المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبهة كبرى:ماتأويل وقوع المصائب والأقدار المؤلمة على الحيوانات؟



أهــل الحـديث
02-01-2012, 01:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



يثير بعض الملاحدة بعض الشبهات ومنها مسألة وقوع المصائب على الحيونات وهي غير مكلفة وعدم تعويضها في الآخرة , ولا يخفى على المسلم بأن الله لا يظلم خلقه شيئاً والظلم هو وضع الشىء في غير موضعه ومن ذلك عقاب من لم يستحق العقاب كتعذيب المطيع لله وإدخاله النار ولا يدخل في ذلك ابتلاء الصالحين في الحياة الدنيا فهذا في الحقيقة هو من إحسان الله لهم باعتبار العاقبة الحسنة من وراء امتحانهم مع ما يدخره الله لهم من الأجور يوم القيامة , وقد قرر أهل العلم في مسألة مشابهة للمسألة المطروحة في هذا الموضوع بأن ما يصيب الأطفال من بلاء وضراء في الدنيا هو من باب امتحان آبائهم ومن باب التفضل على هؤلاء الأطفال في الآخرة بتعويضهم في الآخرة , ولا يخفى كذلك هو أن ما يصيب الحيوانات من مصائب كأمراض وهلاك ونحو ذلك هو من باب امتحان أصحاب هذه البهائم , ولكن يبقى السؤال المشكل وهو ماتأويل وقوع هذه المصائب على هذه البهائم وخاصة أنها في الآخرة لن تعوض بشىء بل ستكون تراباً ولن تدخل الجنة؟وهنا يبقى سؤال آخر مرتبط بهذا الموضوع وهو ما حقيقة وحد الظلم الذي نفاه الله عن نفسه؟
وللفائدة سُئل الشيخ صالح الفوزان عن نفس المسألة المطروحة ولكنه لم يجب عن سبب ابتلاء هذه الحيوانات وهي غير مكلفة وهل يتم تعويضها في الآخرة أم لا.
وإليكم السؤال:
نعلم حكمة ما يصيب الإنسان المسلم من مصائب، فقد تكون امتحانًا وابتلاء، وقد تكون عقوبة لما حصل منه من أخطاء، هنا يأتي سؤال: ما الحكمة من المصائب التي تقع على الإنسان الكافر؟ وما الحكمة من وقوع المصائب والأوجاع على الأطفال الصغار؟ حيث تقع على بعض الأطفال دون البعض الآخر؟ وماذا يقال عن المصائب (من مرض أو كسر أو جرح) التي تقع على بعض الحيوانات والطيور؟

الجواب:

حكمة الله تعالى في خلقه لا يمكن الإحاطة بها، فمنها ما ندركه، ومنها ما لا ندركه، لكننا نقطع ونؤمن أن الله سبحانه لا يفعل شيئًا إلا لحكمة بالغة؛ لأنه سبحانه منزه عن العبث، وما يصيب الكافر من المصائب فإنه عقوبة على كفره ومعاصيه، قال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [السجدة:21]، وقال تعالى: {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ} [الطور: 47]، وأما ما يصيب الصغار، فإنه قد يكون عقوبة لآبائهم أو ابتلاء لآبائهم، ليظهر صبرهم واحتسابهم إلى غير ذلك، وكذا ما يصيب البهائم فإنه عقوبة لملاكها أو ابتلاء لهم، قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 155، 156].
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ ـــــــــــ
مصدر الفتوى: المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - (ج 2/ ص 104) [ رقم الفتوى في مصدرها: 86]
إخواني أعضاء ملتقى اهل الحديث اعلموا أن من أفضل الأعمال الصالحة كشف الشبهات عن دين الله فكم من شبهة قد ضل بها أقوام , فكل واحد منكم لديه جواب على هذا الإشكال فلا يبخل علينا .