنون بأنهم دائماً على حق وأن العلة في المدربين المتعاقبين. أتمنى أن أسمع تصريحاً من أي واحد
من قادة الفريق وأولهم نور يقول فيه بأنهم كلاعبين يتحملون مسؤولية ما يحدث وأن المدرب لا يُلام
كثيراً دون التحجج بالأوضاع الإدارية والمشاكل الشرفية وعزوف الجماهير ، لكن يبدو أن ذلك لن يحدث
إلا في أحلامي الوردية !

حتى على مستوى الإدرات للأسف ، لم يظهر أي رئيس شجاع ليرمي بالكرة في ملعب اللاعبين ويخلي
ساحة المدرب وكذلك نسبة كبيرة من الجماهير العاطفية. المتسبب والمخطئ دائماً واحد والتغيير يطال
الكل في النادي إلا " شلة العُـمَـد " ولا زال الإتي يدور في حلقة مفرغة والنتائج في تراجع مخيف

الأدهى والأمرّ هو الهجوم على أي مدرب يرغب بالتغيير أو يحمّـل اللاعبين شيئاً من المسؤولية. مانويل
جوزيه تم وصفه بالعجوز وقيل بأنه أتى ليحارب نور وزملائه ولتدمير الإتحاد فقط لأنه قال بأن هذا
الفريق كبير في السن ولن يستمر في المنافسة وطالب بالتعاقد مع لاعبين شبان ، والآن باتوا يرددون
ما قاله الرجل دون الاعتراف بخطأئهم في شتمه وقتها

إنها العـقلية المتصلبة والمتحجرة والقديمة في الإتحاد التي لا تريد التغيير خوفاً من المستقبل هي من
أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم. فريق في المركز السادس أصبح لقمة سائغة للصغير قبل الكبير يفصله
15 نقطة عن المتصدر وفقد الأمل في المنافسة على اللقب مع نهاية الدور الأول. يا للعار !

ماتياج كيك أتى بعد خراب مالطا ليجد فوضى هائلة تحتاج إلى وقت طويل وجهد جبّـار لتنظيفها ، وهو في
موقف لا يُحسد عليه فعلاً ولا يريد أي مدرب أن يكون مكانه. المثير للسخرية أن التعاقد معه كان مبدئياً
لـ 6 أشهر وبعدها ستقرر الإدارة ما إذا كانت ستجدد معه لسنتين أم لا. يا للفضيحة ، ماذا تريد من مدرب
أن يفعل في 6 أشهر ؟ مشكلة العقود المؤقتة للمدربين واللاعبين الأجانب موجودة في النادي منذ مدة
وهي من أسباب هذه الانتكاسة

لا أفهم ماذا تريد الإدارة من الرجل أن يفعل خلال هذه الأشهر ! المنافسة على الدوري ؟ الحصول على
أي لقب ؟ البدء في عملية بناء فريق ؟ مجرد تغطية مؤقتة للمنصب ؟ حقاً لا أدري ، والإدارة لم توضح
لنا ما هي أهدافها خلال المرحلة المقبلة مع أني متأكد من أنها قصيرة المدى. من الواضح أنهم يريدون
من كيك البدء في عملية تشبيب الفريق لكن في 6 أشهر فقط ؟ هذا أمر مضحك وغير منطقي أبداً أبداً !

حتى إذا أحضرت أفضل مدرب في العالم ، لا يمكنك أن تطلب منه فعل المستحيل في 6 أشهر. كيف
سيعمل ؟ ما هي أهدافه واستراتيجيته في هذه المدة الزمنية المحدودة ؟ من الطبيعي أن كيك سيحاول
تحسين النتائج والمنافسة على لقب كأس من الكؤوس المتبقية حتى يجدد عقده لذلك ستكون عملية
الإحلال صعبة جداً وغير منطقية في هذا الوضع. أنا واثق من أنه إذا استمرت الخسائر والنتائج السلبية
في الفترة المقبلة سترمي الإدارة بأهدافها عرض الحائط وتقيل المدرب رغم قدومه للتوّ فقط لتنقذ ما
يمكن إنقاذه وتتفادى السخط الجماهيري مع أن ذلك لن يحدث

كان من الأجدى لو وقعت معه الإدارة لمدة سنتين أو ثلاثة وتوفر له كل ما يريد وتمنحه الصلاحيات
التامة للبدء في التشبيب وتعـلن عن أهدافها للاعبين قبل الجماهير والإعلام. لو عرف اللاعبون أن
المدرب باقٍ في منصبه مهما حدث وأن بمقدوره استبدال بعضهم فستتغير أمور كثيرة بالتأكيد لكن في
مثل هذه الحالات فهم يعـرفون أن الرجل قد يُـقال في أي وقت ويستمر الحال كما هو عليه

الكل يعـرف ما حصل في ريال مدريد خلال عهد الغلاكتيكوس ما بين 2004 و 2006 ، وعندما أتى
فابيو كابيلو في 2007 بدأ بما أسماه بـ " تطهير الفريق " وتخلى عن الظاهرة رونالدو وكاسانو وأجلس
بيكهام على دكة البدلاء لنصف الموسم فكانت النتائج مبهرة وحقق الفريق لقب الليغـا بطريقة دراماتيكية
وجلب للمدريدستا أغلى لقب دوري لهم. ولو أن إدارة الريال وجماهيره وقتها عارضت هذه الخطوات
ورفضت خروج رونالدو وكاسانو على حساب كابيلو فلربما استمرت تلك السنوات العـجاف ، وهذا
ما يجب أن تفهمه شريحة كبيرة من الجماهير الإتحادية وهم بدأوا يدركون ذلك أخيراً

المدير الفني يجب أن يكون المسؤول الأول والأخير عن الفريق وتعود له كل القرارات فيما يخص
التعاقدات وبقاء اللاعبين من عدمه وهو العرف السائد في أوروبا كما يعرف الكل. بعض القرارات قد
تكون حرجة وحساسة وتتطلب شجاعة من المدرب وجرأة من الإدارة في دعمه أمام الجميع وهذا ما لا
تفعله الإدارات الإتحادية. جوزيه مورينيو وقع في العام الماضي 4 سنوات لريال مدريد ، ومن حينها
وفلورنتينو بيريز رئيس النادي ، يردد للإعلام وأعضاء النادي في الاجتماعات الدورية أنه يدعمه تماماً
وسيبقى في منصبه خلال هذه المدة أياً كانت النتائج وقد تزيد

هذا ما نحتاجه في الإتحاد خلال الفترة القادمة. خطوة جريئة بدعم ماتياج كيك بالكامل وإعلان الأهداف
وجعلها واضحة أمام الجماهير والإعلام وقبل ذلك اللاعبين وإلا لن يتغير أي شيء. أدرك أن هناك
مشاكل مالية وإدارية في النادي لكن مسار التصحيح يبدأ من الجانب الفني وبعدها سيتحسن الباقي
وفقاً للنتائج. لطالما عانى الإتحاد من أزمات مالية وصلت حدّ إعلان الإفلاس الشهير في إدارة أحمد
مسعود والخلافات الشرفية والانقسامات كانت موجودة دائماً ومع ذلك كنا نحقق الألقاب وسارت الأمور
على ما يرام في أغلب الأحيان

فنياً ، لا أدري من أين سيبدأ كيك تصحيح الأخطاء في ظل هذه الفوضى العارمة. أمامه عمل شاق
ومهمته في غاية التعقيد لكنه يقول بأنه واثق من النجاح فيها. هو أبدى امتعاضه من أمرين أساسيين
وهما التنظيم الدفاعي السيء والتمريرات الكثيرة الخاطئة وهي عيوب واضحة لم ينجح في إصلاحها
الكثير من المدربين السابقين ولن يكون بمقدوره عمل ذلك في هذه الفترة القصيرة والمضغوطة

هو أيضاً أبدى رغبته في منح اللاعبين الشبان فرصتهم واجتمع بهم وأوضح لهم ذلك لكن إرضاء شلة
الأنس لن يكون أمراً سهلاً ! هو يبدو صريحاً ولا يعـرف المجاملة ومحترف في عمله وحريص على
الآداء الجيد والالتزام في وحدات التدريب وكلنا نعرف ما حصل لمدربين من هذا النوع مثل يوردانسكو
ووحيد خليلودجيتش ومانويل جوزيه ونهاياتهم المأساوية مع الفريق

