المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انظر لأي شئ يبكي!



أهــل الحـديث
30-12-2011, 05:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




انظر لأي شئ يبكي!



صالح الشناط
هذه هي كلماته، بكى أمامي وسمعت شهقاته وزفراته بالبكاء كالأطفال، كيف لا وبعد خمس سنوات من العلاقة الحميمة، بينه وبين محبوبته، تكتشف أمها أنه من غير طائفتها، فتقول لن أسمح لك بالزواج من ابنتي حتى تكون مثلنا..
وراح المسكين يسأل في حكم الدين، في أمره، مع إصرار منه مسبق على أنه مهما حصل فلن يترك الفتاة، ولن يأخذ غيرها، فهي "الحب الأول والأخير".
يا سبحان الله.. أي حال وصل إليها هذا المسكين، أيفرط بدينه، لأجل فتاة!
هذا الشاب في عمر الزهور، ما أجمل لو كانت دمعاته، من خشية العزيز الجبار، وحزنه لأجل ما تلقى الأمة من ذل وهوان..



يا حبذا عينان في غسق الدجى ... من خشية الرحمن باكيتان



إن هذه العين التي وهبنا الله إياها كما وهبنا الكثير من النعم، لا يليق أن تسمح بتسكاب الدمع، إلا في طاعة الله عز وجل، لا أن تبكي على المعصية، وحبيبنا النبي صلى الله عليه وسلم، أكمل من حفظ هذه النعمة، فها هو مرة يقول لابن مسعود اقرأ علي، فقال ابن مسعود: أقرأ وعليك أنزل؟ قال: إني أحب أن أسمعه من غيري، فقرأ ابن مسعود سورة النساء، حتى إذا جاء إلى هذه الآية: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا. قال حسبك الآن، فالتفت ابن مسعود إليه فإذاه هو يبكي صلوات ربي وسلامه عليه. متفق عليه
وكذلك كانت عيون صحبه، فهذا الصديق رضي الله عنه، لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه قيل له في الصلاة فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة رضي الله عنها: إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يُسمع الناس من البكاء .متفق عليه
أما الفاروق رضي الله عنه فيقول عبد الله بن شداد: سمعت نشيج عمر وأنا في آخر الصف وهو يقرأ سورة يوسف "إنما أشكو بثي وحزني إلى الله".
وذو النورين رضي الله عنه كان إذا وقف على قبر يبكي حتى تبتل لحيته، وكان يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ما رأيت منظرا قط إلا والقبر أفظع منه".

ألوان الضياع
وفي أصاحب الدمعات، على فراق الفتيات، واحدة من عشرات ألوان الضياع التي صبغ بها شبابنا، فترى بعض الشباب يضيع صلاته لانشغاله بالتفاهات، كمتابعة المباريات أو الأفلام والمسلسلات، أو لكثرة النوم والجلسات، وغير ذلك مما يندى له الجبين وينقطع له حبل الوتين .
وبعض الشباب تمضي عليه الساعات، وهو جالس على أريكته في المقاهي والملاهي مع أقرانه يلعبون الورق، ويشربون الأركيلة، إن نظروا نظروا إلى المحرمات في القنوات، وإن استمعوا استمعوا إلى المعازف المحرمة والكلمات الآثمة، وإن تكلموا تكلموا في الغالب فيما لا ينفع ولا يرفع، ويضر ولا يسُّر. هذه غايتهم، وهذا لسان حالهم:



إنما الدنيا طعام وشراب ومنام ... فإذا فاتك هذا فعلى الدنيا السلام



قبل الندم..
لِيعلم الشاب أنه من يوم بلوغه قد وجبت عليه الواجبات الشرعية، وجرى عليه قلم التكليف، ونزل عليه ملَكان يكتبان عمَله طول عمُرهِ. وكان خلقٌ كثيرٌ من الأشياخ يتأسّفون في حالة الكِبَر على تضييع موسم الشباب، ويبكون على التفريط فيه، فلْيُطل القيام من سيقعد، ولْيُكثر الصيام من سيعجِز.



بكيتُ على الشباب بدمع عيني ... فلم يغنِ البكاء ولا النحيبُ



ألا ليت الشباب يعود يوماً ... فأخبره بما فعل المشيب



ويقول الإمام أحمد رحمه الله تعالى: والله ما وصفت الشباب وفواته إلا بشيء كان في يدي ثم سقط.



شباب الحق للإسلام عودوا ... فأنتم فجره وبكم يسود



وأنتم سر نهضته قديماً ... وأنتم فجره الباهي الجديد