المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لمن تكون النصيحة ؟!!



االزعيم الهلالي
31-12-2011, 06:12 AM
لمن تكون النصيحة ؟!!
إن الدين الإسلامي آخر الأديان السماوية السابقة تضمن الأحكام المختلفة و التوجيهات المتنوعة ما بين الأمر و النهي و الوعد و الوعيد و الوعظ و النصح و الإرشاد إلى الطريق المستقيم , و ذلك لحكم بالغة تتعلق بحياة المسلمين في الدنيا و الآخرة , و لأثر التوجيه و الإرشاد الطيب في حياة المسلمين حثنا الرسول صلى الله عليه و سلم على النصيحة فقال : ( الدين النصيحة ثلاثا قلنا لمن يا رسول الله قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) رواه مسلم. ( فالدين النصيحة ) جملة بليغة تحمل معاني و دلالات عظيمة , قالها المصطفى صلى الله عليه و سلم , و حث على النصيحة , وذلك لما لها من دور عظيم، وأثر بالغ على المسلمين ولاسيما إن كانت هذه النصيحة خالصة لوجه الله تعالى، وقد كانت النصيحة وظيفة الرسل السابقين عليهم السلام الذين آمنوا بالله ، ونصحوا قومهم ودعوهم إلى عبادة الله وحده ، و نبذ الشرك و الأوثان وكان آخرهم سيد المرسلين الذي ختم به الله الرسالات ، وأكمل به الدين وترك قومه على المحجة البيضاء ، ونصح أمته إلى عبادة الله وإخلاص النية في القول والعمل لله ، ودلهم على أبواب الخير كله , وفي هذا الحديث الشريف يكرر الرسول- صلى الله عليه وسلم- ( الدين النصيحة ) ثلاث مرات، وذلك تأكيدا لأهميتها، وبيان منزلتها، ويبين لنا أن النصيحة لا تقتصر على النصح والإرشاد والتوجيه فقط، وإنما النصيحة باب واسع يشمل كثيرا من الأمور والمعاني أعظمها النصيحة لله, وذلك بعبادة الله وحده، وتوحيده بألوهيته وأسمائه وصفاته، والإيمان به وإخلاص العمل لله واتباع أوامره واجتناب نواهيه، فهو الذي خلق الخلق، وأوجدهم من العدم وتفضل عليهم بالنعم فهو المستحق للعبودية والتقديس والثناء دون سواه . ومن النصيحة الإيمان والتصديق بكتابه الكريم، وأنه كلام الله تعالى نتلوه ونتعبد بتلاوته ، و نحتسب الأجر من الله في تلاوته وحفظه , ونقف عند حدوده وأحكامه ، فالحلال ما أحله الله فيه والحرام ما حرمه الله فيه ، وكذلك الحرص والاهتمام به ، وتدبر أحكامه وفهم معانيه ، وأخذ العبر والمواعظ من القصص القرآني عن الأمم و الأقوام السابقين وغيرهم. ومن النصيحة الإيمان بالرسول، وتصديق أخباره وإخباره بالحوادث والمغيبات , وتصديق أقواله الصحيحة والثابتة في سنته، وطاعته في اتباع أوامره واجتناب نواهيه فطاعته طاعة لله، و اتباعه محبة لله ورسوله. وحث الدين على النصح لائمة المسلمين من حكام ورؤساء وعلماء ومن ينوب عنهم، وأمر بطاعتهم في غير معصية الله ، وأن نكون عونا لهم في إقامة الحق والعدل ودفع الظلم ونصرة المظلوم، وحثهم على الخير وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر عن طريق الأسلوب الهادف القائم على النصح و الرفق واللين، والحرص على الالتفاف حول علماء الأمة المخلصين، وأخذ علمهم ونشره بين المسلمين، وعدم تتبع أخطائهم، فالعلماء لهم منزلتهم السامية في الدنيا و الدين , فهم ورثة الأنبياء ومصابيح تنير الطريق كي يهتدي بهم المسلمون، وهم حصن حصين وسد منيع للإسلام والمسلمين أمام الأعداء. ومن الدين : النصيحة لعامة المسلمين وإرشادهم إلى الخير و حثهم على البر و التقوى , وتحذيرهم من الشر وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم ، والنصح لهم
كي تنتشر المحبة بين المسلمين ويكونوا كالجسد الواحد.

عبد العزيز السلامة / أوثال