حواء غرابيل
30-12-2011, 01:50 AM
الحاشية رقم: 1قوله : ( باب ذكر الجن (http://www.al3inmoon.com/vb)وثوابهم (http://www.al3inmoon.com/vb)وعقابهم (http://www.al3inmoon.com/vb)) أشار بهذه الترجمة إلى إثبات وجود الجن (http://www.al3inmoon.com/vb)وإلى كونهم مكلفين ، فأما إثبات وجودهم فقد نقل إمام الحرمين في " الشامل " عن كثير من الفلاسفة والزنادقة والقدرية أنهم أنكروا وجودهم رأسا ، قال : ولا يتعجب ممن أنكر ذلك من غير المشرعين ، إنما العجب من المشرعين [ ص: 396 ] مع نصوص القرآن والأخبار المتواترة ، قال : وليس في قضية العقل ما يقدح في إثباتهم . قال وأكثر ما استروح إليه من نفاهم حضورهم عند الإنس بحيث لا يرونهم ولو شاءوا لأبدوا أنفسهم ، قال : وإنما يستبعد ذلك من لم يحط علما بعجائب المقدورات . وقال القاضي أبو بكر : وكثير من هؤلاء يثبتون وجودهم وينفونه الآن ، ومنهم من يثبتهم وينفي تسلطهم على الإنس . وقال عبد الجبار المعتزلي : الدليل على إثباتهم السمع دون العقل ، إذ لا طريق إلى إثبات أجسام غائبة لأن الشيء لا يدل على غيره من غير أن يكون بينهما تعلق ، ولو كان إثباتهم باضطرار لما وقع الاختلاف فيه ، إلا أنا قد علمنا بالاضطرار أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتدين بإثباتهم ، وذلك أشهر من أن يتشاغل بإيراده . وإذا ثبت وجودهم فقد تقدم في أوائل صفة النار تفسير قوله تعالى : وخلق الجان من مارج من نار (http://www.al3inmoon.com/vb/#docu)واختلف في صفتهم فقال القاضي أبو بكر الباقلاني (http://www.al3inmoon.com/vb/showalam.php?ids=12604)قال بعض المعتزلة : الجن (http://www.al3inmoon.com/vb)أجساد رقيقة بسيطة ، قال : وهذا عندنا غير ممتنع إن ثبت به سمع . وقال أبو يعلى بن الفراء : الجن أجسام مؤلفة وأشخاص ممثلة ، يجوز أن تكون رقيقة وأن تكون كثيفة خلافا للمعتزلة في دعواهم أنها رقيقة ، وأن امتناع رؤيتنا لهم من جهة رقتها . وهو مردود ، فإن الرقة ليست بمانعة عن الرؤية . ويجوز أن يخفى عن رؤيتنا بعض الأجسام الكثيفة إذا لم يخلق الله فينا إدراكها . وروى البيهقي (http://www.al3inmoon.com/vb/showalam.php?ids=13933)في " مناقب الشافعي (http://www.al3inmoon.com/vb/showalam.php?ids=13790)" بإسناده عن الربيع سمعت الشافعي (http://www.al3inmoon.com/vb/showalam.php?ids=13790)يقول : من زعم أنه يرى الجن (http://www.al3inmoon.com/vb)أبطلنا شهادته ، إلا أن يكون نبيا . انتهى . وهذا محمول على من يدعي رؤيتهم على صورهم التي خلقوا عليها ، وأما من ادعى أنه يرى شيئا منهم بعد أن يتطور على صور شتى من الحيوان فلا يقدح فيه ، وقد تواردت الأخبار بتطورهم في الصور ، واختلف أهل الكلام في ذلك فقيل : هو تخييل فقط ولا ينتقل أحد عن صورته الأصلية ، وقيل بل ينتقلون لكن لا باقتدارهم على ذلك بل بضرب من الفعل إذا فعله انتقل كالسحر وهذا قد يرجع إلى الأول ، وفيه أثر عن عمر أخرجه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح " أن الغيلانى ذكروا عند عمر فقال : إن أحدا لا يستطيع أن يتحول عن صورته التي خلقه الله عليها ، ولكن لهم سحرة كسحرتكم ، فإذا رأيتم ذلك فأذنوا " وإذا ثبت وجودهم فقد اختلف في أصلهم فقيل : إن أصلهم من