المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخطوات الوافية نحو الكتابة الراقية..!!



جــkــذ11ب
05-11-2004, 05:49 PM
(( أرجو التثبيت للفائدة ))

الخطوات الوافية نحو الكتابة الراقية..!!


أول ما أبدأ به حديثي حول "الكتابة" هو الحديث عما قبل الكتابة، وهذه تشمل النقاط التالية :

1- لماذا الكتابة؟؟

لماذا الكتابة؟؟ هل لأنك مبدعٌ فيها أم لأنك تحبها؟؟
لو كنت مبدعًا فيها فهي مجالٌ رائعٌ، أما لو كانت ممارسة الكتابة فقط لأجل أنك تحبها..
فالكتابة أداة متعددة المنافع. أننا نكتب للإعلام وللإقناع أو للإيحاء للآخرين أو حتى لتهديدهم..

ومن المهم أن نكتب جيداً لأن الكتابة يمكن أن:
- تضع الأفكار والمعلومات في قالب دائم يسهل استخدامه كمرجع للبحث او الاستنساخ.
- تُحرّك الآخرين للتصرف وفقاً للأفكار الواردة في النص المدوّن.
- توفر وقت الكاتب وذلك بتمكين أفكاره من أن تتكاثر وتصل إلى جمهور أكبر.
- ترشّد وتوجّه المتعلمين وذلك من خلال نقل الأفكار الجديدة أو المختلفة بأسلوب دقيق.
- تؤسس وترسخ المصداقية والمرجعية وذلك من خلال تقديم الكاتب للقارىء.
- تزيد من فرص النجاح وذلك من خلال الطرح الموجود والدائم للخيارات أو لمناهج العمل.

ولأن الكتابة أداة للتواصل مع الآخرين، يجب إتقانها تماماً بالممارسة والتدريب.
إن اختيارنا للكلمات وللموضوعات أمر بالغ الأهمية في إضفاء الوضوح والبيان والدقة والجاذبية على كتابتنا.

2- ما جديدك؟؟

إن الأمر الأهم في الكتابة ليس هو أن تكتب، وإنما هو أن تأتي بالجديد ولا تُكرِّر، الجديد في الموضوع، الجديد في المعالجة، أو الجديد في أسلوب العرض. نجاحك يعتمد على ما تقدِّمه من جديد.

3- ما مصدرك؟؟

قبل أن تخطَّ حرفًا واحدًا عليك أن تسأل نفسك: "ما مصدري؟، من أين أستقي معلوماتٍ أنطلق منها في الكتابة؟؟".
إن الكاتب المبدع هو القارئ المبدع، ولا يمكن لكاتب أن يكون طالما هو لم يقرأ، ولا يمكن للقلم أن يخطَّ طالما هو لا يملك رصيدًا وعلمًا ينتقي منه، إن القراءة والتثقف كمثل الينبوع، يفجِّر بعضها بعضًا، فما أن تحصل على معلومة حتى تفتح لك هذه المعلومة أبوابًا لمعلوماتٍ أخرى وأخرى.


هذا هو حديث ما قبل الكتابة، أما حديث الكتابة، ففيه النقاط الأربع التالية:

1- "الكتابة" << السهل الممتنع>>:

إن الكتابة هي فن السهل الممتنع، إذ دائمًا ما يفكِّر المرء كيف يقدِّم ما يريد قوله بوضوحٍ وسلاسةٍ واعتدالٍ وتأثيرٍ، دون أن يُزعج أحدًا أو يغضب آخر.
وهل كل قادرٍ على الكتابة يستطيع أن يوصل رسالته إلى أذهان الناس، أم هذا له موهبةٌ خاصة؟؟ بمعنى: هل الكتابة فنٌّ أم علم؟؟ هل هي موهبة أم ممارسة؟؟

الكتابة هي فنٌّ وعلم، موهبةٌ وممارسة، وهي ليست عملية ميكانيكية يُدرَّب عليها الإنسان.. ولكنها موهبة كذلك يجب تواجدها فيمن يريد أن يكتب، إنها إبداع وفن، وهي علم كذلك وتكنيك، فعدم الإلمام بأحدهما يجعل الكاتب مجرد كاتب متوسط على أبعد تقدير.


2- تعلَّم الكتابة:

للكتابة جانبان: نظريٌّ وتطبيقيٌّ.
النظريُّ هو قواعد الإملاء، وقواعد الرسم من رموزٍ ونحوها، والأساليب وأنواعها ودلالاتها والفروقات بينها، والصور البلاغية ودلالاتها، وعلم النحو والصرف، ومعرفة الأخطاء الشائعة، وما إلى ذلك.

والتطبيقيُّ عبارة عن نماذج مختلفةٍ من الكتابة، ليتمكَّن المطَّلع عليها من الاستفادة من أساليبها، مع ملاحظة تطبيق القواعد الإملائية والأساليب والصور البلاغية فيها.


3- مدارس تعليم الكتابة:

أكثر مدارس تعليم الكتابة شيوعًا ثلاث مدارس أو اتجاهات:
المدرسة الأولى: ترى أن الطريقة المثلى لتعلُّم فن الكتابة أن يجلس المرء لغرض الكتابة، حتى وإن كان خالي الوفاض والذهن تمامًا مما سيكتب.
وهذه المدرسة تعتمد على نظرية أن الكتابة مرانٌ وممارسة، وكلما زاد الكاتب مرانًا كلما أجاد وجدَّد.

