المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف يمكن أن نرد على من ينكر العلو بهذه الشبهة؟



أهــل الحـديث
04-01-2012, 09:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


يقول بعض الناس أن إثبات علو الله وفوقيته وأن فوقيته لا تلزم كونه فوقنا نحن بل المراد أنه فوق العالم كله من جميع جهاته وهو محيط به إحاطة السوار بالمعصم وأن اسم الباطن يعني أن ربنا سبحانه كما هو فوقنا فهو تحتنا وهذا باعتبار كروية الأرض والسماوت وبدليل قول النبي عليه الصلاة والسلام " وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء"وقد فسر أهل العلم بأن معنى الظاهر هو العلو والارتفاع والفوقية ومن باب المقابلة يكون معنى الباطن هو الفوقية لمن هوتحتنا من في الجهة المقابلة من الأرض فالكون كروي والله محيط بالكون وأن كونه تحتنا لا يعني أنه ليس فوقنا بل من لازم كونه تحتنا أن يكون فوقنا لماذا؟ لأننا كلما نزلنا تحت سنقترب من مركز الأرض وهو أسفل سافلين ثم إذا تجاوزنا مركز الأرض وسرنا بالاتجاه المعاكس والمقابل لنا ستتقلص عنا السفلية حتى يكون موازياً بالمجال والمدار حينما يكون على ظهر الأرض وكلما صعد من الجهة المقابلة يكون في الحقيقة فوقنا بالمجال والمدار هذا وإن كان تحتنا من حيث الجهة).
قال ابن تيمية رفي ذات الموضوع حمه الله : (وما في الكتاب والسنة من قوله { أأمنتم من في السماء } ونحو ذلك قد يفهم منه بعضهم أن " السماء " هي نفس المخلوق العالي العرش فما دونه . فيقولون : قوله { في السماء } بمعنى " على السماء " كما قال : { ولأصلبنكم في جذوع النخل } أي " على جذوع النخل " وكما قال : { فسيروا في الأرض } أي " على الأرض " . ولا حاجة إلى هذا بل " السماء " اسم جنس للعالي لا يخص شيئا . فقوله { في السماء } أي " في العلو دون السفل " . وهو العلي الأعلى فله أعلى العلو وهو ما فوق العرش وليس هناك غيره العلي الأعلى سبحانه وتعالى . والقائلون بأنه في كل مكان هو عندهم في المخلوقات السفلية القذرة الخبيثة كما هو في المخلوقات العالية . )
الرجاء من إخواني الأعضاء أن لا يبخلوا علينا من علمهم في سبيل كشف هذه الشبهة وبيان موافقتها لشرع الله من عدمه.

نصيحة مهمة لعلي أعمل بها وأذكر بها إخواني: قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة: وقال لي شيخ الإسلام ـ رضي الله عنه ـ وقد جعلت أورد عليه إيراداً بعد إيراد: لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها، فلا ينضح إلا بها، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها، فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته، وإلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقراً للشبهات ـ أو كما قال ـ فما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك، وإنما سميت الشبهة شبهة لاشتباه الحق بالباطل فيها، فإنها تلبس ثوب الحق على جسم الباطل. انتهى.