المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : sans titre



أهــل الحـديث
26-12-2011, 12:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



هي بدون عنوان فهل تجد لها أنت ؟


تختلف التجربة فتختلف الأحكام والآراء فإن كان العرب يقولون قل لى من تعاشر أقل لك من أنت فغيرهم يقول قل لى ما صنعت أقل لك من أنت .
وقل لي كلاما تؤمن به وحكما تحبها أقل لك ايضا من أنت.
ولأنه اختيار وكما يقال اختيار الرجل قطعة من عقله فهو اختياري إذن وهو بعض من عقلي، وهدفي أن ترى عزيزي القارئ كيف يختلف الناس في النظر للاشياء :
كان امرئ القيس أمير الشعراء ممن وقف على الأطلال فوقف واستوقف وبكى واستبكى في بيت واحد فقال
قِفَا نَبْكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ. بِسُقْطِ اللِّوَى بين الدَّخُول فَحوْمَلِ
فشرع منهجا وشق طريقا فبكى كثيرون وانتحبوا على الأطلال البالية. وخفف الوطأة ابو تمام حبيب بن أوس ولكنه لم يكن بعيدا من فكرة ابي الجروح ولا عن فلسفته فقال :
نَقِّلْ فُؤادَكَ حيثُ شِئْتَ مِن الهَوَى ... ما الحبُّ إلاّ للحبيبِ الأَولِ
كم مَنْزلٍ في الأرضِ يألَفُهُ الفَتَى... وحَنينُهُ أبداً لأوَّلِ مَنْزِلِ
ولكن الصفي الحلي يرى شيئا آخر ويحمل فلسفة أوسع وشخصية أكثر تحررا فقال :
تنقل فلذات الهوى في التنقل ... ورد كل صاف لا تقف عند منهل
ففي الأرض أحباب وفيها منازل ... فلا تبك من ذكرى حبيب ومنزل
ولا تستمع قول امرئ القيس إنه ... مضل ومن ذا يهتدي بمضلل
وقال عبد الله الجعدي وقد اختار الجار على الدار والأحياء على الجدران
فان تجف عني أو تزرني إهانة ... أجد عنك في الأرض العريضة مذهبا
وقال المتنبي وقد تضخم عنده الأنا فصار لا يرى إلا نفسه ولا يركن إلا إلى روحه فكأنه رجل الدنيا و واحدها فقال
وإنِّي لنجمٌ تهتَدي بيَ صُحبتي ... إذا حالَ مِن دونِ النُّجومِ سحابُ
غنيٌّ عنِ الأوطانِ لا يستفزُّني ... إلى بلدٍ سافرتُ عنهُ إيابُ .
وقال الفرزدق
وفي الأرض عن دار القلى متحول ... وكل بلاد أوطنتك بلاد
وقال آخر وقد قدم المصلحة الشخصية والمنفعة المادية
وما هي إلا بلدة مثل بلدتي ... خيارهما ما كان عونا على دهر
وقال آخر وقد رام عزة النفس
وإذا البلاد تغيرت عن حالها ... فدع المقام وبادر التحويلا
ليس المقام عليك فرضا واجبا ... في بلدة تدع العزيز ذليلا
وقد كان أبي فراس الحمداني أنانيا حين قال في قصيدته

أراك عصي الدمع شيمتك الصبر ... أما للهوى نهي عليك ولا أمر


ويقول فيها:


تكاد تضيء النار بين جوانحي ... إذا هي أذكتها الصبابة والفكر


معللتي بالوعد والموت دونه ... إذا مت عطشاناً فلا نزل القطر.


فقد كانت البحتري أكثر إنسانية منه حين قال

ولو أني حُبيتُ الخلدَ فرداً ... لما أحببتُ بالخلدِ انفرادا
فلاَ هَطلتْ عليَّ ولا بأَرضي ... سحائبُ ليس تنتظمُ البلادا
أما أنا فأ حكي هذه القصة وإن كانت من واد أخر فهي نافعة وإن كانت ترى نابية منفصلة فهي متصلة وإنك عزيزي القارئ إذا امعنت النظر ودققته لن تعدم أن ترى قرب بعض من بعض وها هي القصة
حكي أن الشبلي رحمه الله خدم أربعمائة أستاذ، وقال قرأت أربعة آلاف حديث، ثم اخترت منها حديثا واحدا، وعملت به، وخليت ما سواه؛ لأني تأملته فوجدت خلاصي ونجاتي فيه، وكان علم الأولين، والآخرين كله مندرجا فيه فاكتفيت به، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبعض أصحابه:" اعمل لدنياك بقدرمقامك فيها، واعمل لآخرتك بقدر بقائك فيها، واعمل لله بقدر حاجتك إليه، واعمل للنار بقدر صبرك عليها"


أسأل الله أن تكون نافعة