المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : للمدارسة والنظر: فتوى الشيخ الشريف العوني في جواز تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية من غير رضا !



أهــل الحـديث
30-12-2011, 12:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


هذه فتوى الشيخ : ( هناك فرق بين تهنئة الكافر بعيده الديني وعيده غير الديني , هذا أولا . وأما ثانيا : فتهنئة الكافر بعيده الديني له حالتان :

الأولى : تهنئته بما يدل على الرضا بدينه أو بالدعاء له بالثبات على الكفر , فهذا ونحوه لا يجوز قطعا , وهذا هو الذي ليس فيه خلاف .

والثانية تهنئته في عيده الديني بما لا يدل على الرضا عن دينه ولا بنحوه من المعاني الباطلة , كعبارة : عيد سعيد , فهو دعاء له بأن تكون حياته خالية من المنغصات , ولا يفهم الكافر أنك بمجرد ذلك قد رضيت عن دينه ولا أنك قد دخلت فيه . أو كعبارة : كل عام وأنت بخير , فهي دعاء له في الحقيقة بالهداية , لأن الخير التام لا يكون إلا مع الإيمان .

والأصل في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لهرقل : (السلام على من اتبع الهدى) , فالنبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يتلطف معه , بما يليق بمنزلته , ولذلك فسوف يتوهم هرقل أن تحية النبي صلى الله عليه وسلم قد شملته , خاصة وهي في صدر خطاب موجه إليه , والحقيقة أن النبي صلى الله عليه وسلم قصد بتحيته تخصيص دعائه بالسلام لمن اتبع هداه . فهذا التصرف من النبي صلى الله عليه وسلم يدل على جواز هذا النوع من التلطف مع الكفار , والمبني على التورية والمداراة وما يسميه الناس اليوم بالمجاملة , وعلى استحباب هذا النوع من التلطف عند إرادة دعوة الكفار وهدايتهم .

فإذا استحضرنا ذلك , واستحضرنا أن عيد رأس السنة عند النصارى ليس كله عيدا دينيا , ولا غالبهم يستحضرون في جميعه ذلك المعنى الديني , فهذا يجعل الأمر فيه أوسع , ويجعل القول بجواز تهنئتهم به : أحق بعدم الإنكار .

وهنا أؤكد على وجوب التفريق بين محل الإجماع في هذه المسألة ومحل الاختلاف : فمحل الإجماع هو تهنئة الكفار بعبارة تدل على الرضا عن دينهم وما يدخل في معنى ذلك , وأما تهنئتهم بما لا يدل على ذلك فنقل الإجماع عليه دعوى غير صحيحة , وخلط هذه الصورة المختلف فيها بالأولى المتفق عليها هو من الخلط بين محالّ الإجماع ومحالّ الاختلاف , وهو خطأ كبير يؤدي إلى إنكار ما لا يصح إنكاره من الاختلاف السائغ )

منقول من صفحة الشيخ على الفيس بوك.

.