فكر يغنيني .. وفكر لا يعنيني

[االزعيم الهلالي]

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد





من منطلق التفكر والتدبر الذي أمرنا الله جل وعلا به في القرآن فإن الإنسان المسلم يسير في هذا الإتجاهـ على هدى من الله وفق ما جاء بالوحيـين

وعلى هذا فإن أي منهج فكري يراد منه تنظيم أمور البشر في شتى المجالات مصيرهـ إلى الفشل ما لم يتنور بنور الله وما أمر به ونهاهـ

فبالتالي يتبين أن المنهج الفكري الإسلامي الذي يستند على أوامر ربانية وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية هو المنهج الحق

وما عدى الحق فهو الضلال المبين وإن تعددت أسمائه وتباينت صفاته؛ فكلما ظهر مذهب فكري اضمحل وفشل وارتحل

فتارة هو فكر علماني ـ لا ديني ـ يزيح الدين عن مناحي الحياة ليسير وفق الأهواء البشرية والأنظمة الوضعية

وتارة هو فكر ليبرالي متحرر من كل القيود وأصلبها القيد الديني، جاعلاً الإنسان رقيب وحسيب نفسه

وأخيراً الفكر الإنساني التعايشي الذي يلبس على العامة بمقولة مقتبسة من القرآن ( لكم دينكم ولي دين )

والحقيقة التي لا جدال فيها أن كل المناهج والمذاهب الفكرية التي ابتكرها الإنسان إنما وجدت لمحاربة الدين

الدين الذي يسمو بالإنسان ويرفع من وضاعته ويجعله يعيش كريماً ويتعايش مع غيرهـ عزيزاً، لا أن يركن ذليلاً إلى أهوائه

وحتى إن نجحت بعض المناهج والمذاهب الفكرية في حقبة من الزمن فذلك لأنها نشئت في بيئة تناسبها وحاربت ديناً كهنوتياً محرفاً

وهذا لا يعني نجاح الفكر في كل بلاد ولا استمرارهـ مهما تبناهـ من أعداد لأن نهايته ومآله إلى الاضمحلال وإن ساد؛ وطريقه إلى الفساد المنتهي بالإلحاد.




خاتمة


روى الإمام الترمذي رحمه الله في الجامع الصحيح هذا الحديث :


حَدَّثَنَا

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ الْحَسَنِ بْنِ جَابِرٍ اللَّخْمِيِّ عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا هَلْ عَسَى رَجُلٌ يَبْلُغُهُ الْحَدِيثُ عَنِّي وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ فَيَقُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ حَلَالًا اسْتَحْلَلْنَاهُ وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ حَرَامًا حَرَّمْنَاهُ وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا حَرَّمَ اللَّهُ .






أخوكم : الكاتب النحرير


جدة ـ بوابة الحرمين الشريفين

الجمعة المباركة 5 / 2 / 1433هـ