المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إنه هو البر الرحيم



أهــل الحـديث
28-12-2011, 06:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



{ إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْبَرُّ ٱلرَّحِيمُ } سورة الطور: 28.

البَر: هو المُحسن في رفق، أما اشتقاقه:
1 ـ فقد يكون مشتقاً من البر أي الإحسان كمن بَرَّ في يمينه أي صدق لأن الصدق إحسان في ذاته ويلزمه الإحسان للغير، وأبرّ الله تعالى حجه أي قبله لأن القبول إحسان وزيادة.

2 ـ وقد يكون مشتقاً من البر خلاف البحر، وتصور منه التوسع فاشتق منه البر أي: التوسع فيه على الخير؛ وينسب ذلك تارة الى الله تعالى نحو (إنه هو البر الرحيم) وتارة إلى العبد فيقال: "بر العبد ربه" أي: توسع فى طاعته، فمن الله الثواب؛ ومن العبد الطاعة.

قال الألوسي (ت 1270 هـ) في تفسيره روح المعاني:
" فتفسيره [أي: البَر] باللطيف كما روي عن ابن عباس، أو العالي في صفاته، أو خالق البرّ، أو الصادق فيما وعد أولياءه كما روي عن ابن جريج بعيدٌ إلا أن يراد بعض ما صدقات، أو غايات ذلك البر".

ووصف الله تعالى الملائكة الكرام فقال: {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ} فخصّ الملائكة بالبَرَرة ولم يصفهم بالأبرار لأنَّه أَبلغ ؛ فهو جمع بَرّ، والأَبرار جمع بَارٍّ، وبرٌّ أَبلغ من بارّ؛ كما أَنَّ عَدْلاً أَبلغ من عادل.
والبُرّ بضم الباء: القمح والحنطة، وتسميته بذلك لكونه أَوسع ما يُحتاج إِليه في الغذاءِ.

قال ابن عاشور(ت 1393 هـ) في تفسيره التحرير والتنوير:
" وضمير الفصل [أي: هو] لإِفادة الحصر، وهو لقصر صفتي { البر } و { الرحيم } على الله تعالى، وهو قصر ادعائي للمبالغة لعدم الاعتداد ببرور غيره ورحمة غيره بالنسبة إلى برور الله ورحمته باعتبار القوة؛ فإن غير الله لا يبلغ بالمبرة والرحمة مبلغ ما لله؛ وباعتبار عموم المتعلق، وباعتبار الدوام؛ لأن الله بر في الدنيا والآخرة، وغير الله برّ في بعض أوقات الدنيا ولا يملك في الآخرة شيئاً".