المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأقوال الواردة في معنى (الرب)



أهــل الحـديث
26-12-2011, 01:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسـم الله الرحمـن الرحيـم




الأقوال الواردة في معنى (الرب) في قوله تعالى :



(وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون)




أولا : جاء في معنى الرب :



الرب : اسم الله تعالى ، و لا يقال الرب في غير الله إلا بالإضافة .

و أيضا من معاني الرب :
المالك و السيد و المربي و القيم و المنعم و المدبر و المصلح . (1)





ثانيا : إعراب الجملة " إنه ربي "



(إن) للتوكيد و النصب (ـه) ضمير في محل نصب اسم إن يعود على سيده أو على الباري تعالى .
(رب) خبر إن مرفوهع بضمة مقدرة على ما قبل الياء (ـي) مضاف إليه . (2)






ثالثا : الأقـــوال الـواردة فـي معنــى (الــرب)




أ - القول الأول :



قال الشوكاني :
و جملة " إنه ربي أحسن مثواي "
تعليل للامتناع الكائن منه ببعض الأسباب التي هي أقرب إلى فهم امرأة العزيز ، و الضمير للشأن أي : إن الشأن ربي ، يعني : العزيز أي : سيدي الذي رباني و أحسن مثواي حيث أمرك بقوله " أكرمي مثواه "
فكيف أخونه في أهله و أجيبك إلى ما تريدين من ذلك ؟! (3)

قال القرطبي : " إنه ربي " يعني زوجها ، أي هو سيدي أكرمني فلا أخونه .(4)


قال الطبري : إن صاحبك و زوجك سيدي .
فعن السدي : " معاذ الله إنه ربي " قال : سيدي .
و عن مجاهد قال : يريد يوسف سيده و زوج المرأة . (5)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
قول يوسف لما قالت له امرأة العزيز " هيت لك "
قال " معاذ الله ، إنه ربي أحسن مثواي ، إنه لا يفلح الظالمون "
المراد بربه في أصح القولين هنا سيده و هو زوجها الذي اشتراه من مصر الذي قال لامرأته " أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا "
قال الله تعالى " و كذلك مكنا ليوسف في الأرض و لنعلمه من تأويل الأحاديث و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون "
فلما وصى به امرأته فقال لها " أكرمي مثواه" قال يوسف "إنه ربي أحسن مثواي "
و لهذا قال " إنه لا يفلح الظالمون " و الضمير في " إنه " معلوم بينهما و هو سيدها.
(6)

قال ابن كثير :
و كانوا يطلقون الرب على السيد و الكبير ، أي إن بعلك ربي أحسن مثواي أي منزلي و أحسن إلي ، فلا أقابله بالفاحشة في أهله . (7)






ب – القول الثاني :




قال الزجاج : إن الضمير لله سبحانه ، أي : إن الله ربي تولاني بلطفه فلا أركب ما حرمه . فتح القدير (8)






ج – في الجمع بين القولين :






قال أبو بكر الجزائري :
يريد العزيز أحسن إقامتي فكيف أخونه في أهله . و في نفس الوقت أن سيده الحق الله جل جلاله قد أحسن مثواه بما سخر له فكيف يخونه فيما حرم عليه . (9)



قال عليش متولي :

و قد سبق الكلام عن اختلاف العلماء في من يعود عليه الضمير في قوله " إنه ربي أحسن مثواي " و الاختيار هو عود الضمير على الله تعالى بالنسبة لمراد يوسف عليه السلام .
و عود الضمير على العزيز بالنسبة للمرأة ، و هذا من الإعجاز القرآني في هذه الآية الكريمة .
فعلى مراد يوسف عليه السلام يكون قوله " إنه ربي أحسن مثواي "
تعليل للاستعاذة نفسها ، أي إنه تعالى ولي أمري كله أحسن مقامي عندكم ، و سخركم لي بما وفقني له من الأمانة و الصيانة فهو يعيذني و يعصمني من عصيانه وخيانتكم.
و على مراد امرأة العزيز و التي لا تفهم سواه ، يكون قوله " إنه ربي أحسن مثواي " تعليل للامتناع ببعض الأسباب الخارجية مما عسى أن يكون مؤثرا عندها و داعيا إلى اختياره ، و كانوا يطلقون (الرب) على السيد و الكبير : أي إنه بعلك ربي أحسن مثواي أي منزلي ، و أحسن إلي فلا أقابله بالفاحشة في أهله .

و أيضا يفسر بأن الله تعالى : " قد أحسن إيوائه إذ جاء غريبا و دخل مصر *لا حول له و لا قوة و لا معين و لا أهل ، فآواه الحق تبارك و تعالى إليه ، و أحاطه بعنايته الشاملة ، و كلأه برعايته التامة ، و قد أحسن مثواه ، و لم يجعل له سبيلا كي يدنس هذا المثوى فلا سبيل إلى الفاحشة مطلقا ، فإن المثوى الذي تدنسه الفاحشة يكون مهينا .
هذا و من جملة إحسان الله تعالى إليه ، إكرام العزيز له على غاية من الإعزاز و الاحترام . " (10)



ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
(1) المعجم الوسيط المكتبة الإسلامية / تركيا (ص/321) مادة (رب)
(2) إعراب القرآن الكريم لمحمد الطيب الإبراهيم . دار النفائس / لبنان . (ص/238)
(3) فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير للشوكاني . دار المؤيد / الرياض . (3/22)
(4) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي . دار الحديث / القاهرة . (9-10/170)
(5)جامع البيان في تأويل القرآن للطبري. دار الكتب العلمية / لبنان. (7/180)
(6)التفسير الكبير لابن تيمية . دار الكتب العلمية / لبنان . (5/53،54)
(7)مختصر تفسير القرآن العظيم المسمى عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير .أحمد شاكر / دار الوفاء .(2/288)
(8)فتح القدير (3/23)
(9) أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير (2/605)
(10) موسوعة تفسير سورة يوسف عليه الصلاة و السلام لعليش متولي / إشراف الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ، الكويت (1/550،551)