ولد إبليس ، فمن كان منهم كافرا سمي شيطانا ، وقيل : إن الشياطين خاصة أولاد إبليس ومن عداهم ليسوا من ولده ، وحديث ابن عباس الآتي في تفسير سورة الجن (http://www.al3inmoon.com/vb)يقوي أنهم نوع واحد من أصل واحد ، واختلف صنفه فمن كان كافرا سمي شيطانا وإلا قيل له جني ، وأما كونهم مكلفين فقال ابن عبد البر (http://www.al3inmoon.com/vb/showalam.php?ids=13332): الجن عند الجماعة مكلفون ، وقال عبد الجبار : لا نعلم خلافا بين أهل النظر في ذلك ، إلا ما حكى زرقان عن بعض الحشوية أنهم مضطرون إلى أفعالهم وليسوا بمكلفين ، قال : والدليل للجماعة ما في القرآن من ذم الشياطين والتحرز من شرهم وما أعد لهم من العذاب ، وهذه الخصال لا تكون إلا لمن خالف الأمر وارتكب النهي مع تمكنه من أن لا يفعل ، والآيات والأخبار الدالة على ذلك كثيرة جدا ، وإذا تقرر كونهم مكلفين فقد اختلفوا هل كان فيهم نبي منهم أم لا ؟ فروى الطبري من طريق الضحاك بن مزاحم إثبات ذلك ، قال : ومن قال بقول الضحاك احتج بأن الله تعالى أخبر أن من الجن (http://www.al3inmoon.com/vb)والإنس رسلا أرسلوا إليهم ، فلو جاز أن المراد برسل الجن (http://www.al3inmoon.com/vb)رسل الإنس لجاز عكسه وهو فاسد انتهى . وأجاب الجمهور عن ذلك بأن معنى الآية أن رسل الإنس رسل من قبل الله إليهم ، ورسل الجن (http://www.al3inmoon.com/vb)[ ص: 397 ] بثهم الله في الأرض فسمعوا كلام الرسل من الإنس وبلغوا قومهم ، ولهذا قال قائلهم ( إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى (http://www.al3inmoon.com/vb/#docu)) الآية ، واحتج ابن حزم (http://www.al3inmoon.com/vb/showalam.php?ids=13064)بأنه صلى الله عليه وسلم قال : " وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث إلى قومه " قال وليس الجن (http://www.al3inmoon.com/vb)من قوم الإنس ، فثبت أنه كان منهم أنبياء إليهم ، قال : ولم يبعث إلى الجن (http://www.al3inmoon.com/vb)من الإنس نبي إلا نبينا صلى الله عليه وسلم لعموم بعثته إلى الجن (http://www.al3inmoon.com/vb)والإنس باتفاق انتهى ، وقال ابن عبد البر (http://www.al3inmoon.com/vb/showalam.php?ids=13332): " لا يختلفون أنه صلى الله عليه وسلم بعث إلى الإنس والجن " وهذا مما فضل به على الأنبياء ، ونقل عن ابن عباس في قوله تعالى في سورة غافر ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات (http://www.al3inmoon.com/vb/#docu)قال : هو رسول الجن (http://www.al3inmoon.com/vb)، وهذا ذكره في هامش طبعة بولاق : هذه الكلمة ثابتة في بعض النسخ وساقطة من بعضها وبعدها علامة وقفة . وقال إمام الحرمين في " الإرشاد " في أثناء الكلام مع العيسوية : وقد علمنا ضرورة أنه صلى الله عليه وسلم ادعى كونه مبعوثا إلى الثقلين ، وقال ابن تيمية : اتفق على ذلك علماء السلف من الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين ، قلت وثبت التصريح بذلك في حديث وكان النبي يبعث إلى قومه وبعثت إلى الإنس والجن فيما أخرجه البزار بلفظ . وعن ابن الكلبي كان النبي يبعث إلى الإنس فقط ، وبعث محمد إلى الإنس والجن وإذا تقرر كونهم مكلفين فهم مكلفون بالتوحيد وأركان الإسلام ، وأما ما عداه من الفروع