المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقديس البشر .. الى متى ؟



حواء غرابيل
23-12-2011, 01:40 PM
متدينون لا يعرفون الدين وأتباع لا يعرفون الأدب


كتيبة الردع لصاحبها الشيخ ( فلان بن فلان )

تعودت منذ سنوات طويلة أن أضع يدي في عش الدبابير ولا أهتم بلدغها، تعودت أن أمسك جمرات النار بيدي ولا ألتفت إلي أذاها، تعودت أن أقف أمام الغولة لأقول لها في وجهها: عينك حمرا، دون أن يشغلني غضبها أو غضب من يقف خلفها.

ولذلك نظرت إلي كل الرسائل التي وصلتني عبر الإيميل (أكثر من 800 رسالة) وعبر المحمول (أكثر من 500 رسالة) في يومين فقط، ممن حاولوا أن يدافعوا عن الشيخ ( فلان بن فلان ) بعد أن نشرت تقريرا مطولا عن ثروته وممتلكاته، بكثير من الهدوء وكثير من التأمل.

دع عنك أن معظم هذه الرسائل يمكن أن توقع أصحابها تحت طائلة القانون بتهمة السب والقذف، فلست ممن يذهبون بخصومهم إلي غرف التحقيق في النيابات وقاعات المحاكم، لكن الأهم أن هذه الرسائل تعكس حالة من التدين الزائف.

فبالله عليكم كيف تتخيلون شابا يغضب - كما يقول- لله، ويستنفر كل طاقاته من أجل الدفاع عن رجل الدعوة الأول في مصر الشيخ ( فلان بن فلان ) ، وهو الرجل الذي يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، وإذ بهذا الشاب يسب الدين لمن كتب ومن نشر ومن وزع.

قد ألتمس لمثله العذر فهو فتي جاهل، ثم إن الذي رباه من دعاة ... لم يقل له إن سب الدين حتي لو كان لمن تختلف معه في الرأي حرام شرعا.

عكست رسائل الغضب التي لا تزال تتوالي علي أننا أمام متدينين لا يعرفون الدين، وأتباع لمشايخ يأخذون منهم قدوة، لكنهم لا يعرفون شيئا لا من الأدب ولا عنه، ولذلك فإن مضمون هذه الرسائل لا يشغلني ولا يهمني، وإن غضب من أرسلوها مني إذا قلت لهم أنني وضعتها تحت حذائي، فأرجو منهم أن يغضبوا إلي النهاية لأنني بالفعل وضعتها تحت حذائي. .. مكرم السامع

الجريمة الحقيقية ليست جريمة هؤلاء الأتباع الذين يؤكد كثير منهم أنهم ليسوا من مريدي الشيخ، وأنهم لا يستمعون إليه، لكنهم لا يرضون أن ينشر مثل هذا الكلام عن الشيخ، وهو كلام علي طريقة يكاد المريب أن يقول خذوني، إنهم يرفعون شيخهم إلي مرتبة ألا يسأل عما يفعل، وهي مرتبة لله وحده لا شريك له.

أعتقد أن الشيخ ( فلان بن فلان ) ومن يدير له أعماله ويشرف علي إدارة ثروته لن ينكر أنه يشرف علي ما يطلق عليه "كتيبة الردع"، وهم مجموعة من الشباب الذي يتصدي لكل من يقول كلمة يمس بها من قريب أو بعيد الشيخ ( فلان بن فلان ) لا يتورعون عن سبه وشتمه وقطع طريقه إذا لزم الأمر، لكن لو كانت هذه بضاعتهم. فإنني أقول لهم بارت وخربت هذه التجارة.

لا أستطيع أن أدعي أن شباب هذه الكتيبة يحصل علي أي عائد مادي من الشيخ ( فلان بن فلان ) أو من شقيقه محمود، فقد يكون هناك من بينهم وهم كثيرون بارك الله فيهم متطوعون، لأنهم مقتنعون أن الشيخ ( فلان بن فلان ) لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه، فهو رجل رباني لا يخطئ أبدا، ولهم الحرية فيما يعتقدون. لكن ليس معني ذلك أن نسلم لهم بما يرون أنهم الصواب .

منقول مع تغيير بعض المفردات