المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الروضة الندية فى طريقة معرفة كون الشخص صحابيًا



أهــل الحـديث
27-12-2011, 10:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



تعرف الصحبة بأحد هذه الأمور:-

(1) أن يثبت بخبر ورد بطريقة التواتر أنه صحابى، كصحبة الخلفاء الراشدين، وباقى العشرة المبشرين بالجنة.
(2) أن يثنت بطريقة الإستفاضة والشهرة عن طريق الرويات الصحيحة ومعرفة أهل العلم الثقات العدول بالرواية الدراية، فاستفاض خبر صحبته عندهم، كحال جمهور الصحابة المترجم لهم.
(3) أن يثبت عن أحد من الصحابة أن فلاناً له صحبة، أو بدلالة السياق كروابة صحابى عن مثله عن النبى صصص، أو رواية الصحابى لقصة فيها مثله وهذا له وقائع مرت علينا كثيراً فى دراستنا الحديثية والفقهية
(4) إخبار أحد التابعين الكبار أو من دونهم الثقات بأن فلاناً له صحبة، وهذا على قبول التزكية من واحد، وهو المختار وعليه جماهير أهل الحديث وهم العمدة، وكثير من الفقهاء خلافاً لبعضهم من المتكلمين ولا شيئ، أو بدلالة السياق، كأن يقول التابعى حدثنى فلاناً - ويذكر- أنه سمع النبىصصص، أو يروى قصة فيها ما يدل على ذلك، ولها صور ووقائع فى السير والفضائل وغير ذلك.
(5) إخبار الشخص نفسه عن نفسه أنه صحابى ،وكانت وكانت دعواه ممكنة من حيث التاريخ أو المعاصرة، وضابط ذلك، بمُضى مائة وعشر سنين من هجرة النبىصصص لقولهصصص فى أخرعمره لأصحابه [وقد مات الرسولصصص11هـ/633م الأثنين 12/3/11هـ عن ثلاث وستين سنة فيها ثلاث وعشرين سنة، يجاهد فى تبليغ الرسالة ونشر الدعوة ]
1_ حديث عبد الله بن عمرررر قال صلى بنا رسول اللهصصص ذات ليلة ، صلاة العشاء ، فى أخر حياته ، فلما سلم قام فقال:(أرءيتكم ليلتكم هذه ؟ فإن على رأس مائة سنة [فيها]لا يبقى ممن هو [اليوم]على على ظهر الأرض أحدٌ)(1) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1)
- قال ابن عمرررر: فوهل الناس من مقالة رسول اللهصصص [تلك]، فيما يتحدثون من هذه الأحاديث عن مائة سنة، وإنما قال رسول اللهصصص: لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحدٌ، يريد بذلك أن ينخرم ذلك القرن.
2_ حديث جابر بن عبد اللهررر، قال سمعت رسول اللهصصص يقول، قبل أن يموت بشهر (يسألونى عن الساعة؟ وإنما علمها عندالله، وأقسم بالله ما على الأرض من نفس منفوسة يأتى عليها مائة سنة [وهى حية يومئذ])( (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn2)2)
3_ حديث أبى سعيدرررقال لما رجع النبىصصص من تبوك، سألوه عن الساعة، فقال(لا يأتى مائة سنة، وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم).
# وفى السياقات ما يفسر بعضه بعضا، وأنها علم من أعلام النبوة، وأن كل نفس منفوسة (مولودة) كانت تلك اليلة [التى أخبر فى أخر حياته قبل أن يموت بشهر]، وأنه لا يبقى أحد مما هو على ظهر الأرض وقتئذ.
وإنما أراد الرسولصصصأنّ هذه المدة تخترم الجبل الذى هم فيه(القرن)، كا فسره عبد الله بن عمر بن الخطاب (رضى الله عنهما)، وهذا يعنى قصر أعمارهم عما سبق من كلام، وتحديد وفاة آخر صحابى، بعده ترى دعوى الصحبة، لأنه لم يبق أحد ممن كان موجوداً حال تلك المقالة.
ولذا قال الحافظ ابن حجر (رحمه الله): وكذلك وقع بالاستقراء مكان آخر من ضبط أمره ممن كان موجوداً حينئذ أبو الطفيل عامر بن واثلةررر، وقد أجمع أهل الحديث على أنه كان آخر الصحابة موتاً، وغاية ماقيل فيه: إنه بقى إلى سنة عشر ومائة، وهى رأس مائة سنة من مقالة النبىصصص11هـ.
*وفى التقريب لابن حجر(رحمه الله):عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمرو بن جحش الليثى، أبو الطفيل، وربما سمى عَمْراً، ولد عام أحد، ورأى النبىصصص، وروى عن أبى بكر فمن بعده، وعُمِّر إلى أن مات سنة عشر ومائة على الصحيح، وهو آخر من مات من الصحابة، قاله مسلم وغيره، وروى له الجماعة. (قال :فاضبطوها) قوله // أرأيتكم //الرؤية بمعنى العلم أو البصير، أعلمتم وأبصرتم ليلتكم، والجواب محذوف تقديراً قالوا: نعم, وقوله// فوهل الناس// أى غلطوا أو توهموا أو فزعوا، جمعاًبين الضبطين.
# ولهذا الذى سبق ذكره، لم تصدق الأئمة أحداً ادعى الصحبة بعد الغاية المذكورة، وقد ادعاها جماعة، فكذِّبوا، وكان آخرهم رَتَنُ الهندى.
(6) معرفة الصحبة بوصف يتضمنها – أى الصحبة – وذلك من وجهين:
_ الأول: ورُود رواية تنص على أنهم كانوا لا يؤمِّرون فى المغازى إلا الصحابة
- كما عند ابن أبى شيبة من وجه لا بأس به- مع استهار ذلك واستفاضه، فمن تتبع الأخبار الواردة فى الروة والفتوح، وجد من ذلك شيئا كثيراً, وقد قابلنا فى شروحتنا، وأشرت إليه.
_ الثانى: ورُود رواية مثلاً، أو نص عليه أحد الأئمة المشهورين بالرواية والتتبع، أنه لم يبق بمكة والطائف فى سنة عشرة أحد إلا أسلم، وشهدمع النبى صصصحجة الوداع - نص عليه ابن عبد البر واعتمده ابن حجر.
_ فيعرف هذا بوجود ما يقتضى أنه كان فى ذلك الوقت موجوداً
_ ولحصول رؤيتهم النبىصصص، وإن لم يرهم هو.
# فرع : يستفاد مما سبق فى الوجه السادس:ـ
1_ ورُود رواية تنص على أنه كان لا يولد مولود إلا أُوتى به النبىصصصفيبرك عليه، ويحنكه، ويدعو له.
2_ من لم يميز لا تصح نسبة الرؤية إليه، نعم يصدق أن النبىصصصرآه ويكون صحابيا من هذه الحيثية، ومن حيث الروايا يكون بمنزلة التابعى غالباً، فهى من قبيل المراسيل عند المحققين
وهذا بخلاف المميز المدرك، فهو بين الاتصال والارسال حسبما الحال، ومرسل الصحابى معتبر حجة عند أهل الحديث وهم العمدة، وللاجماع على عدالة الصحابة .
# فائدة : المخضرمون ليسوا من الصحابة باتفاق أهل العلم بالحديث، ومن ذكرهم فى مصنفاته من المصنفين فى معرفة الصحابة كابن شاهين، وابن عبد البر وغيرهم، فقد أفصحوا بأنهم لم يذكروهم إلا لمقاربتهم لتلك الطبقة لا أنهم من أهلها، ومن زعم على ابن عبد البر غيرذلك فقد غَلط وافترى عليه، وكلامه واضح فى مقدمة استيعابه، والتمهيد وغيره من كتبه.
# أقوال شاذة فى معرفة الصحابة :

