المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مــــا مشــــكــلة الريــــال ..!!!



االزعيم الهلالي
25-12-2011, 11:40 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته





بيت فقير ...
عجوز مسن ...
أطفال جياع ...


كلمات عادية تسماع بكل يوم و تشاهد بكل لحظة ..
ففي كل حي ترى بيت فقير و في كل شارع تشاهد عجوز طاعنه بالعمر تسير بلا رفيق و في كل شارع ترى طفل أو طفله مكسور الحال يمشي و الفقر يمشي معه , يلعب و الفقر يلعب معه , ثياب رثه , و جسم بالي نحيف من الفقر , و عين حزينة من الجوع ,
مشاهد نشاهده يوميا لا تحرك لنا بال و لا نهتم بها و كأننا من كوكب أخر أو كأننا ألة لا تشعر و لا تحس.
أجمع الكلمات السابقة وضعه في جملة و تخيل مقدار التعاسة و مقدار الألم الذي لا يرحم ...


بيت فقير ... زاده قليل ... لا طعام به ولا ماء ..و أن وجد بالصباح لا يكفي للمساء و أن وجد بالمساء لا يكفي للصباح ...
هذه هي الحال و هذا طريقة العيش بهذا البيت ...


يوجد بالبيت أطفال جياع .. أطفال جياع يحتاجون للأكل و الشرب .. أطفال جياع يحتاجون للطعام و الملبس ..أطفال جياع يحتاجون للنوم و الرأحة .. أطفال جياع يحتاجون للكهرباء .. يحتاجون للمال لتوفير كل هذا ...
لكن لا يوجد المال فالاب ميت و لا يوجد راتب و لا يوجد دخل ... و أفراد القبيلة يذكرونهم بكل رمضان وقبل العيد بكيس او كيسين من الرز ..و الموعد رمضان القادم أن ذكرنا ..



عجوز مسن ... عمرها لا يكفي لتولي المسئولية ... و لا للأهتمام بالبيت و مراعاة أموره ...
من في سنها يوضع لهم الخدم لخدمتهم ... ومن في سنها توفر لهم أسباب الحياة الكريمة لقضاء ما تبقي من العمر بصحة وسلام ...
فرض عليها الامر أن تتولى شئون بيت ... بيت فقير لا يوجد به طعام و لا ماء .. بيت فقير يوجد به أطفال جياع
أطفال يحتاجون للأكل و الشرب .. يحتاجون للطعام و الملبس .. يحتاجون للنوم و الرأحة .. يحتاجون للكهرباء .. يحتاجون للمال لتوفير كل هذا ...
لكن لأ يوجد مال و لا يجود دخل ...



هم يراود العجوز المسن ..!!
هم جعل النوم يرحل بلا رجعه ..
ليل غامض ليل قاتل ...
الاطفال الجياع نائمون بالبيت الفقير الذي لا يوجد به طعام و لا ماء...
أكلوا القليل القليل وناموا على جوع و عطش ...


العجوز المسن يتقطع قلبها و هي ترى بزوغ الفجر ...
ففي ظهور الصبح هم جديد و يوم جديد تشاهد به الأطفال يتضرعون و يتقلبون من الجوع وهي لا حول لها و لا قوة ...


بعد طول تفكير و بعد هم طويل و بعد ليل أليم .....
أخذت حجابها المتقطع و سترة جسمها و غطت وجهها و فتحت بأب بيتها المتهالك و جرت خطأها تقطع الارض بسرعة السلحفاة و تتمايل من التعب فقدميها لا تسعفها للوقوف...


ووصلت قبيل أذن الفجر و وقفت على أعتاب باب المسجد ...
فهنا المسلمون يصلون و هنا المومنون يركعون و هنا يسجدون و هنا الناس تأتي لرضا الله ...
هنا الكل يجتمع و هنا القلوب الرحيمة و هنا القلوب الرقيقة كلها تأتي هنا بصلاة الصبح لاجل الله ...



هنا الفرج بأذن الله ...
صلت مع الجماعة و تتبعت خطى الأمام حتى أنهاء صلاته ...
و دخلت باب المسجد و جلست على أطرافه ...
أخرجت كيس بيدها حتى لا تلمس يد المسلمون يدها ....فالشرف لا يعرف عمر عندها ...


مدت الكيس و كلها أمل...
فكل ما يوضع به هو سبيل لأسكات صراخ طفل يرضع أو طفل يحبوا او طفل تتقطع أمعأءه من الجوع أو طفلة هد الفقر براتها و جمال طلتها...


عد المصلي الأول و رفع عينه باعلى المسجد حتى لا يرأها ..!!!
عد الثاني بسرعة متناهيه و كأن هناك من يلاحقه ..!!!
عد الثالث و هو يستغفر الله ويتوب اليه ...


زادت دقات قلبلها ..!!
لعل المومنون الذين يعرفون قيمة الصدقة لم يشاهدو وجودي...
هزت الكيس ....
كل ماعد مصلي هزت كيسها ....
لعل قلبه يهتز و يشعر ...
لكن لا شعور و لا أحساس و لا قلوب رقيقة ...
صوت أهتزاز الكيس لا يصل الى مسامع القلوب و لا يحرك بها شيئا ..



