المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لغـــة الضاد !!



االزعيم الهلالي
05-01-2012, 10:00 PM
لغـــة الضاد !!
إنها اللغة العربية, وما أدراك ما اللغة العربية ؟! إنها لغة القرآن , و لغة الفصاحة والبيان , قد زادها الله رفعة و سموا و تشريفا , و أعطاها قوة و انتشارا و تمكينا, إذ أنزل الله بها قرآنا عربيا يتلى حتى يوم القيامة , فقال الله تعالى: ( إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ) 2 سورة يوسف , وزادها الله على سائر اللغات بصفات كثيرة , فهي لغة القرآن المعجز و الخالد , قد كتب الله لها الحفظ و البقاء و الدوام ما دام هذا القرآن يتلى قال تعالى : (إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون ) سورة الحجر 9, و أعطاها القوة و الاستمرار و الانتشار ما دام الإسلام ينتشر على ظهر البسيطة , و تتصف اللغة العربية بكثرة ألفاظها , وغزارة معانيها ودلالاتها الواسعة , و لديها القوة في مواكبة أحداث العصر و تطوراته . إنها التراث اللغوي الذي زاد تألقا وإبداعا وعطاء في تلك العهود الماضية عهود الآباء والأجداد الذين حافظوا على اللغة العربية بالحوار والتخاطب , وحفظوها ودونوها بالمعاجم العربية الواسعة , حيث سخر الله عز وجل علماء للغة يتنقلون ما بين القبائل العربية , ويدونون الألفاظ العربية الفصيحة ودلالاتها الواسعة من مصادرها الصحيحة , ويحفظونها من التحريف والضياع . و اللغة العربية ليست لغة التواصل و الحوار والتخاطب بين المسلمين فحسب , بل هي لغة دين تبين أحكام التشريع الإسلامي في الوحيين الكتاب و السنة , و تبين القيم و المبادئ التي حث عليها الدين القويم , و هي لغة حضارة إسلامية عريقة تملك من مقومات القوة و الإبداع والثبات والإقناع الحضاري ما لم تمتلكه أي لغة أخرى , ولكن ما واقع تراثنا العربي عامة ؟! و ما حال لغتنا العربية اليوم ؟! وما موقف المسلمين من لغة الضاد اليوم ؟!! إن حال اللغة العربية اليوم ليس سارا أبدا !! فها هي اللهجات العامية والكلمات الدخيلة أثرت على اللغة العربية , و غيرت من معانيها , و ضيقت دلالاتها الواسعة , و ها هم شباب اليوم ـ مع الأسف الشديدـ يرددون كلمات غريبة و مصطلحات دخيلة تأثرا بالحضارة والمدنيـة , وهم لا يدركون معانيها أهي مدح وثناء , أم قدح وهجاء ؟! وهاهم الآباء والأمهات ومن لديهم عمالة في الشركات, أو البيوت وغيرها لا يدربون هذه العمالة على اللغة الفصيحة , بل يخاطبونهم بلغة رديئـة ركيكة , لا تحقق معنى و لا تؤدي غاية , والأعجب من ذلك أن بعض العمالة الوافدة من دولة واحدة لغتهم مختلفة , ويتحدثون بلغة ضعيفة فيما بينهم , وهذه بعض الصور التي تبين إهمال المسلين للغة العربية , و عدم تفعيل الحوار الفصيح بين أفراد المجتمــع , وإذا كان هذا حال اللغة العربية اليوم ! فما واقع علوم التراث العربي عامة ؟! و ما حال التراث النحوي و قواعده, و الصرفي وأوزانه, و التراث البلاغي و تشبيهاته, و الأدبي و نثره و أشعاره ؟! أما آن الأوان إلى أن نخدم لغتنا العربية خدمة جليلة , وأن نبرزها إلى العالمية , فاللغة العربية تواجه تحديات العصر المختلفة من تعدد اللغات , و تنوع المجتمعات البشرية التي تتحدث اللغة العربية , و إننا ـ اليوم ـ محتاجون إلى الاهتمام باللغة العربية و تفعيلها, وألا نحصرها في المجالات العلمية والأدبية بين المحاضرات والندوات , فنضيق دلالاتها الواسعة تلك الألفاظ التي وسعت كلام الله , وفي هذا المعنى يقول الشاعر:
و سعت كتاب الله لفظا و غاية... و ما ضقت عن أي به و عظــات
انأ البحر في أحشائه الدر كامن ... فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
أيهجرني قومي عفا الله عنهم.....إلى لغــــــة لم تتصــــل بــــــرواة

عبد العزيز السلامة / أوثال