المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكلمة الطيبة .. قيمة !!



االزعيم الهلالي
02-01-2012, 12:30 PM
الكلمة الطيبة .. قيمة !!
إن الله ـ جل جلاله ـ خلق عباده المؤمنين , و أنعم عليهم نعما عظيمة لا تعد و لا تحصى الكثير منها ظاهر , و أكثر من ذلك باطن . و من هذه النعم العظيمة خلق الإنسان فهو معجزة و آية من آيات الله احتوت نعما كثيرة, و جوارح عديدة أمرنا الله أن نستخدمها في عبادته و مرضاته كي نكسب الأجر و الثواب. و اللسان أحد هذه الجوارح . وهو الناطق بالكلمة إن كانت خيرا, فهي خير للإنسان, وإن كانت شرا فشر على صاحبها.
و قد حثنا الدين الإسلامي على الكلمة الطيبة لما لها من الآثار الطيبة , فهي تسر الناس , و تدخل البهجة و السرور و المحبة و الحبور على القلوب و تزيل الغل و العداوة و البغضاء منها , و تنشر الألفة و الصفاء وتؤلف بينها , و تترك أثرا محمودا في القلوب و النفوس يعود بالخير على الأفراد و المجتمع ., و للكلمة الطيبة الصادقة لها دور عظيم في التأثير على مشاعر الآخرين , وكسب ودهم و احترامهم عن طريق الكلمة الصادقة التي تتضمن التودد , و النصح و التوجيه و الإرشاد , بعيدا عن التهكم و التجريح و اللوم و العتاب , و عن طريق الكلمة الطيبة , أو المعاملة الحسنة يحبك الناس الآخرون , و متى أحبك الآخرون قبلوا هذه الكلمة , وأخذوا بهذه النصيحة , و إن نبي الرحمة صلى الله عليه و سلم أخبرنا عن أثر التبسم على صاحبه و الآخرين فقال : ( تبسمك في وجه أخيك صدقة ) فما بالك بالكلمة الطيبة و المعاملة الحسنة, و بالمقابل حذرنا الدين الحنيف من الكلمة السيئة و المجازفة في الكلام فالكلمة السيئة و بال على صاحبها في الدنيا و الآخرة , فالكلمة ملك للإنسان إذا لم ينطقها الإنسان , وإن نطق بها أصبحت ملكا للآخرين , و قد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله عز وجل له بها رضوانه إلى يوم القيامة , و إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق و المغرب ) . فعلى المسلم أن يحرص على الخير , و يكون قدوة حسنة في المجتمع , و مربيا فاضلا يحرص على تهذيب أخلاقه و الآخرين , و توجيه السلوك الخاطئ توجيها سليما عن طريق الكلمة الطيبة التي تؤثر على القلوب , و نشر المبادئ الفاضلة , و التحذير من الكلمة السيئة , و السلوك الخاطئ حتى تنتشر القيم والأخلاق الكريمة , و أن يراقب الله في أقواله ومقالاته و تصرفاته , فيعود ذلك خيرا على الأفراد و المجتمع .ولو يعلم المسلم ما تفعله الكلمة الطيبة بالمشاعر و الأحاسيس لحرص عليها كثيرا،فالكلمة الطيبة لها دورها الفعال في التفاهم بين الجميع على مشاكل هذه الحياة التي تواجههم , و التعاون معا على حل المشاكل , مما يكون سببا في الألفة , و استمرار أو أصر المحبة بين الأفراد , وتماسك المجتمع , لا سيما أنها تعد من وسائل الحوار الهادف و نحن ـ اليوم وكل يوم ـ محتاجون إليها و نشرها بين المجتمع صغاراً وكباراً، فعن طريق الكلمة اللطيفة و الهادئة نعرف مشاعر الآخرين وسلوكياتهم، فإن وجدنا سلوكا حسنا أشدنا به , و بصاحبه , و إن رأينا سلوكا خاطئا حذرنا منه , و و جهنا صاحبه توجيها سليما . فالكلمة الطيبة تحفظ الشباب من الأفكار رفقاء السوء , و تصحح كثيرا من المفاهيم الخاطئة لديهم و التي قد تعصف بهم , و تودي بهم إلى الانحراف و الهلاك و الضياع ـ لا قدر الله ـ

عبد العزيز السلامة / أوثال