المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محبةُ الزوجين



أهــل الحـديث
26-12-2011, 01:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



السلام عليكنَّ ورحمة الله وبركاته

بـسم الله الرحمن الرحيم


 
 

المحبةُ بَيْنَ الزوجين من أنواعِ الحبَّ المباحِ بل المشروعِ، فلا يلامُ
صاحبُهَا ما لم يتعد بها حدودَ الله، فمن الرجالِ من يعصي اللهَ تبارك
وتَعَالَى إرضاءً لزوجَتِه كمن يجمعُ المَالَ من حلالٍ وحرامٍ وَلاَ يُبالي
فكلُّ همَّهِ تحقيقُ مطالبِ الزوجةِ، وكذَلِكَ المرأةُ الَّتِي تفرطَ فِي أوامرِ
الله تَعَالَى لترضِي زوجَها فإذَا أمَرها بشئٍ يغضبُ اللهَ أطاعَته وعصت
ربَّها،كمن يأمرُ زَوجَتَه بخلعِ النقابِ أو عدمِ ارتداءِ الحجابِ أو السَّهرِ
معه فِي أماكن يحرمُ الذهابُ إليها أو أن تشاهدَ وتسمعَ ما يغضبُ اللهَ
فتراهَا تطيعُه خوفاً وحبّاً لهُ، وإن عصت ربَّهَا فهَذَا كلُّه من المحبةِ
المذمومةِ الَّتي تجعلُ صاحبَها مع القوم الفاسقين، قَالَ تَعَالَى:{

قُل إِن
كَانَ ءَابَآؤُكُم وَأَبنَآؤُكُم وَ إِخوَانُكُم وَأَزوَاجُكُم وَعَشِرَتُكُم وَأَموَالٌ اقتَرَفتُمُوهَا
وَتِجَارةٌ تَخشَونَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرضَونَهَآ أَحَبَّ إِلَيكُم مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ
وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّي يَأتِيَ اللهُ بِأَمرِهِ وَ اللهُ لاَ يَهدِى
القَومَ الفَاسِقِينَ} (سورة التوبة:24)



 

أما المحبةُ المحمودةُ بَيْنَ الزوجين فهي الًّتِي لا يَتَعَدَّى بها الزوجان حدودَ
وأوامرَ اللهِ تَعَالَى وقد امتنَّ اللهُ بهذه النعمةِ - نعمةُ التزاوجِ - بَيْنَ الرجلِ
والمرأةِ بقولِهِ:

{ وَمِن ءايَاتِهِ أن خَلَقَ لَكُم مِّن أَنفُسِكُم أَزوَاجاً لِّتَسكُنُواْ
إِلَيهَا وَجَعَلَ بَينَكُم مَّوَدَّةً وَرَحمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَاتٍ لِّقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ} ( الروم: 21)


قالَ العلامةُ السعديُّ:

ومن آياتِه الدالةِ عَلَى رحمتِه وعنايتِه بعبادِه وحكمتِه العظيمةِ وعلمِه
المحيطِ

{أَن خَلَقَ لَكُم مِّن أَنفُسِكُم أَزوَاجاً}


تُناسِبَكُم وتناسبونَهنَّ وتشاكلكم وتشاكلونهن

{لِّتَسكُنُواْ إِلَيهَا وَجَعَلَ بَينَكُم مَّودَّةً وَرَحمَةً}

بما رُتَّبَ عَلَى الزواجِ من الأسبابِ الجالبةِ للمودةِ والرحمةِ فَحَصَّلَ
بالزوجةِ الاستمتاعَ واللذةَ والمنفعةَ بوجودِ الأولادِ وتربيتِهم
والسكون إليها فلا تجدُ بَيْنَ أحدٍ فِي الغالبِ مثلَ ما بَيْنَ الزوجين
من المودةِ والرحمةِ

(1)



{1} تيسير الكريم الرحمن(ص:639)


لـ أمَّ تَمِيم