المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تَفْسِيرُ: إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون



أهــل الحـديث
04-01-2012, 10:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته


الحمدلله


قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ( 201 ) من سورة الأعراف

يُخْبِرُ تَعَالَى عَنِ الْمُتَّقِينَ مِنْ عِبَادِهِ الَّذِينَ أَطَاعُوهُ فِيمَا أَمَرَ ، وَتَرَكُوا مَا عَنْهُ زَجَرَ ، أَنَّهُمْ ( إِذَا مَسَّهُمْ ) أَيْ : أَصَابَهُمْ " طَيْفٌ " وَقَرَأَ آخَرُونَ : " طَائِفٌ " ، وَقَدْ جَاءَ فِيهِ حَدِيثٌ ، وَهُمَا قِرَاءَتَانِ مَشْهُورَتَانِ ، فَقِيلَ : بِمَعْنًى وَاحِدٍ . وَقِيلَ : بَيْنَهُمَا فَرْقٌ ، وَمِنْهُمْ مَنْ فَسَّرَ ذَلِكَ بِالْغَضَبِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ فَسَّرَهُ بِمَسِّ الشَّيْطَانِ بِالصَّرَعِ وَنَحْوِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ فَسَّرَهُ بِالْهَمِّ بِالذَّنْبِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ فَسَّرَهُ بِإِصَابَةِ الذَّنْبِ .

وَقَوْلُهُ : ( تَذَكَّرُوا ) أَيْ : عِقَابَ اللَّهِ وَجَزِيلَ ثَوَابِهِ ، وَوَعْدَهُ وَوَعِيدَهُ ، فَتَابُوا وَأَنَابُوا ، وَاسْتَعَاذُوا بِاللَّهِ وَرَجَعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَرِيبٍ . (فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ) أَيْ : قَدِ اسْتَقَامُوا وَصَحَوْا مِمَّا كَانُوا فِيهِ .

وَقَدْ أَوْرَدَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَيْهِ هَاهُنَا حَدِيثَ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِهَا طَيْفٌ فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَشْفِيَنِي . فَقَالَ : " إِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ فَشَفَاكِ ، وَإِنْ شِئْتِ فَاصْبِرِي وَلَا حِسَابَ عَلَيْكِ " . فَقَالَتْ : بَلْ أَصْبِرُ ، وَلَا حِسَابَ عَلَيَّ . [صححه الشيخ أحمد شاكر]

وَرَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ السُّنَنِ ، وَعِنْدَهُمْ : قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي أُصْرَعُ وَأَتَكَشَّفُ ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَشْفِيَنِي . فَقَالَ إِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يَشْفِيَكَ ، وَإِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ ؟ " فَقَالَتْ : بَلْ أَصْبِرُ ، وَلِيَ الْجَنَّةُ ، وَلَكِنِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ ، فَدَعَا لَهَا ، فَكَانَتْ لَا تَتَكَشَّفُ . [صححه الشيخ أحمد شاكر]

وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ ، وَقَالَ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

وَقَدْ ذَكَرَ الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي تَرْجَمَةِ " عَمْرِو بْنِ جَامِعٍ " مِنْ تَارِيخِهِ : أَنَّ شَابًّا كَانَ يَتَعَبَّدُ فِي الْمَسْجِدِ ، فَهَوِيَتْهُ امْرَأَةٌ ، فَدَعَتْهُ إِلَى نَفْسِهَا ، وَمَا زَالَتْ بِهِ حَتَّى كَادَ يَدْخُلُ مَعَهَا الْمَنْزِلَ ، فَذَكَرَ هَذِهِ الْآيَةَ : (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ) فَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ ، ثُمَّ أَفَاقَ فَأَعَادَهَا ، فَمَاتَ . فَجَاءَ عُمَرُ فَعَزَّى فِيهِ أَبَاهُ وَكَانَ قَدْ دُفِنَ لَيْلًا فَذَهَبَ فَصَلَّى عَلَى قَبْرِهِ بِمَنْ مَعَهُ ، ثُمَّ نَادَاهُ عُمَرُ فَقَالَ : يَا فَتَى ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) [ الرَّحْمَنِ : 46 ] وَأَجَابَهُ الْفَتَى مِنْ دَاخِلِ الْقَبْرِ : يَا عُمَرُ ، قَدْ أَعْطَانِيهِمَا رَبِّي ، عَزَّ وَجَلَّ ، فِي الْجَنَّةِ مَرَّتَيْنِ .


الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
تفسير القرآن العظيم

______________________
http://www.dorar.net/enc/hadith



..



➌➋➊ـــــقنبلة حفظ القرآن للمسلمين والفرسانـــــ⬤⬤⬤⡠⣐⠵⣑⢽⢒⢽⡷⣞⣯⣿ (http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=286022)