فاختلف فيه لما ثبت من النهي عن الروث والعظم وأنهما زاد الجن (http://www.al3inmoon.com/vb)، وسيأتي في السيرة النبوية حديث أبي هريرة (http://www.al3inmoon.com/vb/showalam.php?ids=3)وفي آخره فقلت ما بال الروث والعظم قال : هما طعام الجن (http://www.al3inmoon.com/vb)الحديث ، فدل على جواز تناولهم للروث وذلك حرام على الإنس ، وكذلك روى أحمد والحاكم (http://www.al3inmoon.com/vb/showalam.php?ids=14070)من طريق عكرمة عن ابن عباس قال : خرج رجل من خيبر فتبعه رجلان ، وآخر يتلوهما يقول ارجعا حتى ردهما ، ثم لحقه فقال له إن هذين شيطانان فإذا أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقرأ عليه السلام وأخبره أنا في جمع صدقاتنا ، ولو كانت تصلح له لبعثنا بها إليه . فلما قدم الرجل المدينة أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فنهى عن الخلوة ، أي السفر منفردا واختلف أيضا هل يأكلون ويشربون ويتناكحون أم لا ؟ فقيل بالنفي وقيل بمقابله ، ثم اختلفوا فقيل أكلهم وشربهم تشمم واسترواح لا مضغ ولا بلع ، وهو مردود بما رواه أبو داود من حديث أمية بن مخشى قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يأكل ولم يسم ثم سمى في آخره ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما زال الشيطان يأكل معه فلما سمى استقاء ما في بطنه وروى مسلم من حديث ابن عمر قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأكلن أحدكم بشماله ويشرب بشماله ، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله وروى ابن عبد البر (http://www.al3inmoon.com/vb/showalam.php?ids=13332)عن وهب بن منبه (http://www.al3inmoon.com/vb/showalam.php?ids=17285)أن الجن أصناف فخالصهم ريح لا يأكلون ولا يشربون ولا يتوالدون ، وجنس منهم يقع منهم ذلك ومنهم السعالي والغول والقطرب ، وهذا إن ثبت كان جامعا للقولين الأولين ، ويؤيده ما روى ابن حبان ، (http://www.al3inmoon.com/vb/showalam.php?ids=13053)والحاكم (http://www.al3inmoon.com/vb/showalam.php?ids=14070)من حديث أبي ثعلبة الخشني (http://www.al3inmoon.com/vb/showalam.php?ids=1500)قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الجن على ثلاثة أصناف : صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء ، وصنف حيات وعقارب وصنف يحلون ويظعنون وروى ابن أبي الدنيا من حديث أبي الدرداء (http://www.al3inmoon.com/vb/showalam.php?ids=4)مرفوعا نحوه لكن قال في الثالث : وصنف عليهم الحساب والعقاب وسيأتي شيء من هذا في الباب الذي يليه ، وروى ابن أبي الدنيا من طريق يزيد بن يزيد بن جابر أحد ثقات الشاميين من صغار التابعين قال . ما من أهل بيت إلا وفي سقف بيتهم من الجن (http://www.al3inmoon.com/vb)، وإذا وضع [ ص: 398 ] الغداء نزلوا فتغدوا معهم والعشاء كذلك . واستدل من قال بأنهم يتناكحون بقوله تعالى : لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان (http://www.al3inmoon.com/vb/#docu)وبقوله تعالى : أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني (http://www.al3inmoon.com/vb/#docu)والدلالة من ذلك ظاهرة . واعتل من أنكر ذلك بأن الله تعالى أخبر أن الجان خلق