المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اعتذار من صحيفة عكاظ لأهالي جازان



أسواق
31-12-2011, 10:50 AM
جازان الوفاء
جازان.. الأرض والإنسان:
الـقــمـــة والـقـيـمــة

•• كتب: رئيس التحرير

•• تَصادف مجيئي إلى «عكاظ» رئيسا للتحرير في يوم الأربعاء 12 محرم 1433هـ
الموافق 27 ديسمبر 2011م مع وقوع هذه الجريدة في خطأ مهني
ما كان يجب أن يحدث بحق منطقة جازان.. وأبناء منطقة جازان..
وثقافة وقيم أبناء منطقة جازان.. مهما قيل.. ومهما بُرر.. ومهما حاول أيُّ منا أن يهون منه..
أو يجد له مسوغا..
لا من الناحية المهنية.. ولا من الناحية التنظيمية والإجرائية..
ولا من حيث المنهجية الصحفية أيضا.. فما حدث خطأ لا يمكن تبريره
أو الدفاع عنه من الناحية الأخلاقية.. أو الإنسانية أو الاجتماعية..
لأنه وبكل المقاييس كان عملا غير مقبول وخارج دائرة الفهم أو الاستيعاب..
فضلا عن أن يكون مستساغا من الناحية المهنية الصرفة؛ لأن معايير النشر ترفض
«توريط» الجريدة في نشر مواد تمس القيم الإنسانية والأخلاقية للأفراد والجماعات
فضلا عن أن تنشر مادة مسيئة إلى منطقة بكاملها.. وإلى مواطنين «شرفاء»
لا يعرف عنهم إلا كل إخلاص.. وطهارة.. ونقاء.. وكل ولاء صادق لوطنهم..
ولأولياء الأمر فيهم.. وللتربة الطاهرة التي ينتمون إليها ويرتبطون بها
ويعملون على الدفاع عنها وتقديم صور مشرفة عن الإنسان فيها..
إن على المستوى الأخلاقي.. وإن على المستوى المهاري..
وبمختلف أوجه التميز في كل مجال من مجالات العمل والحياة للارتقاء بهذا الوطن
إلى المستوى الذي أراده الله له.





•• فقد قدمت منطقة جازان لهذا الوطن «العالم.. والمثقف.. والطبيب.. والجندي.. والمخترع.. والمؤرخ.. والفنان.. والمهندس.. والإعلامي.. والمزارع.. والصياد.. والوزير» رجالا ونساء وساهم هؤلاء جميعا ومازالوا يساهمون في رفعة شأن هذا الوطن منذ أن وحده جلالة الملك عبدالعزيز ــ يرحمه الله ــ وحتى اليوم.. فلا تكاد تخلو وزارة من الوزارات.. ولا قطاع مدني أو عسكري.. قضائي.. أو علمي.. وأكاديمي.. أو فني.. أو مهني.. أو خدمي إلا وكان فيه عشرات المتميزين من أبناء هذه المنطقة الذين عُرفوا بالكثير من الخصائص التي يتفردون بها.. ويعتزون بأنهم ساهموا ويساهمون بعقولهم وبخبراتهم.. ودمائهم.. وصادق انتمائهم.. وبنقاء سريرتهم المعروفة عنهم.. طوال هذا الزمان..

•• أقول هذا الكلام ليس من باب الدفاع عن الأهل.. والأرض.. والتاريخ لمنطقة عريقة من وطني الغالي الذي يترفع عن كل شائبة.. ويعلو فوق كل مساس بجذوره ومكوناته.. وخصائصه فحسب.. وإنما أقوله من باب إحقاق الحق.. وإنكار الخطأ الذي وقعت فيه الجريدة عبر ما نشر.. وجسد بذلك خللا في التنظيم.. وفي التخطيط.. وفي الممارسة لمهنة شريفة هي مهنة الصحافة.

•• والحقيقة أن هذا الخطأ الجسيم لم يلحق بأهل جازان.. ومنطقة جازان وحدهم..
وإنما لحق أيضا بهذه الصحيفة نفسها.. وبالأسس والقواعد المهنية والأخلاقية التي قامت عليها.. وهي قيم رفيعة وعظيمة ولولاها لما كان نجاحها الساحق على كل الأصعدة التوزيعية والإعلانية وكذلك على مدى توفر القدرة والرؤية بين من قاموا ويقومون عليها تحريرا وإدارة على مدى الخمسين سنة الماضية.