متفائل بهذا الرجل وقدرته على تصحيح العديد من مكامن الخلل. منهجيته التدريبية القريبة من شرق
أوروبا تناسب الإتحاد نظرياً. فرق شرق القارة العجوز دائماً منظمة ، منضبطة ، ملتزمة ، صلبة ،
واعية تكتيكياً وتهتم بالكرات الثابتة والهجمات المرتدة وهي خصائص أعتقد أن أي إتحادي يريد رؤيتها
في فريقه. لم أعرف ماتياج كيك من قبل لكني أتذكر منتخب سلوفينيا الذي قاده في مونديال جنوب إفريقيا
وامتلك الكثير من الميزات التي ذكرتها في الأعلى

خطواته الأولى في النادي تدعو للتفاؤل. حضوره بهذا الكمّ من المساعدين وتعيين أحدهم للإشراف على
الفريق الأولمبي وحضوره الدائم معهم لمتابعة فريقي الأولمبي والشباب أمور مبشرة بالخير. أعجبتني
ثقته في قدرته على خوض التحدي الصعب في هذه الفترة القصيرة وإقناع إدارة الإتحاد بجدارته في عقد
أطول وأعجبني كذلك تعامله مع متغيرات مباراة الهلال وتدخلاته التكتيكية وتبديلاته التي حسنت من
شكل الفريق في الشوط الثاني من الكلاسيكو ، كما أن هدوءه ورزانته على دكة البدلاء ميزة أحياناً

الآن سيكون هناك تغييرات واسعة كما يبدو في الفريق من استبدال الأجانب الأربعة والتعاقد مع لاعبين
محليين وربما تصعيد شبان من الأولمبي وسيكون من الصعب عليه التعامل مع كل هذه التطورات في
ظل قدومه للتوّ حيث أنه لا زال يتحسس خطواته في النادي ويتعرف على اللاعبين ويحتاج إلى وقت قبل
أن يصل إلى أفضل تشكيلة وخطة ونظام لفريقه

الإتحاد دخل مرحلة حرجة للغاية تتطلب اتخاذ قرارات صارمة وحاسمة ووقفة جادة من الإدارة خلف
المدرب. علاج تخاذل بعض اللاعبين بالبتر فقط ولا بد أن يكون هناك ضحايا للتغيير. عملية الإحلال
والتجديد صعبة وتستلزم التضحية والصبر من كل المنتمين للنادي في طليعتهم الجماهير حتى وإن
ساءت الأوضاع لفترة لكن ذلك مهم للنجاح على المدى البعيد. صبرنا كثيراً على تشبيب الفريق وحان
الوقت لدفع فواتير هذا الانتظار لتخطي المرحلة الانتقالية القادمة

بن داخل عليه أن يكون شجاعاً ويتحمل مسؤولية كونه رئيساً " مُـنتخباً " لأربعة سنوات ويبدأ العمل
على استراتيجية واضحة لإعادة الفريق إلى وضعه الطبيعي كمنافس على كل الألقاب وأولى الخطوات
هي دعم كيك مهما كانت الظروف والعمل على أهداف بعيدة المدى. حالياً نعاني نتاج الخوف من التغيير
سابقاً حتى وصلنا إلى ما نراه اليوم وعلى الجميع تقبل فكرة أن المرحلة المقبلة ستكون مفصلية
وخطيرة جداً في تحديد المسار التنافسي للفريق في السنوات المقبلة فإما الإسراع بالتصحيح والبدء
في التجديد للعودة إلى القمة وإما الاستمرار على نفس النهج وإقالة المدربين واحداً تلو الآخر إلى أن
يرحل هذا الجيل بالكامل ثم نجد أنفسنا أمام لا شيء ونعود إلى العصور الغابرة !

الخيار أمامك يا بن داخل وبين يديك .. فهل ستختار أن تكون مثل الرموز الذين سجلوا أسمائهم بحروفٍ
من ذهب في تاريخ العميد أم من الذين فشلوا وغادروا من الباب الخلفي ونسيهم الجمهور ؟ أظن أن
الخيار واضح ولك حرية الاختيار ..!

جمهور الإتحاد : الصبر ثم الصبر ثم الصبر .. ليس هناك حلول أخرى !


شكراً جزيلاً لكل من منحني دقائق من وقته الثمين لقراءة الموضوع وآسف على الإطالة والتشتت
وتداخل الأفكار وغياب التنسيق .. تحياتي