المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فيما ذُكر من أحوال المعلمين 1 - الفروقات حقنا وهدفنا



حقوق المعلمين
25-12-2011, 01:30 PM
فيما ذُكر من أحوال المعلمين 1
يتمتع بلا شك المعلم والمعلمة في البلد -ولله الحمد والمنّة- بمزايا قلَّ أن يكون لها مثيلاً في أي قطاع وظيفي في البلد.. وهذه نعم يحسدهم عليها الغالب الأعم من الشعب، بل إن البعض أصبح يدعو مع كل صلاة أن ينقلب حاله المعيشي والعملي لمعلم أو معلمة بأي شكل من الأشكال.. ولعلي اليوم أريد أن أنصف هذه الفئة المغبوطة من قبل الكثيرين؛ بسبب ما تتمتع به من رعاية فائقة مقارنة بموظفي القطاعات الأخرى.. وهي رعاية في محلها ولها ما يبررها، وسآتي على هذا لاحقاً..
ولو لم أكن أستاذاً جامعياً في يوم من الأيام –طبعاً قبل حقبة الكراسي العلمية والكاش المحترم والبدلات اللي فوق الراتب- لما تصورت أن الناس فعلاً هنا تتصور بأن مهنة التعليم تكايا فاخرة وإجازات ومرتبات أكثر مما يستحق أصحابها، وقد كنت شخصياً يقال لي مثل ذلك من أقاربي أو أصدقائي.. ما علينا..

قد يكون كلامي أعلاه مستفزاً للكثيرين من غير التربويين، لكن هذا الواقع، والحقيقة ما تزعل!! المعلم هنا يا سادة يا كرام يستاهل أن يكون مخصصه من يتعين منهم الـ"10000" حتى وإن كان الغالب منكم يعتقد أن دوامه بالبركة وطبيعة عمله هي الأخرى وناسة وفلتان وإنتاجية.. خليها على ربك يا مواطن..

المعلم هنا يحظى بسكن مؤثت كأساتذة الجامعات والعسكريين واللّي ما يلقون له سكن يمنح بدل إيجار وتأثيت.. لا، وإجازاته السنوية مدفوعة سلفاً، والتذاكر بأسعار رمزية على الناقل الوطني أو أي ناقل يطير ويوقع في البلد.. المعلم والمعلمة في البلد محفولين مكفولين طبياً ويعالجون "في آي بي" في أمتن مشافي البلد الخاصة طبعاً، لا وإذا ما حصل علاج في الداخل يطيّر بأسرع ما يمكن –طبعاً ما هو عن طريق الهيئة الطبية العظيمة- لأفضل مراكز العلاج المتقدم في أوروبا وأميركا.

بيني وبينكم إنني مع هذه المعاملة الخرافية لكادر التربية والتعليم في البلد، أشعر برغبة عارمة، ما هو للعودة للجامعة، بل للتعليم العام، بس أنتسب لهذا الجهاز العظيم في البلد.. ناهيك عن إجازات التفرغ التربوية التي تمنح للمعلم أو المعلمة كل عامين ليمضي فترة ستة أشهر خارج الحدود، وفي مجتمعات المعلومات، ليطلع على الجديد في التعليم الذكي والجديد في طرائق التوصيل وفنون تنظيف أدمغة الطلاب والطالبات، وهذه مزية لا يحظى بها إلا أساتذة الجامعات وكل أربعة أعوام.

بيني وبينكم فعلاً قطاع التربية والتعليم معاملته عشر نجوم في البلد، بجد وبعذر خلق الله مستقعدين لهم.. يا جماعة تصدقون إنه حتى الأمن المدرسي موفَّر ليس عن طريق شركات ومتعهدين ولف ودوران، أبداً، توظيف شباب وشابات بمؤهلات ثانوية عامة كمسؤولي أمن وعلى المستوى الأول من الكادر يتواجدون على مدار الساعة لضمان أن لا ينطق معلم أو معلمة من مواطنين أو طلاب أو طالبات غير طبيعيين، أو حدوث أعمال شغب بين الطلاب والطالبات كما هو معتاد في بيئات تعليمية.. يعني ما في شيء متروك للعبث أو الصدف أو اللامعقول في البيئات التعليمية.. شغلة الأمن هذي بس، نسفت نسبة بالمرة طيبة من طابور البطالة، وهذه تحسب لهذا القطاع الطليعي.. بعدين لا ننسى أن المعلمين والمعلمات يتمتعون بكادر متموّج أنيق للترقي ولا مسابقات ولا منافسات ولا ترشيحات ولا يحزنون كموظفي الحكومة.. وهذي في حد ذاتها كانت من أذكى إنجازات القطاع، لتجعل المعلم والمعلمة ينعمون بهدوء البال والتفرغ للعملية التعليمية بكل رشاقة وجودة ونوعية.. لا أخفيكم أن قطاع التربية والتعليم قطع أشواطاً مخيفة في مجتمع المعلوماتية مقارنة بقطاعاتنا الحكومية الأخرى.. فالمعلمون والمعلمات يزوَّدون بالأيبادات واللاب توبات وخدمات الشبكات والواي فاي والآي كلاود، وكل البرمجيات التي تعاونهم في ملاحقة الأحدث في مجالات اختصاصهم ومتابعة طلابهم وطالباتهم عن بعد، وتنمية التفكير والحوار والنقاشات والأفكار الإبداعية ليلاً ونهاراً من أجل جيل منتج يجعلنا منافسين شرسين في منظمة التجارة العالمية.

أنا أقول يا أحبتي.. العمل التربوي عمل متعب مرهق مستنزف للطاقة وللأعصاب، وصدقوني أن هذه المزايا التي يحصل عليها إخوانكم وأخواتكم المعلمين والمعلمات هي في النهاية في صالح أبنائكم وبناتكم، واقتصادياً مجدية، لأنكم توفرون عشرات الألوف من الريالات التي كنتم تصرفونها من مدخراتكم على تعليم أبنائكم في المدارس الخاصة.

يا أحبتي.. التعليم مهنة من أخطر المهن في أي مجتمع، وصدقوني إن ما يتمتع به معلمونا ومعلماتنا من امتيازات هو أقل ما يمكن أن يقدم لمن يصنعون مستقبل البلد..

"أحوال 2" قراءة معمّقة في الـ10000 يوم.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

د. عبدالله الطويرقي



ههههههههههههههههههههههههه هههههه


في الثمانيات ..