•• وليس الوقت وقت إشارة إلى السياسات المهنية والقيمية التي رسمت لهذه الصحيفة طوال تلك المدة ومكنتها من أن تدخل كل بيت.. بل وداخل مشاعر كل إنسان.. ليس فقط في هذه المنطقة الغالية علينا جميعا مواطنين ومسؤولين وإنما في كافة مناطق المملكة.

•• ولولا تلك السياسات الواضحة والمحددة لما وجدت «عكاظ» من يدافع عنها في مثل هذه الظروف داخل المنطقة وخارجها لأن كل فرد في منطقة جازان وفي غير منطقة جازان يجد نفسه والحمد لله في كل سطر من سطورها ويحس بأنها جزء منه.. وبعض من قيمه وأخلاقياته.. وصادق انتمائه لوطن العز الذي ننتمي إليه جميعا..

•• وإذا تسبب البعض في خطأ التعريض بأهلنا.. وبجزء من وطننا الغالي نتيجة «غفلة» أو بسبب سوء التقدير.. أو في ظل الخلط بين ما هو مشوّه.. وما هو أخلاقي.. وكذلك في ظل قصور النظرة إلى الأشياء وغياب حسن التدبر.. فإن هذه الجريدة تبرؤ من كل هذا.. كما تبرؤ من أن تكون سببا في «خدش» أو «المساس» بأبناء منطقة جازان.. وبتكوين الإنسان فيها.

•• وما كتب عن «القات» وآثاره وتبعاته.. وانعكاساته على المكون الثقافي والأخلاقي
للمتعاطين له لا صحة.. ولا أصل له.. من الناحية العلمية.. أو الاجتماعية..
أو السلوكية بالصورة التي وردت في التحقيق المنشور يوم الجمعة 22/12/1432هـ
سواء في جانب الاستدلالات التي وصفت بأنها علمية..
أو في طريقة العرض للموضوع أو في العبارات «النابية» التي انطوت عليها بضعة سطور
غير لائقة وجرى توظيفها بشكل خاطئ ولا يخضع لأي معايير مهنية أو علمية صحيحة.

•• وقد تابعت فور تسلمي قيادة هذه الصحيفة كافة تفاصيل وظروف ومراحل وخلفيات نشر هذا الموضوع
قبل مجيئي إلى «عكاظ» الغالية علينا جميعا.. سواء بالاتصال بالطبيب النفساني
الذي وظفت إجابته عن أضرار القات على النحو الذي نشرت به..
أو بالنسبة للإسقاط الذي حصل على تضمين آراء بعض أهل العلم بالمنطقة للتحقيق المشار إليه..

أو بالنسبة لزملاء العمل الذي شاركوا في إعداد تلك المادة للنشر..
وقد وجدت أن هناك مجموعة أخطاء قد ارتكبت في الموضوع بدءا بالتخطيط له..
ومرورا بالإعداد وانتهاء بطريقة ومكان النشر.. بصورة أساءت إلى أبناء المنطقة..
وإلى المنطقة نفسها وإلى الجريدة في آن معا.. ونتيجة لهذه المتابعة فقد تم اتخاذ العديد من القرارات الجذرية..
والمعالجات الجادة لتصحيح هذا الخطأ المهني والأخلاقي والنفسي الذي ترتب على نشر هذه المادة..
وقد تراوحت بين الاستغناء عن بعض العاملين ونقل البعض الآخر وكف يد البعض الثالث..
وتجميد نشاط البعض الرابع أو إبعاده عن مواقع المسؤولية المباشرة..
فضلا عن العمل على تنقية وإصلاح بيئة العمل التي ساعدت على وقوع ذلك الخلل الفادح..
نتيجة ضياع وعدم تحديد المسؤولية واختلال المعايير والمفاهيم في التقييم
ونقص المهنية والغفلة على حد سواء.


في عدد الغد /

د. أيمــن حــــبيب لأهــالـي جـــــازان :

أنتـــم عــزوتــنـــــا