المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشباب و داء الفراغ !!



االزعيم الهلالي
01-01-2012, 05:10 PM
الشباب و داء الفراغ !!
إن الشباب عماد الأمم و الأوطان , و جيل العمل والطاقة والإنتاج , و جيل القوة و المهارة والإبداع , و هو الحصن الحصين و السد المنيع لهذه الأمم و الأوطان إذا كان واعيا مخلصا , يحرص كل الحرص على تكوين شخصيته و ظهورها , و ذلك من خلال التفوق الدراسي والنجاح العلمي أو المهني , أو تكوين أوضاعه الاقتصادية من خلال العمل و الإنتاج و الإبداع في مجالات الحياة الأخرى , و إن لم تتحقق تلك الغاية للشباب , و لم يحالفه التوفيق في المجال الدراسي أو الوظيفي , أو أهملت تلك الطاقة الشبابية بدون رقيب أو توجيه , فقد يعصف بها داء الفراغ , وتتقلب بها الميول والاضطرابات النفسية , فتسبب لها اضطرابا في السلوك , فينجم عنها آثار سيئة على الأفراد و الأسر أو المجتمعات , و ذلك على المدى القريب أو البعيد . و قد بين الإسلام حاجة النفس إلى تلبية غرائزها و احتياجاتها الضرورية في الحياة , حتى تجد و تتحقق لها الراحة النفسية كالاجتماعية و العاطفية والحاجة المادية و أثرها على النفس , لذلك دعا الإسلام إلى العمل ، وفتح أبوابه المشروعة , ولو كان الأجر يسيرا , وحذر من البطالة و الفراغ , و سد أبوابها , لكي يحفظ الإنسان نفسه , ويبتعد عن المسألة وذلها , و يكون عضوا فعالا في المجتمع كما قال صلى الله عليه وسلم : ( لئن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب خير له من أن يسأل الناس أعطوه أم منعوه ) . و الشباب بحاجة إلى التوجيه و استثمار الفراغ بما يفيد و ذلك في أي مجال من مجالات الحياة النافعة كالمجال الديني أو الاقتصادي أو الزراعي أو الثقافي أو الفني أو الرياضي , لا سيما أن الشباب إذا لم يستغل الفراغ بما هو نافع ومفيد أشغله هذا الفراغ بما هو ضار و لا يفيد , فيكون الشباب عالة على الأسر و المجتمع و الوطن . و الفراغ نعمة عظيمة تمر على الكثير من الناس اليوم , قال عنها صلى الله عليه و سلم :( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة و الفراغ ) ذلك الفراغ الذي يعصف بالشباب المتقلب في السلوك و الأطوار , و المتباين في الأهداف و الأعمار , فيكون نقمة عليهم إذا غاب الناصح و الرقيب , و ترك لهم الحبل على الغارب ما بين الشوارع و الأسواق , أو خلف أسوار الاستراحات , حيث يختلط الحابل بالنابل , و الصغير بالكبير , فيتلقف هذا الشباب غير الواعي قرناء السوء , ويوقعونهم في دروب المهالك والمخدرات , وتشيع تلك الانحرافات الخاطئة والسلوكيات النشاز والتصرفات السيئة , والتي لا تخلف وراءها إلا الآلام و المآسي , والتي تجعل الشباب يتجرع مرارة الحسرة والندامة , فيجعل الفراغ تلكم الأفراح أتراحا , و تجعل السعادة هموما وأحزانا بين الأسر والأفراد , وتخلف وراءها آلاما و حسرات ـ لا قدر الله ـ لذلك يجب على الوالدين والأسرة و رجالات التربية والتعليم في المجتمع تكاتف الجهود , و مراقبة هؤلاء الشباب صغارا وكبارا , وكسبهم عن طريق الكلمة الطيبة , والتوجيه الهادف , والدعوة إلى الخير , و حثهم على استغلال هذه الفراغ بالعمل النافع , و تنظيم أوقات الفراغ تنظيما جيدا , و الالتحاق ببيوت الشباب في مختلف المناطق , والتي تقدم برامج متعددة و لقاءات هادفة و مسابقات ثقافية أو ترفيهية أو رياضية . فالفراغ والبطالة داء خطير يحمل كثيرا من النتائج السيئة على الفرد والأسرة والوطن : كانتشار الفقر و التسول و السرقة , وظهور السلوكيات السيئة النشاز في الوطن , بالإضافة إلي تدني الأوضاع الصحية و النفسية , فنجد نسبة الكثير من العاطلين عن العمل من الشباب , أو ممن يهمل وقت الفراغ يفتقدون تقدير الذات ، و يشعرون بالفشل ، و يسيطر عليهم الملل والإحباط ، و القلق والكآبة وعدم الاستقرار النفسي والاجتماعي ؛ مما يؤدي ـ لا قدر الله ـ إلى الانحراف والانجراف خلف سموم المخدرات , وارتكاب الجرائم التي تودي إلى الهلاك و الضياع , و عن أثر الفراغ يقول الشاعر :
إن الشباب والفراغ والجـِدة.... مفسدة للمرء أي مفسدة
عبد العزيز السـلامة / أوثال