المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأخوة...ثمرة تربية !! نهاية مرحلة!! بداية دولة!!



أهــل الحـديث
27-12-2011, 10:30 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم

الأخوة...ثمرة تربية !! نهاية مرحلة!! بداية دولة!!

الأخوة ثمرة تربية متواصلة تبذل فيها جهود مضنية ,فلا يمكن أن تكون أخوة دون تربية ولا تستقيم تربية بلا أخوة ,ولاخيرفي تربية لا تثمر أخوة إذ الأخوة هي الثمرة اليانعة التي تقطف من شجرة التربية..ولا بد للمربين أن يجعلوا الأخوة هدفا أسمى وغاية عليا,تشد لها الرحال, وتسعى إليها القلوب, وتطمئن في ظلالها النفوس...بل تجعل الأخوة مقياسا تقاس به فاعلية التربية وميزانا توزن به الجهود...فالنجاح في تعميق الأخوة وتأصيلها,علامة نجاح تربيتنا, وأصالة منهجنا, وصدق عزيمتنا, وإخلاص نيتنا...ولما كانت الأخوة ثمرة التربية, كانت الثمرة التي قطفها النبي صلى الله عليه وسلم في نهاية عهده المكي, ولحظة وصوله المدينة التي تشرفت بمقدمه عليه السلام هي الأخوة,فجاء الأمر النبوي الكريم "تآخوا في الله أخوين أخوين"..حتى تتأكد نتيجة التربية التي دامت ثلا ث عشرة سنة كاملة في مكة, حيث الاضطهاد والتعذيب والتنكيل والحصار والمقاطعة...فها هي ثمرة تلك الجهود التربوية الشاقة والمضنية ... أخوة رائعة ... كما كانت نهاية مرحلة ,فقد كانت الأخوة بداية مرحلة جديدة, مرحلة الدولة والعطاء والانطلاق ..نعم ,لقد تم تأسيس الدولة, على أساس ثابت ,فقام بنيانها الشامخ ,على أساس راسخ ,هو الأخوة وما أسس بناؤه على هذا الأصل ,فهو بناء قوي متين ,عزيز كريم...وكأنما جاءت الدولة جائزة للتربية التي أثمرت الأخوة!!!
تساؤل... لم كانت الأخوة نهاية مرحلة وبداية دولة؟!!
إن النهاية والبداية,تشكل رسالة نبوية خالدة ,تؤكد باختصار شديد وببيان بليغ حقيقتين في غاية الأهمية والخطورة, الأولى تقول للمربين جميعا : إن أي جهد يبذل,وأي عمل تقومون به, وأي وسيلة تتبعونها ,ولا تصل بكم في نهاية المطاف تكون إلى أخوة ناصعة كريمة في أحلى صورها,وتتجلى في أروع بيانها وتتجسد في كل الحركات والسكنات ,وتحكم الأفعال والتصرفات...إن أي جهد لا يصل إلى هذه النتيجة ولا يقطف هذه الثمرة هو جهد ضائع , وسعي فاشل..فلا خير أيها المربون في تربيتكم , وبذل جهودكم .إن لم تحث الخطى مسرعة , إلى ظلال أخوة حقة , تذوب فيها الفوارق, وتنصهر فيها الأرواح في بوتقة الإيمان,تعارفا وتواصلا..بذلا وعطاء , بل إيثارا وفداء..
أما الحقيقة الثانية: فهي تأكيد للمسلمين وقد قامت دولتهم, وتحققت أهدافهم, أن هذه الدولة جائزة الأخوة فهي قوية حصينة منيعة ,وستبقى كذالك , ما بقيت أخوتكم قوية ,تد فعون عنها وتحامون دونها, وتفدونها بالمهج والأرواح, فكلما سمت أخوتكم , سمت دولتكم , وعظمت مكانتكم , وفي اللحظة التي تمس فيها أخوتكم, وتضعف فيها هذه الرابطة, فاعلموا أن دولتكم في خطر شديد , وكرب عظيم , وأن هذه المظاهر تنبئ بقرب زوال دولتكم ,وذهاب ريحكم....وصدق الله إذ يقول ( وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }الأنفال46 والنزاع مظهر من مظاهر فساد الأخوة...
من كتاب قواعد السلف الذهبية في الاخوة الايمانية