من نار ، وفي النار من اليبوسة والخفة ما يمنع معه التوالد . والجواب أن أصلهم من النار كما أن أصل الآدمي من التراب ، وكما أن الآدمي ليس طينا حقيقة كذلك الجني ليس نارا حقيقة ، وقد وقع في الصحيح في قصة تعرض الشيطان للنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : فأخذته فخنقته حتى وجدت برد ريقه على يدي قلت : وبهذا الجواب يندفع إيراد من استشكل قوله تعالى : إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب (http://www.al3inmoon.com/vb/#docu)فقال كيف تحرق النار النار ؟ وأما قول المصنف : " وثوابهم (http://www.al3inmoon.com/vb)وعقابهم (http://www.al3inmoon.com/vb)" فلم يختلف من أثبت تكليفهم أنهم يعاقبون على المعاصي ، واختلف هل يثابون ؟ فروى الطبري وابن أبي حاتم (http://www.al3inmoon.com/vb/showalam.php?ids=16328)من طريق أبي الزناد (http://www.al3inmoon.com/vb/showalam.php?ids=11863)موقوفا . قال : إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار قال الله لمؤمن الجن (http://www.al3inmoon.com/vb)وسائر الأمم أي من غير الإنس : كونوا ترابا ، فحينئذ يقول الكافر : يا ليتني كنت ترابا وروى ابن أبي الدنيا عن ليث بن أبي سليم قال : ثواب الجن (http://www.al3inmoon.com/vb)أن يجاروا من النار ثم يقال لهم كونوا ترابا وروي عن أبي حنيفة نحو هذا القول . وذهب الجمهور إلى أنهم يثابون على الطاعة ، وهو قول الأئمة الثلاثة والأوزاعي (http://www.al3inmoon.com/vb/showalam.php?ids=13760)وأبي يوسف (http://www.al3inmoon.com/vb/showalam.php?ids=14954)ومحمد بن الحسن ، وغيرهم ، ثم اختلفوا هل يدخلون مدخل الإنس ؟ على أربعة أقوال : أحدها : نعم ، وهو قول الأكثر ، وثانيها : يكونون في ربض الجنة وهو منقول عن مالك وطائفة ، وثالثها : أنهم أصحاب الأعراف ، ورابعها : التوقف عن الجواب في هذا .
وروى ابن أبي حاتم من طريق أبي يوسف قال : قال ابن أبي ليلى (http://www.al3inmoon.com/vb/showalam.php?ids=12526)في هذا لهم ثواب ، قال : فوجدنا مصداق ذلك في كتاب الله تعالى : ولكل درجات مما عملوا (http://www.al3inmoon.com/vb/#docu)قلت : وإلى هذا أشار المصنف بقوله قبلها يا معشر الجن ألم يأتكم رسل منكم (http://www.al3inmoon.com/vb/#docu)فإن قوله : ولكل درجات مما عملوا (http://www.al3inmoon.com/vb/#docu)يلي الآية التي بعد هذه الآية ، واستدل بهذه الآية أيضا ابن عبد الحكم . واستدل ابن وهب بمثل ذلك بقوله تعالى : أولئك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس (http://www.al3inmoon.com/vb/#docu)الآية ، فإن الآية بعدها أيضا : ولكل درجات مما عملوا (http://www.al3inmoon.com/vb/#docu)وروى أبو الشيخ في تفسيره عن مغيث بن سمي أحد التابعين قال : ما من شيء إلا وهو يسمع زفير جهنم إلا الثقلين الذين عليهم الحساب والعقاب . ونقل عن مالك أنه استدل على أن عليهم العقاب ولهم الثواب بقوله تعالى : ولمن خاف مقام ربه جنتان (http://www.al3inmoon.com/vb/#docu)ثم قال : فبأي آلاء ربكما تكذبان (http://www.al3inmoon.com/vb/#docu)والخطاب للإنس والجن ، فإذا ثبت أن فيهم مؤمنين والمؤمن من شأنه أن يخاف مقام ربه ثبت المطلوب والله أعلم .