انتهى كل المصلون بالمسجد ....
بقيت أنا لأاني أتيت متأخر و بقيت قليلا أرتاح ..... و بقى الأمام و المؤذن و رجل هندي و أخر يجلس باطراف المسجد يقراء ...
و البقية رحلوا ....
عدد بحدود الخمسين مصلي كلهم رحلوا من امامها ...


و عندما وصلت له أخرجت لها شيئا يسير من جيبي ووضعته بالكيس و صعقت من هول المفأجاة ...
الكيس فاااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااارغ لا ريال و لا عشرة و لا حتى أنصاف أو ارباع ...




خرجت و سرت مسأفة الطريق و انا فكر بهذه العجوز ...
تخيل ان الجميع رحلوا و لم يبقى الا نفر لا يتجاوز عددهم الخمسة و كأنت تتنظرنا و كلها أمل بنا ..!!!
تخيل انه كانت تنظر ألي و تتأمل أنني سوف أنقذها و بالاخير خذلنها ..!!!:cry::cry:




الى كتابة هذه السطور و أنا أفكر ماذا دار بخلد العجوز عنا ..!!
ماذا قالت لأطفالها عن المسلمين بصلاة الفجر ..!!!
تخيل من يخرج بهذا الوقت الا من وصل به الأمر الى أخر رمق ...
تخيل عودتها الى بيتها لا يوجد معها ما يكفي لشراء طعام ..!!!
تخيل قوة القهر بقلبها قهر الجوع و الاطفال و قهر خذلان المسلمين ..!!


ماذا حل بالبيت الفقير و الأطفال الجياع و العجوز المسن .!!!
االعجوز التي كانت تأمل بالمصلين و خذلوها ..!!






*******



مالذي أصابنا ..!!!
هل وصل بنا البخل لهذه الدرجة ..!!!
هل يعقل أن البخل بنا وصل الى مستوى الريال ..!!


لو كل مصلي وضع ريال بالكيس لرجعت الى بيتها معززة مكرمه بمبلغ 50 ريال تشتري به طعام و غداء و عشاء ..
وتسد رمق الاطفال ليوم أو يومين ..
المصيبة أن أغلب من كان بالمسجد موظفين ميسورين الحال ...
فلباسهم يدل على ذالك ...


اذا ما مشكلة الريال ..!!!
حتى الأجابة على هذا السؤال فلنعرف لماذا أبتلينا بالغلاء و تسلط من لا يراعي فينا ضمير و لا دين ...


اذا لا نلوم المسؤولين و لا نلوم الوزراء و لا نلوم الامراء و لا نلوم الملوك و لا نلوم أحد من الاغنياء عندما يبخل و يكدس ثروة البلد و يبخل بها ...:yes::yes:
لا أحد يقولي بيت و سكن و بدل سكن و بدل غلاء لأن طبيعي حنا نتعلى على الفقراء فاكيد الاغنياء يتعالون علينا ..
وهذا يمكن أن يكون عقاب جماعي لنا ..



لا أحد يأتي لي بعذر و يقول هم غير محتاجين و هذه مجرد خداع حتى يستلطف بها القلوب الرحيمة ..!!!
المسألة كلها مجرد ريالات لا تغني و لا تسمن من جوع ...


ولا يقول لي أخر هم عمالة سائبة ..
و العمالة السائبة اليسوا بشر مثلنا مثلهم...
و العمالة السائبة أليست تحتاج الى طعام ..!!!
فأن أخطئت الدولة في تكديسهم داخل البلد فهذا لا يعني أن نزيد أوجاعهم ..!!




قصة أخيرة قالها لي أحدهم قبل سنة راودتني الان ...
قال كنا ذاهبين الى بيت أيتام لا يوجد لهم كفيل الا الله عزوجل و كان الوقت بعد صلاة العشاء ...
يقول كان معنا قليل من المال من احد المحسنين أراد به ان يكون مخصص للايتام ...
يقول عندما وصلنا وجدنا الأم خارجه من باب البيت و عندما شاهدتنا دخلت و اقفلت الباب لم تدري انه مقصودة بالزيارة بل كانت تتنظر ذهابهم حتى تخرج ...


يقول عندما طرقنا الباب و سلمناها الامانة بكت بشدة ..
وقالت أنها لبست عبأتها و تريد ان تخرج لا تدري الى أين المهم ان توفر قيمة طعام الأطفال ..!!!


ولك أن تتخيل ما شئت ...



سئل الشيخ عبد العزيز ال شيخ مفتي المملكة عن السائلين بالمساجد و الأماكن العامة ...
فقال الأفضل أن يعطوا لو ريال قيمة كسرت النفس...
يعني انه انسان كسر نفسه و كبرياءه لك فأعطه لو القليل قيمة كسر هذه النفس ..




:rose: