المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوالدان و الحقوق العظيمة !!



االزعيم الهلالي
29-12-2011, 08:20 PM
الوالدان و الحقوق العظيمة !!

إن للوالدين مقاماً عظيما يعجز الإنسان عن إدراكه , ولا يستطيع المداد حصره و بيانه , و لهم بعد الله أفضال لا تعد و لا تحصى على الأبناء , و بذلك أوصى بهما الله في كتابه الكريم و سنة رسوله ـ صلى الله عليه و سلم , فالوالدان سبب وجود الأبناء قد تحملا الكثير و الكثير من التعب و الشقاء , و السقم و العناء ما بين التربية , و الإرهاق النفسي و الصحي و الجسدي و تحملا مشاكل الأبناء , و حرصا على تأمين احتياجاتهم صغارا و كبار . و لكن من المؤسف ـ حقا ـ أننا نقرأ و نسمع , بل و نرى ـ اليوم ـ كثيرا من الموافق و الأحداث , و القصص و المقالات و الأخبار في هذه الحياة نحو الوالدين بعضها طيب محمود يشكر , و الآخر يدل على العقوق و هو مذموم و لا يشكر , و إن الله تعالى كلف عباده المؤمنين بأنواع كثيرة من التكاليف والحقوق و الواجبات ما بين الواجب فعله أو الجائز , وأعظم الحقوق حق الله , ثم حقوق الوالدين و ذوي القربى و اليتامى و الفقراء و المساكين و الأرامل و ابن السبيل و غيرهم , و ذلك لحكم بالغة تعود بالخير العظيم على الأفراد و الأسر و المجتمعات , و أهداف سامية فهي عامل في تقوي وشائج العلاقات الاجتماعية , و تزيد في تماسك المجتمع , و تنشر المحبة و التعاون و الإخاء بين المسلمين , فيتحقق مبدأ التكافل الاجتماعي .و يعد حق الوالدين من أعظم الحقوق بعد حق الله تعالى ، و قد ورد الكثير من الآيات و الأحاديث التي تحثنا على القيام بهذه الحقوق و الواجبات, و قد ذكر الله تعالى حق الوالدين بعد حقه فقال تعالى : ( و قضى ربك ألا تعبدوا ألا إياه و بالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف و لا تنهرهما و قل لهما قولا كريما ) سورة الإسراء , و قال صلى الله عليه و سلم : ( رضا الله في رضا الوالدين و سخط الله في سخط الوالدين ) رواه الترمذي . فالوالدان سبب في وجودك في هذه الحياة الدنيا بعد الله , و قد أولى الإسلام الأم اهتماما أكثر لأنها كابدت كثيرا من آلام الحمل و الوضع و الرضاعة , و قدمت الكثير من التضحيات من أجل أبنائها, و قدم حقها على الأب , و الوالد هو المسؤول عن الأسرة حيث يوفر مطالب الأسرة و احتياجاتها , و يكمل الدور التربوي مع الأم ما بين التوجيه و النصح و الإرشاد للأبناء , و من حقوق الوالدين : البر بهما و الإحسان إليهما قولا و عملا , و النفقة عليهما , و طاعتهما في غير معصية الله , و رعايتهما عند الكبر و المرض و الضعف , و ذلك لأنهما يكونان في مثل هذه الحالات في حاجة ماسة للأبناء , و الحرص على التواضع و خفض الجناح لهما , و شكرهما , و الإكثار من الدعاء و الاستغفار لهما , و الحرص على صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما , و إكرام صديقهما . و اعلم ـ أخي المسلم ـ أن للبر بالوالدين ثمرات عظيمة , و نتائج طيبة فالبر بالوالدين من أسباب دخول الجنة , و سبب في محبة الله و رضاه , و تكفير الذنوب و المعاصي , و سبب في انتشار المودة بين المسلمين . و أخيرا ينبغي على المسلم أن يحذر عقوق الوالدين في كافة صوره , و تعدد مسمياته , فهو سلوك حرمه الدين الإسلامي , و ذلك لما يترتب عليه من الآثار السيئة كالعداوة و البغضاء و قطيعة الرحم , و قد تكون حسرة على الأبناء في سوء الخاتمة و عدم التوفيق في هذه الحياة ـ لا قدر الله ـ

السلااامة / أوثال