المدرسة الثانية: تعتمد أن القراءة كنزٌ لا يفنى، ومنهجها يعتمد على لازمة تتكرر: اقرأ، اقرأ، ثم اقرأ، وبعدها واصل القراءة، ستجد بعد حين، أنك مدفوع دفعًا للجلوس وتسطير ما اعتمل في وجدانك من انفعالات وأحاسيس، أو تراكم في ذهنك من آراء وأفكار، غدت بمثابة السماد لأسلوبك وأفكارك.
ويحذِّر أصحاب هذه المدرسة من الجلوس للكتابة قبل أن تتواجد تلك المعارف في وعي الكاتب ولا وعيه.

المدرسة الثالثة: تدعو للاستجابة السريعة لداعي الحاجة للكتابة؛ فالحاجة للكتابة نزعة خالصة وحالة طبيعية ملحاحة.

ويمكن الجمع بين هذه المدارس الثلاث بكل سهولة، فالمرء لا يقدر على كتابة جملةٍ مفيدةٍ إن لم يكن قد قرأ جملةً مفيدةً، وهو لا يستطيع كتابة خاطرةٍ سليمة المعنى والمبنى ما لم تكن الخاطرة قد عنَّت له في صحوه أو منامه، ودارت في مخيلته، وألحَّت عليه أن يحولها إلى كلمات، وأن يظهرها إلى حيز الوجود.


4- عملية الكتابة

تبدو عملية الكتابة صعبة ومعقدة، لكنها تتطلب في واقع الامر إتقان عدد قليل من المهارات الاساسية، ويمكن أن نخفف من عناء الكتابة إذا ما فهمنا الموضوع الذي نكتب فيه وهدفنا من الكتابة والجمهور الذي نكتب له. وإذا أخذنا ذلك كله في الحسبان، فسيكون بوسعنا التقليل من المعاناة التي تلازم الكتابة الى أدنى حد ممكن وذلك بتفصيل العملية في شكل خطوات يسهل القيم بها والتحكم فيها. وهذه الخطوات يمكن إبرازها فيما يلي:

أ - التخطيط

تبدأ الكتابة بالتخطيط. وهذا يعني التفكير فيما يمكن أن يكتب في الموضوع الذي نتناوله. وقد يتطلب ذلك اتخاذ رؤوس نقاط للتذكرة وعمل قوائم أو وضع مخطط تقريبي للأفكار التي يم تقديمها. نقوم بوضع الأفكار والتفاصيل المساندة لكي لا نضيع أية نقطة أو نعرض الأفكار بطريقة غير منظمة.

ب - كتابة المسودة

يجب إعداد المسودة الأولى بشكل موجز ومتقن، مع عدم استخدام كلمات تتعدى ما هو ضروري، وتجنب الكلمات الغامضة التي تثير البلبلة حول الأفكار المطلوب عرضها. وفي الوقت ذاته نأخذ في حسابنا القراء واستيعابهم الأفكار الأساسية. ثم استخدامنا للأمثلة التوضيحية في هذا السياق يمكن أن يشرح الأفكار الصعبة. وبمجرد انجاز المسودة نقوم بتصفحها للتعرف على العناصر التي يمكن الاستفادة منها.

ج - المراجعة

بمقدور عملية المراجعة أن تحسّن المسودة إلى حد كبير. ونحن نراجع المسودة لاستبعاد التفصيلات غير الهامة ولتوضيح أية أفكار غامضة ولتحقيق التناسق بين العناصر والتوازن والشمول.

د - مراجعة النص النهائي

بعد إعداد المسودة النهائية وبعد مراجعتها مرة أو مرتين، نقرأ النص النهائي قراءة متأنية متقنة، ندقق فيها صحة النحو والهجاء واستعمال النقط والفواصل، وغيرها من علامات الترقيم.


من الأفكار التي تفيد في الكتابة الجيدة:

- استند في كتابتك النثرية الى الحقائق، وداوم على البساطة والإيجاز والضبط.
- تجنب المفردات التخصصية الغريبة والعبارات والاصطلاحات المبتذلة والعقيمة.
- اتبع الأسلوب الموجز الجازم والجمل القصيرة.
- استخدم الأفعال أكثر من الاسماء.
- استبعد الكلمات غير الضرورية بتغيير الأسماء إلى أفعال.
- استخدم صيغة المبني للمعلوم بإظهار الفاعل.
- تجنب تكرار الكلمات، واستخدم المرادفات بديلاً لذلك.
- إبدأ مسودتك بكتابة جميع أفكارك ذات العلاقة بالموضوع. لا تهتم في البداية بالترتيب أو بالتسلسل.
- التزم جانب الهدوء وحسن الأدب وابتعد عن التشنج والانفعال..
وتوقع المعارضة والمخالفة لرأيك وربما سوء الفهم لمقالك.
- تذكّر الحكمة الشائعة: خير الكلام ما قلَّ و دلَّ.