المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آية من كتاب الله تعالى عظيمة تطبيقها يجلب لك السعادة ويدفع عنك القلق!



أهــل الحـديث
27-12-2011, 10:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين أما بعد:
آية من كتاب الله تعالى عظيمة -وكل آيات الله عظيمة- من عمل بها ،وصبر على تطبيق أوامرها ،نال السعادة المادية والمعنوية!
والسعادة المعنوية-وهي سعادة القلب- أعظم بكثير من السعادة المادية-وهي سعادة البدن- فكم من السعداء الماديين وهم في قمة الشقاوة القلبية؛ وكم من السعداء في قلوبهم،في طمأنينة وراحة بال ، وهم من أفقر الناس في الماديات!،لكنهم في سعادة مادية أضفتها عليها السعادة المعنوية ، لما للقلب من أثر عظيم على هذا البدن!
تعالوا بنا حتى لا نطيل عليكم إلى هذه الآية العظيمة:
قال الله تعالى في كتابه الكريم:
{خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}.
ويعنيني خاصة منها قوله تعالى:
{خذ العفو} إن الأخذ بمعنى هذه الآية يجعلك تعيش حياة طبيعية خالية من الضغوط الاجتماعية ، والتي غالبا تكون سببا لمرض الضغط والسكري، وسببا للحزن القلبي وضيق الصدر!
فلنتأمل معناها إذن من أقوال علمائنا أهل التفسير:
قال الحافظ العلامة ابن كثير في تفسيره:
(قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : ( خذ العفو ) يعني : خذ ما عفا لك من أموالهم ، وما أتوك به من شيء فخذه . وكان هذا قبل أن تنزل " براءة " بفرائض الصدقات وتفصيلها ، وما انتهت إليه الصدقات . قاله السدي .
وقال الضحاك ، عن ابن عباس : ( خذ العفو ) أنفق الفضل . وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس : قال : الفضل .
[ ص: 531 ] وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله : ( خذ العفو ) أمره الله بالعفو والصفح عن المشركين عشر سنين ، ثم أمره بالغلظة عليهم . واختار هذا القول ابن جرير .
وقال غير واحد ، عن مجاهد في قوله تعالى : ( خذ العفو ) قال : من أخلاق الناس وأعمالهم من غير تحسس
وقال هشام بن عروة ، عن أبيه : أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يأخذ العفو من أخلاق الناس . وفي رواية قال : خذ ما عفا لك من أخلاقهم .
وفي صحيح البخاري ، عن هشام ، عن أبيه عروة ، عن أخيه عبد الله بن الزبير قال : إنما أنزل ( خذ العفو ) من أخلاق الناس وفي رواية لغيره : عن هشام ، عن أبيه ، عن ابن عمر . وفي رواية : عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة أنهما قالا مثل ذلك والله أعلم .
وفي رواية سعيد بن منصور ، عن أبي معاوية ، عن هشام ، عن وهب بن كيسان ، عن ابن الزبير : ( خذ العفو ) قال : من أخلاق الناس ، والله لآخذنه منهم ما صحبتهم .
وهذا أشهر الأقوال ...)اهـ.
وقال العلامة السعدي:
(هذه الآية جامعة لحسن الخلق مع الناس، وما ينبغي في معاملتهم، فالذي ينبغي أن يعامل به الناس، أن يأخذ العفو، أي: ما سمحت به أنفسهم، وما سهل عليهم من الأعمال والأخلاق، فلا يكلفهم ما لا تسمح به طبائعهم، بل يشكر من كل أحد ما قابله به، من قول وفعل جميل أو ما هو دون ذلك، ويتجاوز عن تقصيرهم ويغض طرفه عن نقصهم، ولا يتكبر على الصغير لصغره، ولا ناقص العقل لنقصه، ولا الفقير لفقره، بل يعامل الجميع باللطف والمقابلة بما تقتضيه الحال وتنشرح له صدورهم)اهـ.
قال العلامة العثيمين في "اللقاء الشهري" :
(فعليك يا أخي بحسن الخلق، واصبر واحتسب، واجعل هذه الآية الكريمة أمامك إماما لك، وهي: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} ؛يا لها من آية، والله لو سرنا عليها لسلمنا من قلق كثير: {خذ العفو} ما معنى العفو؟
ما عفا من أخلاق الناس، وما يعاملوك به، واترك ما وراء ذلك، لا تريد من الناس أن يعاملوك بما تريد أبدا إلا إن يشاء الله)اهـ.
إذن أيها الأخ الموفق، أيتها الأخت الموفقة :
إذا شئت الحياة الهانئة وراحة البال،وسكون النفس، فاجعل هذه الآية لك نبراس حياة،ونظام تعامل، فإنك بهذا ترتاح ، وتريح.
والله الموفق.