قوله : ( وقال مجاهد : وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا إلخ ) وصله الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد به وفيه : " فقال أبو بكر : فمن أمهاتهم قالوا : بنات سروات الجن (http://www.al3inmoon.com/vb)إلخ " وفيه : " قال علمت الجن (http://www.al3inmoon.com/vb)أنهم سيحضرون للحساب " قلت : وهذا الكلام الأخير هو المتعلق بالترجمة ، وسروات بفتح المهملة والراء جمع سرية بتحفيف الراء أي شريفة ، ووقع هنا في رواية أبي ذر " وأمهاتهن " ولغيره " وأمهاتهم " [ ص: 399 ] وهو أصوب ، ووقع أيضا لغير الكشميهني جند محضرون (http://www.al3inmoon.com/vb/#docu)بالإفراد وروايته أشبه .
قوله : ( جند محضرون عند الحساب ) وصله الفريابي أيضا بالإسناد المذكور عن مجاهد . ثم ذكر المصنف حديث أبي سعيد لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس إلا شهد له وقد تقدم مشروحا في كتاب الأذان ، والغرض منه هنا أنه يدل على أن الجن (http://www.al3inmoon.com/vb)يحشرون يوم القيامة ، والله أعلم .
وروى ابن أبي حاتم من طريق أبي يوسف قال : قال ابن أبي ليلى (http://www.al3inmoon.com/vb/showalam.php?ids=12526)في هذا لهم ثواب ، قال : فوجدنا مصداق ذلك في كتاب الله تعالى : ولكل درجات مما عملوا (http://www.al3inmoon.com/vb/#docu)قلت : وإلى هذا أشار المصنف بقوله قبلها يا معشر الجن ألم يأتكم رسل منكم (http://www.al3inmoon.com/vb/#docu)فإن قوله : ولكل درجات مما عملوا (http://www.al3inmoon.com/vb/#docu)يلي الآية التي بعد هذه الآية ، واستدل بهذه الآية أيضا ابن عبد الحكم . واستدل ابن وهب بمثل ذلك بقوله تعالى : أولئك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس (http://www.al3inmoon.com/vb/#docu)الآية ، فإن الآية بعدها أيضا : ولكل درجات مما عملوا (http://www.al3inmoon.com/vb/#docu)وروى أبو الشيخ في تفسيره عن مغيث بن سمي أحد التابعين قال : ما من شيء إلا وهو يسمع زفير جهنم إلا الثقلين الذين عليهم الحساب والعقاب . ونقل عن مالك أنه استدل على أن عليهم العقاب ولهم الثواب بقوله تعالى : ولمن خاف مقام ربه جنتان (http://www.al3inmoon.com/vb/#docu)ثم قال : فبأي آلاء ربكما تكذبان (http://www.al3inmoon.com/vb/#docu)والخطاب للإنس والجن ، فإذا ثبت أن فيهم مؤمنين والمؤمن من شأنه أن يخاف مقام ربه ثبت المطلوب والله أعلم .
قوله : ( وقال مجاهد : وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا إلخ ) وصله الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد به وفيه : " فقال أبو بكر : فمن أمهاتهم قالوا : بنات سروات الجن (http://www.al3inmoon.com/vb)إلخ " وفيه : " قال علمت الجن (http://www.al3inmoon.com/vb)أنهم سيحضرون للحساب " قلت : وهذا الكلام الأخير هو المتعلق بالترجمة ، وسروات بفتح المهملة والراء جمع سرية بتحفيف الراء أي شريفة ، ووقع هنا في رواية أبي ذر " وأمهاتهن " ولغيره " وأمهاتهم " [ ص: 399 ] وهو أصوب ، ووقع أيضا لغير الكشميهني جند محضرون (http://www.al3inmoon.com/vb/#docu)بالإفراد وروايته أشبه .
قوله : ( جند محضرون عند الحساب ) وصله الفريابي أيضا بالإسناد المذكور عن مجاهد . ثم ذكر المصنف حديث أبي سعيد لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس إلا شهد له وقد تقدم مشروحا في كتاب الأذان ، والغرض منه هنا أنه يدل على أن الجن (http://www.al3inmoon.com/vb)يحشرون يوم القيامة ، والله أعلم .