لا يعد صحابيا إلا من وصف باحد الأوصاف الأتية:
1- من طالت مجالسته، أوحفظت روايته، أو ضبط أنه غزا معه أو استشهد بين يديه.
2-يشترط فى صحة الصحبة، بلوغ الحلم أو المجالسة ولو قصرت .
3-إطلاق أن من رأى النبىصصص فهو صحابى _ إلا أن يحمل على من بلغ سن التمييز.

(1) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref1)البخارى (601،564،116) ومسلم (6427،6426) وأبو داود (4344) والترمذى (2251) وغيرهم من طريق الزهرى أخبرنى سالم بن عبد الله بن عمر وأبوبكر بن سليمان (ابن أبى خيثمة) أن عبد الله بن عمر قال:..........

( (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref2)2) مسلم (6430،6429،6428) من طريق ابن جريج أخبرنى أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله.......، ومن طريق سليمان التميمى ثنا أبو نضرة _المنذر بن مالك العبدى، ومن طريق سليمان التميمى عن عبد الرحمن صاحب السقاية كلاهما عن جابر به، وعنده (6433) من طريق سالم عن جابر رفعه:[ ما من نفس منفوسة ، تبلغ مائة سنة ، فقال سالم تذاكرنا ذلك عنده إنما هى كل نفس مخلوقة يومئذ



جزء من كتاب بدر التمام شرح عمدة الأحكام
لفضيلة الدكتور صبرى عبد المجيد حفظه الله
http://www.altawhed.net/sheikh.php?i=9